الاجهزة الذكية القابلة للارتداء تخترق جدار حقوق الانسان بكبسة رز،

ومنظمات تطالب بترشيد استعمالها.

 عن ميدل ايست أونلاين

واشنطن – انتبه فيمكن ان تلتقط صورك وانت في وضع .. ملفت للانتباه نظارات غوغل الملونة والفاخرة والتي لا تختلف عن النظارات العادية كثيرا او ساعة ذكية موضوعة على معصم صاحبها بطريقة طبيعية لا تثير الانتباه او حتى ملابس داخلية ذكية لامراة مارة امامك ولا يمكن لعينك المجردة ان تراها!.

انه الوجه الخفي للتكنولوجيا القابلة للارتداء والتي اصبحت تثير مخاوف كثيرة من انتهاك الخصوصية واختراق جدار حقوق الانسان بكبسة زر واحدة.

وأثارت امرأة من جنوب كاليفورنيا الجدل في وقت سابق بحصولها على أول مخالفة مرورية بسبب ارتداء غوغل غلاس أثناء القيادة، والتي تكون مزودة بخاصية اتصال بالإنترنت وعرض شفاف للتطبيقات أمام العين اليمنى لمن يرتديها.

وافادت الشرطة إن القانون في كاليفورنيا يحظّر وضع تلفزيون أو شاشة فيديو أو أي شيء مرئي أمام السائق.

وتضم فئة الأجهزة القابلة للإرتداء كل من النظارات والساعات والملابس الداخلية والخواتم الذكية، بالإضافة إلى الأساور الرياضية التي تستشعر المؤشرات الصحية لمستخدمها.

واثارت نظارات شركة غوغل الرائدة في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء جدلا واتهامات واسعة بسبب انتهاكها خصوصية الآخرين، كما منع استخدامها في مقاهي الولايات المتحدة الأميركية.

وذكر مقهى “5 بوينت” في واشنطن أنه منع استخدام نظارات غوغل لمرتاديه وهدد بإجراءات قاسية ضد المخالفين عبر صفحاته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشار القائمون على المقهى أن استخدام هذه النظارات يشكل انتهاكا لخصوصية المستخدمين الآخرين لأنه يسمح بتصويرهم والتقاط مقاطع فيديو لهم وتحميلها على الإنترنت بشكل سري.

والحظر قد يكون مقدمة لخطوات مشابهة من قبل دور السينما والمسارح والأندية الأمر الذي ادخل الشركة الاميركية في دوامة انتهاك الخصوصية مجددا.

والأجهزة القابلة للارتداء مصممة لكي تلبس على الجسم وليس لحملها، وهذه الأجهزة مثل النظارات والساعات تلتقط الصور وتسجل مقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية، وترد على الاتصالات وتجري المكالمات وتتصفح الإنترنت، وتعتبر أهم خاصية تقدمها الأجهزة القابلة للارتداء هي الحصول على المعلومة الفورية للأشياء من حولك.

ويعود الاهتمام الكبير بالتكنولوجيا القابلة للإرتداء في الوقت الحالي، نتيجة دخول شركات مهمة على غرار آبل وسامسونغ وغوغل وسوني الى حقل المنافسة، إضافة إلى ما تقدمه تلك المنتجات من خدمات وميزات بالنسبة للمستخدمين، حيث باستطاعتها تزويدهم بالمعلومات الضرورية إينما كانوا، وتبقيهم على اتصال دائم بالشبكات الإجتماعية بطريقة سهلة كما انها تزودهم بتطبيقات تعنى بصحة الفرد وسلامته.

وعلى رغم اعتماد بعض الأجهزة الذكية بشكل أساسي على هاتف المستخدم، إلّا أنها ستشهد تطوراً كبيراً في المستقبل، بحيث سيصبح في مقدورها تخفيف اعتمادها عليها الى أن تستقِلّ عنها بشكل كامل.

وأوضحت شركة “بيرغ انسيت” البحثية خلال دراستها أن نسبة نمو مبيعات الأجهزة القابلة للإرتداء ترتفع بشكل جيد منذ العام الماضي، حيث وصلت عدد الأجهزة المباعة في تلك الفئة إلى 8.4 مليون وحدة مع نهاية عام 2012.

وتوقعت دراسة للسوق أن يصل عدد الأجهزة القابلة للإرتداء المباعة إلى نحو 64 مليون جهاز في عام 2017، لتبلغ حينها معدل قياسيا لمبيعات تلك الفئة من الأجهزة الإلكترونية.

ويرى خبراء في التكنولوجيا ان الاجهزة القابلة للارتداء عملية وتوفر راحة اكثر في استعمالها، فبامكانك ان تلتقط صورة او تؤرخ حدثا ما دون ان تضطر لاخراج هاتفك الذكي من جيوبك وتحريكه في الاتجاه المطلوب، فيكفيك مثلا ان ترتدي نظارة او ساعة ذكية تلتقط لك ما تريده من احداث وصورا على الفور دون مشقة او عناء يذكر.

في حين يرى الشق المعارض ان التكنولوجيا القابلة للارتداء تثير مخاوف على خصوصية المستخدمين، وتنتهك ابسط حقوق الافراد دون وجود ضوابط مُحددة لعملها.

وما يزيد من حدة هذه المخاوف، عدم إمكانية حصر جميع المنتجات التقنية القابلة للارتداء، نظراً إلى تنوعها بين ساعات، ونظارات، وسوارات تتبع النشاط البدني، إضافة إلى كم كبير من البيانات الحساسة التي يمكنها جمعها حول الشخص وأنشطته وبياناته الصحية، وشكوك كثيرة بشأن كيفية استخدام هذه المعلومات والجهات التي ستؤول إليها.

وبحسب مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فإن من بين العوامل التي تُسهم في تفاقم المخاوف حولها، وفق بعض المدافعين عن قضية الخصوصية، إغفال التوجيهات الصادرة عن “هيئة الغذاء والدواء” الأميركية، مسألة الخصوصية في تناولها للتطبيقات الطبية، وهو ما يعني عدم تحديد الجهة المسؤولة عن تنظيم البيانات الصحية التي تجمعها المنتجات القابلة للارتداء.

ويُثير الانتشار الواسع لتقنيات التصوير والتعرف إلى الأشخاص من خلال الصور قلق الكثيرين، وتطالب المنظمات الحقوقية بتوفير ضمانات أكثر للحفاظ على الخصوصية ووضع ضوابط وشروط عملها وانتشارها، وتؤكد على ضرورة ترشيد استعمالها لكي لا تؤذي مشاعر الاخرين.

اعداد: لمياء ورغي

الاثنين 16 دجنبر 2013

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…