“اليكسا”.. كارثة في غزة وشلل بالضفة وصفعة لإسرائيل
أقسى عاصفة منذ عقود تكبد الفلسطينيين والإسرائيليين خسائر بملايين الدولارات
مع انحسار العاصفة “إليكسا” التي ضربت منطقة الشرق الأوسط بما فيها الأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بدأت الأضرار بالتكشف وسط استياء عارم في صفوف الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، بسبب ما وصفوه بالفشل في إدارة الأزمة من قبل الحكومات المختلفة، نظراً لإغلاق غالبية الطرقات، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة خلال أيام العاصفة التي وصفت بأنها الأقسى منذ عقود.
في قطاع غزة حدثت المأساة الكبرى حين غرقت آلاف المنازل هناك، وسط استياء كبير في صفوف الفلسطينين من حكومة حماس التي كانت أعلنت جاهزيتها للمنخفض وهو ما لم يتحقق على الأرض.
وأفاد عدد من الفلسطينيين في القطاع في اتصالات مع “العربية” بـ”انهيار شبكة الصرف الصحي والسدود الإسرائيلية قرب القطاع، ما تسبب في مزيد من الدمار، وفاقم من حجم السيول التي أغرقت القطاع المحاصر”.
وكان وزير الأشغال العامة والإسكان في الحكومة المقالة في القطاع، قدر الخسائر الناجمة عن المنخفض الجوي هناك بــ64 مليون دولار، موضحاً أن المنخفض أدى لغرق نحو 3300 وحدة سكنية، ونزوح قرابة 7000 أسرة.
وقال الوزير إن أضرار قطاع البنية التحتية والطرق بلغت 12 مليون دولار، فيما قدرت خسائر القطاع الصناعي والتجاري بـ3 ملايين دولار، وخسائر القطاع الزراعي بــ7 ملايين دولار، وخسائر قطاع النقل والمواصلات بمليوني دولار.
وعانى القطاع خلال فترة المنخفض من انقطاع دائم للكهرباء في ظل عدم إدخال الوقود إليه من قبل إسرائيل، ما فاقم من حجم المأساة.
وكان الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، أمر بتوريد وقود إلى القطاع وصل الأحد، بتمويل من الحكومة القطرية.
وناشد عباس المجتمع الدولي بتقديم المعونة الفورية للقطاع، وحمل في الوقت ذاته مسؤولية انقطاع التيار الكهربائي عن الضفة الغربية وقطاع غزة ساعات طويلة خلال المنخفض إلى شركة الكهرباء الإسرائيلية.
الحياة توقفت في الضفة
وفي الضفة الغربية، شهدت شبكات التواصل الاجتماعي هجوماً حاداً على أجهزة الخدمات الفلسطينية المختلفة في ظل الشلل التام الذي أصاب جميع المدن الفلسطينية بسبب تراكم الثلوج التي وصلت إلى نحو المتر في مناطق مثل مدينة الخليل، وكذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن معظم المدن الفلسطينية، وهو ما زال مقطوعاً عن مئات المنازل حتى كتابة هذا التقرير.
ولا تزال عشرات الطرق مغلقة في الضفة الغربية، فيما فتحت طرق رئيسة، وهي وفق تقديرات الشرطة الفلسطينية “سالكة مع توجب توخي الحذر”.
وأفاد مصدر فلسطيني رسمي بأن تقدير حجم الأضرار في الضفة الغربية بحاجة لوقت، بعد رفع التقارير من المحافظات الفلسطينية المختلفة.
وكانت الخسائر قدرت العام الماضي بنحو 30 مليون دولار، لكن حجم المنخفض كان أقل حدة من “اليسكا”.
وأشار المصدر إلى “توقع خسائر بعشرات الملايين في الضفة خصوصاً في مناطق الأغوار”.
وأفاد المرصد الجوي الفلسطيني بأن عاصفة اليسكا قد انتهت، وسيكون الجو غائماً جزئياً خلال الأيام القادمة مع توقعات بسقوط زخات أمطار خفيفة، وحدوث حالات تجمد وصقيع.
نتنياهو يتلقى صفعة
وفي إسرائيل” الدولة النووية”، ظهر جلياً حجم الفشل الذي أصاب أجهزة الدفاع المدني والبلديات وشركة الكهرباء في مواجهة المنخفض الجوي، وهاجمت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح الأحد حكومة بنيامين نتنياهو، ووصفت صحيفة “يديعوت احرنوت” اليسكا التي اجتاحت الشرق الأوسط بأنها “عاصفة القصورات والبحث عن المذنبين”، واعتبرت أن ما حصل من فشل في التعامل معها أعاد إسرائيل إلى القرن التاسع عشر.
من جانبها، قدرت صحيفة “معاريف ” حجم الخسائر الإسرائيلية نتيجة العاصفة بنحو 120 مليون دولار، فضلاً عن سقوط 4 قتلى، وهاجمت الصحيقة حكومة نتنياهو الذي عقد مؤتمراً صحافياً، وصفته الصحيفة “بالفاشل، حيث عجز عن تقديم الحلول في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 16 ألف منزل في القدس لأكثر من 40 ساعة، تاركة سكانها دون تدفئة أو نجدة، واستمرار إغلاق كل شوارعها بما فيها الشارع رقم 1 الذي يعد شريان الحياة.
وإلى ذلك، أفاد مراسل “العربية” في القدس بأن العاصفة التي كشفت “عورات الدولة النووية”، طالت أيضاً وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مشيراً إلى أن الأخير “قطع زيارته للرئيس الفلسطيني بعد نصف ساعة من بدء اجتماعهما، وخلال عودته علق في الطريق لمدة أربع ساعات، وتدخل الجيش الإسرائيلي لإنقاذه”، وفيما يتعلق بنتنياهو فقد ” قطع تيار الكهرباء عن منزله أربع ساعات”، وأظهرت العاصفة قصوراً كبيراً في عمل شركة الكهرباء الإسرائيلية التي تزود الفلسطينيين أيضاً بالتيار.
عن العربية نيت