في سابقة من نوعها و بعد ان نفذت الاقتطاع من اجور المضربين و بعد ان استعملت الزرواطة في حق الاساتذة هاهي حكومة العدالة و التنمية تخرج عن صمتها لتضرب الحق في الاحتجاج و الحريات النقابية التي يضمنها الدستور عرض الحائط بتنفيذ مسطرة الانقطاع عن العمل في حق االأساتذة حاملي الشهادات الجامعية المعتصمين بالرباط …فهل الحكومة ستطرد 6000 استاذ و استاذة ( بالسلم التاسع) لتفتح مبارة لتعويضهم باساتذة بالسلم العاشر.؟؟؟ هذا ما سنعرفه في الايام المقبلة
آخر مسمار في نعش من يسير الوزارة اليوم يدق وبشدة . كيف لمسؤول إداري تربوي بوزارة التربية أن يكون بهذا الأسلوب الذي لا يمث لا للإدارة ولا للتربية بأية صلة ؟ كيف سيتقبل الرأي العام الوطني أن تخاطبه وزارة التربية بكل هذا الاستبلاد وبكل هذه اللامسؤولية إذ أنها تجعل منه ومن أبنائه فقط مطية لضرب رجال التربية وثنيهم عن مطالبهم العادلة من كل النواحي القانونية والاجتماعية والإنسانية ككل إذ تهدف من وراء بلاغها المهزلة الذي يعري مدى كفاءة الساهرين على تسيير وزارة التربية وما يلزمهم من الشهادات الحقيقية كالتي نتوفر عليها وكم يلزمهم من التكوين والدراسة ثم كم يلزمهم من المباريات التي سيرسبون فيها لا محالة لكي يصبحوا قادرين على مخاطبة الرأي العام الوطني أولا باحترام وثانيا بواقعية وثالثا أن يكون بلاغهم بلاغ اعتذار أو بلاغ إعلان استقالة .. استقالتهم من الإساءة للتربية ولهذا الوطن ولأساتذته بهذا الشكل وبهذه العقلية القاصرة بكل المقاييس والتي تعكس فشلا ذريعا في تدبير أحد أكثر القطاعات حيوية … فشل نابع من غموض رؤيا وغياب التخطيط والإستراتيجية الذين لا ينجمان إلا عن حول فكري حاد إذ كيف تطلع علينا الوزارة كرأي عام وطني وتقول أنها ستعوض المضربين وهي لا تقوى حتى على توفير الأساتذة وسد الخصاص القائم فما بالك بتعويض المضربين فما هذه الازدواجية في الخطاب ؟ وما هذا الاستغفال للأباء ؟ ثم ما شأنهم كآباء بإجراءات إدارية داخلية ترتبط بمواردها البشرية وتعمل الوزارة على مغالطة الناس بها قاصدة ترهيب وتخويف العاملين بالقطاع لثنيهم عن المطالبة بحقوقهم وهي قمة البراغماتية المتشددة التي لا تكلف نفس صاحبها حتى محاولة تعرف من يريد استغلالهم واستنزافهم وهو خطأ جسيم لا يقبل من مدبر يفترض فيه أن يكون خبيرا وذو دربة عالية في تدبير الأزمات وحلها ولعل أحد أهم مبيحات ذلك هو دراسة الملف محط النزاع من كل جوانبه وحسن تعرف الطرف المتنازع معه ومعرفة إمكانياته وتقديرها التقدير المناسب الذي يقي من الوقوع في هفوة تجعله يكسب نقاطا بمقابل طروحاتنا وقد تكون تلك النقاط اكتساب تعاطف الرأي العام وتقديره لمجهوداته وأعماله وهو ما ينطبق علينا فالرأي العام الوطني يعلم جيدا حجم المعاناة التي نعانيها كل سنة جراء سوء تدبيركم وحجم التضحيات التي نقدمها لتغطية أخطائكم لا من خلال التكليفات التي نعمل بها ونبلي بلاء حسنا مع أبناء وطننا وأبناء شعبنا ولا من خلال سعينا لتحسين مستوياتنا وتجديد مداركنا من خلال الانخراط في البحث العلمي واستكمال تكويننا الذي تظلون عاجزين عن توفيره وها أنتم تجازوننا على كل مجهوداتنا وتضحياتنا وتحاولون مغالطة الرأي العام وتأليبه ضدنا وهو ما لن يحدث أبدا ولعل حجم المساندة والتضامن الذي نتلقاه كل يوم ليأكد طرحنا . اليوم تقدمون للرأي العام الوطني عربون بوار المدرسة العمومية وتفصحون له عن مدى وطنيتكم ومدى التزامكم بالضوابط القانونية التي لا شرعية لها أمام قانون أسمى يحكمنا جميعا مواطنين ومؤسسات ويقول أن لنا نفس الحقوق من غير تمييز ولا إجحاف أو تسلط ولا إرهاب أم أنكم دوما لكم رؤية أخرى وطريقة أخرى في التعاطي معنا خارج إطار القانون وخارج إطار المصداقية والديمقراطية وتكافؤ الفرص المكفول بالقانون وإلا فإن ذاك القانون لا يستحضر إلا لضربنا لأننا كائنات لا قانونية دوما ولأننا مواطنون / موظفون من درجة ثانية وأبناؤنا أيضا كذلك أما إن كان العكس هو الصحيح وأنا المخطئ فإنه كان عليكم أن تصدروا بلاغا تعلنون فيه عن مدى تفهمكم ومدى مواطنتكم واعترافكم وتخبروا الرأي العام الوطني بأنكم قد رقيتمونا دون قيد أو شرط وأنه لا عذر لنا بعد اليوم لنظل بالرباط بعيدين عن أبنائنا أحبابنا تلامذتنا ..أملنا وأمل هذا الوطن. ألم تقدروا طيلة شهر من الزمن والشلل التام للعملية التعليمية إلا أن تخرجوا علينا بكل هذا التهديد والوعيد بدعوى أنه موجه للرأي العام الوطني؟ ألم تفكروا ليوم واحد ولوهلة واحدة أن موظفيكم الذين يرفسون ويركلون وينكل بهم أنهم حتى وإن قرروا رفع احتجاجهم والعودة لبلداتهم وأقسامهم أنهم لن يقدروا على ذلك وستطول مدة غيابهم جراء الإصابات التي أصيبوا بها ؟ ألم تفكروا للحظة في مطالبة وزارة الداخلية والمسؤولين الأمنيين بعدم الاعتداء على الأساتذة والأستاذات لأن أية إصابة لهم ستطيل من مدة غيابهم ؟ وستحرم تلاميذهم منهم لوقت أطول حتى وإن حل الملف وأنهي الإضراب. ما هكذا تحل الأزمات وما هكذا تدار المشاريع والمقاولات فما بالكم بالوزارات وتدبر قضايا شغيلتها لكن وللأسف تبدى جليا أن وزارتكم لا مشاريع ولا رهانات لها اللهم التربص برجال التربية ومحاولة التنقيص منهم وافتعال الأزمات لذلك. وهي مهزلة كافية لتبين نوعية وطينة إدارتكم وتدبيركم الحكيم الذي وصل لدرجة تبني أسلوب الإدارة الغائبة الصامتة التي لا تهتم لا لموظفيها ولا لمرتفقيها عوضا عن أسلوب الإدارة الأبوية الذي يمثل النموذج الأليق للإدارة التربوية والرقي بها والذي لن تستطيعوا بعجرفتكم