عيون العرب على النهضة اليابانية
واضح أن الأستاذ أحمد مكاوي وهو يطرق موضوع نهضة اليابان في كتابه “نهضة اليابان في عهد الميجي من منظور عربي-إسلامي” قد كشف عن انشغال بسؤالي التحديث والحداثة في العالم العربي، خصوصا وأنه كان قد أبان عن هذا الانشغال عندما طرق موضوع الرحالين المغاربة، سواء أولئك الذين كانت رحلاتهم تكليفية أو الذين كانت رحلاتهم دراسية أو أصحاب الرحلات الحجية، ورصد ردود أفعالهم اتجاه الآخر المستقر في الضفة الأخرى، القوي والمستفز بحسن تنظيماته وتقدم صنائعه، طارحا مجموعة من الأسئلة عن أسباب عدم فهم واستيعاب الشروط التي أوصلت أوروبا إلى ما وصلت إليه، باحثا ومنقبا عن العوائق الذهنية و الثقافية التي حالت دون إدراك أولائك الرحالون لسر تفوق الأوربيين.
نعم يمكننا القول بأن الأستاذ المكاوي في كتابه الجديد الصادر حديثا عن مؤسسة مفاتيح العلوم، قد حافظ على نفس الأسئلة ولكن في سياق آخر، حيث عمل على استقصاء الكتابات العربية الإسلامية التي تطرقت لنهضة الميجي (1868/1912) بدءا مما دونه الرحالة والمصلح التونسي محمد بيرم الخامس المتوفى سنة 1889م إلى كتابات الأكاديميين المعاصرين، ككتابات أنور عبد المالك المصري وهشام جعيط التونسي و محمد عابد الجابري المغربي. وما تم تسجيله من خلال النظر في هذه الكتابات على كثرتها وتنوعها، هو أن أصحابها قد تفاعلوا مع الطفرة التي حققها اليابان على أكثر من مستوى، فحاولوا البحث عن الأسباب التي جعلت اليابان كدولة شرقية آسيوية تخرج بسرعة من زمرة الدول المتخلفة المَغزية إلى مصاف الدول القوية الغازية، خصوصا بعد انتصارها على روسيا الأوروبية في حرب 1904-1905.
لقد قسم الأستاذ المكاوي كتابه إلى أربعة مباحث، خصص المبحث الأول للنظر في التفاعل العربي الإسلامي مع نهضة ميجي قُبيل انتصار اليابان على روسيا وبعده، ففي هذا المبحث تم التركيز على الكتابات العربية الإسلامية الأولى التي تفاعلت مع اليابان ككيان شرقي استطاع أن يكسر الصورة النمطية عن الشرق الخامل والمستكين، عندما انبعث كمارد بعد تخلصه من قيود التخلف لينافس الأمم الأوروبية ويصير واحدا من أندادها، بل ليهزم روسيا وهي الدولة الأوروبية العريقة والقوية.
وتناول في المبحث الثاني الدعوات العربية الإسلامية التي كانت تنادي بالعمل على استقطاب اليابان إلى اعتناق الديانة الإسلامية، وعنون هذا المبحث ب: دعوة اليابان إلى اعتناق الإسلام أو وهم إسلام اليابان. ثم جعل المبحث الثالث للنظر في مسألة تفاعل الأكاديميين العرب مع التقدم الذي أحرزه اليابان سواء في فترة الميجي أو في الزمن المعاصر، فسماه نهضة ميجي من منظور عربي أكاديمي. بينما تناول في المبحث الرابع كيفية تعاطي النخب المغربية مع التقدم الذي أحرزته اليابان إن على المستوى العسكري أو على المستوى الحضاري، وسماه المغرب ونهضة ميجي.
وهكذا فعند تعامله مع الكتابات العربية الإسلامية الأولى التي تفاعلت بشكل إيجابي مع الانتصار الذي حققه اليابان على روسيا، ككتابة محمد بيرم الخامس ومقالات صحيفة المنار لرشيد رضا أو ما دونه محمد علي الحفيد في رحلته إلى اليابان…ألخ، سجل الأستاذ المكاوي أن هذه الكتابات، وعلى اختلاف أجناسها (رحلات، مقالات صحفية، أشعار، خطب وغيرها…) مجمعة على الإشادة بالتقدم الذي وصل إليه اليابان والذي كان من مظاهره الانتصار العسكري على روسيا. وهو الأمر الذي دفع الكثيرين من أصحاب تلك الكتابات إلى تقديم تفسيرات عن سبب ذلك الإقلاع الذي حققه اليابان بٌغية رسم الطريق الذي على الأمة العربية الإسلامية أن تسلكه. صحيح أن تلك الكتابات قد أحالت على مجموعة من العناصر باعتبارها قطب الرحى في نهضة اليابان، وهي كما حددها الأستاذ المكاوي : “انتشار التعليم، إقامة المصانع وإدخال المستحدثات، تبني الدستور والحياة النيابية، النظام، الوطنية، أهمية الحاكم و الحاشية المحيطة به، حب العمل، محدودية الموارد كحافز(1).” لكن ما تم تسجيله هو أن كل واحد من الذين قدموا تفسيرات وتعليلات للتقدم الياباني قد أولى أهمية لبعض العناصر على العناصر الأخرى انطلاقا من الموقع الذي يحتله داخل المجتمع، كما هو الشأن بالنسبة لمسألة الدستور وحرية التعبير، فالذين كانوا خارج السلطة كأنور وجدي اعتبروا هذا العنصر من الأسباب الأساسية للنهضة، بينما لم يعر أصحاب السلطة، كالسلطان عبد الحميد، كبير اهتمام لهذا الجانب، وإنما اعتبر مسألة البعد عن أوروبا و أطماعها وضغوطها هي الأساس في نهضة اليابان وترقيه.
بعد عرض الأستاذ المكاوي لهذه الكتابات التي أشرنا إليها وتقويمها من وجهة نظر المؤرخ المتمرس، خلص إلى أنها كانت في عمومها أسيرة الانبهار بالتطور السريع الذي عرفه هذا القطر الشرقي، البعيد في المكان والقريب من الوجدان، وهو انبهار جعل الكثيرين يغضون الطرف عن الوجه الآخر لهذا التقدم والمتمثل في التوسع الاستعماري لليابان على حساب جيرانه، وركزت فقط على التطور السريع الذي أحرزه، بل وجعلته الأنموذج الأمثل الذي يجب على الأمة العربية الإسلامية أن تحتذي به. وعلى هذا الأساس عملت تلك الكتابات على رصد أسباب نهضة اليابان وتطوره، إلا أن الأستاذ المكاوي نعث رصدها ذلك بأنه كان مبتسرا لم يتجاوز الانطباعات والانفعالات، بل كان في مجموعه انتقائيا تعوزه الدقة والشمولية.
ومن الأمور التي حفل بها الكتاب أيضا، تناوله في المبحث الثاني لمسألة بالغة الأهمية وهي سعي عدد كبير من النخب العربية الإسلامية، على اختلاف انتماءاتها وتوجهاتها الفكرية، إلى دعوة اليابانيين إلى اعتناق الإسلام. فهذه النخب ومن ضمنها الصحافي الأزهري صاحب جريدة الإرشاد علي بن احمد الجرجاوي والأمير محمد علي الحفيد والرحالة الداعية عبد الرشيد إبراهيم، قد عقدوا أمالا عريضة على دخول اليابان في الدين الإسلامي ليصبح بذلك جزء من الأمة الإسلامية، كي تتقوى بقوته وتتحصن بهيبته. ولقد أشار الأستاذ المكاوي إلى أنه كانت لدعوة اليابان إلى الإسلام، والتي نعتها عن حق بالوهم، أبعادا نفسية وسياسية ودينية. وبالفعل يمكننا تلمس بعض تلك الأبعاد فيما سطره الجرجاوي نفسه، حين قال: “ومنهم من يقول إن إسلام اليابان يعيد ماضي مجد هذا الدين الذي طوته الأيام والليالي ويحي ما اندثر من معالم عزه وتمكينه ويغرس في نفوس الأمم جمعاء هيبة الإسلام كما كان في تلك العصور السالفة. ويعللون هذا القول بأن الأمة اليابانية هي الدولة الشرقية التي انفردت بسمو المنزلة وعظم الجاه والمهابة في نظر كل الدول والحكومات في الشرق والغرب فإذا أسلمت فلا بد أن ينظم إليها مسلمو الصين والهند أيضا لداعي الجوار فيتألف من هذه الأمم الثلاث قوة إسلامية كبرى في البر والبحر وبذلك يعتز العالم الإسلامي ويكون الميكادو في هذا الحين كصلاح الدين الأيوبي ومن ماثله من ملوك الأندلس الذين أيدوا مركز الخلافة ولم يؤثر استقلالهم فيها تأثيرا يذكر وتكون كل الممالك الإسلامية المستقلة متحدة الكلمة باسم الدين وإن كانت لم تجتمع تحت جامعة الحكم وتكون طوكيو قبلة الشرق الأقصى”.(2)
يظهر أن هذه الدعوة إلى أسلمة اليابان، والتي أدخلها الأستاذ المكاوي في باب الأماني والأوهام، بٌنيت أسسها على تخيلات وتمثلات إستيهامية لا غير، كأن يتم التعويل على أسلمة اليابان لإحياء ماضي الإسلام المجيد، أو الإحساس باسترداد العزة والقوة الضائعتين لمجرد توهم أن دولة قوية ستشاركنا نفس الديانة، وكأن الأمة بهذه الأماني قد سلمت بعجزها ويئست من إدراك ما أدركه غيرها من أسباب النهوض والترقي.
وفيما يخص حضور نهضة اليابان عند الأكاديميين العرب أشار الأستاذ مكاوي في البداية إلى أن أعمال هؤلاء الأكاديميين تتميز عن الأعمال السابقة المزامنة لنهضة ميجي كما ومضمونا، حيث إن أصحابها وكما يقول الأستاذ المكاوي قد “توافر لهم الفاصل الزمني الكافي لقراءة أقل حماسة وانفعالا، فضلا عن استعمال أدوات منهجية حديثة”(3) كما أكد على وجود تفاوت بين المشارقة والمغاربة، إن على المستوى الزمني أو على المستوى التراكمي، والمستويان متلازمان حيث إن للمشارقة سبقا زمنيا في تناولهم للنهضة المذكورة الشيء الذي سمح لهم بمراكمة أعمال شملت حقولا متعددة، كالتاريخ والاقتصاد والسوسيولوجيا والعلوم السياسية.
وبعد تمحيص هذه النصوص وتقليب النظر فيها، وهي نصوص كل من: رؤوف عباس وهشام شرابي وعبد الغفار رشاد وهشام جعيط ومسعود ضاهر وأنور عبد المالك والفضل شلق، أكد الأستاذ المكاوي أن الحاضر بقوة في هذه النصوص جميعها، هو واقع العالم العربي- الإسلامي، وأن السؤال الأهم الذي هيمن عليها هو سؤال: لماذا تقدم اليابان وتعثر العرب، وهو نفس السؤال الذي طرحه الدارسون العرب قريبو العهد بنهضة الميجي. ورغم اعتراف الأستاذ المكاوي لكتابات الأكاديميين العرب بتجاوزها للكتابات المعاصرة لنهضة الميجي، إلا أنه أكد على “أن الانطباعية ظلت حاضرة في العديد منها، مما يعني أنه لم تحصل قطيعة تامة”.(4)
وما يمكن ملاحظته في هذا الشأن هو أن الأستاذ المكاوي أبدى ارتياحا كبيرا للأعمال التي قام بها بعض المشارقة، مثل أعمال رؤوف عباس، إذ صرح في حقها قائلا: “وعلى العموم درس رؤوف عباس بنفس تحليلي عميق، آليات التحديث في اليابان، والحركات السياسية والتيارات الفكرية المحددة لمسار التاريخ الياباني الحديث والمعاصر وما استتبعها من تغيرات في البناء الاجتماعي والعادات والتقاليد والقيم. وبصفة إجمالية، كل ما أسهم أو ساعد على خلق مناخ التغيير الملائم الذي عرفه المجتمع الياباني، إنها دراسة تاريخية دقيقة”(5) أو أعمال أنور عبد المالك التي وسمها الأستاذ المكاوي بأنها “قاربت النهضة اليابانية بدقة وشمولية”. ورغم أهمية أعمال أنور عبد المالك، ورغم إشادة الأستاذ المكاوي بها، فإن لنا بعض الملاحظات على ما ورد فيها. مثل تشديده على محدودية الدين في النهضة اليابانية، فالأمر، في نظرنا، يقتضي كثيرا من التروي ومزيدا من التدقيق، فمن المعلوم أن الشينتو وهي الديانة الأقدم لليابان قد تم إحياؤها في القرن السابع عشر الميلادي وهو القرن الذي أخمدت فيه حركات التبشير المسيحية. ولا يمكن، بأي وجه من الوجوه، نفي الدور الإيجابي لهذه الديانة في نهضة اليابان خصوصا وأنها كانت تنص على الاعتقاد بأن أرض اليابان مقدسة وأنها وحدها مركز العالم. ونورد هنا قول العالم الياباني موتوري حين صرح: “يكفي أن يكون الميكادو سليل الآلهة المباشر لتكون اليابان متفوقة على بقية البلدان. وما من أمة تستطيع أن تزعم أنها مساوية لليابان، بل كل الأمم مدعوة إلى إجلال الإمبراطور الياباني”(6). إذن لا يخفى ما لهذه العقيدة من دور في شحذ الهمم وتهيئها للنهوض أو على الأقل تطويعها لكي لا تقاوم ما عقد عليه الإمبراطور العزم من إصلاح وتحديث.
أما المبحث الأخير فقد تم تخصيصه لمسألة اهتمام المغاربة بنهضة الميجي، وفيه تطرق الأستاذ المكاوي إلى كتابات مجموعة من الشخصيات الفكرية بدءا من علي زنيبر إلى عبد السلام المودن، مرورا بمحمد السليماني وعبد الهادي بوطالب وجرمان عياش ومحمد عابد الجابري. وفي مستهل حديثه عن كتابات هؤلاء أعلن الأستاذ المكاوي أن هذه الأخيرة أقل شأنا من نظيرتها المشرقية، إن على مستوى العدد أو على مستوى العمق، وهذا أمر واضح، خصوصا أن العدد الكبير من المفكرين المذكورين كانت مساهماتهم في تقويم التجربة اليابانية مجرد مقالات شبه صحفية أو حوارات على أعمدة بعض الجرائد. ومع كل هذا فإن ما ميز هذه الكتابات، على الرغم مما شابها من نواقص، هو تطرقها لجانب جديد لم تعرفه الكتابات المشرقية ونقصد المقارنة بين اليابان و المغرب في مسألة البعثات الطلابية إلى أروبا. فكان السؤال الرئيس الذي هيمن على جل الكتابات المغربية إما صراحة أو تضمينا، هو لماذا نجحت بعثات اليابان الطلابية إلى أوروبا فكانت لها نتائج ملموسة في النهوض والترقي، بينما أخفقت في المغرب ولم تظهر لها أية آثار إيجابية. وفي هذه المسألة تباينت الإجابات واختلفت في رصد العوائق وتحديد الموانع التي حالت دون استفادة المغرب من بعثات طلابه إلى الخارج، بينما جنى اليابان ثمرات بعثاته.
إن مجرد تركيز المغاربة على المقارنة بين بعثات المغرب الطلابية إلى أوروبا مع نظيرتها اليابانية، شكل، في نظر الأستاذ المكاوي، عامل نقص ومظهر قصور في استيعاب عمق النهضة اليابانية، لأنه صرف الأذهان عن الإحاطة بالعوامل الحقيقية التي أوصلت اليابان إلى ما وصلت إليه.
ولا يفوتنا ونحن ننظر في هذا المبحث الأخير من الكتاب من أن نشير إلى أن تعامل بعض المفكرين المغاربة مع نهضة اليابان، كان تعاملا برجماتيا، حيث إنهم لم يستحضروها لتقويمها من وجهة نظر المؤرخ المنقب في تفاصيل حصولها، وإنما كان هدفهم الأساس هو استحضارها لبث مواقفهم الإيديولوجية وعرض مطالبهم الإصلاحية. كما هو الشأن مع المرحوم عابد الجابري، الذي ندرك جيدا الإطار الإيديولوجي التي كان ينتمي إليه. وباستحضار هذا الإطار تبدو مواقفه وتصريحاته مفهومة بشكل أدق، مثل اقتناعه بأن التغيير يمكن أن يحصل فوقيا، وليس بالضرورة عن طريق الجماهير. ثم ربطه النهضة اليابانية بالإصلاحات السياسية والدستورية في عهد ميجي. نعم إن الجابري وهو يتحدث عن نهضة اليابان في عهد ميجي كان يضع نصب عينيه المغرب الراهن، حيث كان يتطلع إلى أن تتم المبادرة الإصلاحية من فوق بعد أن يئس من مسألة الإصلاح القاعدية، أو ربما كان واعيا بكلفتها، إن قدر لها أن تحصل في يوم من الأيام. لذلك نتحفظ من بعض الأحكام ولا نوافق الأستاذ المكاوي الرأي فيها مثل قوله بأن “التفسير المقدم من قبل الجابري لم يستوعب حقيقة التطور السياسي والدستوري في اليابان ضمن حركية الإصلاح و التحديث الشاملة”.
كما لا يفوتنا أن نشير أيضا إلى أن بعض الكتابات المشرقية قد انتهز أصحابها فرصة الحديث عن تطور اليابان و استحضار نهضة ميجي لتوجيه النقد لبعض الحكام، بشكل ضمني، ولتمرير بعض المواقف التي كان يصعب الجهر بها مباشرة، كدعوة الحكام إلى الابتعاد عن حياة الترف و تجنب الإسراف في الإنفاق الذي غالبا ما ينهك خزينة الدولة، ولنا من الشواهد ما يثبت صحة هذا. فلنتأمل على سبيل المثال ما أورده علي بن أحمد الجرجاوي في كتابه رحلة اليابان، حيث كان يكيل المدائح لإمبراطور اليابان قائلا: “وقد خالف الميكادو سنة الملوك قديما وحديثا فهو لا يتعاطى من خزينة حكومته النفقات الطائلة لأنه لا يميل إلى الترف ولا يزدهيه عزة السلطان لأن كل ما يأخذه من الأموال هو المقدار الذي يكفي لحاجاته وحاجات حاشيته الضرورية”.(7)
وختاما لا يمكننا إلا أن نؤكد بأن الأستاذ المكاوي في طرقه لهذا الموضوع قد أبان عن قدرة فائقة في الإحاطة بالنصوص وعرض مضامينها ومحاورة أصحابها، حيث إنه لم يكتف بعرض الآراء والأفكار الواردة في تلك النصوص من موقع الباحث المحايد الذي يقدم الوثيقة كما هي في برودة تامة، بل نجده كان حريصا على إبداء رأيه فيها، مصوبا الأخطاء والهفوات التي وقع فيها البعض مع الإشارة إلى مكامن النقص حين يرصدها ومنوها بنقط القوة ساعة يعثر عليها، كاشفا عن الخلفيات المحركة لتساؤلات أصحابها أو نوازع دعواتهم، حريصا كل الحرص على تقويم تلك الكتابات من موقع الباحث المتمكن والمؤرخ المطلع.
الهوامش:
1- المكاوي، أحمد، نهضة اليابان في عهد الميجي، من منظور عربي إسلامي، مفاتيح العلوم، العرائش، المغرب، 2013، ص، 55.
2- الجرجاوي، علي أحمد، الرحلة اليابانية، جريدة الشورى، الطبعة الأولى، مصر، 1325ه، ص. 190.
3- المكاوي، ص. 87.
4- ن، م، ص. 129.
5- المكاوي، ص. 93.
6- صعب، أديب، الأديان الحية، نشوؤها وتطورها، دار النهار، بيروت،1993، ص.101.
7- الجرجاوي علي بن أحمد، الرحلة اليابانية، ص. 111.
…………………….
عن صحيفة الاوان
13 دجنبر 2013