قمة أميركية مغربية تفتح ملفات الاقتصاد والأمن في المنطقة |
أوباما يتعهد بدعم جهود السلام في الصحراء المغربية على أساس جدية وصدقية مقترح الحكم الذاتي المقدم من الرباط. |
عن ميدل ايست أونلاين السبت 23 نونبر 2013 |
واشنطن – تعهد الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائه العاهل المغربي محمد السادس الجمعة بدعم جهود السلام في الصحراء المغربية، مشددا على “جدية وصدقية” مقترح الحكم الذاتي الموسع المقدم من الرباط.
وبحث الزعيمان في اجتماعهما قضايا الاقتصاد والامن في افريقيا والمنطقة وملفات التعاون بين البلدين اللذين تربطهما علاقات تعود الى القرن الثامن عشر.
واستقبل اوباما الملك محمد السادس وهي اول زيارة للعاهل المغربي للبيت الابيض منذ 2004 حين استقبله سلف اوباما جورج بوش.
ووصل العاهل المغربي الى البيت الابيض عند الساعة 14:45 (19:45 تغ) حيث ادت فرقة عسكرية له التحية، قبل ان يجتمع باوباما في مكتب البيت الابيض.
وفي بيان مشترك صدر بعد انعقاد القمة الاميركية المغربية، تعهد الرئيس الأميركي بمواصلة دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي ودائم ومقبول من قبل الأطراف لقضية الصحراء.
وقال البيان انه “تماشيا مع السياسة الأميركية الثابتة على مدى سنوات عديدة، فإن الولايات المتحدة أكدت، بشكل واضح، على أن مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب هو مقترح جدي وواقعي وذي مصداقية، ويمثل مقاربة ممكنة من شأنها تلبية تطلعات سكان الصحراء إلى تدبير شؤونهم الخاصة في إطار من السلم والكرامة”.
وأكد أوباما أن الولايات المتحدة تدعم المفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة، بما فيها عمل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، وناشد الأطراف العمل من أجل إيجاد حل سياسي.
وجدد الزعيمان تمسكهما المشترك بتحسين ظروف عيش سكان الصحراء، والعمل سوية على مواصلة حماية حقوق الإنسان والنهوض بها في المنطقة.
وضم المغرب الصحراء المغربية، المستعمرة الاسبانية السابقة في 1975. وتطالب جبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر باستقلال الصحراء من خلال تنظيم استفتاء للحكم الذاتي فيما اقترحت الرباط في 2007 خطة لحكم ذاتي واسع، على ان تحتفظ بكل “رموز السيادة ولاسيما العلم والنشيد الوطني والعملة”.
وتنتشر مهمة للامم المتحدة منذ 1991 في الصحراء المغربية. وفي نيسان/ابريل 2013، مدد مجلس الامن مهمتهاولم يكلف مهمة الامم المتحدة اجراء تحقيق في هذا المجال كما كانت تريد واشنطن.
وادى هذا المطلب الذي اهمل في وقت لاحق الى احتكاكات بين المغرب والولايات المتحدة في 2013.
وفي دعم الإصلاحات الديمقراطية والاقتصادية في المغرب، أشاد الرئيس الاميركي بعمل وريادة العاهل المغربي في تعزيز الديمقراطية، والدفع بالتقدم الاقتصادي والتنمية البشرية خلال العقد الأخير.
وجدد كل من الزعيمين التزامهما بالعمل سويا من أجل تحقيق الأهداف الواعدة لدستور المغرب لسنة 2011 ، واستكشاف السبل الكفيلة بتمكين الولايات المتحدة من المساعدة على دعم المؤسسات الديمقراطية بالمغرب، والمجتمع المدني والحكامة التشاركية.
وأشاد الرئيس أوباما بالتزام الملك محمد السادس بوضع حد لمحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية.
وبعدما سجلا اهتمامهما المشترك في ما يخص المهاجرين واللاجئين والقضايا المرتبطة بالإتجار في البشر عبر العالم، عبر الرئيس الاميركي عن دعمه لمبادرة المغرب القاضية بإصلاح المنظومة المرتبطة باللجوء والهجرة، بناء على توصية من المجلس الوطني المغربي لحقوق الإنسان.
وحول التعاون الاقتصادي والأمني، أكد الزعيمان أن الولايات المتحدة والمغرب عازمان على العمل معا من أجل النهوض بتنمية بشرية واقتصادية للمملكة. وسجلا نجاح “الميثاق الأول لحساب تحدي الألفية” في سبتمبر/ايلول 2013 ، ووقعه الإيجابي على إحداث مناصب الشغل والنمو الاقتصادي والتنمية البشرية على صعيد البلد ككل.
وأبرز الرئيس الاميركي الاستراتيجية التنموية الجديدة للوكالة الأميركية للتنمية الدولية للفترة 2013 – 2017 ، والتي تم وضعها من أجل مساعدة الحكومة المغربية على بلوغ أهدافها في الإصلاح والاستجابة لحاجات المواطنين المغاربة. وترتكز هذه الاستراتيجية على: تحسين ولوج الشباب إلى الشغل والمشاركة المواطنة في الحكامة واستكمال الأطفال لتعليمهم الابتدائي.
وسجلا توقيع البلدين على اتفاق للمساعدة المتبادلة في المجال الجمركي يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 ، بغرض توسيع التعاون الثنائي في مجال كشف تبييض الأموال والغش التجاري وجرائم مالية أخرى. من جهة أخرى، وقعت الولايات المتحدة والمغرب يوم 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، اتفاقا لتسهيل المبادلات يعزز اتفاقية التبادل الحر التي تجمع بين الولايات المتحدة والمغرب ويمثل، بالنسبة للقرن الواحد والعشرين، اتفاقا يمكن من المضي قدما في الإصلاح والتحديث الجمركي.
ويعد المغرب أول شريك للولايات المتحدة بالمنطقة، تم التوقيع معه على اتفاق من هذا النوع، الذي يؤكد المبادئ المشتركة للاستثمار وتكنولوجيا الإعلام والاتصال وتجارة الخدمات. وتدل هذه المبادرات المهمة على التزامنا المشترك بنسج روابط اقتصادية أوثق على مستوى المنطقة ومعها.
وأكد الرئيس الاميركي والعاهل المغربي أهمية المغرب باعتباره قاعدة للانطلاق بالنسبة لشمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء في مجالات التجارة والاستثمار وكذلك مزايا الحفاظ على مناخ أعمال جذاب للاستثمار بالمغرب.
وتأسيسا على مؤتمر ديسمبر/كانون الاول 2012، حول تطوير الأعمال بين الولايات المتحدة والمغرب الذي انعقد بواشنطن، أشار العاهل المغربي إلى أن التحضير جار لمؤتمر اقتصادي ثان سينعقد بالرباط سنة 2014.
وفيما يتعلق بالتعاون في مجال الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب، سجل الزعيمان شراكتهما على صعيد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، خلال السنتين الأخيرتين للنهوض بالسلم والأمن الدوليين، ولاسيما بمالي والساحل وسوريا وليبيا والشرق الأوسط.
وجددا التأكيد على التزامهما بمواصلة تعميق التعاون المدني والعسكري في مجالات حظر انتشار التسلح ومكافحة الإرهاب.
وانسجاما مع اهتمامهما بخصوص التهديد المتواصل الذي يمثله الإرهاب، تعتزم الولايات المتحدة والمغرب مواصلة تعاونهما بهدف دعم المؤسسات الديمقراطية للعدالة الجنائية ومواجهة خطر التطرف العنيف بالمنطقة. كما جدد القائدان التزامهما إزاء مبادرات التعاون الإقليمي.
والتزم الزعيمان أيضا بمواصلة التعاون الوثيق في إطار المنتدى الشامل لمكافحة الإرهاب وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية الإقليمية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، ولاسيما عبر اتحاد مغاربي قوي، وكذلك منتديات إقليمية أخرى.
وشجع الرئيس الأميركي المغرب على الانضمام إلى الولايات المتحدة من أجل إحداث المعهد الدولي للعدالة ودولة القانون بمالطا، والذي يتوخى تكوين جيل جديد من العاملين في مجال العدالة الجنائية عبر شمال إفريقيا وغرب وشرق إفريقيا، حول السبل والوسائل الكفيلة بالتعامل مع موضوع مكافحة الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية في إطار دولة القانون.
من جانب آخر، أكد الرئيس ريادة العاهل المغربي والأعمال التي يقوم بها المغرب في مجالات حفظ السلم والوقاية من النزاعات والتنمية البشرية والحفاظ على الهوية الثقافية والدينية.
وسجل قائدا البلدين بارتياح تقييمهما المشترك للدور الحاسم للتنمية البشرية والاقتصادية في تحقيق الاستقرار والأمن في القارة الإفريقية، والتزما بمواصلة استكشاف وتعميق خيارات ملموسة لتعاون عملي وتشاركي حول قضايا اقتصادية وتنموية.
واتفق الرئيس أوباما والملك محمد السادس على استمرار التواصل الوثيق والمضي على درب التعاون المتين الذي من شأنه تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمغرب، وخاصة الاجتماع المقبل للحوار الاستراتيجي بالرباط. كما اتفقا على تعيين شخصية رسمية من مستوى رفيع، من كلا الجانبين، من أجل الاشراف على التطبيق الأمثل للقرارات المتخذة خلال الزيارة. ورحب الرئيس الأميركي بدعوة العاهل المغربي للقيام بزيارة إلى المغرب.
وختم الرئيس الأميركي والعاهل المغربي لقاءهما بالتأكيد على التزامهما المشترك بالعلاقات الخاصة التي تعود إلى أمد بعيد التي تجمع الولايات المتحدة والمملكة المغربية التي كانت سنة 1777 أول بلد يعترف باستقلال الولايات المتحدة .