علوي على رأس المرحلة الانتقالية في سوريا

 

خطة روسية أميركية مدعومة من الرياض وتحقق شرط رحيل بشار الأسد عن السلطة.

 

عن صحيفة العرب  [نُشر في 23/11/2013، العدد: 9388،

لندن – علمت العرب من مصادر سعودية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن موسكو موافقة على ذهاب بشار الأسد وأنها مستعدة لوقف فوري للدعم الموجه له إذا قدمت المعارضة السورية بديلا يحمي مصالح روسيا والأقليات.

وكشفت المصادر أن موسكو تريد أن تتولى خلافة الأسد شخصية علوية تحوز على ثقة المعارضة من ناحية وتطمئن العلويين على مصيرهم من ناحية ثانية.

وأضافت أن قيادات من الطائفة عبّروا للروس عن استعدادهم للتخلي عن الأسد والتسريع في جهود عزله مقابل ضمانات بعدم تعرضهم لهجمات من المجموعات المتشددة مثل داعش والنصرة، وأن لا يتم طردهم من الوظائف وانتزاع أملاكهم، أو صياغة قوانين مستقبلية تجردهم من حقوقهم السياسية والمدنية.

وذكرت المصادر أن بوتين أكد للملك عبدالله أن بشار انتهى بالنسبة إلى الروس، وأن الحل لديهم أن تتولى المعارضة مهمة إدارة البلد على أن تأتي شخصية علوية على رأس الجيش والأمن.

وأشارت إلى أن الرئيس الروسي أكد للعاهل السعودي أن هذه المبادرة تحوز على الدعم الأميركي، وأنها ستكون محور الحل في جنيف 2، وطلب منه المساعدة في دفع المعارضة إلى تبني هذه المبادرة لإنجاح المؤتمر والتسريع ببدء المرحلة الانتقالية مباشرة بعده.

ولفتت المصادر ذاتها إلى أن الملك عبدالله استجاب لذلك ووعد بدعم سعودي للخطة الروسية.

وكان بوتين قد أجرى اتصالا هاتفيا الخميس مع الملك عبدالله، أكد إثرها الكرملين أن العاهل السعودي أعرب عن استعداده للمساعدة في عقد مؤتمر “جنيف2” حول سوريا.

وقال مراقبون إن بوتين حرص على أن تحوز خطته على الدعم السعودي نظرا للعلاقة القوية التي تجمع الرياض بالائتلاف السوري المعارض، وهو أكبر فصيل معارض ودوره محدد ميدانيا خاصة ذراعه العسكرية (الجيش الحر).

لكن تبقى هناك نقطة خلافية في هذه الخطة، حيث يقترح الروس أن يبقى الأسد وعائلته في سوريا على أن يعلن عدم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 2014، ولاحقا انسحابه من الحياة السياسية، بينما يريد السعوديون والأميركيون محاكمة كل من أوغل في الدم السوري وارتكب جرائم ضد شعبه بمن في ذلك الأسد والمحيطون به.

وبالتزامن مع حصوله على الدعم السعودي لخطته أجرى بوتين مجموعة من الاتصالات شملت خاصة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس المصري المؤقت عدلي منصور.

كما عرض الخطة على رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان أمس الذي قال إن محادثاته مع بوتين أتاحت إيجاد نقطة انطلاق لحل المسألة السورية، وأنه في حال عقد مؤتمر “جنيف 2” سيتم التوصل إلى حل للأزمة السورية.

وقال بوتين في مؤتمر صحفي مشترك مع أردوغان “حملت روسيا على عاتقها مسؤولية إقناع القيادة السورية. قمنا بدورنا. والدور على شركائنا لإقناع المعارضة”.

واعتبر مراقبون أن هذه الخطة ستكون فرصة مهمة للمعارضة لتؤكد دفاعها عن حق الأقليات وحرصها على أن يكون التوافق هو عنوان المرحلة الانتقالية، وهو ما يشجع مقربين من النظام، وخاصة من القيادات الأمنية والعسكرية البارزة، على وقف ربط مصيرهم بمصير الأسد وعائلته المورطة في القتل والفساد.

ولا يقف كل العلويين إلى جانب النظام، كما أنهم ليسوا جميعا مستفيدين منه، فقسم منهم، وخاصة المثقفين، انتبهوا إلى اللعبة التي يلعبها النظام بالطائفة، وقال العديد من الناشطين السياسيين العلويين إن النظام يضع الطائفة وقودا لحربه ضد الثورة.

لكن المراقبين يلفتون إلى أن الأهم بالنسبة إلى روسيا بالأساس هو وجود بديل للأسد يكون مقبولا لديها ويقدم ضمانات واضحة لمصالحها.

ويلفت هؤلاء المراقبون إلى أن نجاح الخطة الروسية المدعومة أميركيا وسعوديا سيكون مشروطا بتحديد المعارضة لموقفها من المجموعات المتشددة القادمة من وراء الحدود التي اتسع نفوذها في المناطق التي تقع تحت سيطرة المعارضة.

وهو المطلب الذي سبق أن رفعته واشنطن بدورها خلال لقاءات سفيرها بسوريا روبرت فورد بقادة المعارضة السورية في اسطنبول لحثهم على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 ودعم الحل السياسي.

ويخلص المراقبون إلى القول إن الخطة الروسية تكون قد حققت للمعارضة السورية وللدول الإقليمية الداعمة لها أحد أهم شروطها، وهي الحصول على ضمانات بألا يكون للأسد أي دور في المرحلة القادمة، ما يضفي على أي اتفاق مستقبلي مصداقية أخلاقية وسياسية.

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…