المديونية ستصل إلى 62 % من الناتج الداخلي الخام أي حوالي 500 مليار درهم متجاوزة بذلك الخط الأحمر
مداخلة أحمد الزيدي رئيس الفريق الإشتراكي بمجلس النواب في المناقشة العامة لمشروع قانون المالية رقم 110.12 للسنة المالية 2014 دعوني، السادة أعضاء الحكومة، الزملاء والزميلات في الأغلبية أن أصارحكم بأننا في الفريق الاشتراكي، ورغم اجتهادنا، لم نعثر في مشروع القانون المالي الذي نناقشه اليوم على ما يقنعنا بكونه يرقى إلى مستوى التحديات الكبرى التي تواجهها البلاد، وإلى مستوى مطالب وحاجيات المواطنين، وإلى مستوى المرحلة التي ولجتها بلادنا باعتماد دستور 2011 . مشروع يسير على الهامش حتى من البرنامج الحكومي إنه مشروع يسير على الهامش حتى من البرنامج الحكومي القديم الذي نصبت على أساسه الحكومة القديمة، بل ويسير على النقيض من العديد من الشعارات التي تضمنها هذا البرنامج. ومرد هذا الإشكال إلى الاعتبارات السياسية التي أقحمت الأغلبية الحكومية البلاد فيها والالتباسات المتعددة التي زادت المشهد السياسي خلطا وضبابية، ووضعت البلاد في محطة انتظار زارعة بذلك اليأس بعد الآمال الكبرى التي أطلقها اعتماد دستور 2011 والذي جاء ثمرة توافق وطني لحاربة الفساد. حكومة في طور التعلم وغير احترافية لقد سبق لنا في الفريق الاشتراكي أن نبهنا في مناقشة أول قانون مالي لحكومة ما بعد دستور 2011 إلى أشكال القصور التي تميز ممارستها للشأن العام، ونبهنا إلى هشاشة الفرضيات التي أوردتها في أول وثاني قانون مالية. وقد ثبت بالملموس ما نبهنا إليه بشأن فرضيات النمو والعجز والمقاصة. ويؤسفنا أن نقف اليوم على تكرار الحكومة لذات الأخطاء في وضع الفرضيات. فلا المحيط الدولي أي الطلب الخارجي ولا الإجراءات العمومية في ذات القانون المالي يمكن أن ييسر تحقيق بعض الفرضيات من قبيل ما يتعلق بنسبة النمو. الاغلبية تتحمل مسؤولية تاريخية في توريث الأجيال القادمة ثقل دين كبير يكبح تقدم البلاد ويرهنها وقد يكون أصل الإفلاس. الاختلالات المجالية وتوزيع الثروات على نحو غير عادل بين الجهات والمجالات تتعمق وتظل الاختلالات المجالية وتوزيع الثروات على نحو غير عادل بين الجهات والمجالات من سمات المغرب في العقد الثاني من الألفية الثالثة، إذ أن أربع جهات تنتج 50 % من الثروات فيما يقطن 60 % من الساكنة الفقيرة بخمس جهات (سوس و الغرب و مكناس، تافيلالت و مراكش، تانسيفت والشرق). كلفة تعطيل الإصلاحات ستكون غالية في كل المعضلات التي ذكرنا وتلك التي يواجهها المغاربة منتجون ومستهلكون ومهنيون ونخبا، يبقى البحث عن الأسباب وتشخيصها أحد مداخل معالجتها وتجاوزها. وإذ نعيد التشديد على أن مقتضيات الدستور الجديد توفر لهذه الحكومة ما لم يتوفر لغيرها من صلاحيات وإمكانيات مؤسساتية وسلط، فإننا نؤكد على أن تعطيل الإصلاحات، أو بالأحرى عجز الحكومة عن إعمالها يظل يكلف المغرب والمغاربة الكثير وسيبقى كابحا لإعمال جيل الإصلاحات الجديدة التي تضمنها وتوخاها دستور 2011 . |
||
11/19/2013 |
||
قراءة في مشروع قانون المالية لسنة 2021 * بقلم : طارق المالكي
يأتي مشروع قانون المالية لسنة 2021 في سياق عام دولي ووطني، يتميز بالصعوبة والضغوطات التي ت…