البرنامج الموسع لأمريكا لا يقتصر على السيطرة على وسائل الإعلام ومؤسسات موازية تعمل على توجيه الفكر البشري ، بل هو اليوم يهدف إلى وضع اليد بشكل كامل على الكرة الأرضية وقد أصبحوا على مقربة من هدفهم وتحقيق مرادهم إن لم تحصل معجزة يستفيق على إثرها الناس من سباتهم وربما ستتم الإستفاقة من المغرب الذي أصبح في مواجهة مع المخطط الأمريكي الذي سيطر على الجزائر بعد سيطرته على الصحراء الشرقية بعد الإتفاقية التي تمت علي حساب الجزائريين عن طريق السيطرة على شركة – سونا طراك- العملاقة وتجلى هذا في التدخل الأمريكي بالجزائر التي دخلت في رأسمالها النخبة المتحكمة في المصالح الأمريكية وبالتحديد – جورج شولتز كاتب الدولة في المالية ، كاسيار وينبرغر كاتب الدفاع ، جون شيهان رئيس الحلف الأطلسي ، جيمس وولسي مدير السيا، ميشيل فورسطال الذي أطلق أسمه على حاملة الطائرات وهؤلاء كلهم أصبحوا أعضاء في مجلس الشركة الجزائرية – سونا طراك – فيما سماه الكاتب الجزائري شهر العسل الجزائري الأمريكي – تاريخ البترول الجزائري الأمريكي – حسين مالطي – اليوم عن الأسبوع الصحفي .
وربما من المفترض أن يعطي هذا البناء الضخم من سلطة المال وسلطة القواعد الأمريكية المتواجدة بالصحراء أوامر إلى الدول المجاورة الحالية التي يسعون إلى تقسيمها إلى مناطق ، حتى يتمكنوا من تفكيك كل ردة فعل موحدة موجهة ضدهم ، وأظن شخصيا أننا على بعد خطوات من هذا إن لم تحصل ثورة فكرية بين بني البشر ، يجعل هذه الشبكة تتوقف من شفط ثروات المنطقة فالجميع اليوم يعمل ضمن مجموعات للسيطرة على الإقتصاد والسياسة لبلوغ أهدافهم فكلما زادت المشاكل وهم من يعملون على خلقها كلما زادت وسائل الضغط من جانبهم لإيجاد حلول شاملة تمكنهم من السيطرة المركزية الشاملة .
اليوم كل الأطراف الجزائرية , وعلى رأسها الرئيس عبد العزيز بو تفليقة نفسه يعرف أكثر ممن كان، فمن اليوم الذي وضع فيه يده في يد الرئيس جورج بوش ، حيث أيد الرئيس الجزائري الحرب ضد الإرهاب واتفقا على وضع المجلس العسكري الجزائري ، رهن إشارة بوش ، وإرسال جواسيس يدعون الأصولية الإسلامية للتطوع في صفوف القاعدة بأفغانستان لجمع المعلومات لصالح أمريكا من يومها وهو على علم بالملف الصحراوي أكثر من غيره ، وهو يعلم بالتدقيق التفاصيل المصيرية لإتفاقية الإستقلال الجزائري في – إيفيان – حين ربطت فرنسا موافقتها على استقلال الجزائر بإستمرار إستغلال النفط الجزائري بالصحراء الشرقية ، التي كانت جزءا لا يتجزأ من المملكة المغربية ، كما يعرف رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة ،فرحات عباس كونه أتفق مع المرحوم الملك محمد الخامس ، بإرجاع تلك الأراضي إلى المغرب بمجرد حصول الجزائر على الإستقلال ، والرئيس الحالي عبد العزيز بو تفليقة يعرف هذه المعلومات الدقيقة ، ويتذكر جيدا لما إلتفت إليه الرئيس بومدين طالبا منه المرور إلى تحضير كتائب بو تفليقة ، والتي ليست سوى الوسائل الدبلوماسية وهي إشراك الأمريكيين في تبني أزمة الصحراء، مع إشراك الأمريكان في ملكية الصحراء – الأسبوع الصحفي عدد 1199-762 ،
في غياب تام للعالم، أمريكا تسير بخطى تابثة إلى إنشاء دولة الحزب الواحد ، والعالم الموحد تحت سيطرتها ، متخذة من الأدوية المخدرة والمسببة للإدمان والمربكة للذهن أهم أسلحتها الفعالة ، مع اللجوء إلى شبكات الإرهاب والجريمة المنظمة ، حتى الصين لما حاولت التصدي ووضع حد لتدفق الأفيون ، استخدمت بريطانيا قواتها العسكرية والبحرية لهزيمتهم ، وجاءت بعدها اتفاقية السلام لتضمن لبريطانيا الحق بزيادة تدفق الأفيون ، والمطالبة بتعويض مالي عن الأفيون الذي صادره حكام الصين ، مع تكريس حق السيادة على المرافئ الإستراتيجية الجزر البعيدة عن الشاطئ ، فأصبحت بالتالي هونغ كونغ خاضعة لسلطة البريطانيين وهي اليوم مركز للإتجار بالمخدرات في الشرق اللأوسط بالرغم من عودتها إلى الصين .
فالمتمعن اليوم في الوضع القائم بالصحراء هو كون الولايات المتحدة أصبحت مالكا للصحراء الشرقية، وأصبح لزاما عليها الدفاع والمناصرة لشريكتها الجزائر، في محاولة السطو على مطالب المغرب لصحرائه الغربية. إن التغيرات التي تجري اليوم مهما كان التدخل الأجنبي فمشيئة الله وعمل المخلصين من جميع أقطار العالم سيجعلون الحقيقة ترى النور قريبا إن شاء الله ، وفي إنتظار حدوث ذلك ، علينا جميعا العمل من أجل بتر مرض التعصب والتطرف ، فالظروف الإقتصادية والإجتماعية الصعبة للسياسات العالمية المتعاقبة ، شكلت بيئة مناسبة لإنتشار السخط والإحتجاج بين الفئات الشابة المنبوذة والمهمشة والتي تعاني من الإقصاء وقلة الاستفادة من الثمار المادية والتي ألفت بين قلوب الشعوب المستعدة لغزو البلدان التي تنهب خيرات الضعفاء .
وأخيرا أشير إلى كون الخطاب الملكي حمل ردود مباشرة إلى الولايات المتحدة والجزائر فلخص جلالته كون التعامل غير المنصف مع المغرب سببه ما يقدمه الخصوم من أموال لشراء أصوات ومواقف منظمات مناوئة ،وعلى الرئيس بو تفليقة الرجوع إلى الوثيقة والتي نشرت بقناة الجزيرة ، حصلت عليها من الأرشيف الفرنسي الموثق سنة 1975 ، والتي يعترف فيها الرئيس بكون الصحراء مغربية وقد كان آنذاك وزيرا لخارجية الجزائر ، فكيف ينقلب الرئيس ب 355 درجة وهو على مشارف درجة القبر التي تتم بها 360 درجة إن لله وإن إليه راجعون