مقالة : الحزب الشيوعي الصيني على موعد جديد مع “مكمن سر” مسيرة التنمية

بقلم يانغ كمال

بكين 8 نوفمبر 2013 /

إذا أردت أن تعرف “مكمن سر” مسيرة التنمية الصينية، فعليك أن تدرس جيدا تاريخ الدورات الكاملة للجان المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ولاسيما الدورة الكاملة الثالثة.

 

وبينما تضرب القيادة الصينية موعدا جديدا مع “مكمن سر” مسيرة التنمية بعقد الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ18 للحزب الشيوعي الصيني في الفترة من 9 إلى 12 نوفمبر الجاري، يتسع نطاق الاهتمام سواء داخل الصين أو خارجها بهذا الاجتماع التاريخي، والذي من المتوقع أن يتمخض عنه زخم اقتصادي وسياسي جديد على الصعيدين المحلي والعالمي، ما من شأنه أن يجعل التنمية الصينية نموذجا تحتذي به دول أخرى.

مكمن السر:

يشير تاريخ الدورات الكاملة للجان المركزية للحزب الشيوعي الصيني إلى أن الدورة الكاملة الثالثة تكتسب أهمية خاصة كونها تأتي عقب دورتين يتم فيهما انتخاب قيادة الحزب والحكومة،وتعد مسرحا لتحديد اتجاه مسيرة التنمية الصينية للعقد التالي، ما يجعلها “مكمن سر” هذه المسيرة.

ومنذ عام 1978، عقد الحزب الشيوعي الصيني سبع دورات كاملة ثالثة، وطرحت في خمس منها سياسات أدت إلى تحولات كبرى وأضافت إلى تعميق إصلاحات النظام الاقتصادي، فيما شهدت الدورتان الأخريان مناقشة التنمية الريفية والقضايا ذات الصلة. وفي الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ12، تم تمرير “قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول إصلاح النظام الاقتصادي”، ما أدى إلى إنهاء حالة التناقض بين الاقتصادين التخطيطي والسوقي. وأصدرت الدورة الكاملة الـ3 للجنة المركزية الـ14 “قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول تأسيس نظام اقتصاد السوق الاشتراكي”، الأمر الذي أنهى الجدل حول طبيعة السوق، ورمز إلى دخول إصلاح نظام الاقتصاد الصيني إلى مرحلة نمو كامل. وفي عام 2006، مررت الدورة الكاملة الـ3 للجنة المركزية الـ16 “قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني حول عدد من قضايا تحسين نظام اقتصاد السوق الاشتراكي”..

وكادت كل دورة كاملة ثالثة تكون نقطة تحول مهمة في تاريخ التنمية الصينية الحديثة. وتشير التوقعات إلى أن الدورة الكاملة الـ3 المرتقبة قد تصبح معلما تاريخيا آخر.

وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد صرح مؤخرا بأن هذه الدورة ستدرس مسألة تعميق الإصلاحات بشكل كامل وستتخذ إجراءات حاسمة في هذا الشأن.

وذكر يو تشنغ شنغ، العضو الدائم بالمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن هذه الدورة ستركز على قضية تعميق الإصلاحات ، مضيفا أن “هذه الجولة من الإصلاحات غير مسبوقة من حيث النطاق والقوة”.

وقال تشو لي جيا، مدير قسم دراسات وأبحاث السياسة العامة بالأكاديمية الصينية للإدارة الوطنية، إن “الصين تمر بمرحلة إصلاح عميق، وسيكون الاجتماع المقبل للحزب الشيوعي الصيني نقطة انطلاق مهمة لمواصلة الإصلاح المستمر منذ أكثر من 30 عاما”.

خيار مصيري:

مثلما كان الحال قبل 35 سنة، تمر التنمية الاقتصادية والسياسية في الصين بـ”عنق زجاجة”، لكن هناك ثقة في قدرة الحزب الشيوعي الصيني على قيادة دفة هذه المرحلة بنجاح، وفقا لمراقبين.

وفي هذا الصدد،أعرب شيو ياو تونغ، الأستاذ بالأكاديمية الصينية للإدارة الوطنية، عن ثقته في “قدرة الحزب الشيوعي الصيني على مواجهة المشكلات والتناقضات الاجتماعية المعقدة، ومواصلة تعميق الإصلاح في مرحلة نمو حاسمة لكي يواجه التحديات الجديدة في البلاد وخارجها”، مشيرا إلى أن اختراق “عنق الزجاجة” يتطلب إصلاحا شاملا في عملية التخطيط وصياغة السياسات، وأنه من الضروري أن يتخذ القادة الجدد “خيارا مصيريا” في الدورة المرتقبة.

وتشمل الموضوعات التي تهم الجماهير ضمن مناقشات الاجتماع المرتقب النظام الإداري ومنظومة الأحوال المدنية والضمان الاجتماعي وتوزيع الدخل وإصلاح القطاع العام والإصلاح المالي والبيئة الإيكولوجية ومكافحة الفساد، من بين قضايا أخرى.

نموذج يحتذى به:

تتطلع الولايات المتحدة وأوروبا المتأزمتان اقتصاديا إلى أن تعود الإصلاحات التي تجريها الصين بزخم جديد على اقتصاد العالم في ظل البيانات الاقتصادية الصينية الأخيرة التي عززت الأسواق العالمية.

ويرى مراقبون أجانب أن تقدم الصين المعتمد على الإصلاح والتنمية والاستقرار ملهم إلى حد بعيد بالنسبة للدول النامية التي يمكنها أن تتعلم من خبرة الصين في مجال التنمية.

وفي تعليق على نمط التنمية الصينية، توقع أستاذ بجامعة كورنيل الأمريكية أن تواصل الصين الإصلاحات الاقتصادية الحذرة مستقبلا ، و”تقدم نموذجا تحتذي به دول أخرى”.

ويمكن أيضا لبعض البلدان العربية التى ترزح الأن تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية أن تتخذ من هذه الدورة الكاملة إلهاما ونبراسا لها لوضع رؤية اقتصادية واضحة وأولويات تنموية محددة وهى تمضى فى رحلة بحثها عن طريقها الخاص للنهوض بأممها وتحقيق الرخاء لشعوبها .

/المصدر: شينخوا/

‫شاهد أيضًا‬

الأربعاء التاسع والعشرين من نوفمبر، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني .. “..شعبنا الفلسطيني في غزة يتعرض لمذبحة جماعية..” * د.حسن العاصي

عن صفحة فيسبوك : د. حسن العاصي يصادف يوم الأربعاء التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر،…