في ظلّ حكم الإسلاميين والانحسار المجتمعيّ العامّ: هلْ تشهد الثقافة المغربيّة اليوم عودة مفهوم الالتزام؟
مصطفى النحال
تتعدّد الأسباب والعوامل التي تجعلنا اليوم نتحدّث، في مشهدنا الثقافي، عن «عودة» مفهوم الالتزام. لا يتعلق الأمر فقط بما يعرفه المغرب من تحوّلات يعتبرها البعض خطيرو، في ظلّ حكْم الإسلاميين، مع ما صاحبه من تنامي مدّ المحافظة وتراجع الفكر التنويوي والتحديثي في بلادنا، بقدر ما يتعلّق بالأحكام الشعبوية والمغلوطة عن صورة المثقف ومجال اشتغاله وحدود هذا الاشتغال. مصطفى النحال وكما كانت الفكرة قد وجدت تعبيرها النظري والفكري، في النصف الأول من القرن العشرين، في نظر الكاتب عبد الإله بلقزيزْ، في بعض كتابات لينين حول دوْر المثقفين الثوريين، وفي نصوص فكرية أكثر رصانة لأنطونيو غرامشي حول ?المثقف العضوي? و?المثقف التقليدي?، فإنها ستجد تعبيرها المتجدد، في النصف الثاني من القرن نفسه، في ما كتبه جانْ بول سارتر في معنى الالتزام في خطاب إلى المثقفين». وذلك بالخصوص في ظلّ انحسار المدّ التحديثي، وهذا ما يشير إليه محمد نورالدين أفاية حين يقول أنّ «المدّ التحديثي في الثقافة المغربية تعرَّض لعملية إجهاض سياسية حقيقية انطلقت بوادرها بعد أحداث 23 مارس بالدار البيضاء. لذلك يفترض الحديث عن «النخبة الثقافية»، اليوم، استحضار التاريخ الطويل من الحرب التي تعرض لها الذكاء المغربي. ذلك أنّ النظام السياسي، منذ ذلك الوقت، أشهر كل ما يملك من قوة لمحاصرة الإبداع والثقافة بدعوى أن من يحملها يشكل خطرًا على النظام ما دام يطعن في شرعيته. حينها رفعت كلمة الأمر الشهيرة التي تقول بأن شعبا أمّيًا و مطواعا أفضل للنظام من شريحة متعلمة وواعية. و المؤكد أن هذه الاختيار السياسي ما يزال المغرب يؤدي، بسببه، أثمانا باهظة في سياسته و ثقافته وطرق حضور الذاتية المغربية أمام ذاتها و أمام العالم. لم تكن هذه السنوات، التي تواطأ البعض على تسميتها ب»سنوات الرصاص»، تقتصر على الحد من الحريات، بل إنها استهدفت الذكاء من خلال منع التفكير و التبرم من الإبداع. لذلك اختارت الدولة التقليد و ضخ البرامج التعليمية والإعلامية وكل أماكن العيش، بجراثيم «الإسلام السياسي» الصريح والمقنع، منذ ذلك الوقت، لمحاصرة كل النزوعات العصرية الهادفة إلى إثبات الذات، و خلق الثقة في الإنسان و التحرر من الإذلال». |
||
.. عن جريدة الاتحاد الاشتراكي..11/8/2013 |
الثقافة العالمية والثقافة المعولمة * عبد السلام بنعبد العالي
على عكس الرؤية الميتافيزيقية التي تفترض فكرًا كونيًّا يتعالى على الأحقاب التاريخية والفروق…