الحقيقة في مواجهة التضليل الإعلامي

العديد من الدول يغيظها التجربة الإنمائية والديمقراطية والاستثناء الذي يشكله المغرب في محيط عربي يغلب عليه الاضطراب والتوتر.

 

عن صحيفة العرب

عبد الله السباعي [نُشر في 31/10/2013، العدد: 9365

أصبحت الجزائر واجهة لنشر ادعاءات باطلة تستهدف استقرار المغرب ومؤسساته وعاهله، من خلال ما تبثه قناة نيوميديا الجزائرية، التي تبث من أميركا، من أخبار زائفة تستهدف العاهل المغربي الملك محمد السادس عبر الادعاء بمرضه.

لم تأل العديد من الجهات الجزائرية جهدا في التشويش على استقرار المغرب واستهداف مؤسساته ورموزه الوطنية. ذلك أن العديد من الدول يغيظها التجربة الإنمائية والديمقراطية والاستثناء الذي يشكله المغرب في محيط عربي يغلب عليه الاضطراب والتوتر.

إن ما أقدمت عليه قناة «نيوميديا» يعد سابقة في ممارسة التضليل الإعلامي، إذ في الوقت الذي يشهد فيه العاهل المغربي افتتاح أكبر مركز تجاري في أبوظبي رفقة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، تقوم هذه القناة الجزائرية ببث أخبار مسيئة لشخص الملك والمؤسسة الملكية في تجاوز لكل أعراف الجوار والقيم المشتركة وأخلاق مهنة الصحافة.

لا شك في أنه تقع مسؤولية كبيرة على النظام الجزائري للتحرك من أجل إثبات حسن نيته من خلال وقف هذه القناة التي من شأنها خلق توتر مستديم مع دول الجوار الشقيقة وبث الفرقة والفتنة ووأد تجربة الاتحاد المغاربي إلى ما لا نهاية. وإلا فإن دخول مرحلة الحرب الإعلامية بين البلدين واستنزاف الطاقات والموارد المالية في هذه الحروب الدونكيشوطية الفارغة لا يمكن أن تؤتي أكلها لأن ملك المغرب قرر أن يمضي قدما في مسار التنمية والتقدم والتطور بعيدا عن الانغماس في الخلافات الجانبية والقضايا الهامشية، واعتبر أن جوابه عن هذه السلوكيات الصبيانية هو العمل وتنزيل رؤية التنمية واستراتيجية الانفتاح على المحيط العربي والأفريقي والإسلامي والدولي إلى حيز الواقع.

إن الحصيلة الدبلوماسية للعاهل المغربي في أفريقيا والعالم العربي وأوروبا، خصوصا بعد الزيارة الملكية التاريخية لجمهورية مالي، وقرار البرلمان الأوروبي الأخير بشأن قضية الصحراء والتأكيد على ضرورة احترام حقوق الإنسان في مخيمات تندوف الخاضعة للبوليساريو التي تضم آلاف المحتجزين الصحراويين، تعد نجاحا باهرا أغاظ الجزائريين ودفعهم إلى هذه التصرفات التي تخرج عن نطاق الاحترام وحسن الجوار وتؤدي بهم إلى ارتكاب أخطاء لن يغفرها لهم التاريخ أبدا.

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…