الجزائر تتنصل من مسؤولية غلق الحدود مع المغرب |
وزير الخارجية الجزائري الجديد يعترف أن العلاقات التي تجمع بلاده بجارتها المغرب ‘ليست عادية’. |
عن صحيفة العرب[نُشر في 09/10/2013، العدد: 9345، |
الجزائر – بعد 19 عاما من إقدام الجزائر على غلق الحدود مع المغرب وتحديدا منذ أغسطس 1994، لا تزال السلطات الجزائرية تبحث عن كل السبل، لاتّهام المغرب بأنّه المسؤول الرئيسي والمباشر عن إبقاء الحدود بين البلدين مُغلقة.
وقد اعتبر وزير الخارجية الجزائري الجديد رمضان لعمامرة أنّ الأسباب التي أدّت إلى غلق الحدود مع المغرب لا تزال قائمة. وقال لعمامرة في حوار مع الإذاعة الجزائرية باللغة الفرنسية أمس الثلاثاء، إنّ “الأسباب التي أدت إلى غلق الحدود لم يتمّ حلها بعد”.
ومع أنّ سلف وزير الخارجيّة الجزائري السابق، مراد مدلسي، قد أكّد أنّ “الحدود لم تُجعل لتبقى مغلقة إلى الأبد”، فإنّه اختزل مسبّبات عدم فتح الحدود بين البلدين في أنّ “هناك حملة إعلامية في المغرب ضدّ الجزائر إلى جانب تصريحات رسمية لا تساعد في بناء علاقات عادية”.
وهو بهذا التصريح غير المطابق لواقع الأمور، يحاول أن يُقنع الرأي العام المحلّي والإقليمي والدولي بما لا يُمكن تصديقه، وهو أنّ السلطات الجزائريّة ووسائل إعلامها لا تنبس ببنت شفة في توجيه أشدّ الانتقادات إلى المملكة المغربيّة، ولا تدعم بالمال والعتاد الإنفصاليين، لعلمها أنّ المغرب يرفض رفضا قاطعا التنازل ولو عن شبر واحد من أرضه الصحراويّة التي تُعدّ جزءا لا يتجزّأ من الوحدة الترابيّة للمغرب. كما اعترف وزير الخارجيّة الجزائري الجديد أنّ العلاقات التي تجمع بلاده بجارتها المغرب “ليست عادية”.
وقال لعمامرة إنّ “التعقل والحكمة هو أقلّ ما نطلبه من أجل علاقات ثنائية عادية، ولِمَ لا متميزة وهذا ما نتمناه، لإعطاء فرصة لإنجاز مشروع وحدة المغرب العربي الكبير وكذلك خلق مناخ في المنطقة يُتيح للأمم المتحدة المكلفة بملف الصحراء الغربية من التقدّم سريعا نحو تنظيم استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي”.
ولكنّ المسؤول الجزائري تجاهل في حديثه هذا أنّ بلاده هي التي أوجدت كيان “البوليساريو” الغريب في المنطقة، وقدّمت إليه كلّ أصناف الدعم من مقدّرات الشعب الجزائري، وجنّدت عناصره بهدف المسّ من الوحدة الترابيّة للمغرب. كما لا ينبغي نسيان أنّ المغرب، رغم حقوقها التاريخيّة الساطعة، فتحت أيديها لإيجاد حلول عادلة للنزاع القائم عبر الإعراب عن استعدادها لتمكين الصحراء من الحكم الذاتي مع الحفاظ على الوحدة الترابيّة للمملكة.
ومن الغريب أن يدعو وزير الخارجيّة الجزائري إلى إطلاق ديناميكية هدفها التكفّل بأسباب غلق الحدود بين البلدين وفتور العلاقات بينهما، دون أن يلقي نظرة بسيطة إلى جملة المبادرات التي تقدّمت بها المغرب لإذابة الجليد عن العلاقات بين البلدين الشقيقين، وإعادة الدفء والحراك إلى اتحاد دول المغرب العربي الذي بقي مجمّدا بسبب غلق الحدود من جانب واحد ومحاولة استنبات كيان جديد في المنطقة، بما من شأنه أن يعمّق تشتيت جهود تعزيز أواصر الوحدة بين الشعوب المغاربيّة.
والجدير بالتذكير أنّ الجزائر كانت قد قرّرت في أغسطس 1994 غلق الحدود مع المغرب، ردّا على فرض الرباط تأشيرة دخول على الجزائريين. وكانت المغرب تخشى آنذاك اختراق عناصر الجماعات الإرهابيّة لأراضيها، لاسيّما أنّ الجزائر كانت آنذاك في أتوّن حربها ضدّ الإرهاب.