القاهرة – اتهم وزير الدفاع المصري، الفريق أول عبدالفتاح السيسي، الإخوان المسلمين بأنهم كانوا وراء ما حصل لهم وأنهم كانوا يهددون الشعب المصري بين أن يقبل بهم في الحكم، أو أن يطلقوا أيادي المجموعات المتطرفة لتبدأ التفجيرات وتضرب وتقتل. وكشف السيسي عن أسرار كثيرة بخصوص حواراته مع الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، والنصائح التي قدمها له وتعهده بتطبيقها، لكنه يفعل عكس ذلك ما يؤكد أنه مختطف من مكتب الإرشاد الذي كان يتحكم به وعلى وجه الخصوص نائب المرشد خيرت الشاطر.وبخصوص الشاطر، فقد روى وزير الدفاع المصري أنه التقاه صحبة سعد الكتاتني رئيس حزب العدالة والتنمية الذراع السياسية للإخوان، وذلك يوم 25 يونيو، وأن الشاطر استمر “يتحدث لمدة 45 دقيقة، ويتوعد بأعمال إرهابية وأعمال عنف وقتل من جانب جماعات إسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليها، موجودة في سيناء وفي الوادي، وبعضها لا يعرفه، جاءت من دول عربية، ثم أخذ الشاطر يشير بإصبعه وكأنه يطلق “زناد بندقية”.وأضاف السيسي أن الشاطر “قال إنه إذا ترك الرئيس (المعزول) منصبه، فستنطلق هذه الجماعات لتضرب وتقتل، وإن أحدا لن يقدر على أن يسيطر عليها، وهذا معناه اقتتال شديد جدا”، مشددا على أنه “كان يتحدث عن وقوع ضغط شديد عليهم، وأن هناك أناسا أفشلوا الرئيس، وأن مواقف القوات المسلحة زادت التوتر ضدهم، وأفقدتهم السيطرة على قواعد جماعات الإخوان وعلى كل التيارات الإسلامية الأخرى الموجودة، والتي تمتلك أسلحة جاءت من ليبيا وعبر الحدود”.واعتبر محللون أن هذه التفاصيل تؤكد أن الشاطر، الرجل النافذ في الجماعة والماسك لملفاتها وأسرارها، يقف وراء ما يجري من استهداف لقوات الجيش والأمن من قبل مجموعات مسلحة لم تتحرك إلا بعد الإطاحة بمرسي، وكأنما هي جزء من خطة إخوانية بديلة.وقال الفريق أول عبدالفتاح السيسي في حوار لصحيفة “المصري اليوم” في تعليقه على الحادثة: الحقيقة أن كلامه استفزني بشكل غير مسبوق في حياتي، لأنه كان يعبر عن شكل من أشكال الاستعلاء والتجبر في الأرض. وانفجرت قائلاً: “إنتم عايزين إيه، إنتم خربتم البلد، وأسأتم للدين”.وقلت: “هو يعني يا تقبلوا كده يا نموتكوا.. إنتم عايزين يا تحكمونا يا تموتونا!”.بعدها صمت ولم يتكلم، وأظنه أدرك رد الفعل من جانبنا.وذكر السيسى أنه قبل أن يصدر بيان مهلة الأيام السبعة، أطلع “مرسي” على تفاصيله، وكان يلتقيه دائما، وهو لم يغضب من البيان وإنما كان متحفظا على رد الفعل، ولكن عند مهلة الـ48 ساعة يوم أول يوليو أبدى استياءه وغضبه، وأردف “قلت له أمامنا 48 ساعة لنحل المسألة، لأن الناس نزلت يوم 30 يونيو بأعداد ضخمة جدا، وأنا كنت معه وقت إعلان هذه المهلة في أول يوليو”.ولفت إلى أن مرسي والكتاتني كانا يعطيان التعهدات التي تهم حل الأزمة، لكن مكتب الإرشاد كان يبطلها وينفذ عكسها مثلما حدث في آخر خطاب للمعزول: الكتاتني قال لي قبل دخول القاعة: كل اللي إنت قلته هنعمله النهارده، وفوجئت بأن الكلام كله كان على عكس ما تم الاتفاق عليه مع الرئيس (المعزول) والكتاتني، باستثناء الاعتذار الذي ذكره في بداية الخطاب..وأضاف السيسي: ابتسمت بسبب الخضوع لأوامر مكتب الإرشاد دون مراعاة مصالح الدولة، والاعتماد على مستشارين اعتادوا إيقاع الرئيس في أخطاء وإعداد خطاب له لا يرقى إلى مقام الرئاسة ويدفع الرئيس ليقف أمام القضاء، وهو ما شهدناه في الأيام التالية، وقلت لنفسي وأنا أستمع إلى الخطاب: “خلاص هما كده بيهددوا الشعب”.وفي تفسيره للاستجابة السريعة لملايين المصريين لدعوته إلى تفويض من الشعب في معركته مع الإرهاب، أكد وزير الدفاع، نائب الرئيس أن “الشعب المصري خرج، لأنه خاف على وسطيته، خاف على مستقبله، لم يشعر أن البلد بلده، وهذا ما حرك الناس في 30 يونيو، حيث نزلوا نزولا غير مسبوق بعشرات الملايين، ووضعت من جديد القوات المسلحة أمام مسؤوليتها التاريخية، إنفاذًا للإرادة الشعبية”.ووجه السيسي نصيحة إلى من أسماهم التيار الإسلامي تلخص عمق أزمة الإخوان وسر غضب الشارع ضدهم، فقال: أنا أقول للتيار الإسلامي، حاسب وأنت تتعامل مع المصريين، لقد تعاملت معهم على أنك الحق وهم الباطل، أنك الناجي وهم الهالكون، أنت المؤمن وهم الكافرون، هذا استعلاء بالإيمان”.وأشار المحللون إلى أن ما كشف عنه الفريق أول عبدالفتاح السيسي يؤكد أن سياسات الإخوان هي التي قادتهم إلى الصدام مع المصريين، وأن ما جرى هو عملية استرجاع لإرادة الناس التي اختطفها الإخوان.وأضاف هؤلاء المحللون أن هذا كله يبرر قرار حظر الجماعة الذي أعلنه أمس مجلس الوزراء استجابة لحكم قضائي صادر في الثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر. |
|||
الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات
(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…