غوغل.. يعرف أين أنت و ما الذي تبحث عنه ووجهتك القادمة

محرك البحث الأول في العالم ينتهك خصوصية مستخدميه مخترقا بياناتهم سعيا من إدارته إلى بناء السلطة والمجد والثروة.
 عن صحيفة العرب 

[نُشر في 05/10/2013، العدد: 9341، ص(18)]

المحرك غوغل يفتش في خصوصيات مستخدميه

لندن- سنغوص معا في تفاصيل عمليات اختراق الخصوصية وعمليات التجسس التي يتبناها غوغل ليربح المزيد من المال ويربط الجميع بخدماته أكثر من أي وقت مضى.

أن يكون غوغل هو الأفضل في عالم الويب أمر جد عادي، و قد أثبت أنه الأفضل وأن المنافسين لا يزالون في مراحل مبكرة عن منافسته سواء مايكروسوفت أو ياهو أو ربما شركات أخرى تعمل في نفس المجالات التي يتواجد فيها العملاق الأميركي.

لكن إذا كانت الشركة الأميركية التي تتحكم في اتجاهات الويب اليوم تستغل قوتها وتفوقها لابتزازنا واختراق خصوصياتنا، فهذا غير مقبول ولم يعد يطاق، فغوغل ضالعة في عملية عملاقة للتجسس على الناس واستغلال بياناتهم للربح المادي.

لكن المشكل يكمن في أمور أعمق من الربح بحد ذاته، إنه يكمن في الاستغباء الذي يمارسه مع مستخدميه، يظن أنهم لن يكتشفوا أنه يستغلهم ليبني السلطة والمجد والثروة التي يسعى إليها عبر الاحتيال الإلكتروني الخلاق.

Gmail خدمة بسيطة.. ومعقدة

غوغل له عمليات لا ترى بالعين

يجمع مستخدمو بريد غوغل Gmail، على أن هذه الخدمة بسيطة في مظهرها ولا تتضمن ديكورات جمالية ولا ألوانا كثيرة، كما اعتدنا من الخدمــــات المنافسة.

وبينما يحكمها اللون الأبيض والخفة، فإن هناك عمليات لا ترى بالعين تحدث وراء هذه الواجهة، ولعل تعقب إرسال واستقبال الرسائل أهم هذه العمليات التي تهدف إلى تخزين رسائل المستخدمين ليس بشكل مؤقت على خوادم غوغل، ولكن للوصول إليها عند الحاجة.

فأنظمة غوغل الداخلية تسمح بالولوج إلى الرسائل لتصنفها حسب الموقع الجغرافي وحسب الجنس، والأخطر حسب وجهات النظر التي يدافع عنها المتراسلون، وهذا أبسط مثال فقط، أما التفاصيل التي تحترف تلك الأنظمة التركيز عليها لتصنيف الناس إلى مؤيد ومعارض ومحايد حول قضية معينة كثيرة وغامضة أيضا .

ليس فقط عملية جمع المعلومات هي التي تحدث وراء واجهة Gmail الناصعة، لكن الناظر إلى الإعلانات الجانبية والتي تظهر في الرسائل الواردة والصادرة، يدرك تماما أن تلك الإعلانات التي تظهر جانبا لم تخرج هباء منثورا وبعشوائية، لتكون النتيجة توافقها التام مع محتوى الرسالة، أقصد أنك عندما تتواجد على رسالة أرسلتها إلى صديق حول فندق ما أقمت به في عطلتك، تتواجد بالجانب الأيسر للرسالة مجموعة من الإعلانات لفنادق مختلفة! هل تعتقد أنها صدفة تتكرر دائما؟ Gmail للأسف لا يتوقف عند حد تخزين رسائل المستخدمين وإظهار الإعلانات المرتبطة بمحتواها.

بل يتعدى ذلك إلى معرفة الارتباطات الشخصية والعائلية التي تربط بين المتراسلين، وعلى الأغلب يعتمد في ذلك على أمرين: الأول هو المواضيع التي يدور حولها النقاش بين الطرفين، والأمر الثاني الأكثر دقة هو تموقع جهات الاتصال في القوائم. فالكثير من المستخدمين يفضلون وضع جهات اتصالات أقاربهم ضمن دائرة العائلة وهكذا بالنسبة إلى الأصدقاء والمعارف أيضا.

محرك غوغل… نتائج وفق بياناتنا

شميدت مفوض من غوغل لتتبع أنشطتك

من يتبع المنطق في فهم الأمور كما هي، لن يقبل أبدا أن يأتي إليه شخص ما ليقنعه بفكرة أن نتائج البحث التي يعرضها لنا غوغل، ليست إلا نتاجا لخوارزميات ترتب نتائج البحث بناء على سمعة المواقع المقدمة للمحتوى وجودة المقالات والأخبار ومدى بقاء الناس فيها لمدد طويلة!

نعرف أنها ليست إلا عوامل ضمن معيار لعوامل تجاوز حاليا عددها 100 عامل، ومنها بالطبع المشاركات على غوغل بلس والصور التي تم رفعها إلى بيكاسا، ولا ننسى أيضا الأنشطة التي تتم على تطبيقات وخدمات أخرى لغوغل وبالطبع عمليات البحث السابقة التي لا تستطيع مسحها في خوادم غوغل. أليست العوامل الأربعة التي ذكرتها مؤخرا شخصية في طابعها؟ أليست هي جزء من نشاطك على الويب والذي يستغله غوغل ليعرض نتائج البحث الخاصة بك، وأيضا لأصدقائك ومعارفك على غوغل بلس؟

لهذا لم يعد من الغريب أن تجد نتائج بحث غوغل أكثر جاذبية لكونها تخصك أكثر من تلك التي يقدمها بينغ وياهو، فعند البحث عن هذا المقال سيعرض لي غوغل نتائج بحث، منها الصور التي شاركتها على غوغل بلس، بل سأرى أيضا نتائج بحث لأصدقائي كتبوا وشاركوا حول هذا الموضوع، منهم من يملك مدونات ومنهم من شارك ذلك على المنتديات والمجلات.

غوغل.. إنه يعرف أن تلك النتائج تهمني أكثر من العامة ولهذا يعطي لما هو شخصي أولوية أكبر من العمومي. والفاجعة أن غوغل يستعد أيضا لإضافة المزيد من النتائج والمتعلقة بالأسئلة التي نطرحها يوميا، وعادة ما تكون أجوبتها خاصة بنا. وهو ما يشير إلى أننا سنرى المزيد من النتائج التي ستعتمد على تطبيقات غوغل التي نستخدمها على الهواتف الذكية وخدمات الويب التي يقدمها.

غوغل.. يعرف من تكون

إنها مقولة من غوغل وإن كانت الصياغة الأساسية هي «بعد إذنكم.. نحن نعرف مكان وجودك ونعرف أين كنت وما الذي تفكر فيه»، والحقيقة أنها مقولــــة غير عادية أبدا وتحمل معاني كثيرة يجب استيعابها الآن لنعرف مع من نتعامل في هذه الحــــالة .

شخصيا، أرى أن اريك شميدت الذي صرح بهذا القول اعترف بشكل مباشر بأن استخدام خدمات غوغل، هو تفويض للشركة لتتبع أنشطتك على مختلف التطبيقات والخدمات التي تقدمها، وأن ما نقوم به وما نشاركه معروف ومخزن في خوادم مخصصة لذلك، بل إن الشركة قادرة على معرفة الموقع الجغرافي الخاص بك وتقديم الأجوبة التي تهمك حسب الكيفية التي تفكر بها

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…