مكالمة أوباما لروحاني تفك حصار إيران.. وتخنق الأسد |
الرئيس الإيراني يقول إن أوباما اعترف في مكالمة هاتفية بينهما بحقوق الشعب الإيراني النووية. |
عن صحيفة العربالاحد 29 شتنبر 2013 |
واشنطن – تحدث الرئيسان باراك أوباما وحسن روحاني هاتفيا في اتصال غير مسبوق بين الولايات المتحدة وإيران منذ ثورة 1979 التي انتهت بقطع العلاقات بين البلدين بعد أشهر قليلة بحادثة اقتحام السفارة واحتجاز رهائن أميركيين.
وأعلن الرئيس أوباما أثناء تصريح صحافي في البيت الأبيض مساء الجمعة “في هذه الأثناء تحدثت للتو مع الرئيس الإيراني حسن روحاني”.
وأضاف الرئيس الأميركي “لقد بحثنا في المكالمة الهاتفية محاولاتنا الجارية للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني”.
وفيما أعلن روحاني أن أوباما، اعترف في الاتصال الهاتفي بحقوق الشعب الإيراني النووية وأنه أبلغه أن هذا الملف يرتبط بـ”كبرياء الشعب الإيراني وشموخه”، فإن مراقبين للتقارب الأميركي الإيراني استبعدوا أن يتم ذلك دون ترتيبات خفية ترتقي إلى مستوى الصفقة.
وقال المراقبون إن العلاقات الدولية مبنية على المصالح، وإيران التي تبدو في الظاهر معادية للأميركيين سبق أن تحالفت معهم في أفغانستان للإطاحة بطالبان، وفي العراق ضد صدام حسين حيث تكفلت المجموعات المقربة من طهران بمحاربة الجيش العراقي والهيمنة على المشهد بعد اختفاء صدام وسقوط بغداد مع مراعاة المصالح الأميركية.
ولفت المراقبون إلى أن واشنطن وطهران كانتا تعقدان اللقاءات الثنائية سرا وعلنا لترتيب تقاسم الكعكة العراقية بدءا من مرحلة بريمر وحتى الانسحاب الأميركي من العراق وما تبعه.
وقالت الرئاسة الإيرانية على موقعها على الإنترنت إن الرئيسين “شددا على الإرادة السياسية لحل المسألة النووية سريعا وإعداد الطريق لحل مسائل أخرى إضافة إلى التعاون في الشؤون الإقليمية”.
وبحسب الموقع أيضا، فإن الرئيسين اتفقا أيضا على أن يوكلا إلى وزيري خارجية البلدين؛ الوزير الإيراني محمد جواد ظريف والوزير الأميركي جون كيري، مهمة إعداد الظروف “لتعاون ضروري في أسرع وقت”.
وتتجه مختلف التوقعات إلى القول إن التقارب بين طهران وواشنطن كان على حساب الملف السوري، وأنه مرتبط بالاتفاق الذي جرى بمجلس الأمن ووصفته مختلف الأطراف بأنه “تاريخي”.
وقد نص القرار على تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية برعاية دولية، أي بحضور ومباركة من موسكو وطهران، مع التلويح بالفصل السابع بوجه الأسد والتدخل العسكري لإجباره على كشف ما عنده من أسلحة.
وقالت مصادر دبلوماسية حضرت على نيويورك إن اجتماعات كثيرة حصلت على الهامش، وكان الوفد الإيراني في قلبها، وإن ضغوطا وإغراءات قُدمت للإيرانيين ليغيّروا موقفهم من الملف السوري ودعم مؤتمر جنيف2 كطريق وحيد لحل الأزمة.
وكشفت المصادر أن الإيرانيين قبلوا الذهاب إلى جنيف كأحد الأطراف الراعية للحوار السوري، ما يعنيه من قبول لمبادرة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي التي تتحدث عن مرحلة انتقالية تديرها حكومة مؤلفة من عناصر تابعة للنظام الحالي وأخرى من المعارضة الوطنية ذات الخلفية الليبرالية.
واعتبر محللون متخصصون بالشأن السوري أن جوهر مبادرة الإبراهيمي تقوم على دفع الأسد إلى الخروج من المشهد قبل انتخابات 2014، وعدم تعطيل المرحلة الانتقالية، وتساءل هؤلاء هل قبلت طهران التضحية بحليفها الاستراتيجي مقابل إلغاء العقوبات الدولية المفروضة عليها، والاعتراف بدورها الإقليمي.
ولفت المحللون إلى أن إيران مختصة في المراوغة وربح الوقت، وهي قد تكون أوحت للأميركيين بالقبول لتخفيف الحصار المفروض عليها، وهو حصار اعترف روحاني منذ أيام أنه خانق، لكنها ستظل متمسكة بالأسد إلى آخر لحظة باعتباره عنصرا مهما في لعبتها الإقليمية.
ومساء الجمعة تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا يلزم نظام الرئيس بشار الأسد بإزالة كافة أسلحته الكيميائية خلال أقل من سنة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعيد تبني القرار “أنجز المجتمع الدولي مهمته”، معلنا في الوقت نفسه عقد مؤتمر سلام حول سوريا في منتصف نوفمبر في جنيف.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تعليقا على القرار “إن مجلس الأمن يستحق أخيرا إسمه”.