أحداث شكلت شخصية “ناصر”.. مشاركته بمظاهرات الطلبة ضد إلغاء دستور 23.. ورفضه فى اختبارات “الحربية” أشعل معركته ضد الطبقية.. وحرب فلسطين وواقع الفقراء والصعيد زادوا إصراره للثورة على فساد فاروق وحاشيته
عن موقع اليوم السابع
43عاماً مروا على وفاة رئيس مصر الخالد زعيم العرب، ونصير الفقراء وقائد ثورة يوليو الزعيم جمال عبد الناصر، ولا يزال ذكره باق ومحبته متربعة على قلوب جميع المصريين بل والعرب، وشوكة فى حلق الإمبريالية الأمريكية لا تزال تعانى من آثارها إلى الآن، بسبب حركات التحرر بالعالم من سطوتها، والتى كان لـ”ناصر” دوراً بارزا فيها، وتولى السلطة بمصر من عام 1956، إلى وفاته فى 1970، بينما كان لعدد من الأحداث التى مر بها “ناصر” أثراً واسعا فى تشكيل شخصية الزعيم الراحل، وتأصيل توجهاته الوطنية والقومية.
وولد جمال عبد الناصر فى ١٥ يناير ١٩١٨ فى ١٨ شارع قنوات فى حى باكوس الشعبى بالإسكندرية، وكان الابن الأكبر لوالده عبد الناصر حسين الذى ولد قرية بنى مر فى صعيد مصر وعمل موظفاً فى مصلحة البريد بالإسكندرية.
فيما جاء أول نشاط احتجاجى لعبد الناصر حينما شارك فى مظاهرات الطلبة وحزب “مصر الفتاة” بميدان المنشية ضد سياسات الحكومة التى أصدرت قرارا بإلغاء دستور 23، حينها هوت على رأسه عصا البوليس، ثم شحن والدم يسير من رأسه مع زملاءه إلى الحجز، وكان لفترة سجنه الأثر الأكبر فى تشكيل شخصيته.
والتحق عبد الناصر فى عام ١٩٣٣ بمدرسة النهضة الثانوية بحى الظاهر بالقاهرة، وواصل نشاطه السياسى فأصبح رئيساً لاتحاد مدارس النهضة الثانوية، وحينها ظهر شغفه للقراءة فدرس الثورة الفرنسية ونابليون والإسكندر وغاندى ورواية “البؤساء” لفيكتور هوجو وغيرها، فيما كان مولعاً بأشعار أحمد شوقى وحافظ إبراهيم.
وفى حفلة تمثيلية للمدرسة مثل عبد الناصر دور يوليوس قيصر فى مسرحية لشكسبير فى حضور وزير المعارف فى ذلك الوقت، فيما كان نشاط الطلبة الذى نادى بعودة الدستور والاستقلال من الاحتلال البريطانى منذ عام 1935 دوراً كبيراً فى حياة عبد الناصر، وهو ما ظهر فى خطابه إلى صديقه حسن النشار فى ٤ سبتمبر ١٩٣٥، والذى قال فيه “لقد انتقلنا من نور الأمل إلى ظلمة اليأس ونفضنا بشائر الحياة واستقبلنا غبار الموت، فأين من يقلب كل ذلك رأساً على عقب، ويعيد مصر إلى سيرتها الأولى يوم أن كانت مالكة العالم، أين من يخلق خلفاً جديداً لكى يصبح المصرى الخافت الصوت الضعيف الأمل الذى يطرق برأسه ساكناً صابراً على اهتضام حقه ساهياً عن التلاعب بوطنه يقظاً عالى الصوت عظيم الرجاء رافعاً رأسه يجاهد بشجاعة وجرأة فى طلب الاستقلال والحرية… قال مصطفى كامل إنه لو نقل قلبى من اليسار إلى اليمين أو تحرك الأهرام من مكانه المكين أو تغير مجرى النيل فلن أتغير عن المبدأ”.. كل ذلك مقدمة طويلة لعمل أطول وأعظم فقد تكلمنا مرات عدة فى عمل يوقظ الأمة من غفوتها ويضرب على الأوتار الحساسة من القلوب ويستثير ما كمن فى الصدور. ولكن كل ذلك لم يدخل فى حيز العمل إلى الآن”.
وقاد “الزعيم المصرى” مظاهرات الطلبة من تلاميذ الثانوية فى نوفمبر من العام ذاته بعد تصريح “صمويل هور” – وزير الخارجية البريطانية معلناً رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية فى مصر، والتى اندلعت مظاهرات الطلبة والعمال فى البلاد على إثرها، وواجهتها قوة من البوليس الإنجليزى بشراسة فأصيب “ناصر” بجرح فى جبينه سببته رصاصة مزقت الجلد ولكنها لم تنفذ إلى الرأس، وأسرع به زملاؤه إلى دار جريدة الجهاد التى تصادف وقوع الحادث بجوارهاـ وتم نشر اسمه فى العدد الذى صدر صباح اليوم التالى بين أسماء الجرحى.
وقال عبد الناصر عن إصابته فى كلمة له فى جامعة القاهرة فى ١٥ نوفمبر ١٩٥٢”لقد تركت إصابتى أثراً عزيزاً لا يزال يعلو وجهى فيذكرنى كل يوم بالواجب الوطنى الملقى على كاهلى كفرد من أبناء هذا الوطن العزيز، وفى هذا اليوم وقع صريع الظلم والاحتلال المرحوم عبد المجيد مرسى فأنسانى ما أنا مصاب به، ورسخ فى نفسى أن علىَّ واجباً أفنى فى سبيله أو أكون أحد العاملين فى تحقيقه حتى يتحقق؛ وهذا الواجب هو تحرير الوطن من الاستعمار، وتحقيق سيادة الشعبـ وتوالى بعد ذلك سقوط الشهداء صرعى؛ فازداد إيمانى بالعمل على تحقيق حرية مصر”.
وعلى أثر الضغط الشعبى الكبير للطلبة والعمال ومظاهرات الأهالى صدر مرسوم ملكى فى ١٢ ديسمبر ١٩٣٥ بعودة دستور ١٩٢٣، وانضم جمال عبد الناصر فى هذا الوقت إلى وفود الطلبة التى كانت تسعى إلى بيوت الزعماء لمطالبته بالاتحاد من أجل مصر، وهى المساعى التى تألفت على إثرها الجبهة الوطنية عام ١٩٣٦.
وكانت نتيجة النشاط السياسى المكثف لجمال عبد الناصر فى هذه الفترة الذى رصدته تقارير البوليس، أن قررت مدرسة النهضة فصله بتهمة تحريض الطلاب على الثورة، وهو ما تسبب فى تصاعد ثورة زملاءه الذين أعلنوا الإضراب العام وهددوا بحرق المدرسة فتراجع ناظر المدرسة فى قراره.
ومن اللحظات الأولى التى شارك فيها عبد الناصر فى الأنشطة السياسية والاحتجاجية ضد الاستعمار وسياسات الحكومة، انتقل بين التيارات السياسية فى ذلك الوقت فانضم عامين إلى “مصر الفتاة” لمدى عامين، كما كانت له اتصالات مع مع الإخوان المسلمين، إلا أنه قرر العزوف عن الانضمام لأى من الجماعات أو الأحزاب القائمة لعدم اقتناعه بجدوى أى منها.
ودخل عبد الناصر طالبا فى الكلية الحربية بعد انتقاله إليها من كلية الحقوق، بعد حصوله على البكالوريا فى القسم الأدبى، فقرر الالتحاق بالجيش، يقينا منه أن تحرير الدولة لن يأتى بالخطب، بل بالقوة مقابل القوة، وبجيش وطنى فى وجه الاحتلال العسكرى.
وتقدم جمال عبد الناصر إلى الكلية الحربية فنجح فى الكشف الطبى ولكنه سقط فى كشف الهيئة لأنه حفيد فلاح من بنى مر وابن موظف بسيط لا يملك شيئاً، ولأنه اشترك فى مظاهرات ١٩٣٥، ولأنه لا يملك واسطة، وهو ما دعاه للتقدم لكلية الحقوق 1936، لينضم بعدها للحربية بعد فتح باب القبول للمتقدمين بصرف النظر عن أوضاعهم الاجتماعية، فيما كان لذلك أثراً بارزاً فى تكريس حقد عبد الناصر على الطبقية، والتى وضع همه الأول للقضاء عليها بعد ذلك فى ثورة يوليو.
وفى عام ١٩٣٨ أسندت لعبد الناصر مهمة تأهيل الطلبة المستجدين الذين كان من بينهم عبد الحكيم عامر، فيما لم يوقع ناصر أى جزاءات طوال فترة الكلية، فيما تخرج من الكلية فى يوليو من عام 1938.
ومن أرشيف الاستعارة بمكتبة الحربية تبين أن جمال قرأ عن سير عظماء التاريخ مثل “بونابرت” و”الإسكندر” و”جاليباردى” و”بسمارك” و”مصطفى كمال أتاتورك” و”هندنبرج” و”تشرشل” و”فوش”، كما قرأ حول معالجة شئون الشرق الأوسط والسودان ومشكلات دول البحر المتوسط والتاريخ العسكرى، وكذلك عن الحرب العالمية الأولى وعن حملة فلسطين، وتاريخ ثورة ١٩١٩.
فيما كان التحاق جمال عبد الناصر فور تخرجه بسلاح المشاة ونقله إلى منقباد فى الصعيد، سبباً فى وضوح نظرته حول أوضاع الفلاحين والفقراء وبؤسهم، وهناك التقى كل من زكريا محيى الدين وأنور السادات.
وفى عام ١٩٣٩ طلب عبد الناصر نقله إلى السودان، فخدم فى جبل الأولياء بالخرطوم، فيما كان الجيش المصرى حتى ذلك الوقت جيشاً غير مقاتل، وذلك لمصلحة الاحتلال البريطانى.
ومع خدمة عبد الناصر فى السودان ومنقباد تفتحت عيناه على العمق العربى والأوضاع البائسة التى يعيشها المصريون داخل وطنهم، مع الوضع المزرى للعرب، كما تكشف له فساد قيادات الجيش وعدم كفاءتهم فى إدارة المؤسسة العسكرية، وابتعادهم تماما عن أى فكر لتحرير البلاد من قبضة الاحتلال، فاتجه تفكيره مع زملاءه لإصلاح المؤسسة العسكرية من قادتها الفاسدين.
وكتب”ناصر” من السودان لصديقه “حسن النشار” 1941 حول أوضاع الجيش قائلا “نجد احترام الجميع.. لكن الرؤساء. الرؤساء يا حسن يسوءهم ذلك الذى لا يسبح بحمدهم.. يسوءهم ذلك الذى لا يتملق إليهم.. فهذه كبرياء وهم شبوا على الذلة فى كنف الاستعمار، يقولون كما كنا يجب أن يكونوا كما رأينا يجب أن يروا الويل كل الويل لذلك.. الذى تأبى نفسه السير على منوالهم، ويحزننى يا حسن أن أقول أن هذا الجيل الجديد قد أفسده الجيل القديم متملقاً، ويحزننى يا حسن أن أقول أننا نسير إلى الهاوية – الرياء – النفاق الملق- تفشى فى الأصاغر نتيجة لمعاملة الكبار، أما أنا فقد صمدت ولازلت، ولذلك تجدنى فى عداء مستحكم مستمر مع هؤلاء الكبار”.
وكان لنقل عبد الناصر إلى كتيبة بريطانية خلف خطوط اقتتال بالقرب من العلمين لمواجهة القائد الألمانى “روميل” أثرا بارزاً فى ترسيخ رسخت فكرة الثورة فى ذهنه قائلاً “ترسخت الفكرة داخلس رسوخاً تاماً، أما السبيل إلى تحقيقها فكانت لا تزال بحاجة إلى دراسة، وكنت يومئذ لا أتحسس طريقى إلى ذلك، وكان معظم جهدى فى ذلك الوقت يتجه إلى تجميع عدد كبير من الضباط الشبان الذين أشعر أنهم يؤمنون فى قراراتهم بصالح الوطن؛ فبهذا وحده كنا نستطيع أن نتحرك حول محور واحد هو خدمة هذه القضية المشتركة”.
ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية، بدأ تركيز عبد الناصر على تأليف ما وصفها بـ”نواة من الناس الذين بلغ استياؤهم من مجرى الأمور فى مصر مبلغ استيائى”، والذين توفرت لديهم الشجاعة الكافية والتصميم الكافى للإقدام على التغيير اللازم، بجماعة صغيرة من الأصدقاء المخلصين نحاول أن نخرج مثلنا العليا العامة فى هدف مشترك وفى خطة مشتركة”.
فيما جاء قرار تقسيم فلسطين فى سبتمبر ١٩٤٧، حاسماً لضرورة البدء فى خطوات فعلية لمواجهة الخطط الاستعمارية للاحتلال وفساد النظام الحاكم، حيث اجتمع”الضباط الأحرار” واستقر رأيهم على مساعدة المقاومة فى فلسطين، وفى اليوم التالى ذهب “جمال” لمفتى فلسطين الذى كان لاجئاً يقيم فى مصر الجديدة فعرض عليه خدماته وخدمات جماعته الصغيرة كمدربين لفرقة المتطوعين وكمقاتلين معها.
فيما رد مفتى فلسطين على عبد الناصر أنه لا يستطيع أن قبول العرض دون موافقة الحكومة المصرية، وبعد بضعة أيام رفض العرض، فتقدم بطلب إجازة حتى يتمكن من الانضمام إلى المتطوعين، لكن قبل أن يبت فى طلبه، أمرت الحكومة المصرية الجيش رسمياً بالاشتراك فى الحرب، فسافر جمال إلى فلسطين فى ١٦ مايو ١٩٤٨، وكان حينها قد رقى إلى رتبة صاغ (رائد) فى أوائل عام ١٩٤٨.
حيث كان لتجربة “ناصر” فى حرب فلسطين آثاراً بارزة فى حياته حيث قال عنها “لم يكن هناك تنسيق بين الجيوش العربية، وكان عمل القيادة على أعلى مستوى فى حكم المعدوم، وتبين أن أسلحتنا فى كثير من الحالات أسلحة فاسدة، وفى أوج القتال صدرت الأوامر لسلاح المهندسين ببناء شاليه للاستجمام فى غزه للملك فاروق”.
وأضاف “بدا أن القيادة العليا كانت مهمتها شيئاً واحداً هو احتلال أوسع رقعة ممكنة من الأرض بغض النظر عن قيمتها الإستراتيجية، وبغض النظر عما إذا كانت تضعف مركزنا العام فى القدرة على إلحاق الهزيمة بالعدو خلال المعركة أم لا، وقد كنت شديد الاستياء من ضباط الفوتيلات أو محاربى المكاتب الذين لم تكن لديهم أية فكرة عن ميادين القتال أو عن آلام المقاتلين”.
وتابع “جاءت القطرة الأخيرة التى طفح بعدها الكيل حين صدرت الأوامر إلى بأن أقود قوة من كتيبة المشاة السادسة إلى عراق سويدان التى كان الإسرائيليون يهاجمونها، وقبل أن أبدأ فى التحرك نشرت تحركاتنا كاملة فى صحف القاهرة، ثم كان حصار الفالوجا الذى عشت معاركه، حيث ظلت القوات المصرية تقاوم رغم أن القوات الإسرائيلية كانت تفوقها كثيراً من ناحية العدد حتى انتهت الحرب بالهدنة التى فرضتها الأمم المتحدة “فى ٢٤ فبراير ١٩٤٩”.
وأصيب عبد الناصر مرتين أثناء بحرب فلسطين، فيما تم منحه نيشان “النجمة العسكرية” فى عام ١٩٤٩، لدوره البطولى مع زملاءه فى الحرب، وحينما عاد للقاهرة أدرك أن الأوضاع الحالية التى يشهدها الواقع المصرى والعربى تحتاج لثورة حقيقية، على الجميع، الاحتلال والملك والحاشية والحكومة، وفساد مؤسسات الدولة، الثورة على أفكار الرجعية والخنوع التى عانى منها المصريون لعقود من الاحتلال.
حينها خطط “الضباط الأحرار للقيام بثورة ضد حكم الملك فاروق وضد الاحتلال الإنجليزى عام 1955، لكن الأحداث المتوالية والفساد المستشرى فى ربوع البلاد، عجلا بتوقيت الثورة، لتكون فى 23 يوليو من عام 1952.
وشكل الضباط الأحرار لجنة تنفيذية بقيادة جمال عبد الناصر، وتضم كمال الدين حسين وعبد الحكيم عامر وحسين إبراهيم وصلاح سالم وعبد اللطيف البغدادى، وخالد محيى الدين وأنور السادات وحسين الشافعى وزكريا محيى الدين وجمال سالم، وهى اللجنة التى أصبحت مجلس الثورة فيما بعد عام ١٩٥٠، ١٩٥١.
فيما شاركوا سراً فى حرب الفدائيين ضد قوات الاحتلال بالقناة التى استمرت حتى بداية ١٩٥٢، وذلك بتدريب المتطوعين وتوريد السلاح والمشاركة فى العمليات، وذلك خارج الإطار الحكومى.
ومع تصاعد أحداث القمع فى البلاد من جانب الحكومة وقوات الاحتلال، اتجه تفكير الضباط الأحرار مع بداية 1952 لشن حملة اغتيالات سياسية لأقطاب النظام حيث بدأوا باللواء حسين سرى عامر أحد قادة الجيش المتورطين فى خدمة مصالح القصر والاحتلال، إلا أنه نجا من الموت، وكانت تلك هى محاولة الاغتيال الأولى والأخيرة التى اشترك فيها جمال عبد الناصر، حيث اتجه “الضباط الأحرار” بعدها إلى صرف الجهود إلى تغيير ثورى إيجابى.
ووزع “الضباط الأحرار” منشورات سرية لتعبئة ثورية بالجيش، هدفها تطهير المؤسسة العسكرية من القادة الفاسدين والتابعين للقصر والاحتلال، مع إعادة تسليح الجيش، وإعادة تدريب قواته بما يحفظ قدرتهم على القتال.
وجاء حريق القاهرة فى ٢٦ يناير ١٩٥٢، الذى جاء بعد اندلاع المظاهرات فى القاهرة احتجاجاً على مذبحة رجال البوليس بالإسماعيلية التى ارتكبتها القوات العسكرية البريطانية فى اليوم السابق، واستشهد فيها ٤٦ شرطياً وجرح ٧٢، ليكون القشة التى قصمت ظهر البعير، حيث اتخذ على إثره الضباط الأحرار قراراً بتقديم توقيت الثورة على فاروق وحاشيته من 1955 إلى 23 يوليو من عام 1952، ليبدأ بعدها التخطيط الفعلى للإطاحة بالملك والحكومة، وبدء أولى الخطوات لإجلاء من الاحتلال الإنجليزى الأراضى المصرية، وبداية لعصر “الجمهورية”.