كسر الخاطر : أبو الهول، صمت الحملان

عن جريدة الااتحاد الاشتراكي

الاربعاء 25 شتنبر 2013

يشبه النذر الذي أقامه مولاي إسماعيل العلوي على نفسه انتحارا لينا على مشارف الصحافة، فقد قرر رئيس مجلس الرئاسة في حزب التقدم والاشتراكية، والأمين العام السابق للحزب الحكيم مولاي إسماعيل العلوي أن «يصوم»الصحافة، وهو صوم لا هو بالفرض ولا هو بالسنة، بل هو موقف مبني على التباس في مواقف تهم تصريحاته.
ماذا وقع بالذات؟
تحدث إسماعيل العلوي، في معرض استجوابه مع «هسبريس» عن ضرورة وجود حكومة وحدة وطنية. وهو موقف ليس من الضروري أن يبدي فيه السياسيون معارضة أو موافقة، بل جاء الرد قاسيا من لدن رئيس الحكومة الذي وصف «هسبريس» بكلام ناب، ردت عليه بمثله (العين بالعين والسن بالسن والباديء أظلم).
واتضح أن أول الغاضبين هو رئيس الحكومة، الذي بدا منزعجا من احتمال سياسي طرحه رجل خبير وحكيم ويحظى بالاحترام من لدن كافة مكونات الحقل الوطني.
(وهذا ليس دعاية له ولا للحكومة الوطنية). وكان من الممكن أن يرد بنكيران بالقول أن الدستور المغربي واضح، وأنه سيمارس حقه الدستوري ويفعل بنود الشرعية الشعبية ويتوجه، باعتباره مالك السلطة التنظيمية، إلى الانتخابات السابقة لأوانها إذا احتاج الأمر ذلك. وعوض ذلك أطلق النار على الصحافة بما يندى له (الجبناء)، كما تقول عجوز كنت أعرفها!
بعد رد فعل رئيس الحكومة، يبدو أن كلاما من فم العلوي كان له وقع كبير، دفع به إلى (معاقبة) الصحافة التي كانت وراء إبدائه الرأي في الأزمة الحكومية الحالية.
صوم العلوي غير مبرر على الإطلاق، فلو كان اعتزل السياسة كليا، كنا نفهم عزوفه عن إبداء الرأي في المواقع وفي الجرائد..لكنه وقد واصل عمله ( في اليوم الموالي لحواره مع الزميلة بشرى الضو، ترأس أشغال الحوار المدني وقدم فيه أطروحة كاملة )، ولا شك نشاطه السياسي بالكامل.
ولن يفهم عموم الصحافيين والرأي العام لماذا وضع أستاذ الجغرافيا السياسية كمامة غير مرئية على فمه؟
هل كان غضب بنكيران هو السبب؟
صعب للغاية الجزم بذلك؟
هل كان وراء الأمر موقف قيادة الحزب، بعد أن بدا أنه منحه مخرجا مشرفا للالتحاق بشريكيه في الكتلة، بدون كبير أوجاع؟
صعب للغاية الجزم؟
هل فهم من ذلك أن الوضع السياسي في البلاد لا يحتمل اجتهادا (لاحقة لأوانها)؟
صعب، لأن الجواب سيكون من قبيل الرجم بالغيب؟
لماذا إذن لا يقول رئيس الحكماء في حزب المرحوم علي يعته، السبب بالواضح الذي قد يفتح أفقا أرحب للنقاش، وقد يفتح بابا لسد العبث الذي أدخلتنا فيه الحكومة منذ ستة أشهر، حتى بدأ المغاربة يتنذرون بالقول: ها نحن أصبحنا مثل بلجيكا، لا ضرورة فيها للحكومة على الإطلاق خارج صرف الأعمال والزيادات في الأسعار.. والزيادة فالكلام!!
فعلا، هناك حكومة تزيد في الكلام، وواحد من جيل الكبار يقلل فيه، بقرار سيادي وبلهجة شديدة.

9/25/2013

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…