ابداعات شبابية

قال لي : يا سيدي أنا حر .. فأجبته : شكون قالها ليك ؟‎

 

بقلم : سهيلة الدحماني

 

الاهتمام المتزايد بالحرية – خصوصا مؤخرا- نابع من كونها قيمة إنسانية عالية .. مناهضة لكل استبداد سياسي كان أو اجتماعي أو غيرهما .. و باختزال شديد هي ترجمة الفرد لطريقة عيشه و أسلوب حياته بمعنى أوضح : حرية الفرد هي أن يفعل ما يريد حينما تصمت القوانين و الأعراف.

 

لو كانت القوانين تتحدث بدل أن تكون كما هي اليوم مطبقة الثغر لوجدنا لخريطة الحرية حدودا ضيقة , اعتقد أننا حينها سنكون بخير تحت مقولة : الشيء إذا زاد عن حده …. ربما لن ينقلب إلى ضده هذه المرة بل سيولد تركيبة جديدة , ألا تعتقدون ذلك ؟

 

ولا أخفيكم سرا ربما يكون أسلوبي في الكتابة ركيكا ومبتذلا و شعبويا، اعلم ذلك، لكنها الرغبة في إسماع صوتي هي من جعلتني احمل قلمي لأخط هذه الأسطر بعد الكابوس الذي عشته ليلة أمس وأنا أشاهد مقطع فيديو انتشر بسرعة البرق لمغربية ساقطة فاجرة عاهرة أطلقت على نفسها لقب “فنانة” وهي تتمايل يمنة ويسرة تغتصب قواعد الانجليزية التي تغنت بكلماتها في أغنيتها الإباحية .. لم استصغ وجود هذه “كائنات” في وطننا الحبيب .. طبعا وكما قلت سلفا بما أن انعدام قوانين تصدنا عن هذه الأفعال المشينة فكل ما قامت به هذه الشابة – ولأذكر فقط فهي مغربية الجنسية – يندرج في إطار الحرية الشخصية .

 

 الم يكن الأجدر بنا ونحن تحت لواء الدولة الإسلامية أن نعلم أبنائنا حدود العيش في هذا المجتمع الإسلامي محافظ قبل “كتب كريم .. كتبت مريم”؟ الم يكن الأجدر بنا أن نمر بامتحان نعرف من خلاله من المؤهل منا ليعيش في مجتمع تسوده الأعراف و التقاليد الحشمة عنوانها ؟ الم يكن الأجدر بنا أن نثقف بشبابنا ونجعله فخورا بوطنه بدل تفكيره في الهجرة إلى السويد وشقراواتها ؟ الم ؟.. الم؟ .. الم؟ .. نعم انه الألم احبتي .. الم وطن يحتضر وهو في ريعان شبابه .. الم وطن يعاني ونحن عنه ساهون .. الم وطن يئن ونحن عنه مغرضون.

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…