جلالة الملك يزور مالي لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد إبراهيم أبوبكر كايتا

مراسلة خاصة

جريدة الاتحاد الاشتراكي

18 شتنبر 2013

يستعد جلالة الملك محمد السادس لزيارة مالي الخميس القادم، لحضور حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد إبراهيم أبوبكر كايتا الذي تمّ انتخابه بعد حرب ضروس ودمار كبير أصاب البلد، وانتهت بدحر القوات الفرنسية للجماعات الإسلامية المتشددة شمال البلاد.
وكان جلالته قد عبّر عن يقينه بأن انتخاب كايتا يعد تكريسا لمساره الوطني في إرساء ديمقراطية شاملة في إطار المصالحة الوطنية الضامنة لوحدة مالي، وأكد أن الشعب المالي يتطلع بعد هذه الانتخابات إلى إحلال السلم والاستقرار في البلاد.
وجدد جلالة الملك تأكيد عزم المملكة المغربية على توطيد العلاقات العريقة التي تربطها بجمهورية مالي، والقائمة على التضامن مع البلد الأفريقي الذي خرج للتوّ من أتون الحرب. فالجدير بالذكر أنّ هذه الزيارة إنّما تأتي بعد أيام من قرار جلالته إرسال مساعدات إنسانية إلى الشعب المالي، حيث سيتم إيفاد بعثة طبية متخصّصة إلى باماكو عاصمة مالي.
كما قدّم المغرب دعما لوجيستيا وإنسانيا إلى مالي، قامت بتأمينه القوات المسلحة الملكية عبر عدة رحلات جويّة متوالية. وسيتم في إطار هذه البعثة، إقامة مستشفى عسكري ميداني، مزوّد بعدة وحدات متخصّصة، بالإضافة إلى كمية كبيرة من الأدوية.
وتعتبر هذه المبادرة، التي تندرج في إطار تضامن المغرب مع مالي، تكملة للجهود التي تم بذلها سياسيا وأمنيا لاستتباب الأمن وتحقيق الاستقرار في هذا البلد، حيث يولي المغرب اهتماما لسياسته الخارجية في مجال تقديم المساعدات الإنسانية لضحايا الحروب والكوارث الطبيعية في العالم وخاصة في أفريقيا.
ويقول مراقبون إن المبادرة الملكية تدخل في إطار الاستراتيجية التي سنها المغرب في إطار سياسته الخارجية على مستوى دعم عمل الأمم المتحدة، وانتشار الأمن والاستقرار على الأصعدة الجهوية والإقليمية والقارية والدولية. كما أنها ستضفي أبعادا جديدة للعلاقات المغربية-الأفريقية. وقد لقي الإعلان عن هذه المبادرة، تقديرا على الساحة الدولية والمالية، حيث اعتبرت مجموعة التفكير »غايتستون إنستيتيوت«، المتخصصة في القضايا الاستراتيجية والدفاع في واشنطن، أن المبادرة تندرج ضمن سياق البعد الأخلاقي والإنساني وتحمل طابع دبلوماسية ملكية فاعلة ومتضامنة وحريصة على تحقيق متطلبات الاستقرار الإقليمي، وعلى تحقيق طموحات البلدان الأفريقية في التقدم والازدهار. وأضافت مجموعة التفكير أن الأهمية القصوى التي يوليها الملك محمد السادس للعلاقات مع البلدان الأفريقية، تمثل أيضا »تعبيرا عن رؤية تدعو إلى إقامة تعاون يساهم في تعزيز الاستقرار، ويضمن الرخاء والازدهار لسكان المنطقة«.
أما »ميريديان إنترناشيونال سنتر«، وهي مؤسسة تهتم بالدبلوماسية العمومية ويوجد مقرها بواشنطن، فقد اعتبرت أن الجهود الإنسانية التي يقوم بها ملك المغرب تعتبر تجسيدا لـ»دور الوساطة البناء والمسؤول الذي يضطلع به المغرب من أجل خدمة قضايا السلام والاستقرار« وحل النزاعات، »وفيا بذلك لتقاليده الراسخة القائمة على التسامح والانفتاح«.
من جهته قال وزير الصحة والنظافة العمومية المالي أوسمان كوني إنه تأثر بشكل خاص بهذه المبادرة الإنسانية، معربا عن امتنان حكومة وشعب مالي للمغرب إثر هذا العمل التضامني، الذي يعزز أواصر التعاون والدعم المتبادل بين البلدين الشقيقين.
ويرى المراقبون أن انخراط المغرب في المبادرات الرامية إلى الحفاظ على الأمن الدولي والإقليمي ، وتمسكه بالشرعية الدولية هو ما جعل منه قطبا للتوازنات الإقليمية في منطقة غرب أفريقيا المعروفة بحساسيتها المفرطة على المستوى الجيوستراتيجي والجيوأمني، لاسيما مع نفاذ مجموعة من المنظماتالإرهابية ومافيا تهريب السلاح والبشر إليها.
وأكد المراقبون أن ما شهدته المنطقة من انفلاتات أمنية خلال العشرية الأخيرة، لغياب ما يكفي من تنسيق بين دول الجوار، لم يثن المغرب عن المضي قدما في التعامل مع محيطه المباشر من منطلق اهتمامه بضرورة تنويع الشركاء والانفتاح أكثر على الأسواق الخارجية والأفريقية منها تحديدا، لاسيما في سياق تعثر بناء المغرب العربي وما يلف من غموض »الوضع المتقدم« الذي يحظى به المغرب لدى الاتحاد الأوروبي.
ويحتل المغرب مكانة مميزة لدى العديد من البلدان الأفريقية خاصة دول الساحل والصحراء كمالي، سواء لشغله منصب المقعد غير الدائم في مجلس الأمن أو لعلاقاته الوطيدة مع هذه الدول، وبالتالي فإنه يتبنى القضايا الأساسية لها، مبرزا في هذا الصدد كيفية تعامله مع الملف المالي في مجلس الأمن الذي كانت أغلب القرارات المتخذة لصالح إنهاء الأزمة في هذا البلد والتي توّجت بطرد الجماعات الجهادية أو إلى حد ما الحد من نفوذها.

…عن جريدة الاتحاد الاشتراكي …9/18/2013

***********************************************************************************

صاحب الجلالة الملك محمد السادس في مالي : زيارة بحمولة إنسانية قوية

تكتسي الزيارة التي يقوم بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس يوم الخميس المقبل إلى مالي لحضور حفل تنصيب الرئيس المالي الجديد بعدا إنسانيا عميقا تجاه بلد شقيق يعاني جراحا عميقة لكنه يعمل بإصرار على التخلص من أزمة متعددة الأبعاد.

 الصحراء المغربية16 شتنبر 2013

وتأتي هذه الزيارة الملكية، في الواقع، أياما قليلة فقط بعد قرار جلالة الملك إرسال مساعدات إنسانية إلى الشعب المالي، وهي التفاتة بمعاني كبيرة وأبعاد سامية تجسد مدى ثقافة التضامن الفعال التي تم تكريسها كقيمة أساسية في علاقات المملكة مع الدول الشقيقة والصديقة، لا سيما في القارة الإفريقية.

وبفضل هذه المبادرة الملكية، سيتم إيفاد بعثة طبية متخصصة إلى العاصمة المالية، كما تم إرسال دعم لوجيستي وإنساني على متن وسائل النقل الجوي التابعة للقوات المسلحة الملكية عبر عدة رحلات متوالية.

وفي إطار هذه البعثة، سيتم إقامة مستشفى عسكري ميداني، سيظل مفتوحا في وجه جميع السكان ومزودا بعدة وحدات متخصصة، وكذلك كمية كبيرة من الأدوية.وتندرج هذه المبادرة الملكية في إطار التضامن الكامل للمملكة مع مالي والتزامها الراسخ في المساهمة في تنمية هذا البلد.

ويتعلق الأمر بمبادرة تندرج ضمن سيرورة تقليد دأب عليه المغرب، الوفي لقيمه التضامنية والفخور بمكانته كفاعل نشيط وفعال على الساحتين الإقليمية والدولية.ولم يمض وقت طويل عن الإعلان عن هذه المبادرة الملكية، حتى لقيت تقديرا دوليا كبيرا على الساحة الدولية والمالية.

ففي واشنطن، اعتبرت مجموعة التفكير الأمريكية (غايتستون إنستيتيوت)، المتخصصة في القضايا الاستراتيجية والدفاع، أن المبادرة الملكية تندرج ضمن سياق البعد الأخلاقي والإنساني لقيادة جلالة الملك، والتي تحمل طابع دبلوماسية ملكية فاعلة ومتضامنة وحريصة على تحقيق متطلبات الاستقرار الإقليمي وعلى تحقيق طموحات البلدان الإفريقية الشقيقة في التقدم والازدهار.

وأضافت مجموعة التفكير أن الأهمية القصوى التي يوليها جلالة الملك محمد السادس للعلاقات مع البلدان الإفريقية، تمثل أيضا “تعبيرا عن رؤية ملكية تدعو إلى إقامة تعاون يساهم في تعزيز الاستقرار، ويضمن الرخاء والازدهار لسكان المنطقة”.

أما “ميريديان إنترناشيونال سنتر”، وهي مؤسسة تهتم بالدبلوماسية العمومية ويوجد مقرها بواشنطن، أن الجهود الإنسانية التي يقوم بها جلالة الملك تعتبر تجسيدا ل”دور الوساطة البناء والمسؤول الذي يضطلع به المغرب من أجل خدمة قضايا السلام والاستقرار” وحل النزاعات، “وفيا بذلك لتقاليده الراسخة القائمة على التسامح والانفتاح”.

وفي باماكو، لقيت مبادرة التضامن التي قررها جلالة الملك ترحيبا من مسؤولين وشخصيات فاعلة في المجتمع المدني المالي اللذين رأوا في هذه المبادرة السامية خطوة جديدة نحو تعميق الروابط التاريخية بين البلدين.

وكانت المملكة، في الواقع، أول بلد يبادر في عز الأزمة في مالي إلى مد يد المساعدة إليه من خلال إرسال مساعدات إنسانية إلى النيجر لفائدة اللاجئين الماليين الفارين من المعارك التي اندلعت في بلدهم.

وكان المغرب، في إطار الصراع ذاته، قد أرسل 50 طنا من المواد الغذائية والصيدلية لفائدة النازحين في الداخل، ضحايا الأعمال العدوانية، وذلك بهدف تخفيف العبء الصحي والإنساني الذي تعانيه مالي بسبب الأزمة.

كما التزمت المملكة، من جهة أخرى، بالمساهمة بخمسة ملايين دولار لتمويل بعثة الدعم الدولية بمالي تحت قيادة أفريقية وذلك خلال مؤتمر المانحين الأول الذي عقد في أديس أبابا.

ولم يغب هذا الالتزام الواضح، الذي لا يعتريه شك، عن أعين الشركاء الرئيسيين للمغرب داخل المجموعة الدولية الذين ثمنوا عاليا الدور الإيجابي والبناء الذي ما فتئ المغرب يضطلع به في حل الأزمة متعددة الأبعاد في مالي.

ويكرس هذا الدور المعروف والمعترف به مكانة المغرب، الذي عرف كيف يعزز، تحت قيادة جلالة الملك، صورته كشريك موثوق به وجدير بالاحترام من أجل السلام والأمن الدوليين.

إن الجهود التي يبذلها المغرب لتسوية أزمات مماثلة كتلك التي ضربت مالي تنبع من مبدأ أساسي تبناه المغرب وهو التنمية البشرية المستدامة كمصدر لصيانة الكرامة.

وكان جلالة الملك محمد السادس قد أكد، بشكل وجيه، في إطار زيارة إفريقية قادته مؤخرا إلى السينغال أن “المملكة المغربية لتضع المصالح الحيوية لقارتنا الكبرى والتعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة? في مقدمة سياستها الخارجية? كما تعطي الأولوية للتعاون بين دول الجنوب? في نطاق من التضامن والمصلحة المتبادلة? بغية تحقيق تنمية بشرية مستدامة? أساسها صيانة كرامة شعوبنا الأفريقية? ومنطلقها المساهمة الفاعلة من أجل تقدمها? في إطار السلم والأمن”.

هذا الالتزام الدؤوب تجاه الشعوب التي توجد في أوضاع صعبة يجعل من المملكة مصدر إلهام بالنسبة للقارة الإفريقية التي تطمح إلى فرض نفسها على الساحة العالمية.

كما يدل هذا الالتزام أيضا على الأهمية التي تمثلها أفريقيا بالنسبة للمملكة التي تطبع علاقاتها مع القارة الإفريقية بتضحية حقيقية، تتجسد من خلال روابط لا انفصام فيها مختومة بطابع التضامن المتزايد.

 

******

 

عن الصحراء المغربية

18 شتنبر 2013

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…