المدير التنفيذي لغوغل يعترف: التجسس حقيقة متواصلة | ||||||||||
شركات الكترونية متعددة تفرض على الحكومة الأميركية الكشف عن ملف التجسس على المعلومات الشخصية لمستخدمي الانترنت. | ||||||||||
عن موقع العرب كرم نعمة [نُشر في 16/09/2013، العدد: 9322، | ||||||||||
كنوع من المهادنة، دعا شميدت شركات صناعة التكنولوجيا لمزيد من الشفافية في تعاملها مع السلطات الأميركية في شأن موضوع المراقبة. وصف إريك شميدت المدير التنفيذي لشركة غوغل عمليات التجسس الأميركي على المواقع الإلكترونية بـ«حقيقة من حقائق الحياة العصرية» في تراجع يرى فيه المراقبون نوعا من المهادنة لسلوك الاستخبارات الأميركية الذي أثار استياء دوليا. وطالب شميدت أثناء استضافته من قبل مؤسسة «نيو أميركا» في نيويورك أمس الأول لمناقشة طبيعة أنشطة التجسس، بإجراء مناقشة عامة حول طبيعة أنشطة المراقبة التي تقوم بها وكالة الأمن القومي. ودعا شركات صناعة التكنولوجيا إلى مزيد من الشفافية في تعاملها مع السلطات الأميركية في شأن موضوع المراقبة. وقال «هناك تجسس متواصل منذ سنوات، وهناك مراقبة، وهكذا دواليك، وأنا لن أحكم على ذلك، إنها طبيعة مجتمعنا». وكانت شركة غوغل مع غيرها من شركات التكنولوجيا الكبرى، قد مارست ضغوطاً على الحكومة الأميركية لتكون أكثر انفتاحا حول أوامر المراقبة الصادرة عن المحكمة حول عمليات التجسس التي كشف عنها مؤخرا. وقدمت غوغل المذكرات القانونية لإجبار الاستخبارات على الكشف عن مزيد من المعلومات. واجتمعت شركات غوغل وفيسبوك مع لجنة شكلها البيت الأبيض لمراجعة برنامج محلي شامل للتجسس كشف عنه ادوارد سنودن الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأميركية. وأثارت المعلومات التي سربها سنودن غضب أوروبا لما تتمتع به من وعي بشأن الخصوصية، حيث أوحت المعلومات بأن الوكالات الأميركية تجسست على مواطنين ومؤسسات ينتمون إلى أوروبا، التي يفترض أنها حليفة للولايات المتحدة. وطلبت غوغل من المحكمة السرية التي توافق على طلبات التجسس عقد جلسة استماع علنية للكشف عن عدد الطلبات التي تتقيد بها الشركة. وقدمت شركتا فيسبوك وياهو أول دعوتين قضائيتين لهما في مسعى للسماح لهما بكشف المزيد بشأن طلبات التجسس بعدما سبقتهما إلى ذلك غوغل ومايكروسوفت. وطالب غريج نوجيم كبير المستشارين القانونيين في مركز الديمقراطية والتكنولوجيا في نيويورك، غوغل بممارسة المزيد من الضغط على سلطات المخابرات للكشف عن مزيد من المعلومات حول التجسس على مستخدميه. ووصف فيكتور ماير أستاذ تنظيم الإنترنت في معهد أوكسفورد تردي العلاقة بين المستخدمين والشركات الكبرى على الإنترنت بـ»العواقب الوخيمة» في إشارة إلى القلق المتصاعد حول خصوصية المعلومات الشخصية بعد فضيحة التجسس لبرنامج سري أطلق عليه اسم «بريزم» أدخلته الاستخبارات الأميركية مباشرة على خوادم شركات إنترنت كبرى. وأكد أريك شميدت أن الوثائق التي كشف عنها إدوارد سنودن كانت «دقيقة تقريبا» مطالبا أن يكون النقاش حول كيفية قيام الاستخبارات بالتجسس خارج رقابة الدولة. وقال «علينا جميعا أن ننظر إلى أنفسنا ونقول هل هذا ما نريد». واعتبر شميدت، الذي التحق بالعمل في محرك البحث العملاق منذ عام 2001، أن معظم الأميركيين يعتقدون أن تجسس وكالة الأمن القومي كان لصالح حماية مواطني الولايات المتحدة، ولكنهم يرفضون إساءة استخدام البيانات الخاصة بهم من قبل الحكومة.
وأعرب عن قلقه من أن تؤدي عملية الكشف التي قام بها سنودن، إلى أن يصبح الإنترنت أقل عالمية، وأن تقوم بعض البلدان بسن قوانين خاصة لحماية مواطنيها. وعد الخطر الحقيقي في قيام بعض البلدان باستخدام التشفير وتجزئة عالم الإنترنت بما وصفه بـ»البلقنة» في إشارة إلى تقسيم دول البلقان. وسبق أن استبعد لاري بايج الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، مثل هذا المسار، مؤكدا أن شركته تتخذ أقصى درجات حماية سمعة علامتها التجارية. وأنها تعتز بمستوى السرية حول الإجراءات القانونية الحالية التي تمنع تقويض الحريات الشخصية.
وتأتي تصريحات أريك شميدت بعد أن انتقد مؤسس «فيسبوك» مارك زوكربرغ مراقبة الحكومة الأميركية للأنشطة الرقمية على الإنترنت، قائلا إنها أخفقت في تحقيق توازن صحيح بين قضايا الأمن والخصوصية. واعتبر زوكربرغ ما قالته الولايات المتحدة بأن التجسس الرقمي مقتصر على المواطنين الأجانب، بالأمر السيء حقا. ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى الحصول على تفسير من الولايات المتحدة بشأن تقارير إعلامية تقول إنها تجسست على تحويلات مصرفية، وسط دعوات من التكتل بعدم مشاركة بيانات مالية بعد الآن مع واشنطن. ويعتبر الكشف من مسرب المعلومات الاستخباراتية إدوارد سنودن هو الأحدث في سلسلة توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا المهتمة بالحفاظ على الخصوصية، والتي شعرت بالاستياء جراء إيحاءات بأن مواطنيها ومؤسساتها ربما يكونوا تعرضوا للتجسس عليهم من قبل حليف مفترض. وقالت سيسيليا مالمستروم، مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي، إنها «قلقة للغاية» بشأن المزاعم الجديدة، التي بثتها في أول الأمر محطة «غلوبو» التلفزيونية البرازيلية. وتشير تقارير المحطة إلى أن الاستخبارات الأميركية استهدفت مؤخرا «جمعية الاتصالات المالية بين المصارف على مستوى العالم»(سويفت)، وهي اتحاد خاص مقره بلجيكا يسجل التحويلات المالية المصرفية. وتمكنت وكالات الاستخبارات الأميركية والبريطانية من اختراق نظام التشفير الذي يضمن أمن مجموعة واسعة من الاتصالات عبر الإنترنت بما في ذلك رسائل إلكترونية ومعاملات مصرفية واتصالات هاتفية. وقال ماثيو غرين أستاذ التشفير، وهو يتفاعل مع تداعيات اختراق خصوصية الإنترنت من قبل الاستخبارات الأميركية والبريطانية «كنا نعتقد أنهم لن يكونوا مجانين بما يكفي لإسقاط الأرض التي يقفون عليها والآن لسنا متأكدين جدا». |