هل تعلن مصر الحرب على حماس؟

القاهرة تتهم الحركة الإسلامية الفلسطينية بتدريب إسلاميين مصريين على تفخيخ السيارات وتزويدهم بالألغام وبالتصعيد بشكل خطير ضد أمن البلاد.

 12شتنبر 2013

ميدل ايست أونلاين

القاهرة ـ قال التليفزيون المصري الخميس إن حركة حماس الإسلامية التي تحكم قطاع غزة تدرب إسلاميين مصريين على تلغيم السيارات، في تأكيد مصري جديد على دور حمساوي قوي في تأجيج الصراع في سيناء وفي عموم مصر، ربما دعما لاستراتيجية الإخوان القائمة على إطالة أمد حالة عدم الاستقرار في البلاد إلى ما لانهاية.

ويأتي الاتهام المصري لحماس في وقت تشهد فيه العلاقة بين القاهرة والحركة الاسلامية الفلسطينية التي تمثل واحد من فروع حركة الإخوان المسلمين الأم في مصر، توترا غير مسبوق.

وقال التليفزيون إن حماس المنبثقة عن جماعة الإخوان زودت أيضا جماعات مصرية بنحو 400 لغم أرضي.

ورفضت حركة حماس الخميس تقريرا أذاعه التلفزيون المصري يفيد بضلوعها في تدريب اسلاميين في مصر على زرع القنابل في السيارات وتزويدهم بألغام أرضية.

وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم ان هذه المزاعم غير صحيحة بالمرة ووصف التقرير بأنه محاولة “لشيطنة” حماس التي تحكم قطاع غزة.

ووجهت ثورة 30 يونيو التي أزاحت الاخوان من حكم مصر ضربة قاسية للعلاقات بين القاهرة وحركة حماس في غزة.

ويبدو المشهد المصري ما بعد مرسي كأنه حرب شبه مفتوحة بين الجيش المصري وحركة حماس ومرشحة للتصعيد ربما وفقا لسيناريوهات يقول بعض المراقبين إنها قد تفاجئ العديدين وبشكل مذهل.

ويقول محللون إن الجيش المصري لا يمكنه أن يقبل بالغرق في صحراء سيناء إلى ما لا نهاية له ومن ثمة سيكون لزاما عليه أن يتعامل مع قطاع غزة بجرأة عسكرية أكبر خاصة بعدما تبين له أن القطاع تحول إلى نقطة دعم حقيقية لجهود الإرهابيين في سيناء.

وفي منتصف يوليو/تموز، اتهم الجيش المصري كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس بإرسال صواريخ غراد الى جماعة الاخوان المسلمين في القاهرة، بهدف استخدامها في هجمات ارهابية ضد الشعب المصري.

وأشار الجيش الى انه تم ضبط صواريخ في منطقة السويس اكتشف انها من النوع الذي يمتلكه الجناح العسكري لحماس.

ويضيف المحللون أن القيادات السياسية والعسكرية المصرية أصبحت مقتنعة بما لا يدع مجالا للشك في ان حماس قررت بتدريبها للإسلاميين المصريين على القتال أن تلعب آخر أوراقها بحثا عن النجاة في محيط إقليمي معاد أطبق عليها من كل جانب بعد أن وضعت جميع بيضها في سلة الإخوان المسلمين مقابل خسارة الحلف التقليدي مع طهران ودمشق على خلفية ما يحصل في سوريا.

ويقدر القادة المصريون ان حماس التي قد تكون تيقنت من أن خسارة حلفائها للسلطة في مصر هو نهائي وحاسم وبالتالي فإنها تساعدهم على دعم قدراتهم في بث الفوضى وعدم الاستقرار.

ويقول مراقبون إن القاهرة هي الآن بصدد التفكير جديا في حل جذري لردع حماس لا يعدم امكانية تأديب الحركة ورموزها بتحرك داخل غزة نفسها، بعد أن صارت تملك ملفا متكاملا عن محاولتها العبث بالأمن القومي المصري.

والخميس افاد شهود عيان ان دبابتين مصريتين تجاوزتا السياج الحدودي الشائك قرب حدود مصر مع قطاع غزة للمرة الأولى، من دون ان تدخلا الجهة الفلسطينية من الحدود، في حين نفت حكومة حماس هذا الامر.

واوضح الشهود ان الدبابتين “تجاوزتا السياج الحدودي المصري الاول على الشريط الحدودي بين رفح ومصر وسارتا على الطريق المحاذي للجدار الاسمنتي الذي تقيمه مصر”، لافتين الى “انها المرة الاولى تخرج دبابات مصرية لهذه المنطقة رغم ان الدبابتين لم تدخلا الجهة الفلسطينية على الحدود”.

وذكر الشهود انه “كان على متن الدباباتين عدد من الجنود المصريين وهم ملثمون”.

وقال ايهاب الغصين الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حماس انه لم تدخل اي دبابة مصرية الى الاراضي الفلسطينية.

من جانبه قال اسلام شهوان المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس لفرانس برس ان ” قوات الامن الوطني (التابعة لحكومة حماس) نفت دخول اي دبابة مصرية للحدود”، وتابع ان “على وسائل الاعلام تحري الدقة”.

وقد بثت وكالة “صفا” الفلسطينية المحلية في غزة نقلا عن مراسلها ان “دبابتين مصريتين تجاوزتا لاول مرة الخط الاول للسياج الشائك للحدود وسارتا على الطريق المحاذي للجدار الاسمنتي”.

وتشهد المناطق الحدودية بين القطاع ومصر تعزيزات أمنية مصرية منذ اسابيع عدة ويقوم الجيش المصري بعملية لهدم مئات الانفاق المنتشرة تحت الأرض على طول الحدود.

عن موقع صحيفة ميدل ايست اونلاين

13 شتنبر2013

‫شاهد أيضًا‬

الفيلسوف الألماني يورغن هابرماس يناقض أفكاره الخاصة عندما يتعلق الأمر بأحداث غزة * آصف بيات

(*) المقال منقول عن : مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ألقى أحد الفلاسفة الأكثر…