صفقة من ثلاثة بنود لتفادي الضربة العسكرية
تسليم الكيماوي .. معاهدة دولية.. رحيل الأسد
الوطن العربي – وائل فتحى – الثلاثاء, 10 سبتمبر 2013
كشفت مصادر إعلامية الليلة الماضية، معالم صفقة روسية ألمانية، من ثلاث نقاط، تهدف إلى إنهاء الأزمة السورية في شكل سلمي، وتتضمن التخلص من السلاح الكيماوي، وتنازل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة قبل عام 2014، في حين أعلنت الإمارات تأييد بيان الـ11 الصادر على هامش قمة العشرين في سان بطرسبورغ الأسبوع الماضي، في وقت بادرت روسيا إلى اقتراح مراقبة دولية على الكيماوي السوري تمهيداً لتدميره، الأمر الذي رحبت به دمشق، وقابلته واشنطن والمعارضة بالتشكك، ورحبت به لندن .
وتتضمن خطة النقاط الثلاث الروسية – الألمانية، تسليم المخزون الكيماوي السوري المقدر بألف طن إلى موسكو، في سياق العمل على تدميره، وانضمام سوريا إلى المعاهدة الدولية لمنع انتشار الأسلحة الكيماوية، وتنازل الرئيس السوري عن الحكم مع نهاية العام الحالي، وتسليم السلطة في مرحلة انتقالية إلى رئيس وزراء متفق عليه بين طرفي الصراع.
ورحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالمبادرة الروسية القاضية بوضع ترسانة سوريا من الأسلحة الكيماوية تحت مراقبة دولية، والتخلص منها لتجنب ضربات غربية، وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال “ندعو القادة السوريين ليس إلى الموافقة على وضع مخزون سوريا تحت مراقبة دولية فقط، ثم التخلص منه، لكن أيضاً إلى الانضمام بالكامل إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”.
ورد رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس على موسكو ودمشق باتهامهما بـ”الكذب” و”الخداع”، وأعلن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أنه يدرس حث مجلس الأمن على المطالبة بنقل الأسلحة الكيماوية السورية فوراً إلى أماكن آمنة داخل سوريا حيث تخزّن وتدمّر، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة ستنظر بجدية في الاقتراح الروسي لكنها متشككة، ورحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالاقتراح، وقال “إذا كان الأمر كذلك فإنه سيكون موضع ترحيب كبير”.
وفي التفاصيل، خضع بشار الأسد لإملاءات موسكو أمس بشأن تسليم الأسلحة الكيميائية التي بحوزته قبل تدميرها، مستسلماً لضربة عسكرية أميركية لم تبدأ بعد ولا تزال مدار بحث بين كبار المسؤولين الأميركيين ولا سيما في الكونغرس.
ولكن واشنطن التي بحثت المسألة مع روسيا في اتصال بين وزيري الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف أعربت عن تشككها، مع إعلان مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تسمح لدول مثل كوريا الشمالية وإيران بأن تظن أن واشنطن لن ترد على الهجوم الكيميائي الذي قام به الأسد ضد شعبه.
وهكذا وافقت دمشق بسرعة أمس على اقتراح روسي بوضع ترسانة الأسد من الاسلحة الكيميائية تحت اشراف دولي قبل تدميرها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان دمشق لا تزال مستعدة للتفاوض على حل سلمي، مقترحاً في الوقت نفسه على السوريين وضع مخزونهم من الاسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منه.
وقال لافروف في تصريح مقتضب بعد ساعات قليلة من لقائه نظيره السوري وليد المعلم في موسكو أمس، “ندعو القادة السوريين ليس فقط الى الموافقة على وضع مخزون سوريا من الأسلحة الكيميائية تحت مراقبة دولية ثم التخلص منه، لكن ايضاً الى الانضمام بالكامل الى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية”.
وأضاف لافروف “إذا كان وضع الأسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية سيفسح المجال لتجنب الضربات، فسنبدأ العمل مع دمشق فوراً”.
وعلى الفور رحب وليد المعلم بالمبادرة الروسية وقال “ترحب القيادة السورية بالمبادرة الروسية انطلاقاً من حرصها على أرواح مواطنيها وأمن بلدنا ومن ثقتنا من حرص القيادة الروسية على منع العدوان على بلدنا”.
ولكن بدت الولايات المتحدة متشككة في الموافقة السورية،وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني أمس ان الادارة الاميركية تدرس اقتراحاً روسياً بالعمل مع سوريا لتأمين ترسانتها من الاسلحة الكيميائية،ولكنها متشككة في رد مبكر من وزير الخارجية السوري الذي بدا مرحباً بتلك الفكرة.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون عقب لقاء مع الرئيس باراك اوباما أمس، ان الخطة الروسية القاضية بتخلي سوريا عن اسلحتها الكيميائية ستكون “خطوة مهمة”. وتابعت “اذا وضع النظام (السوري) مخزونه فورا تحت مراقبة دولية، وهو امر تحدث عنه وزير الخارجية (جون) كيري والروس، فسيكون ذلك مرحلة مهمة. لكن هذا الامر لا يمكنه ان يكون عذرا جديدا من اجل مهلة او عرقلة”.
واعلنت كلينتون للمرة الاولى تأييدها لقرار الرئيس اوباما بتوجيه ضربات “محدودة” ضد نظام الاسد رداً على استخدامه اسلحة كيميائية في هجوم وقع في 21 اب.
واعتبرت ان هذا الهجوم “يتطلب رداً قوياً من المجتمع الدولي، وفي مقدمه الولايات المتحدة”.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف بحثا مسألة الاسلحة الكيميائية السورية في اتصال هاتفي أمس.
وجاء الاتصال بعدما اقترحت روسيا ان تضع سوريا مخزونها من الاسلحة الكيميائية تحت رقابة دولية لمحاولة تجنب ضربات عسكرية اميركية محتملة بسبب هجوم كيميائي الشهر الماضي.
وقالت وزارة الخارجية الاميركية أمس ان الولايات المتحدة ستنظر بجدية في اقتراح روسي بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت رقابة دولية لكنها متشككة.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماري هارف “سيكون علينا ان ننظر بجدية في البيان الروسي.. لكي نفهم بالضبط ما يقترحه الروس هنا.” واضافت “بالتأكيد لدينا بعض الشك الجدي.”
وقالت مستشارة الامن القومي الاميركي سوزان رايس أمس ان الولايات المتحدة لا يمكن ان تسمح لدول مثل كوريا الشمالية وايران بأن تظن أن واشنطن لن ترد على هجوم بالأسلحة الكيميائية في سوريا.
واضافت في اول خطاب كبير لها منذ تولت منصب مستشار الامن القومي الاميركي في تموز الماضي، “لا يمكن ان نسمح لارهابيين عازمين على التدمير او لكوريا الشمالية المسلحة نووياً او لايران التي تطمح للتسلح النووي، بأن تظن ولو للحظة اننا نتقاعس عن الوفاء بعزمنا على دعم تحذيراتنا التي طال عليها الامد.”
وتابعت في كلمتها في مركز بحوث مؤسسة “نيو اميركا” ان الولايات المتحدة تعتزم تجديد السعي لعملية جنيف للسلام في سوريا التي ترعاها الامم المتحدة بعد اي ضربات عسكرية محدودة.
واوضحت رايس ان القيام بعمل اميركي ضد سوريا مهم كذلك بالنسبة لنفوذ الولايات المتحدة التي تحذر مع اسرائيل ودول اوروبا، ايران من تطوير اسلحة نووية. وقالت “لن نسمح لايران بامتلاك سلاح نووي”.
واضافت “كما قال الرئيس فإن جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة. ولكن لكي تنجح جهودنا، على القادة في طهران ان يعلموا بأن الولايات المتحدة تعني ما تقول”.
وتابعت “اذا لم نرد عندما تستخدم حليفة ايران المقربة اسلحة دمار شامل، ما هي الرسالة التي يحملها ذلك لايران؟ ان ذلك يهدد بالايحاء ان المجتمع الدولي لا يملك الارادة للتحرك عند الضرورة”.
وكانت وزارة الخارجية الأميركية نفت أن يكون كلام الوزير جون كيري حول تسليم نظام بشار الأسد السلاح الكيميائي لتجنب ضربة عسكرية محتملة ضد نظامه “صفقة سياسية للخروج من الأزمة”.
ونقل راديو “سوا” الأميركي مساء أمس، عن المتحدثة باسم الوزارة جين ساكيقولها إن تصريحات الوزير كيري حول تسليم نظام بشار الأسد السلاح الكيميائي لتجنب ضربة عسكرية محتملة كان في إطار “حجة كلامية حول استحالة واستبعاد تسليم الأسد للأسلحة الكيميائية التي أنكر استخدامها”.
وأضافت ساكي “لو احترم الرئيس الأسد المعايير الدولية الموجودة منذ أكثر من 100 عام لما كان أقدم على استخدام السلاح الكيميائي لقتل أكثر من 1000 رجل وامرأة وطفل بالدرجة الأولى”.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إلى أن المقصود من تصريح كيري هو أن “هذا الدكتاتور الوحشي وبتاريخه الحافل باللعب على الحقائق لا يمكن الوثوق به لتسليمالأسلحة الكيميائية وإلا لكان قد فعل ذلك منذ فترة طويلة. ولهذا السبب يواجه العالم هذه اللحظة”.
وفي لندن كان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ذكر في مؤتمر صحافي ان “انهاء النزاع في سوريا يتطلب حلاً سياسياً” معتبرا انه “لا يوجد حل عسكري”، لكن كيري اكد ان “خطر عدم التحرك اخطر من الخطر الذي قد ينجم عن تحرك”، مشددا على انه “لا يوجد ادنى شك في سلسلة المسؤوليات” في سوريا.
ورداً على سؤال عما اذا كان يمكن للنظام السوري تفادي الضربات قال جون كيري “بالتأكيد يستطيع (بشار الاسد) تسليم كل ترسانته الكيميائية الى المجتمع الدولي خلال الاسبوع المقبل، تسليم كل شيء ودون ابطاء(..) لكنه ليس مستعدا للقيام بذلك، ولا يستطيع القيام به”.
وفي ظل التشكك التام في نتيجة التصويت النهائي للكونغرس على الضربات في سوريا والذي لن يجري قبل الاسبوع المقبل يتعين على الرئيس الأميركي باراك اوباما مواجهة رأي عام معارض للتدخل العسكري في سوريا الذي يعارضة 60 في المئة من الاميركيين بحسب استطلاع نشر أمس.
وادراكاً منه بان الامر يتعلق بمصداقية الولايات المتحدة وولايته الرئاسية نفسها سيقوم اوباما بحملة قوية لاقناع النواب الجمهوريين والديموقراطيين بالموافقة على هذه الضربة.
وفي هذا الاطار سيدلي الرئيس الاميركي بستة احاديث على الاقل لقنوات تلفزيونية قبل ان يتوجه مساء الثلاثاء للاميركيين.
وفي مجلس الشيوخ الأميركي حدد زعيم الاغلبية الديمقراطية هاري ريد أمس، الاربعاء القادم موعداً لتصويت تجريبي على قرار طلبه الرئيس الاميركي باراك اوباما للتصريح بضربات عسكرية ضد سوريا.
وقال ريد ان المجلس سيصوت يوم الاربعاء إن كان سيبدأ النظر في قرار غير حزبي يحتاج الى 60 صوتا لتجاوز العقبات الاجرائية في المجلس المؤلف من 100 عضو. وليس مؤكدا في الوقت الحالي ان كان القرار سيجتذب مثل هذا التأييد من الاعضاء.
وحث ريد الاعضاء على دعم القرار قائلا “الجلوس على الهامش ليس هو ما جعل الولايات المتحدة الاميركية اعظم دولة في العالم في السنوات الماضية.. الجلوس على الهامش لن يجعلنا دولة افضل غداً”.
وحالياً يحدد القرار المتعلق بالضربات المدة بستين يوما يمكن مدها الى 90 يوما مع حظر نشر قوات مقاتلة على الارض.
وقال البيت الابيض أمس ان 14 دولة اخرى وقعت بياناً يدين سوريا بسبب هجوم بالاسلحة الكيميائية يوم 21 اب ويدعو الى رد دولي قوي لمحاسبة الحكومة السورية.
وترفع الدول الاضافية اجمالي من يدعمون البيان الى 25 دولة في حين تسعى الولايات المتحدة لحشد التأييد الدولي لضربات عسكرية ضد سوريا. وقال البيت الابيض ان من بين الدول الاضافية الامارات وقطر.
وفي باريس اكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند استعداده للمشاركة في ضربات واعدا بمخاطبة الرأي العام الفرنسي لكن بعد تصويت الكونغرس الاميركي وتسليم تقرير المفتشين الدوليين الذي حققوا في الهجوم الكيميائي في 21 اب قرب دمشق.
وترى معظم دول الاتحاد الاوروبي ان هذا التقرير المنتظر في الايام القريبة القادمة يشكل مرحلة اساسية يمكن ان تؤكد بطريقة مستقلة الاتهامات باللجوء الى الغازات السامة التي اوقعت بحسب المخابرات الاميركية، اكثر من الف قتيل بينهم مئات الاطفال. الا ان التقرير لن يحدد مصدر هذه الهجمات.
وقالت فرنسا أمس ان اقتراح روسيا أن يسلم الاسد ترسانته من الاسلحة الكيميائية مقبول بشروط تشمل قراراً من مجلس الامن الدولي يتضمن عواقب في حالة عدم الالتزام.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان “اقتراح وزير الخارجية الروسي.. يستحق دراسة دقيقة.” واضاف “سيكون مقبولاً بثلاثة شروط على الاقل”.
وأضاف ان الاسد سيكون عليه ان يضع ترسانته الكيميائية تحت الرقابة الدولية سريعاً وان يسمح بتدميرها وأن العملية يجب ان تتم بعد قرار من مجلس الامن.
ورحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالاقتراح الروسي وضع الاسلحة الكيميائية للنظام السوري تحت اشراف دولي لتجنب عملية عسكرية اميركية.
وقال كاميرون “اذا كان الامر كذلك، فإنه سيكون موضع ترحيب كبير”، مضيفاً “اذا كانت سوريا ستضع اسلحتها الكيميائية خارج الاستخدام تحت اشراف دولي، فمن الواضح ان هذا الامر سيكون خطوة كبيرة الى الامام ويجب تشجيعها”.
واضاف “اعتقد ان علينا التنبه الى الا يكون ذلك سياسة إلهاء للدفع الى مناقشة امر اخر غير المشكلة المطروحة على طاولة البحث. ولكن اذا كان ذلك عرضاً صادقاً فيجب النظر اليه بصدق”.
واعتبرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان اقتراح روسيا بوضع الترسانة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية “مثير للاهتمام”، مكررة رفضها التام لاي تدخل عسكري في سوريا.
وقالت ميركل عبر قناة “ايه ار دي” التلفزيونية العامة أمس، “هناك اقتراح مثير للاهتمام من جانب روسيا التي دعت سوريا للمرة الاولى الى وضع ترسانتها الكيميائية تحت مراقبة دولية”، معربة عن املها في الا يكون الغرض من الاقتراح “كسب الوقت” وأن “تعقبه افعال”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إنشاء مناطق تخضع لإشراف الأمم المتحدة في سوريا يمكن أن يتم التخلص فيها من الأسلحة الكيميائية.
ويمكن ان يعرض بان كي مون اقامة هذه المناطق على مجلس الامن اذا اكد المحققون الدوليون استخدام اسلحة كيميائية في النزاع السوري لتجاوز “الشلل المحرج” للمجلس بشأن سوريا.
وقال بان “إنني أدرس بالفعل بعض المقترحات التي يمكن أن أعرضها على مجلس الأمن عندما أقدم تقرير فريق التحقيق.” وأضاف أن المجتمع الدولي سيكون ملزماً بالتحرك اذا ثبت استخدام غاز سام في الحرب الأهلية السورية.
وتابع “إنني أدرس حث مجلس الأمن على المطالبة بنقل أسلحة سوريا الكيميائية ومخزوناتها من المركبات الكيميائية إلى أماكن داخل سوريا حيث يمكن تخزينها وتدميرها بأمان”.
وقال بان انها خطة واقعية لكنها تستلزم تعاوناً من سوريا. واضاف أنه اذا وافقت سوريا “قسيقوم المجتمع الدولي على وجه السرعة بإجراءات لضمان تخزين.. الاسلحة الكيميائية بأمان وتدميرها.أولاً وقبل كل شيء يتعين أن توافق سوريا على هذا بشكل مؤكد.”
وقالت كارلا ديل بونتي عضو لجنة التحقيق المعنية بسوريا والتابعة للأمم المتحدة أمس إن محققي المنظمة الدولية في مجال حقوق الإنسان يأملون الذهاب إلى سوريا قريباً لمعرفة من الذي نفذ الهجمات الكيميائية التي زعم وقوعها هناك وجرائم حرب اخرى.
ولم تقدم ديل بونتي اطاراً زمنياً للزيارة لكنها قالت إن الفريق على اتصال بمفتشي الأسلحة الكيميائية التابعين للأمم المتحدة وينتظر معرفة ما توصلوا اليه من الموقع الذي شهد هجوماً بالغاز السام في 21 آب. وقالت إن عمل الفريق الحقوقي سيستمر سواء نفذت الولايات المتحدة ضربات عسكرية عقابية ضد الحكومة السورية رداً على الهجوم أم لا. وقالت لنادي الصحافة السويسري في جنيف “نحن على اتصال بالسلطات السورية للزيارة ونحن على المسار الصحيح”.
واتهم رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس موسكو ودمشق بـ”الكذب” و”الخداع” في المبادرة المتعلقة بوضع الاسلحة الكيميائية السورية تحت مراقبة دولية لتجنب ضربات غربية ضد النظام السوري.
وحذر ادريس في اتصال هاتفي مع قناة “الجزيرة” التلفزيونية القطرية الاميركيين من الوقوع في “شرك الخديعة والتضليل”. وقال “اطلب من الاصدقاء الا ينخدعوا والا يتراجعوا عن هذه الضربات. النظام يريد ان يشتري ساعات ودقائق كي ينجو بجلده. وليد المعلم يعرف ان سيده ساقط وانه ساقط لا محالة”.
واضاف “اتوجه الى صانعي القرار. هذا النظام نعرفه واختبرناه. نحذركم من ان تقعوا في شرك الخديعة والتضليل. هو يعرف ان التصويت قريب في الكونغرس(…). هذا كذب وتضليل”.
وقال ادريس “نطالب بالضربات، نطالب بالضربات، ونقول للمجتمع الدولي هذا النظام كذاب. و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يعلمه الكذب. بوتين اكبر كذاب”.
وقال ادريس “يكفي الشعب السوري معاناة واكاذيب من النظام”، مذكراً الاميركيين بوجوب الوفاء بوعودهم.
واضاف “هم وضعوا خطوطاً حمراء (حول استخدام الاسلحة الكيميائية)، وتم فعلاً تجاوزها. ما يجري اليوم خدع تخطط لها روسيا، ويحاول النظام الذي بات يدرك انه ساقط ان يتجنب هذه الضربات”.