ليبيا.. الحرب بين رئيس الوزراء والإخوان تخرج إلى العلن | |||||
زيدان يرد على إخوان ليبيا: قضية من يحكم مصر لا تعني الليبيين وذهبت إلى القاهرة للتحدث في العلاقات والمصالح المشتركة. | |||||
العرب [نُشر في 08/09/2013، العدد: 9314، | |||||
طرابلس- هاجم رئيس الوزراء الليبي علي زيدان جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، واتهمها بمعاداته منذ اللحظة الأولى التي تسلم فيها رئاسة الحكومة، وذلك خلال مؤتمر صحفي نقل فعالياته التلفزيون المحلي. وجاءت تصريحات زيدان على هامش حملة إخوانية عليه بلغت أوجها بعد زيارته الأخيرة إلى مصر ولقائه وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي ما اعتبرته الجماعة دعما من زيدان للسلطات الجديدة في مصر على حساب إخوان مصر. وأوضح زيدان لإبراز دواعي زيارته إلى القاهرة” ذهابنا إلى مصر تقتضيه المصلحة بغض النظر عن الأحداث المؤسفة التي حصلت فيها مؤخرا، والتي نعتبرها شأنا داخليا مصريا بحتا لا علاقة لليبيا به”. وأضاف أن زيارته “تمثل حرص الحكومة على استمرارية العلاقات مع مصر لدواع عدة، منها عمق العلاقات التاريخية والعروبة والإسلام والموقع الجغرافي وما يصحبه من ارتباط أمن البلدين القومي”. ونوه أن ” قضية من يحكم مصر لا تعني الليبيين والزيارة لم تأت من أجل المباركة أو التهاني بل ذهبت للتحدث في العلاقات والمصالح المشتركة والاستثمارات والاتفاقات وأن التراخي في تمديد العلاقات يعد أمرا غير مقبول إطلاقا”. وكانت ليبيا أعلنت، إبان فض اعتصاميْ رابعة العدوية والنهضة بمصر وما لحق به من مواجهات، أنها تنأى بنفسها عما يجري في الداخل المصري، ما عده الإخوان في خدمة السلطات الجديدة. وتظاهر عدد من أنصار حزب العدالة والبناء الجمعة أمام مسجد الشهداء بطرابلس مطالبين زيدان بالاستقالة بسبب تلك الزيارة. وكان حزب العدالة والبناء (إخوان ليبيا) قد وصف زيارة رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان إلى مصر، بأنها تأتي في إطار مناورة سياسية لخلط الأوراق وإشغال الرأي العام عن القضايا الداخلية . وأعرب الحزب في بيان له عن استيائه الشديد من هذه الزيارة التي وصفها بأنها تحمل في طياتها مباركة واعترافا صريحا بالانقلاب وقادته”. واعتبر الحزب أن “هذه الزيارة لا تنسجم مع مبادئ ثورة السابع عشر من فبراير والتي قدم خلالها الشعب الليبي عشرات الآلاف من الشهداء في سبيل الحرية واحترام حقوق الإنسان ومن أجل نجاح المسار الديمقراطي”. وأعلن حزب العدالة والبناء أن القيادة العليا للحزب ستعقد اجتماعا الأحد (اليوم) لتقرر موقفها من الاستمرار في الحكومة من عدمه. وكان الإخوان يمنون النفس بأن يقيموا “امبراطورية” تمتد من تونس شمالا مرورا بليبيا وصولا إلى مصر جنوبا لتكون نواة لدولة الإخوان الكبرى في المنطقة، لكن “ثورات الربيع العربي” فضحت محدودية إمكانياتهم وعجزهم عن إدارة مختلف الملفات ما أدّى إلى ثورة الشعوب عليهم، مثلما ذهب إلى ذلك مراقبون محليون. ولفت المراقبون إلى أن إخوان ليبيا دشنوا مرحلة السقوط الإخوانية بعد أن أسقطهم الشعب الليبي في الانتخابات وفضل عليهم شخصيات وطنية ذات خلفية ليبيرالية، وهو أمر لم يتحملوه فعملوا على التحالف مع مليشيات سلفية متشددة لإرباك الحكومة والمؤتمر الوطني (البرلمان) الذي فرضوا عليه بالقوة إقرار قانون العزل السياسي. وكشف زيدان عن أن إخوان ليبيا كانوا ضد ترشحه لرئاسة الوزراء ورغم ذلك حصلوا على وزارات سيادية مهمة في حكومته. وقال زيدان، في مؤتمر صحفي أمس إن “أعضاء حزب العدالة والبناء المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، كانوا ضد ترشحي لرئاسة الوزراء عندما كنت عضوا بالمؤتمر الوطني العام وكانوا أكثر الناس محاربة لي”. وأضاف “رغم أن حزب العدالة والبناء وجماعة الإخوان المسلمين يكنّون العداء لي إلا أني دعوتهم فور وصولي إلى الرئاسة بما تقتضيه مصلحة الوطن، وقبلوا على مضض المشاركة في حكومتي وتحصلوا فيها على خمس وزارات سيادية”. عن موقع جريدة العرب 8شتنبر 2013 |