سوريا تشطر قمة الـ”20″ إلى “11+9”
أوباما يقرّر توسيع ضرب سوريا واستخدام مقاتلات حربية
شطر الملف السوري قمة دول الـ20 في ختام أعمالها في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية أمس، إلى فريقين، حيث دعت 11 دولة في بيان مشترك ومنفصل عن البيان الختامي الى “رد دولي قوي” على استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية، تزامناً مع إعلان الرئيس الأميركي باراك اوباما تويجه خطاب إلى الشعب الثلاثاء، في وقت أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن موقف بلاده سيتبلور بانتظار تصويت الكونغرس وتقرير الأمم المتحدة.
ودعت 11 دولة مشاركة في قمة مجموعة الـ20 في بيان مشترك ومنفصل عن البيان الختامي الى “رد دولي قوي” على اثر استخدام النظام السوري اسلحة كيميائية، مؤكدة ان مؤشرات تدل “بوضوح” على مسؤولية نظام بشار الاسد في الهجوم في 21 اغسطس الماضي.
من جانبه، أصدر الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيهاته إلى وزارة الدفاع الأميركية لوضع لائحة موسّعة من الأهداف المحتمل ضربها في سوريا، وأضافت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الإدارة الأميركية تحدثت لأول مرة عن استخدام مقاتلات أميركية وفرنسية لشن هجمات على أهداف محددة، إضافة إلى صواريخ “توماهوك” التي تطلق عبر السفن.
وفي مؤتمر صحافي على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة سان بطرسبرغ الروسية أمس، قال الرئيس الأميركي إن نظام بشار الأسد يهدد السلم والاستقرار العالميين، على خلفية الهجوم الكيميائي الذي وقع في ريف دمشق في 21 آب الماضي، ولكنه أقرّ بصعوبة الحصول على تفويض من الكونغرس لشن الضربة العسكرية.
وأضاف أوباما أن عدم معاقبة نظام الأسد سيعطي رسالة واضحة بأن السلطات السورية قادرة على استخدام السلاح الكيميائي متى تريد. وأكد أنه كان هناك إجماع خلال القمة على استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، كما يوجد إجماع على ضرورة منع استخدام مثل هذه الأسلحة.
وتابع الرئيس الأميركي “معظم قادة تلك الدول كان واثقاً من استخدام ذلك السلاح. وهناك دول تعتقد أن الضربة يجب أن تتم من خلال الأمم المتحدة. ولكن نظراً لتعطيل مجلس الأمن بشأن هذه القضية، فمن الصعوبة أن يكون هناك رد عبر مجلس الأمن”، وتابع “أنا احترم مخاوف بعض الأصدقاء بشأن شن ضربة عسكرية، ولكن الأمن القومي للولايات المتحدة يفرض علينا مثل هذا الرد”.
لكنه قال إن ثمة خلافاً بين الزعماء خلال اجتماعهم في سان بطرسبرغ بشأن ما إذا كان من الملائم استخدام القوة في سوريا من دون استصدار قرار من الأمم المتحدة. وقال أوباما في المؤتمر الصحافي “غالبية الحاضرين يرتاحون للاستنتاج الذي توصلنا إليه بأن الأسد وحكومة الأسد هم المسؤولون عن استخدامها”. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يوافق على ذلك.
وقال “في ظل حالة الجمود بمجلس الأمن بشأن هذا الموضوع، فإن هناك حاجة لرد دولي إذا كنا جادين بشأن فرض حظر على استخدام الأسلحة الكيميائية ولن يتأتي هذا من خلال تحرك في مجلس الأمن”.
وأعلن أوباما أنه سيوجه كلمة إلى الشعب الأميركي حول التدخل العسكري في سوريا الثلاثاء المقبل.
وقال أوباما في كلمة عقب اختتام أعمال قمة العشرين في مدينة سانت بطرسبورغ في روسيا “سأوجه كلمة للشعب الأميركي بشأن سوريا الثلاثاء”، وتابع “سنستمر في التشاور مع الكونغرس وأقدم أفضل طرح للشعب الأميركي”.
وحذّر من أن عجز المجتمع الدولي يؤدي الى تعقيد الوضع ويتطلب اتخاذ قرارات أكثر صعوبة، وقال “إن عدم ردع الأسد يشجع الآخرين على استخدام السلاح الكيميائي”.
واتهم نظام الأسد بتهديد الاستقرار والسلم في العالم واستخدامه الكيميائي يهدد الدول المجاورة مثل لبنان والأردن وتركيا والعراق وإسرائيل.
وفي ما يتعلق بآراء قادة دول مجموعة العشرين حول سوريا، قال أوباما اختلفت مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين حول من استخدم السلاح الكيميائي في سوريا، مشيراً إلى أن الانقسام في آراء قادة الدول تركز حول اللجوء لمجلس الأمن، وأضاف أن أغلب الدول تعتقد مثلنا أنّ النظام مسؤول عن الكيميائي.
وأقرّ أوباما أنه سيكون من الصعب الحصول على موافقة النواب لتدخل عسكري ضد سوريا، ولكنه جدد التأكيد على أن الرد على استخدام الكيميائي سيكون محدداً من حيث الوقت والنطاق، وقال لن تكون عمليتنا في سوريا كما كانت في العراق وأفغانستان.
وقال أوباما الذي يسعى إلى حشد تأييد دولي لضربة عسكرية لمعاقبة الحكومة السورية على الهجوم الكيميائي الذي وقع في آب الماضي، إنه يثمن مساندة هولاند لما وصفها بضربة محدودة رداً على “هذه الأفعال البغيضة”.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مؤتمر صحافي كذلك، إنه يتعين التريث لحين صدور تقرير محققي الأمم المتحدة قبل الرد على الهجوم الكيميائي الذي شهدته سوريا الشهر الماضي.
وقال يتعين على الكونغرس الأميركي انتظار صدور تقرير المفتشين النهائي قبل التصويت على السماح بضربة عسكرية لنظام دمشق.
ودعت إحدى عشرة دولة في قمة مجموعة العشرين في بيان لها أمس، الى “رد دولي قوي” على إثر استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، مؤكدة أن مؤشرات تدل “بوضوح” على مسؤولية نظام بشار الأسد في هجوم 21 اب/أغسطس.
ووقع على هذه الدعوة التي نشرها البيت الأبيض في ختام قمة سان بطرسبورغ، كل من استراليا وكندا وفرنسا وايطاليا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية واسبانيا (التي ليست رسمياً عضواً لكنها مدعوة دائمة الى مجموعة العشرين).
وأورد البيان “ندين بأشد العبارات الهجوم الرهيب بالأسلحة الكيميائية في ضواحي دمشق في 21 آب الذي أسفر عن مقتل عدد كبير من الرجال والنساء والأطفال”. وأضاف أن “الادلة تؤكد بوضوح مسؤولية النظام السوري عن هذا الهجوم. إننا ندعو الى رد دولي قوي على هذا الانتهاك الخطير للقواعد والقيم المطبقة في العالم بهدف توجيه رسالة واضحة لعدم تكرار هذا النوع من الفظائع. إن من ارتكبوا هذه الجرائم يجب أن يتحملوا المسؤولية”.
وتابع البيان أن “الموقعين طالبوا منذ وقت طويل بقرار قوي يصدره مجلس الأمن الدولي، لكن الأخير” معطل منذ عامين ونصف العام، و”العالم لا يمكنه أن ينتظر نتيجة عملية لا نهاية لها آيلة الى الفشل”.
والبيان الذي لم يتضمن أي إشارة علنية الى تدخل عسكري في سوريا، يعكس مجدداً انقسام المجتمع الدولي حيال الملف السوري.
ولاحقاً، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشارة انغيلا ميركل لم توقع البيان المذكور لأنها تريد “قبل كل شيء موقفاً أوروبياً مشتركاً”.
وأضاف المتحدث “بالتوافق مع رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، تجنبت المستشارة لهذا السبب اتخاذ موقف مسبق”.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما أصدر توجيهاته للبنتاغون لوضع لائحة موسّعة من الأهداف المحتمل ضربها في سوريا بهدف الحد من قدرة النظام السوري على استخدام السلاح الكيميائي.
وقالت الصحيفة إن أوباما وجّه البنتاغون لإعداد لائحة موسّعة للأهداف المحتملة في سوريا استجابة لتقارير استخباراتية عن أن بشار الأسد ينقل قواته وأجهزة استخدام الأسلحة الكيميائية مع انشغال الكونغرس بمناقشة مسألة إعطاء الضوء الأخضر لعمل عسكري ضد سوريا.
ونقلت عن مسؤولين أن أوباما عازم حالياً على التشديد أكثر على جزئية الردع والحد من قدرة الأسد على استخدام السلاح الكيميائي، الأمر الذي تقول الإدارة إنه هدفها من الضربة العسكرية لسوريا.
وأضافت أن هذا يعني توسيع الأهداف لتتخطى الخمسين أو قرابة الخمسين من المواقع الرئيسية التي كانت جزءاً من لائحة الأهداف الأساسية التي وضعتها القوات الفرنسية قبل تأجيل أوباما للإجراء العسكري السبت سعياً لموافقة الكونغرس على خطته.
وذكرت الصحيفة أنه المرة الأولى التي تتحدث فيها الإدارة الأميركية عن استخدام مقاتلات أميركية وفرنسية لشن هجمات على أهداف محددة، إضافة إلى صواريخ توماهوك التي تطلق عبر السفن.
وقالت إن هناك ضغطا متجددا لإشراك قوات أخرى من حلف شمال الأطلسي الناتو.
وأشارت إلى أن المسؤولين الكبار هم على علم بالأمور التنافسية التي يواجهونها حالياً وهي أنه حتى في حال الفوز بتصويت الكونغرس سيكون عليهم القبول بقيود تفرض على الجيش بشأن الضربة، فيما أيضاً في المقابل عليهم من أجل أن تكون هذه الضربة مجدية، توسيع نطاقها.
ونقلت عن مسؤولين عسكريين أن الضربات لن تستهدف مستودعات السلاح الكيميائي في حد ذاتها تفاديا لكارثة محتملة، بل ستستهدف وحدات ومقرات عسكرية خزّنت وجهّزت الأسلحة الكيميائية وشنت الهجمات ضد المتمردين السوريين، وكذلك المقرات التي أشرفت على هذه الجهود، والصواريخ والمدفعية التي أطلقت الهجمات.
واتهم وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي أمس النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع الدائر في سوريا.
وقال وزير الدفاع الليتواني جوزواس أوليكاس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في مؤتمر صحافي عقب ختام الاجتماع الذي بدأه الوزراء في العاصمة الليتوانية فيلنيوس وناقشوا فيه وسائل تعزيز الدفاع الأوروبي المشترك والوضع في سوريا، إن الاجتماع بحث الأزمة السورية وتم الاتفاق خلاله على أن تستمر المناقشة حول هذا الموضوع من قبل وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذين بدأوا اجتماعاً ليومين أيضاً في العاصمة الليتوانية.
وأكد “أن جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دانت استخدام الأسلحة الكيميائية وأنه ينبغي محاسبة المسؤولين عن هذا الهجوم وهناك العديد من العلامات التي تتيح لنا بأن نستنتج بأن الأسلحة الكيميائية استخدمت من قبل النظام”.