“تويتر” يعج بتعليقات نخب السعودية حول الأزمة السورية
6شتنبر 2013
تتباين آراء ومواقف السعوديين وتتعدد الاتجاهات في ما يتعلق بالأزمة السورية، مع التوقعات بقرب شن عملية عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد، عقاباً له على استخدام الأسلحة الكيميائية في منطقة الغوطة الشرقية، مع شبه اجماع على ضرورة محاسبة النظام.
يوسف عيد من الرياض: يعج موقع “تويتر” الذي اصبح منبراً إعلامياً قوياً، على وجه الخصوص بالكثير من التعليقات وردود الفعل، ومن خلاله وصف الدكتور خالد المصلح العرب بالشاة التي تنتظر الجزار، وقال: “هذا الترقب العربي للضربة الأميركية لسوريا يذكرني بالشاة التي تنظر إلى الجزار يحد شفرته ليذبحها وهي لا تملك إلا انتظاره”.
وغـرد المصلح الذي يرى سوريا في عين العاصفة قائلاً: “سوريا وحبس الأنفاس في العالم كله ترقب لما سيكون بعد الضربة ومهما يكن فمع التقوى لن يكون هناك ضرر (سيجعل الله بعد عسر يسراً)”.
وفي تغريدة أخرى قال تعليقاً على استخدام الكيميائي في الغوطة الشرقية: “أي عالم هذا الذي تقتل فيه فئات من المسلمين وغاية ما يحصل من ردة الفعل هو التنادي لاجتماع طارئ أو لتشكيل لجنة تحقيق؟!”.
اما الدكتور يوسف الشبيلي أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء، عضو مجمع فقهاء الشريعة بأميركا، فوجـه رسالة لمجاهدي سوريا كما أسماهم في تغريدته: “إلى مجاهدي سوريا: مرحلة ما بعد بشار هي الأشد، فاقطعوا الطريق على أعدائكم بوحدة الكلمة، ولا يكن مآل جهاد سنتين ونصف فرقة تمزق أمتكم!”.
وتابع: “سوريا بين مخالب النظام المجرم، والصفوية الحاقدة، وحزب اللات الخائن، وروسيا الماكرة، والغرب المتربص.. ولن تنجو إلا بوحدة صفوف كتائبها!”.
اما الدكتور سلمان العودة فغرد عبر صفحته الرسمية بـ”تويتر” قائلاً: “العالم كله مشغول بضربة سوريا إلا شعوبنا وكأنه لا شأن لها.. هل نحن في خطر؟ هل يمكن أن يغامر الذئب الجريح بتوسيع الاستهداف؟”.
ووجه رسالة للشعب السوري بتغريدة: “لا تيأسوا ربما يهيئكم الله لأمر أعظم.. والظلم لن يطول.. لن يطول.. إياكم واليأس!”.
فيما كتب الباحث الإسلامي والمحلل السياسي مـهـنا الحـبـيل في سلسلة من التغريدات عن سوريا قائلاً: “هناك الكثير مما يعصف بتفكير الناس والشعوب في مستقبل العمل العسكري وكلنا وإياهم دعاء ونتبتل أن يجعل الله الفرج من لدنه ويكفيهم كل أحد”.
واكمل: “محنة الشام طالت وعظم فداؤها ولذلك فاستشراف أي تقاطعات للإنقاذ حق لهذا الشعب العظيم لا يثرب عليه فيه الا جاهل أو متأول أو معادٍ”.
وقال: “أن تكون لواشنطن أهداف لحملتها مؤكد وتحصيل حاصل بما فيها مراعاة إسرائيل التي لا تميل للضربة مطلقاً لكنّ هناك فعلاً مهماً قد يشكل مصلحة لشعب.. لا أزال أرى أن الضربة قادمة ومهما قيل عن محدوديتها التي رفضتها انقرة خشية من ارتدادها على الشعب وأصرت على مركزيتها فسيبقى لها تأثير”.
وتابع: “ينسى الكثير أن هناك ميداناً ثورياً قوياً متواجداً على الأرض، وله مساحة مهمة للعبور من التقاطعات خلال الضربة لو أحسن استثمارها ووحد صفه سورياً”.
واكمل قائلاً: “نعم الضحايا لا يهمون عاطفة واشنطن وإن كره اوباما الحاق ذلك بعهده لكن الحسم الكيميائي للمحور R&R (تعني المحور الروسي الايراني ) يهدد حالة واشنطن الاستراتيجية”.
اما الدكتور ناصر العمر رئيس الهيئة العالمية لتدبر القرآن أمين عام رابطة علماء المسلمين فغرد قائلاً: “تفقد إيمانك وعلق قلبك بربك، ولا ترتقب نصراً من التدخل الدولي في الشام، فما جاؤوا من أجلك، فدعهم يضرب بعضهم بعضا (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضًا)”.
وكان العمر له رأي مختلف في التدخل الدولي في سوريا حيث كتب: “يذبح إخواننا في الشام من سنوات لكن لما قرب انتصار المجاهدين جاء التدخل الدولي لحسم المعركة وحماية مصالحه (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال)”.
رئيس تحرير قناة العرب الاخبارية والكاتب في صحيفة الحياة جمال خاشقجي غرد بدوره عبر حسابه في تويتر بقوله: “فرح النظام السوري بما اعتقده تردد أوباما ولكن يبدو أنه سيحصل على تفويض أوسع من مجرد ضربة محدودة الى تدخل واسع يؤدي الى إسقاط النظام”.
واكمل: “تصويت البرلمان البريطاني الأخير ضد الحرب لن يؤثر على العملية، ولكنه انسحاب تاريخي آخر من الشرق الأوسط الذي طالما كانت لبريطانيا صولة وجولة فيه, تصويت البرلمان البريطاني الأخير يعني انسحاب من الشرق الأوسط ما يؤكد نظرية أننا أمام عالم عربي جديد يولد وفق قواعد جديدة اهمها (قوة الشعوب)”.
اما الإعلامي صالح الصقعبي فكانت له نظرة خاصة في التدخل العسكري في سوريا، حيث قال عبر حسابه في تويتر: التدخل العسكري في سوريا علينا نسيان الخارطة السورية بل الخارطة العربية كما عرفناها بكتب الجغرافيا وتحضير العين والعقل والكرامة للقادم”.
وفي تحليل آخر غرد الدكتور خالد الدخيل في عدة تغريدات عن التطورات والتدخل في سوريا قائلاً: “من حق الرئيس الأميركي إعلان الحرب دون الكونغرس.. بعد 3 أشهر يصبح ملزماً بالعودة للكونغرس لأخذ موافقته. هذا ما يعطي أوباما فسحة أكثر من كاميرون, محبط من قرار أوباما أخذ موافقة الكونغرس؟. المحبط ليس قرار أوباما بل الركون إلى وهم أن الآخرين سيفعلون ما نريد وفقاً لحساباتنا وبتوقيتنا أيضاً”.
واكمل: “أوباما أضعف رئيس أميركي, مقتنع بالضربة وقراره بأخذ موافقة الكونغرس عليها حتى لا يبقى عبء مسؤوليتها عليه, يريد تقاسم هذه المسؤولية مع الكونغرس, هناك احتمال آخر هو أن أوباما أراد إعطاء الروس فرصة أخيرة للتوافق على مرحلة انتقالية حقيقية في سوريا والتصويت عليها في مجلس الأمن تحت البند 7 “.
وتابع قائلاً: “تشير التحركات إلى أن الغرب سيوجه ضربة للنظام السوري. ستكون محدودة لتحجيمه. روسيا رفعت الغطاء. كيف سيؤثر الموقف الروسي الجديد على طهران؟.. رفع روسيا الغطاء عن بشار يفرغ التهديدات الإيرانية من مضمونها ويجعلها بمفردها مع النظام السوري في مواجهة المجتمع الدولي، تطور نوعي للأزمة”.
يُذكر أن بريطانيا جمدت تدخلها العسكري بعد رفض مجلس العموم البريطاني الذي برر أحد اعضائه الرفض بالقول إنهم خُدعوا في حرب العراق ولا يريدون التورط مرة أخرى إلا بعد التأكد التام من وجود استخدام الكيميائي.
اما الموقف الفرنسي فاتفق تماماً مع الموقف الأميركي الذي حصل على اول موافقة لضربه من الكونغرس, بانتظار ما يحدث من نتائج لاجتماع قمة العشرين المنعقد حالياً في سان بطرسبورغ.
****
عن موقع ايلاف