يشجّعه على استخدام أسلحة الدمار الشامل
حاملة طائرات جديدة في المنطقة والأسد يطلب الحماية من الأمم المتحدة
موقع صحيفة الوطن العربي – وكالات –
وائل فتحي
الثلاثاء, 03 سبتمبر 2013
اعتبرت المملكة العربية السعودية أمس، أن أية معارضة لأي إجراء دولي لا يمكن إلا وأن تشكل تشجيعاً لنظام بشار الأسد للمضي قدماً في استخدام أسلحة الدمار الشامل المتاحة ضد الشعب السوري.
يأتي ذلك في ما بدا الرئيس الاميركي باراك أوباما أمس حملة تعبئة مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا، فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فون راسموسن أمس انه يتعين الرد بحزم على الهجوم بأسلحة كيماوية في سوريا.
أما في روسيا، فقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف إن ضرب سوريا سيعيق أي حل سلمي ودمشق تدعو الامم المتحدة لمنع “أي عدوان”. فيما كانت سفينة استطلاع روسية تتوجه إلى قبالة السواحل السورية.
السعودية: الأسد مُصر على ارتكاب المجازر
وفي الرياض، قال وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، في بيان عقب الجلسة الأسبوعية التي عقدها مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز، “إن مجلس الوزراء أكد أن رفض النظام السوري لكل المحاولات المخلصة والجادة (لأية تسوية)… وإصراره على ارتكاب المجازر المروعة ضد شعبه يتطلب موقفاً دولياً حازماً وجاداً لوقف تلك المآسي الإنسانية ضد أبناء الشعب السوري”.
وأضاف: “وشدد مجلس الوزراء السعودي على ما تضمنه البيان الصادر عن المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في اجتماعه الطارئ في القاهرة من إدانة واستنكار شديدين للجريمة البشعة التي ارتكبها النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية في تحد صارخ واستخفاف بالقيم الأخلاقية والإنسانية والأعراف والقوانين الدولية، كما أكد على دعوة (المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية) المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته عبر القيام بالإجراءات الرادعة اللازمة لوضع حد للانتهاكات وجرائم الإبادة التي يقوم بها النظام السوري منذ أكثر من عامين”.
وقال البيان: “إن مجلس الوزراء السعودي أكد أيضاً على أن أية معارضة لأي إجراء دولي لا يمكن إلا وأن تشكل تشجيعاً لنظام دمشق للمضي قدماً في جرائمه واستخدام أسلحة الدمار الشامل المتاحة لديه أمام أنظار ومسامع العالم”.
وجدد المجلس “وقوف المملكة العربية السعودية قلباً وقالباً مع إرادة الشعب السوري وقيادته الممثلة في ائتلافه الوطني”.
حملة مكثفة لإقناع أعضاء الكونغرس
في واشنطن، اطلق الرئيس الاميركي حملة تعبئة مكثفة لاقناع اعضاء الكونغرس المترددين بالموافقة على قراره توجيه ضربة عسكرية الى نظام بشار الاسد.
وقال مسؤول في البيت الأبيض ان الرئيس اوباما ونائب الرئيس جو بايدن وكبير موظفي البيت الابيض ضاعفوا جميعاً عدد المكالمات الهاتفية مع اعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس.
حاملة طائرات جديدة في المنطقة
يأتي ذلك، فيما تتوجه حاملة الطائرات الاميركية “يو اس اس نيميتز” غرباً باتجاه البحر الاحمر رغم انها لم تتلق بعد اوامر بدعم أية ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا، بحسب ما أفادت شبكة “أيه. بي. سي.” الإخبارية الأميركية أمس.
وصرح مسؤول للشبكة التلفزيونية أن حاملة الطائرات والقطع المواكبة لها والتي تشتمل على منصة اطلاق صواريخ موجهة واربع مدمرات، ابقيت في المحيط الهندي “بقرار مسؤول وحكيم”.
واكد مسؤول دفاعي لوكالة “فرانس برس” ان حاملة الطائرات متواجدة في المنطقة الا أنه رفض الافصاح عن مكانها تحديداً. وقال إن “تواجد عدد من السفن الحربية في الوقت نفسه هو امر روتيني… وعدد السفن في اية منطقة يتفاوت… الا اننا نحتفظ بخياراتنا عن طريق الاحتفاظ بعدد من السفن الاضافية في المنطقة والتي تشتمل على حاملة الطائرات يو. اس. اس. نيميتز”.
وكان من المقرر ان تتوجه حاملة الطائرات النووية الى مينائها الام في ايفيرت في واشنطن بعد اشهر من تواجدها في بحر العرب، لكنها تلقت الامر بالبقاء في نفس المنطقة. الا انه لم تصدر لها مهمة محددة، ووصف مسؤولو الدفاع تلك الخطوة بانها “تموضع حكيم”، طبقاً لشبكة “ايه. بي. سي.”.
وتتواجد خمس مدمرات اميركية حالياً في شرق المتوسط، في حين ان المعتاد ان تتواجد ثلاث سفن تركز على مواجهة اية تهديدات لاوروبا من الصواريخ بالستية الايرانية.
والمدمرات الاميركية وهي “يو.أس.أس. ستاوت” و”ميهان” و”راميج” و”باري” و”غريفلي”، جاهزة لاطلاق صواريخ كروز اذا ما اعطى الرئيس أوباما الأمر لذلك.
كما تلقت السفينة البرمائية “يو.أس.أس. سان انطونيو” التابعة لسلاح البحرية والمجهزة بالعديد من الطوافات ومئات عناصر المارينز، الامر بالتمركز في شرق المتوسط لكن مسؤولاً في وزارة الدفاع قال إنها “لم تتلق اي مهمات محددة”.
والانزال البرمائي غير مطروح حيث استبعد اوباما نشر اي جنود على البر في حال القيام بضربة عسكرية اميركية على النظام السوري.
كيري واشتون
في غضون ذلك، دعي وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المشاركة السبت المقبل في فيلنيوس في اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي لمناقشة ملف سوريا بشكل خاص على ما علم اليوم من مصدر اوروبي.
واعلنت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين اشتون عن دعوة كيري الى الاجتماع الوزاري غير الرسمي الذي نظمته ليتوانيا التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي حتى نهاية العام، وذلك في رسالة وجهتها الى الوزراء. وقالت ان كيري “سيشارك في اجتماع صباح السبت 7 ايلول. وسيشكل ذلك فرصة لتبادل وجهات النظر معه حول الملفات الرئيسية”.
وفي حال المشاركة في اجتماع فيلنيوس سيتوجب على كيري بذل جهود لطمأنة دول اوروبية كثيرة مترددة في تأييد عمل عسكري ، إذ إن فرنسا وحدها مستعدة حالياً للمشاركة بعد التصويت الرافض في البرلمان البريطاني.
واكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل عدة مرات ان استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا “لا يمكن ان يبقى بلا عواقب” مستبعدة قطعياً أي مشاركة عسكرية المانية من دون تفويض دولي.
ويبدأ اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الجمعة في فيلنيوس حيث يجتمع في نهاية الاسبوع وزراء الدفاع.
“الأطلسي” مع الرد بحزم
وفي بروكسل، قال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فون راسموسن امس انه يتعين الرد بحزم على الهجوم بأسلحة كيماوية في سوريا في 21 آب الماضي.
وأكد راسموسن: “قدمت لي معلومات ملموسة ومن دون الخوض في تفاصيل يمكنني القول انني شخصياً مقتنع ليس فقط بوقوع هجوم كيماوي بل انا مقتنع أيضاً بأن النظام السوري مسؤول عنه”، لكنه قال إن الامر متروك لكل من الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي أن تقرر الطريقة التي ترد بها على الهجوم ولم يتحدث عن دور للحلف غير الخطط القائمة للدفاع عن تركيا التي تشترك في حدود مع سوريا.
وأوضح أن “موقف الناتو واضح… إن الهجوم بالسلاح الكيميائي الذي وقع قرب دمشق في 21 آب كان مروّعاً وغير مبرّر… ونحن نعتقد بأن هذه الأفعال التي لا توصف والتي أودت بحياة المئات من الرجال والنساء والأطفال لا يمكن تجاهلها”. واضاف أن “هناك سبباً لمنع الأسلحة الكيميائية في أرجاء العالم المتحضّر”، وقال “إنها اسلحة مروعة وبربرية لا مكان لها في القرن الواحد والعشرين… ويعتبر حلف الناتو استخدام الأسلحة الكيميائية تهديداً للسلام والأمن الدوليين”.
واشار إلى أن الناتو يلعب دوره في هذه الأزمة، وهو يجري حالياً مشاورات بين أعضائه.
وقال راسموسن “نواصل الوقوف بتضامن قوي مع حليفتنا تركيا ونواصل التزامنا بحماية الحدود الجنوبية الشرقية للحلف”. وأضاف: “إنني أحترم بشكل كامل وأدعم قرارات الحلفاء الفردية”، وقال: “إن الناتو هو حليف الديموقراطيات، وديموقراطيتنا لا تجعلنا أضعف بل على العكس إنها المصدر الضروري لقوتنا”.
وأشار راسموسن إلى أنه “مع استمرار أزمة سوريا نواصل مواجهة تحديات أمنية ملحوظة ومن الضروري الاستعداد لمواجهتها”.
فرنسا تزود البرلمان بوثائق توضح مسؤولية نظام الأسد في الهجوم الكيميائي
وفي باريس، افاد مصدر حكومي لوكالة “فرانس برس” أمس ان الحكومة الفرنسية ستضع في تصرف البرلمان (اعتباراً من يوم أمس) وثائق توضح مسؤولية نظام الاسد في الهجوم الكيميائي.
وقال المصدر إن الوثائق تتضمن “مجموعة من عناصر الأدلة من طبيعة مختلفة تسمح بالتعرف بشكل جيد الى النظام على أنه المسؤول عن الهجوم الكيميائي في 21 آب”.
وذكر مصدر حكومي آخر أن الامر يتعلق بـ”وثائق رفعت عنها السرية” وبعضها “قد ينشر علناً” تمهيداً للنقاش المقرر أن يجري في الجمعية العامة الفرنسية الاربعاء من دون تنظيم عملية تصويت.
واستقبل رئيس الوزراء جان مارك آيرولت عصر أمس في مقر رئاسة الحكومة قادة الكتل البرلمانية لاطلاعهم على الادلة المتعلقة بسوريا قبل دعوة البرلمان لعقد دورة استثنائية الأربعاء.
وتتهم باريس وواشنطن النظام السوري بتحمل مسؤولية الهجوم الكيميائي المفترض الذي أوقع أكثر من 1400 قتيل في ريف دمشق، بحسب أجهزة الاستخبارات الاميركية.
هذا القرار
وتفيد وثيقة أعدتها أجهزة الاستخبارات الفرنسية وكشفتها صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” أن النظام السوري يملك “مئات الأطنان من غاز الخردل وغاز السارين” أي ما مجموعه نحو ألف طن من العناصر الكيميائية.
وقال مصدر حكومي نفسه إن “المعلومات الواردة في هذه الوثيقة صحيحة”. مضيفاً: “تستعد الحكومة لنشر معلومات فرنسية تم رفع السرية عنها حول البرنامج الكيميائي السوري”.
والوثيقة التي أكد مصدر حكومي صحتها لوكالة فرانس برس هي ملخص وضعته الادارة العامة للأمن الخارجي وادارة الاستخبارات العسكرية يتضمن نتائج “آلاف الساعات من العمل” الذي قامت به عناصر الاستخبارات الفرنسية لجمع معلومات حول الترسانة الكيميائية السورية.
الحكومة البريطانية: لا تصويت ثان في مجلس العموم
وفي لندن (مراد مراد)، أكدت الحكومة البريطانية مجدداً عدم عزمها القيام بتصويت ثان في مجلس العموم البريطاني، وجزم نائب رئيس الوزراء نيك كليغ وناطق بإسم مكتب كاميرون بأن البرلمان قال كلمته وان الحكومة تلتزم بقراره رفض التدخل العسكري في سوريا.
وجاء هذا التأكيد بعدما تصدرت صحف الأمس في لندن نداءات وجهها بعض قادة الأحزاب السابقين وكبار مجلس اللوردات بأن تعود الحكومة مجدداً الى البرلمان لإعادة التصويت في ضوء المعطيات الجديدة المتوافرة عن الهجوم الكيميائي.
وعبر بعض النقاد عن امتعاضهم من أداء كاميرون وزعيم حزب العمال اد ميليباند وزعيم الليبراليين الديموقراطيين نيك كليغ حيث اعتبر أن موافقتهم جميعاً الآن على جواب الرفض في البرلمان وعدم تنازل اي منهم لإعادة طرح القرار للتصويت مجدداً في مجلس العموم ينبع من أن استطلاعات الرأي أكدت مجدداً أن 70 في المائة من الناخبين البريطانيين يناهضون تدخلاً عسكرياً في سوريا، ولهذا السبب تعتبر أي مبادرة من أي زعيم من رؤساء الأحزاب السياسية الكبرى لطرح التصويت مجدداً في البرلمان انتحاراً سياسياً على المستوى الشعبي.
إلى ذلك، قالت صحيفة “اندبندانت” أمس، إن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، نفى أنه كان على وشك الاستقالة من منصبه، بعد أن صوّت برلمان بلاده لمنع المملكة المتحدة من القيام بعمل عسكري ضد الحكومة السورية.
وقالت الصحيفة، إن هيغ أقرّ بأن هزيمة حكومته الائتلافية في تصويت مجلس العموم (البرلمان) الخميس الماضي، تعني أن المملكة المتحدة لن تشارك في الضربات التي ستقودها الولايات المتحدة، على الرغم من التأخير الناجم عن قرار الرئيس باراك أوباما التشاور بشأنها مع الكونغرس.
وأضافت أن مصادر في حزب العمال البريطاني المعارض اقترحت بأن وزير الخارجية هيغ كان غاضباً جداً وهدد بالاستقالة من منصبه بسبب قرار رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، الذهاب مباشرة إلى تصويت برلماني على العمل العسكري ضد سوريا.
وكان هيغ نفى في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز أن يكون فكّر بالاستقالة بعد التصويت البرلماني، واستبعد التدخل العسكري البريطاني في سوريا.
روسيا ترسل سفينة استطلاع الى المنطقة
وأرسلت روسيا سفينة استطلاع تابعة لاسطولها في البحر الاسود الى المياه قبالة السواحل السورية، على ما افادت وكالة انترفاكس امس.
وذكرت الوكالة نقلاً عن مصدر عسكري ان سفينة جمع المعلومات “أس. أس. في. 201 بريازوفيي” أبحرت مساء الأحد من مرفأ سيفاستوبول في اوكرانيا “الى منطقة الخدمة العسكرية المحددة لها في شرق المتوسط”.
وتابعت أن “المهمة الموكلة الى الطاقم تقضي… بجمع معلومات حول العمليات في المنطقة التي تشهد نزاعاً متفاقماً”. وقال المصدر ان نشر السفينة نفذ في اقل وقت ممكن.
وأضاف المصدر أن السفينة لن تكون رسمياً احدى قطع مجموعة السفن الحربية
****
عن موقع صحيفة الوطن العربي
3 شتنبر 2013