اوباما فى ذكرى خطاب مارتن لوثر كنج : البكاء قد يدوم طوال ليلة، ولكن الفرح سوف يأتي في الصباح

 موقع (حريات)

28 آب/أغسطس، 2013

خطاب الرئيس باراك أوباما

خلال احتفال: “فلتقرع أجراس الحرية”

بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين للمسيرة إلى واشنطن

نصب لنكولن التذكاري

*************

الرئيس: أتوجَّه إلى أفراد عائلة كينغ، الذين ضحوا وألهموا الكثير، وإلى الرئيس كلينتون، والرئيس كارتر، ونائب الرئيس بايدن وقرينته جيل، وإلى جميع المواطنين الأميركيين .

قبل خمسة عقود من هذا اليوم، توافد الأميركيون إلى هذا المكان المبجّل للمطالبة بتنفيذ وعد قُطع لهم عند تأسيس دولتنا: “إننا نؤمن بأن هذه الحقائق بديهية، وهي أن جميع البشر خلقوا متساوين؛ وإنهم يوهبون من خالقهم بحقوق معينة غير قابلة للتصرف؛ ومن بينها الحق في الحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة.”

في العام 1963، بعد انقضاء حوالى 200 عام على تدوين تلك الكلمات على الورق، وبعد مرور قرن كامل على خوض حرب كبيرة وإعلان تحرير العبيد، بقي هذا الوعد- وتلك الحقائق– من دون تحقيق. ولذا فإنهم توافدوا بالآلاف من كل ركن من أركان بلادنا، رجالاً ونساءً، صغارًا وشبابًا وشيوخًا، من السود الذين كانوا يتوقون للحرية ومن البيض الذين لم يعد بمقدورهم قبول الحرية لأنفسهم بينما يشاهدون إخضاع الآخرين.

عبر أنحاء البلاد، أرسلتهم مجتمعاتهم الأهلية وزوّدتهم بالطعام والصلاة. وفي منتصف الليل، هبّت أحياء بكاملها من هارلم ليتمنوا لهم التوفيق. ومع حفنة الدولارات التي تمكنوا من توفيرها من أتعابهم، اشترى بعضهم تذاكر السفر واستقلوا الحافلات، حتى عندما لم يتمكنوا دائمًا من الجلوس حيث يرغبون. أما الذين لم يكن لديهم المال الكافي فقد سافروا مجانًا في سيارات الغير. أو مشيًا على الأقدام. كانوا من الخياطات وعمال الفولاذ، وطلاب المدارس، والمعلمين، والخادمات، والبوابين في حافلات البولمان. تشاركوا سوية وجبات طعام بسيطة وافترشوا الأرض معًا. ومن ثم في يوم صيف قائظ، تجمّعوا هنا، في عاصمة بلادنا، تحت ظلال محرر العبيد العظيم- ليقدموا شهادتهم حول الظلم، ولالتماس الإنصاف من جانب حكومتهم، ولإيقاظ الضمير الأميركي الذي طال سباته.

إننا نتذكر جيدًا وعن حق الخطاب المدوي للدكتور كينغ في ذلك اليوم، وكيف أعطى صوتًا قويًا للآمال الصامتة للملايين الهادئة، وكيف وفرّ مسار الخلاص للمظلومين وللظالمين على حد سواء. كلماته تنتمي إلى العصور، إذ تنطوي على قوة ونبوءة لا مثيل لهما في عصرنا الحاضر.

ولكن يمكننا أن نتذكر بصورة أفضل بأن ذلك اليوم نفسه كان ينتمي أيضًا إلى أولئك الناس العاديين الذين لم تظهر أسماؤهم أبدًا في كتب التاريخ، ولم تظهر وجوههم أبدًا على شاشات التلفزيون. ارتاد العديد منهم مدارس منفصلة عنصريًا وتناولوا طعامهم على طاولات طويلة منفصلة عنصريًا. كانوا يعيشون في بلدات لم يكن بإمكانهم التصويت فيها وفي مدن لم يكن لأصواتهم فيها قيمة. كانوا عشاقًا لم يستطيعوا الزواج، وجنودًا حاربوا في سبيل الحرية في الخارج وحُرموا منها عندما عادوا إلى الوطن. شاهدوا أحباءهم يُضربون، وأطفالاً توجّه إليهم خراطيم مياه الإطفاء، وكان لديهم كل سبب للاندفاع بغضب، أو الاستسلام لمصيرهم المرير.

وعلى الرغم من ذلك اختاروا مسارًا مختلفًا. ففي مواجهة الكراهية، صلّوا لجلاديهم . وفي مواجهة العنف، وقفوا واعتصموا بالقوة المعنوية للاعنف. وعن طيب خاطر، دخلوا السجون احتجاجًا على القوانين الظالمة، وضجت زنزانات سجونهم بأناشيد الحرية. كانت حياة الإهانات والإذلال قد علمتهم أنه لا يمكن لأي إنسان أن يسلبهم الكرامة والنعمة التي وهبها الله لنا. لقد تعلمنا من خلال التجربة المرة ما كان فريدريك دوغلاس يعلمه ذات يوم– بأن الحرية لا تُمنح، إنما ينبغي كسبها، من خلال الكفاح والانضباط، والمثابرة والإيمان.

تلك كانت هي الروح التي أتوا بها معهم إلى هنا في ذلك اليوم. وتلك كانت الروح التي حملها إلى هنا في ذلك اليوم شباب مثل جون لويس. وتلك كانت الروح التي حملوها معهم كشعلة إلى مدنهم وأحيائهم. تلك الشعلة الثابتة للضمير والشجاعة التي ساندتهم لاحقًا في حملاتهم- من خلال حملات المقاطعة وحملات تسجيل الناخبين والمسيرات الأصغر بعيدًا عن دائرة الضوء، ومن خلال خسارة أربع فتيات صغيرات في برمنغهام، ومذبحة جسر إدموند بيتوس، وآلام دالاس وكاليفورنيا وممفيس. ومن خلال جميع النكسات والحسرات والشكوك المؤلمة، بقيت شعلة العدالة مضيئة، ولم تنطفئ أبدًا.

ولأنهم واصلوا مسيرتهم، تغيّرت أميركا. ولأنهم ساروا، صدر قانون الحقوق المدنية. ولأنهم ساروا، تمّ التوقيع على قانون حقوق التصويت. ولأنهم ساروا، شرّعت أمامهم أبواب الفرص والتعليم كي يتمكن أبناؤهم وبناتهم أخيرًا من أن يتصوّروا حياة لهم أبعد من غسل ثياب شخص آخر أو تلميع حذاء شخص آخر. ولأنهم ساروا، تغيّرت مجالس المدن والمجالس التشريعية في الولايات، وتغير الكونغرس، ونعم، في نهاية المطاف، تغيّر البيت الأبيض.

ولأنهم ساروا، أصبحت أميركا أكثر حرية وأكثر عدالة– وليس للأميركيين الأفارقة فحسب، إنما أيضًا بالنسبة للنساء، والأميركيين اللاتين، والآسيويين، والأميركيين الأصليين، والكاثوليك، واليهود، والمسلمين، والمثليين والمثليات، والأميركيين المعوقين. تغيرت أميركا بالنسبة لكم وبالنسبة لي. واستمد العالم بأسره القوة من هذا المثال، سواء كانوا أولئك الشباب الذين شاهدوا ذلك من الجانب الآخر للستار الحديدي، الذين حطموا في نهاية المطاف ذلك الجدار، أو الشباب في دولة جنوب أفريقيا الذين وضعوا حدًا في نهاية الأمر لآفة التمييز العنصري.

تلك هي الانتصارات التي كسبوها، بقوة إرادتهم الحديدية والأمل في قلوبهم. هذا هو التحول الذي أحدثوه مع كل خطوة خطوها بأحذيتهم البالية. وهذا هو الدين الذي ندين به أنا والملايين من الأميركيين إلى أولئك الخادمات، إلى أولئك العمال، وأولئك البوابين، وأولئك الموظفين، أناس كان بمقدورهم أن يديروا شركة لو أتيحت لهم تلك فرصة على الإطلاق، أولئك الطلاب البيض الذين وضعوا أنفسهم في طريق الأذى، على الرغم من عدم اضطرارهم للقيام بذلك، أولئك الأميركيين اليابانيين الذين تذكروا اعتقالهم، وأولئك الأميركيين اليهود الذين نجوا من المحرقة النازية، وأناس كان من الممكن أن يستسلموا ويرضخوا، ولكنهم واصلوا المسيرة، مدركين أن “البكاء قد يدوم طوال ليلة، ولكن الفرح سوف يأتي في الصباح” .

في ساحة معركة العدالة، تمكَّن رجال ونساء من دون رتبة أو ثروة أو لقب أو شهرة من تحريرنا جميعًا وفق طرق بات أطفالنا يرونها الآن من الأمور المسلَّم بها، أن يعيش الناس من جميع الألوان والمشارب والمذاهب سوية ويتعلموا سوية ويسيروا سوية، ويحاربوا إلى جانب بعضهم البعض، ويحبوا بعضهم البعض، ويحكم أحدهم الآخر على أساس مضمون شخصيتنا في هذه الدولة الأعظم على وجه الأرض.

إن تجاهل ضخامة هذا التقدم– الإيحاء، كما يفعل البعض أحيانًا، بأنه ليس سوى القليل قد تغير– يشوه شجاعة وتضحية من دفعوا ثمن المسيرة في تلك السنوات. مدغار إيفرز، جيمس شايني، أندرو غودمان، مايكل شويرنر، مارتن لوثر كينغ الإبن- لم يموتوا عبثًا. كان انتصارهم كبيرًا.

ولكننا قد نشوّه ذكرى هؤلاء الأبطال أيضًا إذا أوحينا بأن أعمال هذه الدولة أصبحت مكتملة إلى حد ما. إن قوس العالم الأخلاقي قد ينحني باتجاه العدالة، إلا أنه لا ينحني من تلقاء نفسه. ومن أجل المحافظة على المكاسب التي حققتها هذه البلاد، فإن ذلك يتطلب يقظة دائمة، وليس الرضا عن النفس. سواءً كان ذلك من خلال تحدي من يقيمون حواجز جديدة أمام التصويت، أو التأكد بأن موازين العدالة تعمل بصورة متساوية للجميع، وأن نظام العدالة الجنائية ليس مجرد خط أنابيب من المدارس المحرومة من التمويل إلى السجون المكتظة، فإن كل ذلك يتطلب اليقظة .

سوف نعاني من الانتكاسات في بعض الأحيان. ولكننا سوف نفوز في هذه المعارك. لقد تغير هذا البلد كثيرًا جدًا. أصبح الناس من ذوي النوايا الحسنة، بغض النظر عن الحزب الذي ينتمون إليه، أكثر عددًا من أصحاب النية السيئة لتغيير تيارات التاريخ.

ولكن، في بعض النواحي، وعلى الرغم من تأمين الحقوق المدنية، وحقوق التصويت، والقضاء على التمييز الشرعي– فإن الأهمية الأساسية لتلك الانتصارات قد تحجب الهدف الثاني للمسيرة. لم يكن هؤلاء الرجال والنساء الذين تجمعوا منذ 50 عامًا يبحثون عن مجرد مثال أعلى. كانوا يسعون للحصول على الوظائف، وكذلك على العدالة وليس لمجرد أن يزول القهر والاضطهاد إنما لكي تتوفر الفرص الاقتصادية.

ولقد كان الدكتور كينغ سيتساءل: ماذا يفيد الإنسان بأن يجلس على مائدة غداء كاملة إذا لم يكن باستطاعته دفع ثمن وجبة الطعام؟ هذه الفكرة– بأن حرية المرء ترتبط بمستوى معيشته، وأن السعي لتحقيق السعادة يتطلب كرامة العمل، والمهارات اللازمة لإيجاد العمل والأجر اللائق، وبعض الأمن المادي– لم تكن هذه الفكرة جديدة. لقد فهم لينكولن نفسه معنى إعلان الاستقلال وفق هذه الشروط- كوعد بأنه في الوقت المناسب، “ينبغي رفع الأثقال عن كواهل جميع البشر، وأنه ستتوفر للجميع فرص متساوية.”

لقد أوضح الدكتور كينغ أن أهداف الأميركيين الأفارقة تتماثل مع أهداف العمال من جميع الأعراق: “أجور لائقة، وظروف عمل منصفة، ومساكن صالحة للعيش، ورعاية اجتماعية لكبار السن، وإجراءات تؤمن الصحة والرفاهية، وظروف تمكّن العائلات من النمو، وتأمين التعليم لأبنائهم، والحصول على احترام المجتمع الأهلي.”

ما كان يصفه كينغ هو حلم كل أميركي. فهو الحلم الذي جذب طوال قرون الوافدين الجدد إلى شواطئنا. وعلى امتداد هذا البعد الثاني– من الفرص الاقتصادية، وفرص تمكين المرء من الارتقاء في الحياة من خلال العمل الشريف– كانت الأهداف قد تخلفت كثيرًا عن التحقيق خلال السنوات الخمسين الماضية.

نعم، لقد كانت هناك أمثلة عن النجاح تنامت داخل أميركا السوداء، أمثلة لم يكن من الممكن تصورها قبل نصف قرن من الزمن. وإنما كما لاحظنا سابقًا، بقي معدل البطالة بين المواطنين السود أعلى بضعفين تقريبًا عن معدل البطالة بين البيض، وتبعه عن كثب معدل البطالة بين المواطنين اللاتين. لم تنخفض فجوة الثروة بين الأعراق، بل تنامت. وكما أشار إليه الرئيس كلينتون، فقد تآكل وضع جميع الأميركيين العاملين، بغض النظر عن اللون، مما يجعل من حلم الدكتور كينغ الموصوف بعيد المنال حتى بدرجة أكبر.

ولأكثر من عقد من الزمن، وجد العمال الأميركيون من جميع الأعراق أن أجورهم ورواتبهم قد أصابها الركود، حتى مع ارتفاع أرباح الشركات، وحتى مع الارتفاع الكبير في أجور قلة من المحظوظين. لقد ارتفع مستوى عدم المساواة باطراد على مدى عقود. أصبح الارتقاء إلى الأعلى أصعب بكثير. وفي عدد كبير من المجتمعات الأهلية عبر أنحاء هذه البلاد، في المدن والضواحي والقرى الريفية، ظل الفقر يلقي بظلاله على شبابنا، وأصبحت حياتهم معقلاً للمدارس دون المستوى المطلوب والإمكانيات المتضائلة، والرعاية الصحية غير الكافية والعنف المتواتر.

وهكذا، ونحن نحتفل بهذه الذكرى، علينا أن نذكر أنفسنا بأن مقياس التقدم لأولئك الذين ساروا قبل 50 عامًا لم يكن مجرد كم هو عدد السود الذين انضموا إلى صفوف أصحاب الملايين. إنه كان يتعلق بما إذا كان هذا البلد سيتمكن من استيعاب جميع الناس الذين يرغبون بالعمل بجهد بغض النظر عن العرق للدخول في صفوف حياة الطبقة المتوسطة.

لم يكن الاختبار، ولم يكن أبدًا، ما إذا كانت أبواب الفرص قد فتحت على مصراعيها أمام البعض. كان الاختبار ما إذا كان نظامنا الاقتصادي يوفر المجال لانطلاقة منصفة للكثير– للحارس الأسود والعامل الأبيض في مصنع الفولاذ، ولغاسل الصحون المهاجر، والجندي السابق من الأميركيين الأصليين. من أجل الفوز في تلك المعركة، علينا الاستجابة لتلك الدعوة- ولذا لا يزال أمامنا عمل لم يتم إنجازه.

ينبغي علينا أن لا نخدع أنفسنا. لن تكون المهمة سهلة على الإطلاق. لقد تغيّر اقتصادنا منذ العام 1963. لقد انتقصت القوة المزدوجة للتكنولوجيا والمنافسة العالمية من تلك الوظائف التي أمنت ذات مرة موطئ قدم لدخول الطبقة الوسطى– وخفضّت قوة التفاوض للعمال الأميركيين. وعانت السياسة لدينا بسبب ذلك. قاومت المصالح الراسخة لأولئك المستفيدين من الوضع القائم غير المنصف، أية جهود حكومية لتوفير صفقة منصفة للأسر العاملة- وحشدت جيوشًا من مجموعات الضغط وصناع الرأي للتأكيد بأن زيادة الحد الأدنى للأجور أو إصدار قوانين عمل أقوى أو فرض ضرائب أكثر على الأثرياء التي يمكنهم تحملها لتمويل المدارس المتداعية، أن كل هذه الأمور تنتهك المبادئ الاقتصادية السليمة. قد يقال لنا إن عدم المساواة المتنامية هي ثمن لاقتصاد متنامٍ، وهو مقياس لإبقاء هذه السوق حرة، وإن الجشع مفيد ولن يؤثر على التعاطف، وأن العاطلين عن العمل أو غير المستفيدين من الرعاية الصحية يجب أن لا يلوموا سوى أنفسهم.

ومن ثم، كان هناك أولئك المسؤولون المنتخبون الذين وجدوا أنه من المفيد ممارسة السياسة القديمة في التفرقة؛ يبذلون قصارى جهدهم لإقناع الأميركيين من الطبقة المتوسطة بكذبة كبيرة- أن الحكومة هي المُلامة بطريقة ما عن تنامي انعدام الأمن الاقتصادي، وأن البيروقراطيين البعيدين يكسبون دولاراتهم بشق الأنفس ليفيدوا المخادع الذي يعيش على حساب الشؤون الاجتماعية أو المهاجر غير الشرعي.

ومن ثم، إذا كنا صادقين مع أنفسنا، فإننا سنعترف بأنه خلال 50 عامًا، كانت هناك أوقات ضللنا فيها سبيلنا، عندما كان البعض منا يدعي أنه يدفع من أجل التغيير. إن الغضب بسبب الاغتيالات أطلق أعمال شغب هزمت نفسها بنفسها. تحولت الاحتجاجات المشروعة ضد وحشية الشرطة إلى صنع أعذار للسلوك الإجرامي. كانت السياسات العنصرية تسير في الاتجاهين، عندما أغرقت لغة توجيه الاتهامات الرسالة التحولية للوحدة والأخوة. وما كان في أحد الأيام دعوة إلى المساواة في الفرص، وتأمين الفرصة لجميع الأميركيين للعمل الجاد والمضي قُدمًا كان في أحيان كثيرة يؤطر كمجرد رغبة في الحصول على الدعم الحكومي- كما لو أننا لا نملك أي قوة لتحرير أنفسنا، كما لو أن الفقر يشكل ذريعة لعدم تربية طفلك، كما لو أن التعصب الأعمى تجاه الآخرين يشكل سببًا للتخلي عن نفسك.

يشرح كل هذا التاريخ كيف توقف إحراز التقدم. أي كيف تحول الأمل عن مساره. وكيف بقيت بلادنا منقسمة. ولكن الخبر السار هو، تمامًا كما كان صحيحًا في العام 1963، أنه بات لدينا الآن خيار. يمكننا متابعة السير على طريقنا الحالي، حيث تتوقف عجلات هذه الديمقراطية العظيمة عن العمل ويقبل أطفالنا حياة يحددها سقف منخفض من التوقعات، وحيث تشكل السياسة لعبة تساوي في حصيلتها لا شيء حيث لا يحقق سوى عدد قليل جدًا فيها المكاسب، في حين تكافح الأسر من كل عرق للحصول على حصتها من الكعكة الاقتصادية المتقلصة- هذا هو المسار الأول. أو يمكن أن تكون لدينا الشجاعة لنحقق التغيير.

إن المسيرة إلى واشنطن تعلمنا بأننا لسنا محتجزين في أشراك أخطاء الماضي، بأننا أسياد مصيرنا. لكنها تعلمنا أيضًا بأن وعد هذه البلاد لن يبقى حيًا سوى عندما نعمل معًا. علينا جميعًا أن نعيد إشعال جمرة التعاطف والشعور بالزمالة، والتآلف في الضمائر الذي وجد مجالاً للتعبير عن نفسه في هذا المكان منذ 50 عامًا.

وأعتقد أن تلك الروح موجودة بالفعل، إن قوة الحقيقة موجودة داخل كل واحد منَّا. أراها عندما ترى أم بيضاء وجه ابنتها في طفلة سوداء فقيرة. وأراها عندما يفكر شاب أسود بجده في الخطوات الجليلة لرجل مُسن أبيض. إنها موجودة عندما يدرك المواطن المولود في البلاد تلك الروح الساعية بجهد للمهاجرين الجدد، وعندما يتواصل زوجان من عرقين مختلفين مع عذاب زوجين مثليي الجنس يتعرضان للتمييز، ويدركان أن ذلك العذاب هو عذابهما هما أيضًا.

هذه هي الأمكنة التي تنبثق منها الشجاعة– عندما لا نتجاهل بعضنا البعض، أو الآخرين، بل نتوجه إلى بعضنا البعض، ونجد أننا لا نسير وحيدين. هذه هي الأمكنة التي تنبثق منها الشجاعة.

ومن خلال تلك الشجاعة، يمكننا أن نقف سوية للمطالبة بوظائف جيدة وأجور منصفة. وعبر تلك الشجاعة، يمكننا أن نقف سوية في سبيل المطالبة بحق الحصول على الرعاية الصحية لكل فرد في أغنى دولة على وجه الأرض. وعبر تلك الشجاعة، يمكننا أن نقف صفًا واحدًا من أجل حق كل طفل، من أطراف أناكوستيا إلى تلال أبالاشيا، في الحصول على التعليم الذي ينير العقل ويأسر الروح، ويُعِّده لدخول العالم الذي ينتظره.

مع مثل تلك الشجاعة، يمكننا إطعام الجائعين، وتأمين مساكن للمشردين، وتحويل بيادر الفقر إلى حقول يانعة للتجارة والوعد.

أميركا، إنني أعلم أن الطريق سوف يكون طويلاً، ولكنني أعلم أن بإمكاننا أن نصل إلى هناك. نعم، سوف نتعثر، ولكنني أعلم أننا سننهض من جديد. هكذا تحدث الحركات. وهكذا ينحني التاريخ. وهكذا يحصل عندما يكون هناك شخص واهن العزيمة، ويأتي شخص آخر ليأخذ بيده ويقول له تقدم، إننا نواصل المسيرة.

هناك سبب لماذا شارك هذا العدد الكبير من الناس في مسيرة ذلك اليوم، وفي الأيام التالية، كانوا شبابًا – ولأن الشباب لا تقيده عادات الخوف، ولا تقيد تحركاته العادات التقليدية. فقد تجرأوا على أن يحلموا بطريقة جديدة مختلفة، وأن يتصوروا أشياء أفضل. إنني على اقتناع بأن نفس التصور، ونفس التعطش لتحقيق الهدف يثيران مشاعر هذا الجيل.

قد لا نواجه نفس مخاطر العام 1963، ولكن الإلحاح الشديد للحظة الآن يبقى مستمرًا. قد لا نتمكن أبدًا من تكرار الحشود الضخمة، والمسيرة الرائعة لذلك اليوم البعيد- لا يستطيع أحد مجاراة تألق كينغ- ولكن نفس الشعلة التي أنارت قلوب جميع المستعبدين لاتخاذ الخطوة الأولى في سبيل العدالة، إنني أعلم أن تلك الشعلة تبقى مضيئة.

تلك المعلّمة الدؤوبة التي تذهب إلى صف تدريسها مبكّرة وتبقى هناك حتى وقت متأخر وتدس يدها في جيبها الخاص لشراء اللوازم لأنها تؤمن بأن كل طفل هو من مسؤوليتها- إنها لا تزال تواصل المسيرة.

ورجل الأعمال الناجح، ذلك الذي لا يُطلب منه سوى أن يدفع أجرًا منصفًا لعماله، ومن ثم يقدم مساعدة لشخص، ربما لسجين سابق تعثر حظه- إنه لا يزال يواصل المسيرة.

والأم التي تغمر ابنتها بالحب والحنان كي تنشأ وتكتسب ثقة بقدرتها على الدخول عبر نفس الباب مثل ابن أي شخص– إنها لا تزال تواصل المسيرة.

والأب الذي يدرك أن أهم وظيفة على الإطلاق قد تلقى على عاتقه هي تربية ابنه بصورة صحيحة، حتى ولو لم يكن لديه أب– وخاصة إذا لم يكن لديه أب موجود في المنزل- إنه لا يزال يواصل المسيرة.

وقدامى المحاربين الذين يحملون ندوب المعارك على أجسادهم ويكرسون أنفسهم ليس فقط لمساعدة زملائهم المحاربين على الوقوف مرة أخرى، والسير مجددًا، والركض مرة أخرى، ولكن يستمرون في خدمة بلادهم عندما يعودون إلى الوطن- إنهم لا يزالون يواصلون المسيرة.

وكل شخص يدرك ما كان يعرفه أولئك الوطنيون الأمجاد في ذلك اليوم– إن التغيير لا يأتي من واشنطن، بل إلى واشنطن، إن التغيير قد بُني دائمًا على أساسات إرادتنا، نحن الشعب، بأن نحمل لواء المواطنة– إنكم لا تزالون تواصلون المسيرة.

وهذا هو الدرس المكتسب من ماضينا. هذا هو الوعد بغد أفضل- بأنه في مواجهة الصعاب المستحيلة، فإن الناس الذين يحبون بلادهم يستطيعون تغييرها. وبأنه عندما يتمكن الملايين من الأميركيين من كل عرق ومنطقة، ومن كل دين، ومن كل مرتبة، التجمع سوية بروح الأخوة، عندئذ فإن تلك الجبال ستصبح منخفضة، وتلك الأماكن الوعرة ستصبح ممهدة، وتلك المسارات الملتوية ستستقيم باتجاه الكياسة، وسندافع عن إيمان الذين ضحوا كثيرًا ونرتقي إلى المعنى الحقيقي لعقيدتنا، كدولة واحدة، تحت رعاية الله، غير منقسمة، وتسود فيها الحرية والعدالة للجميع

**********************

 

 

النص الانجليزى ادناه

 

Obama on 50th Anniversary of March on Washington
REMARKS BY THE PRESIDENT
AT THE “LET FREEDOM RING” CEREMONY
COMMEMORATING THE 50TH ANNIVERSARY OF
THE MARCH ON WASHINGTON
Lincoln Memorial
THE PRESIDENT: To the King family, who have sacrificed and inspired so much; to President Clinton; President Carter; Vice President Biden and Jill; fellow Americans.
Five decades ago today, Americans came to this honored place to lay claim to a promise made at our founding: “We hold these truths to be self-evident, that all men are created equal, that they are endowed by their Creator with certain unalienable rights, that among these are Life, Liberty and the pursuit of Happiness.”
In 1963, almost 200 years after those words were set to paper, a full century after a great war was fought and emancipation proclaimed, that promise — those truths — remained unmet. And so they came by the thousands from every corner of our country, men and women, young and old, blacks who longed for freedom and whites who could no longer accept freedom for themselves while witnessing the subjugation of others.
Across the land, congregations sent them off with food and with prayer. In the middle of the night, entire blocks of Harlem came out to wish them well. With the few dollars they scrimped from their labor, some bought tickets and boarded buses, even if they couldn’t always sit where they wanted to sit. Those with less money hitchhiked or walked. They were seamstresses and steelworkers, students and teachers, maids and Pullman porters. They shared simple meals and bunked together on floors. And then, on a hot summer day, they assembled here, in our nation’s capital, under the shadow of the Great Emancipator — to offer testimony of injustice, to petition their government for redress, and to awaken America’s long-slumbering conscience.
We rightly and best remember Dr. King’s soaring oratory that day, how he gave mighty voice to the quiet hopes of millions; how he offered a salvation path for oppressed and oppressors alike. His words belong to the ages, possessing a power and prophecy unmatched in our time.
But we would do well to recall that day itself also belonged to those ordinary people whose names never appeared in the history books, never got on TV. Many had gone to segregated schools and sat at segregated lunch counters. They lived in towns where they couldn’t vote and cities where their votes didn’t matter. They were couples in love who couldn’t marry, soldiers who fought for freedom abroad that they found denied to them at home. They had seen loved ones beaten, and children fire-hosed, and they had every reason to lash out in anger, or resign themselves to a bitter fate.
And yet they chose a different path. In the face of hatred, they prayed for their tormentors. In the face of violence, they stood up and sat in, with the moral force of nonviolence. Willingly, they went to jail to protest unjust laws, their cells swelling with the sound of freedom songs. A lifetime of indignities had taught them that no man can take away the dignity and grace that God grants us. They had learned through hard experience what Frederick Douglass once taught — that freedom is not given, it must be won, through struggle and discipline, persistence and faith.
That was the spirit they brought here that day. That was the spirit young people like John Lewis brought to that day. That was the spirit that they carried with them, like a torch, back to their cities and their neighborhoods. That steady flame of conscience and courage that would sustain them through the campaigns to come — through boycotts and voter registration drives and smaller marches far from the spotlight; through the loss of four little girls in Birmingham, and the carnage of the Edmund Pettus Bridge, and the agony of Dallas and California and Memphis. Through setbacks and heartbreaks and gnawing doubt, that flame of justice flickered; it never died.
And because they kept marching, America changed. Because they marched, a Civil Rights law was passed. Because they marched, a Voting Rights law was signed. Because they marched, doors of opportunity and education swung open so their daughters and sons could finally imagine a life for themselves beyond washing somebody else’s laundry or shining somebody else’s shoes. (Applause.) Because they marched, city councils changed and state legislatures changed, and Congress changed, and, yes, eventually, the White House changed. (Applause.)
Because they marched, America became more free and more fair — not just for African Americans, but for women and Latinos, Asians and Native Americans; for Catholics, Jews, and Muslims; for gays, for Americans with a disability. America changed for you and for me. and the entire world drew strength from that example, whether the young people who watched from the other side of an Iron Curtain and would eventually tear down that wall, or the young people inside South Africa who would eventually end the scourge of apartheid. (Applause.)
Those are the victories they won, with iron wills and hope in their hearts. That is the transformation that they wrought, with each step of their well-worn shoes. That’s the debt that I and millions of Americans owe those maids, those laborers, those porters, those secretaries; folks who could have run a company maybe if they had ever had a chance; those white students who put themselves in harm’s way, even though they didn’t have; those Japanese Americans who recalled their own internment; those Jewish Americans who had survived the Holocaust; people who could have given up and given in, but kept on keeping on, knowing that “weeping may endure for a night, but joy cometh in the morning.” (Applause.)
On the battlefield of justice, men and women without rank or wealth or title or fame would liberate us all in ways that our children now take for granted, as people of all colors and creeds live together and learn together and walk together, and fight alongside one another, and love one another, and judge one another by the content of our character in this greatest nation on Earth. (Applause.)
To dismiss the magnitude of this progress — to suggest, as some sometimes do, that little has changed — that dishonors the courage and the sacrifice of those who paid the price to march in those years. (Applause.) Medgar Evers, James Chaney, Andrew Goodman, Michael Schwerner, Martin Luther King Jr. — they did not die in vain. (Applause.) Their victory was great.
But we would dishonor those heroes as well to suggest that the work of this nation is somehow complete. The arc of the moral universe may bend towards justice, but it doesn’t bend on its own. To secure the gains this country has made requires constant vigilance, not complacency. Whether by challenging those who erect new barriers to the vote, or ensuring that the scales of justice work equally for all, and the criminal justice system is not simply a pipeline from underfunded schools to overcrowded jails, it requires vigilance. (Applause.)
And we’ll suffer the occasional setback. But we will win these fights. This country has changed too much. (Applause.) People of goodwill, regardless of party, are too plentiful for those with ill will to change history’s currents. (Applause.)
In some ways, though, the securing of civil rights, voting rights, the eradication of legalized discrimination — the very significance of these victories may have obscured a second goal of the March. For the men and women who gathered 50 years ago were not there in search of some abstract ideal. They were there seeking jobs as well as justice — (applause) — not just the absence of oppression but the presence of economic opportunity. (Applause.)
For what does it profit a man, Dr. King would ask, to sit at an integrated lunch counter if he can’t afford the meal? This idea — that one’s liberty is linked to one’s livelihood; that the pursuit of happiness requires the dignity of work, the skills to find work, decent pay, some measure of material security — this idea was not new. Lincoln himself understood the Declaration of Independence in such terms — as a promise that in due time, “the weights should be lifted from the shoulders of all men, and that all should have an equal chance.”
And Dr. King explained that the goals of African Americans were identical to working people of all races: “Decent wages, fair working conditions, livable housing, old-age security, health and welfare measures, conditions in which families can grow, have education for their children, and respect in the community.”
What King was describing has been the dream of every American. It’s what’s lured for centuries new arrivals to our shores. And it’s along this second dimension — of economic opportunity, the chance through honest toil to advance one’s station in life — where the goals of 50 years ago have fallen most short.
Yes, there have been examples of success within black America that would have been unimaginable a half century ago. But as has already been noted, black unemployment has remained almost twice as high as white unemployment, Latino unemployment close behind. The gap in wealth between races has not lessened, it’s grown. And as President Clinton indicated, the position of all working Americans, regardless of color, has eroded, making the dream Dr. King described even more elusive.
For over a decade, working Americans of all races have seen their wages and incomes stagnate, even as corporate profits soar, even as the pay of a fortunate few explodes. Inequality has steadily risen over the decades. Upward mobility has become harder. In too many communities across this country, in cities and suburbs and rural hamlets, the shadow of poverty casts a pall over our youth, their lives a fortress of substandard schools and diminished prospects, inadequate health care and perennial violence.
And so as we mark this anniversary, we must remind ourselves that the measure of progress for those who marched 50 years ago was not merely how many blacks could join the ranks of millionaires. It was whether this country would admit all people who are willing to work hard regardless of race into the ranks of a middle-class life. (Applause.)
The test was not, and never has been, whether the doors of opportunity are cracked a bit wider for a few. It was whether our economic system provides a fair shot for the many — for the black custodian and the white steelworker, the immigrant dishwasher and the Native American veteran. To win that battle, to answer that call — this remains our great unfinished business.
We shouldn’t fool ourselves. The task will not be easy. Since 1963, the economy has changed. The twin forces of technology and global competition have subtracted those jobs that once provided a foothold into the middle class — reduced the bargaining power of American workers. And our politics has suffered. Entrenched interests, those who benefit from an unjust status quo, resisted any government efforts to give working families a fair deal — marshaling an army of lobbyists and opinion makers to argue that minimum wage increases or stronger labor laws or taxes on the wealthy who could afford it just to fund crumbling schools, that all these things violated sound economic principles. We’d be told that growing inequality was a price for a growing economy, a measure of this free market; that greed was good and compassion ineffective, and those without jobs or health care had only themselves to blame.
And then, there were those elected officials who found it useful to practice the old politics of division, doing their best to convince middle-class Americans of a great untruth — that government was somehow itself to blame for their growing economic insecurity; that distant bureaucrats were taking their hard-earned dollars to benefit the welfare cheat or the illegal immigrant.
And then, if we’re honest with ourselves, we’ll admit that during the course of 50 years, there were times when some of us claiming to push for change lost our way. The anguish of assassinations set off self-defeating riots. Legitimate grievances against police brutality tipped into excuse-making for criminal behavior. Racial politics could cut both ways, as the transformative message of unity and brotherhood was drowned out by the language of recrimination. And what had once been a call for equality of opportunity, the chance for all Americans to work hard and get ahead was too often framed as a mere desire for government support — as if we had no agency in our own liberation, as if poverty was an excuse for not raising your child, and the bigotry of others was reason to give up on yourself.
All of that history is how progress stalled. That’s how hope was diverted. It’s how our country remained divided. But the good news is, just as was true in 1963, we now have a choice. We can continue down our current path, in which the gears of this great democracy grind to a halt and our children accept a life of lower expectations; where politics is a zero-sum game where a few do very well while struggling families of every race fight over a shrinking economic pie — that’s one path. Or we can have the courage to change.
The March on Washington teaches us that we are not trapped by the mistakes of history; that we are masters of our fate. But it also teaches us that the promise of this nation will only be kept when we work together. We’ll have to reignite the embers of empathy and fellow feeling, the coalition of conscience that found expression in this place 50 years ago.
And I believe that spirit is there, that truth force inside each of us. I see it when a white mother recognizes her own daughter in the face of a poor black child. I see it when the black youth thinks of his own grandfather in the dignified steps of an elderly white man. It’s there when the native-born recognizing that striving spirit of the new immigrant; when the interracial couple connects the pain of a gay couple who are discriminated against and understands it as their own.
That’s where courage comes from — when we turn not from each other, or on each other, but towards one another, and we find that we do not walk alone. That’s where courage comes from. (Applause.)
And with that courage, we can stand together for good jobs and just wages. With that courage, we can stand together for the right to health care in the richest nation on Earth for every person. (Applause.) With that courage, we can stand together for the right of every child, from the corners of Anacostia to the hills of Appalachia, to get an education that stirs the mind and captures the spirit, and prepares them for the world that awaits them. (Applause.)
With that courage, we can feed the hungry, and house the homeless, and transform bleak wastelands of poverty into fields of commerce and promise.
America, I know the road will be long, but I know we can get there. Yes, we will stumble, but I know we’ll get back up. That’s how a movement happens. That’s how history bends. That’s how when somebody is faint of heart, somebody else brings them along and says, come on, we’re marching. (Applause.)
There’s a reason why so many who marched that day, and in the days to come, were young — for the young are unconstrained by habits of fear, unconstrained by the conventions of what is. They dared to dream differently, to imagine something better. And I am convinced that same imagination, the same hunger of purpose stirs in this generation.
We might not face the same dangers of 1963, but the fierce urgency of now remains. We may never duplicate the swelling crowds and dazzling procession of that day so long ago — no one can match King’s brilliance — but the same flame that lit the heart of all who are willing to take a first step for justice, I know that flame remains. (Applause.)
That tireless teacher who gets to class early and stays late and dips into her own pocket to buy supplies because she believes that every child is her charge — she’s marching. (Applause.)
That successful businessman who doesn’t have to but pays his workers a fair wage and then offers a shot to a man, maybe an ex-con who is down on his luck — he’s marching. (Applause.)
The mother who pours her love into her daughter so that she grows up with the confidence to walk through the same door as anybody’s son — she’s marching. (Applause.)
The father who realizes the most important job he’ll ever have is raising his boy right, even if he didn’t have a father — especially if he didn’t have a father at home — he’s marching. (Applause.)
The battle-scarred veterans who devote themselves not only to helping their fellow warriors stand again, and walk again, and run again, but to keep serving their country when they come home — they are marching. (Applause.)
Everyone who realizes what those glorious patriots knew on that day — that change does not come from Washington, but to Washington; that change has always been built on our willingness, We The People, to take on the mantle of citizenship — you are marching. (Applause.)
And that’s the lesson of our past. That’s the promise of tomorrow — that in the face of impossible odds, people who love their country can change it. That when millions of Americans of every race and every region, every faith and every station, can join together in a spirit of brotherhood, then those mountains will be made low, and those rough places will be made plain, and those crooked places, they straighten out towards grace, and we will vindicate the faith of those who sacrificed so much and live up to the true meaning of our creed, as one nation, under God, indivisible, with liberty and justice for all. (Applause.)

 

‫شاهد أيضًا‬

الأربعاء التاسع والعشرين من نوفمبر، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني .. “..شعبنا الفلسطيني في غزة يتعرض لمذبحة جماعية..” * د.حسن العاصي

عن صفحة فيسبوك : د. حسن العاصي يصادف يوم الأربعاء التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر،…