سيناريوهات العدوان على سوريا وكيفية الرد

أوقات الشام -مدير التحرير
لم يبق هناك في العالم العربي متابع لوسائل الاعلام الا وعرف أن الولايات المتحدة ربما تحضر لضربة عسكرية ضد سوريا.
السوريون عرفوا ذلك والروس و الصينيون عرفوا ذلك، ايران عرفت ذلك و حزب الله بطبيعة الحال عرف ذلك ايضا.
هنا يبقى لدينا احتمالان:
هذا المحور يعرف ان التهديد اعلامي و يتجاهله تماماً.
هذا المحور يعرف ان هذا التهديد جدي و هنا أيضاً نواجه احتمالان:
١- هذا المحور مستعد تماماً لهكذا ضربة بل وربما يطلبها و يريدها وهو قد حضر للامريكان مفاجأت من العيار الثقيل ستكون اخر مسمار في نعش الامبرطورية الامريكية.
بل ربما يعمل هذا المحور الى جر الامريكان الى المستنقع السوري بشكل متعمد.
٢- هذا المحور غير قادر على مواجهة امريكا و حلفاؤها وهنا يفترض على النظام السوري ان يقدم تنازلات حتى يتفادى هكذا ضربة.
والسؤال : هل سمعتم في خطابات القيادة السورية أو السيد حسن نصرلله أي لهجة تراجع أو تهدئة لتجنب الغضب الصهيو-أمريكي ؟
ما نراه اليوم ان الجيش السوري يصعد من عملياته العسكرية على الارض ومن الواضح انه ذاهب الى المواجهة وليس الى التهدئة وتقديم التنازلات.

ماذا بجعبة الأمريكان ؟

يتحدث الامريكان عن ضربات محدودة بصواريخ كروز على أهداف استراتيجية سورية, ولكن.. هل لا زالت الاهداف الاستراتيجية السورية بعد سنتين ونصف على اندلاع الحرب في سوريا و احتمالات التدخل العسكري الغربي أو الاسرائيلي منذ بداياتها وفي كل لحظة قابلة للاستهداف ؟

ألم تحتاط القيادة السورية لهكذا احتمال فقامت بتحصين هذه الاهداف وإخفاءها على أقل تقدير ؟

وماذا تستطيع هجمات صاروخية محدودة أن تفعل ؟ هل تستطيع تحييد سلاح الصواريخ المرعب السوري الذي يتهدد اسرائيل ؟ و المنتشر فوق جميع الاراضي السورية ؟ ومنعه من دك تل أبيب مع سقوط اول صاروخ امريكي فوق سوريا ؟

الحلفاء:

لدى النظام السوري حلفاء استراتيجيون حقيقيون لا يمكن أن يتخلوا عنه أبدا.

روسيا: هل من الممكن أن تقبل بعد أن راهنت على النظام السوري بكل شيء بأن تأتي أمريكا لتضربه هكذا وبكل بساطة ؟ أليس النظام السوري وسوريا هما من أعادا روسيا الى عرش العالم ؟ ماذا سيحدث ان سقطت سوريا ؟ وماذا سيحدث ان انتصرت سوريا ؟ في حسابات الروس.. هذا عدا عن الحسابات الاستراتيجية وحسابات الامن القومي الروسي التي تدفع روسيا الى الدخول في حرب ان لزم الأمر لتحمي سوريا و نظامها, أليس الروس هم من أوقف أردوغان عند حده ؟

ايران: ايران ليست مجرد حليف, إيران في وحدة حال و مصير مع سوريا ونظامها الممانع, إن ضربت سوريا و تم اسقاط نظامها فالضربة القادمة لإيران و عندها ستقول: أكلت حين أكل الثور الأبيض.. الايرانيون يدركون ذلك تماما وهم لن يتخلوا عن حليفتهم سورية تحت أي ظرف أو ثمن.. هذا عدا عن خسارتهم لأهم حلقة وصل بالمتوسط و المقاومة اللبنانية و الفلسطينية.

حزب الله: يرتبط وجوديا بسوريا, ان سقطت سيتم فورا ضربه وانهاء وجوده من قبل اسرائيل بتغطية عربية و داخلية من تيار المستقبل ومن معه, وهو بالتأكيد سيقاتل قتالا مستميتا للدفاع عن سوريا لأنه يدافع عن وجوده أيضا, والسيد حسن نصرلله كان واضحا في هذا تماما.

باقي حلفاء سوريا: كالصين ودول البريكس وغيرهم, لن يسكتوا هم أيضا.

الحرب:

رغم كل التصعيد الامريكي لازال هناك عنصر هام جدا مفقود وهو الرأي العام الامريكي, جر الشعب الامريكي الى حرب شرق أوسطية جديدة يحتاج الى تحضير للرأي العام واستطلاعات رأي تشجع عليه ولا يتم ببساطة.. وهذا حتى الان مفقود, عدا عن ان أي حرب على سوريا تفرز احتمال تحولها الى حرب شرق أوسطية شاملة و على الولايات المتحدة أن تحشد عشرات الاف الجنود أذا لم نقل مئات الاف الجنود لهكذا حرب وهي لم تحشدهم بعد.

السيناريو:

مع أول صاروخ أمريكي يسقط على سوريا ستندلع الحرب مع اسرائيل, وهذه هي مشكلة أمريكا واسرائيل الكبرى.

فبسبب قرب المسافة يمكن لجميع انواع الصواريخ استهداف الكيان الصهيوني و ليست الصواريخ البالستية فقط.

وقرب المسافة سيجعل من فترة التحذير غير كافية للتصدي لهذه الصواريخ خاصة عندما تتم عملية اغراق صاروخي عبر اطلاق كمية كبيرة من الصواريخ دفعة واحدة.

وهنا أصبحت الحرب حربا عربية – اسرائيلية وليست مجرد ضربات امريكية محدودة.

ما تأثير هذا التحول على الداخل السوري ؟ ما تأثيره على الرأي العام العربي ؟ وما تكلفة انتصار سوريا أو صمودها كما انتصر حزب الله في 2006 ؟

نعم, يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بهذه الحماقة, وربما الروس يتمنون أن تقوم بهذه الحماقة.. ولكن.. ماذا كلفت أمريكا حماقاتها في فيتنام و لبنان و أفغانستان و العراق ؟ هل تكون سوريا أخر حماقات الولايات المتحدة قبل سقوطها ؟ لننتظر ونرى

نشر في Non classé, آخر خبر, أخبار عسكرية

………………..

عن موقع التقدمية 25 غشت 2013

‫شاهد أيضًا‬

حضور الخيل وفرسان التبوريدة في غناء فن العيطة المغربية * أحمد فردوس

حين تصهل العاديات في محرك الخيل والخير، تنتصب هامات “الشُّجْعَانْ” على صهواتها…