متابعات

من أهان الأمينة العامة  منيب ..!!

حسناء أبو زيد

عن جريدة الاتحاد الاشتراكي

21 غشت 2013

المعذرة ؛ إلا أننا لن نرضى   سيدتي أن تصبحي مطية سهلة لخصوم حزب الاتحاد الاشتراكي ؛ لا تستحقين أن تكوني موجة يقفز عليها كل الذين لا يستسيغون هذه الهيأة من الذين أحبوها حد الهذيان أو الذين كرهوها حد الانتقام، أو الذين ما زالوا يخشون النار التي قد تبزغ ذات يوم  من تحت رمادها أو من حركة  ذكرياتها أو من نظرات الغضب الجامح في مقل  شهدائها وحامليها ؛ أو الذين تفننوا في جهر مدافن ونظموا  في كل محطة مرثيات لتأبينها ؛ لا تستحق السيدة المحترمة نبيلة منيب  أن يُنهش  بأظافرها لحم   الاتحاد ولا أظنها ترضى أن تُقتبس من لغتها حروف ضرب رمز الحركة الاتحادية والصخرة الزاوية في بيت اليسار المأمول ؛ ولا يستقيم لأول أمينة عامة لحزب مغربي أن تتلطخ يدها في صراع مكشوف علني  داخل الأسرة اليسارية .
فكرت ملياً في طبيعة الإهانة التي تلقتها السيدة الأمينة العامة للحزب اليساري  المحترم في افتتاحية جريدة الاتحاد الاشتراكي ؛ حاولت أن أتسلل إلى شخص المخاطبة فيها وأن أضع نفسي في مرمى الضربات الموجهة إليها وأن أكون الهدف أو الضحية ولِمَ لا الند ؛ لا أخفيك أن اللغة جارفة
هادرة وأحيانا قاسية  عميقة ؛ وكلما اِشتد وطيس العتاب فيها انفرجت أسارير حلم النساء في استحقاق مراكز القرار ؛ وكلما سال حبر الهجوم من قلب الرفاقية واليسارية ؛ كلما تكاثف أمل تأنيث السياسة  والقيادات والزعامات في رحم الذكورية السياسية، وبقدر ما نز الغضب من حبر الافتتاحية بقدر ما هاج الهدف في قلوب النسائيين وحاملي المساواة ؛ لماذا استكثر عليك المتضامنون ما تقتضيه مسؤولية موقعك وحجم الصدامية  في خطابك ؟؟لماذا أشفقوا عليك  من الحقوق المترتبة عن المسؤولية الأولى ؟ و لماذا لم يلتقطوا من الافتتاحية رسالات الندية والاعتراف لك بحجم
ووزن وكيان ؛ لماذا لم يستوقفهم أن توصف دعامة أساسية في بناء اليسار بأنها «كائن مجهري لا يستحق أن تنتبه إليه قافلة كتائب الحاكمين الجدد   ؛ لماذا لم يحتسبوا في رصيدك تفاعلا جاداً واعتباراً لحجم معنوي لا كمي ؛ لماذا يريدونك ضيفة  في هودج  صامت  من ألوان سجون الحريم ؛ لماذا يريدون أن يثقلوا خطواتك نحو الزعامة الحقيقية   بقيود مخملية ملغومة  ؛ تعزل النساء  عن عرين  العمل السياسي ؛ لماذا يريدون تعصيب عيون النساء عن غابة الممارسة  السياسية والطبقة الفاعلة بجدران مضادة  للتجربة  والتراكم  باسم احترام حقوق النساء؛ ألا تعتقدين السيدة الأمينة العامة أنك واحدة من ضمانات نيل حقوق النساء كاملة  وأنك لحظة دراسة   حقيقية  للكفاءة النسائية على رأس القرار الحزبي،  وأن تجاوب الاتحاد الاشتراكي خرج من عمق إيمانه بقدرتك على تلقي الموقف وتحمل تبعات هجوم قاس من منتخبة الرفاق ؛دس الملح في جراح جسد الاتحاد الاشتراكي ونثر كثيراً من المرار في صحن وحدة  اليسار المؤجلة .
استوقفتني استعارة تصفيفات صالونات الحلاقة والتجميل ؛ وتصورت الصورة التي رسمها قلم الافتتاحية ؛ والتي تنحت بمجاز علاقة    التحفظ من القيادة ومخاطبة المناضلين؛
واستغربت أن لا نستوعب عمق المقارنة وكيف استكثر المستنكرون المتضامنون المحترمون  أن تتسلل مهنة جميلة فنية- ندين لها بالكثير – إلى المعجم السياسي ؛ وأن يعتبروا أن لمهارات  تصفيف الشعر دلالة مهينة دونية   لا تليق أن تُستعار في لحظة كهاته ؛ وأن  الربط بين قدرة المصففات والمصففين على تحويل الملامح والشخصيات بسرعة وبراعة، وبين تصور السيدة الأمينة العامة لطبيعة العلاقة بين الاحزاب وقياداتها ؛ ربط يهين السيدة الأمينة العامة ويكرس الميز والحيف ضد ممتهنات وممتهني التصفيف والحلاقة ؛وأن الحديث عن حصص التجميل السريع كتعبير على تغيير الرؤوس والقيادات   كبيرة ورِدّةٌ تضرب توحد الاتحاديين والاتحاديات حول عقيدتهم النسوية   ؛ ألا تستحق مهنة الفقراء واستثمار الأغنياء أن تقفز إلى كتب السياسة ؛ ألا يجوز أن تتلون اللغة باستعارات واقتباسات تحول وجهة المعاجم إلى مجتمعاتنا  ويومياتنا ومهننا وحرفنا ؛ لماذا اعتبروا تصفيف الشعر مهنة نسائية مؤنثة مع أن أشهر المصففين ذكور وليسوا إناثا ؛ هل كان الأمر سيختلف لو أن الكاتب أو الكاتبة استقى  استعارة أخرى كطبيب تجميل أو مفكر أو عامل طلاء أو حلواني أو فنان سيرك أو عارضة أزياء .؛ هل كانت هذه  الاستعارة  أصعب ما في الافتتاحية؛ في تقديري المتواضع؛ تدفق غضب الافتتاحية  قوياً في أجزاء أخرى تستحق أن تفتح شهية الرفاق؛ كعدمية بعض أطياف اليسار؛ ومثل عدم احترام أخلاقيات الرفاقية وحدود الاختلاف ومسؤولية إحياء الأمل في مشروع اليسار عوض إحصاء إخفاقات الرفاق وإقامة أصونة مستدامة لجلد الذات اليسارية دون رأفة في أوصال  الاتحاد ؛ وتوجيه الضربات حيث الوجع ونفث السم حيث الوهن .
من حق حزب الاشتراكي الموحد المحترم أن يقرر بشأن تحالفاته وطبيعتها وفاعليها، وأن يعبر ملياً وصراحة عن اختياراته، وأن يبررها وأن يمحو عنوان  قيادة الاتحاد الاشتراكي، وأن يمزق بريد الدفء بينهما وأن  يقفل نافذة الود وينفض عبق التفاعل ويهجر الوادي والجارة ؛ لكن لا أعتقد أن مناضلي هذه الهيئة المحترمة الكبيرة في عمق نضاليتها  وجلدها وإصرارها وصفاء رؤيتها ، يقبلون أن تهان هيئة من اليسار على لسان أحد بُناتِه وأن تقذف مصداقيته وأن يخون مناضلوه وأن تعيث تصريحاتٌ رفيقة  ما تصيبه نيران الخصوم  ؛ وأن تُعمقَ أزمة اليسار على يد قيادييه ؛وأن يُخون الاتحاد الاشتراكي في قلب قناعته الراسخة بكون قضية المرأة قضية الديمقراطية ومحكها المجتمعي ؛ ومختبرها الصادق الشفاف النزيه .
أتمنى لك السيدة الأمينة العامة الكثير من المعارك والنزالات وإثبات الذات وثقة المناضلين ؛ والكثير من محطات التبادل والانتقاد والصدامية ؛ والعديد من الافتتاحيات الجادة ولحظات التحدي والمواجهة وتضميد  الجروح ونسيان  الندوب ، وفي المقابل القليل النادر من  صفوف التضامن والتعاطف ورسائل الدعم الفاترة وأوراق المواساة الملغومة وصكوك الضحية،  وتغريدات استباحة  مشروع   اليسار .
هل لي أن أوصيك  خيراً وحبا وتضحية في سبيل إنعاش اليسار وبعث الأمل في الصادقين الحالمين بقيم  المساواة وحرية الفكر، ونبذ وصاية الاستبداد باسم مصلحة الوطن أو  الحاكمين أو ضغط الفاقة أو جرح العدالة أو وصاية المال أو الجنس أو المعتقد…. ؛ ليست صدفة أن يكون هذا مشترك العائلة اليسارية وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي المر.

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…