التآمر بين الإخوان المسلمين والرافضة الشيعة

ضد مصر

عن موقع شبكة سحاب السلفية

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه؛
أما بعد؛ فقد جاء في وثيقة إيرانية خطيرة كشفتها المقاومة العراقية بعد احتلال العراق ومن خلالها تنكشف أبعاد العلاقة الأخيرة بين الرافضة وحزب الإخوان المسلمين، وهذه الوثيقة نشرت في شبكة البصرة:
“في أواخر عام 2005 أسرت المقاومة العراقية شخصًا إيرانيًّا وضع لفترة تحت المراقبة، واتضح فيما بعد أنه ضابط مخابرات إيرانية كبير (من فيلق القدس) مكلف بالتنسيق مع التنظيمات الموالية لإيران في العراق، وعثرت معه على وثيقة خطيرة تكشف الخطة الإيرانية في مجال الإعلام الموجه للأقطار العربية، تسلط الضوء على حجم التغلغل الإيراني في أوساط عربية مثل كتاب وصحفيين وسياسيين محسوبين على الخط الوطني والقومي والإسلامي العربي! ورغم تكتم مخابرات المقاومة الوطنية العراقية على أسر هذا الضابط لمدة سنتين لأسباب أمنية إلا أنها كشفت لشبكة البصرة النقاب عن بعض ما ورد في الوثيقة التي كانت بحوزته..
وأذكر ما يتعلق بحزب الإخوان في هذه الوثيقة:
“إن التنظيمات الناصبية المعادية لنا بالأصل كالإخوان المسلمين تجد أنها اقرب إلينا من العفالقة العلمانيين، لذلك فإن تمتين العلاقة معهم ضرورة لأجل تحقيق اختراقات تاريخية في مصر بشكل خاص عن طريقهم عبر المساعدة على انتشار المذهب في مصر تحت غطاء تعاوننا مع الإخوان المسلمين هناك.
ويجب في هذا الصدد أن نكون كرماء جدًّا مع هؤلاء؛ لأنهم أقدر من غيرهم على عزل التيارات القومية العنصرية العربية”.
وجاء في شبكة المنصور –شبكة المقاومة العراقية، والتي يتولاها حزب البعث الاشتراكي العراقي- (وكذا نشره موقع أنا المسلم بتاريخ 9/4/2011م) ما يلي:
اليوم تكشف المقاومة العراقية ومن خلال مخابراتها الوطنية عن مخطط إيراني رهيب يهدد أمن واستقرار كافة الأقطار العربية، يؤكد كل المعلومات التي حصلت عليها المقاومة في السنوات السابقة، فقد ألقت المقاومة الوطنية العراقية القبض على أحد اخطر ضباط المخابرات الإيرانية -والذي كان يقوم بدور منسق العلاقات بين التيارات التابعة لإيران في العراق وأغلب الأقطار العربية، وبين المخابرات الإيرانية، وكان موضع مراقبة دقيقة ومتواصلة منذ شهور في إحدى مدن جنوب العراق، حيث كان يقيم متخفيًا باسم ولقب مزيفين ويتحدث اللَّهجة العراقية بطلاق تامة.
وحينما اكتملت عملية المراقبة هاجمت وحدة متخصصة من مخابرات المقاومة الوطنية العراقية البيت الذي يسكنه ليلاً وألقت القبض عليه….
وبالنظر لخطورة المعلومات الواردة فإن منظمتنا تنشر اليوم بعض هذه المعلومات لأهميتها في إنقاذ أقطار عربية من مخططات جهنمية إيرانية تتطابق مع المخططات اليهودية التي عرفت ونشرت …وفيما يلي بعض المعلومات الخطيرة:
وذكروا مخطَّطًا لكل دولة إسلامية، والذي يعنينا الآن ما يتعلق بتآمر إيران الرافضية مع حزب الإخوان المسلمين ضد مصر، فجاء في هذا المخطط:
أما في مصر فإننا لدينا الآن خطة محكمة تنفذ بنجاح وفيما يلي أهم خطواتها :

  • بعد أن تم إسقاط مبارك -وهو أحد أهم أهداف جمهورية إيران الإسلامية-، يجب في المرحلة الأولى من خطتنا دعم ترشيح شخصية ناصرية تتمتع باحترام أوساط مصرية مهمة لها معنا صلات ممتازة منذ سنوات لرئاسة الجمهورية، وإذا نجحنا في إيصاله للرئاسة فإننا سنخطو خطوة كبيرة، ومهمة في إعداد الساحة المصرية لتكون صديقة لنا وغير معرقلة لأهدافنا الاقليمية كما كانت في عهد مبارك عقبة كأداء بوجه إيران.

وفي هذه المرحلة فإن أهم هدفين لنا في مصر هما تحويل مصر من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني؛ لأن النظام الرئاسي يضع بيد الرئيس صلاحيات كبيرة جدًّا تجعل بإمكان مصر اتخاذ أي موقف بسرعة وبدون عرقلة من البرلمان لمواجهة مواقف وأحداث مهمة في المنطقة، ولذلك فإن النجاح في جعل مصر جمهورية برلمانية يتحكم فيها البرلمان في القرار النهائي وليس الرئيس أمر لا بد منه من أجل ضمان وجود أراء متناقضة في البرلمان تستطيع عرقلة السياسات المعادية لنا.
والهدف الثاني الجوهري هو وصول الإخوان المسلمين إلى البرلمان وحصولهم على عدد من النواب يجعلهم القوة البرلمانية الرئيسية فنوفر إمكانية تعديل الدستور لجعل مصر ذات نظام برلماني ….
وعلينا تذكر أن مجرد رفض جماعة الإخوان المسلمين الدعاية المعادية لإيران والتي تقول: إننا نريد إثارة فتن طائفية في مصر وغيرها وتأكيدهم أن إيران دولة إسلامية شقيقة لا تريد إثارة الفتن وأنها ليست طائفية هو خير خدمة يقدمها الإخوان لنا تفتح الطريق لنا أمام كسب أغلبية سنية في مصر تضع حدًا للتيارات المعادية لإيران هناك.
وعلينا أن نتذكر بأن تحالفنا مع الإخوان في مصر سيساعدنا أيضًا في تحقيق الهدف الأهم في مصر، وهو نشر المذهب على نطاق واسع مستغلين الفقر والأمية والأمراض والاضطهاد للطبقات الفقيرة والمعدمة والقيام بمشاريع خيرية لمساعدة هؤلاء الناس على التغلب على مشاكلهم، وعندها ننشر دعوتنا كما فعلنا بنجاح تام في سوريا، وتكون لدينا طائفة من أهل البيت قوية وفعالة، ولذلك فإن دعم جماعة الإخوان لنا عمل مهم جدًّا في إزالة المخاوف في الأوساط السنية المصرية منا، وعلينا أن ندفع الثمن الذي تريده جماعة الإخوان مهمًا كان كبيرًا مقابل ذلك.

2 – لقد حقَّقت الثورة الشبابية في مصر تحولات سياسية كبيرة جدًّا تتمثل في بروز تيار سياسي هو الأكبر الان وهو تيار الشباب الذي نجح في إسقاط مبارك، ولذلك فمن الضروري ضمان النجاح في تحقيق عدة أهداف جوهرية أهمها.
أ‌- علينا أن لا ننسى أن الأشخاص الرئيسيين في قيادة الشباب بعيدين عنا عقائديًّا، فهم في غالبيتهم متأثرين بامريكا والغرب وهم يشكلون أمل الغرب في إجراء تغييرات في مصر لصالحه، وهذا يفسِّر الدعم العلني لهم من قبل أمريكا والاتحاد الاوربي .
ب‌- علينا أن ندخل في صفوفهم عن طريق أصدقائنا المصريين ونستغل كل علاقاتنا بهم للوصول إلى هؤلاء الشباب والبحث بينهم عمَّن يمكن أن يكون مع توجهاتنا الفكرية والسياسية، ولذلك يجب إعداد قائمة بأسماء هؤلاء القادة الشباب مع تقييم شامل لكل منهم.
ت‌- تنظيم رحلات لهؤلاء الشباب إلى إيران للتعرف على الحقيقة وتنظيف رؤوسهم من الدعايات المضللة حول إيران وكسبهم إلى جانبنا .
ث‌- عزل من يرتبط بأمريكا منهم برباط لا أمل في فكه وكشفهم أمام زملائهم الآخرين بكافة الطرق.
ج‌- الاهتمام بمن يتميز بأنه عاطفي ومندفع وقليل الثقافة السياسية وإبرازهم ودعم توليهم أماكن قيادية في حركة الشباب وفي التنظيمات السياسية التي من المتوقع إنشائها في مصر؛ لأن هذا النوع العاطفي والمتسرع خير من يخدمنا ويحقق أهدافنا الكبيرة فعلى الأقل أنه مضمون بقيامه بنشر الانقسامات في صفوف الشباب والقوى السياسية نتيجة فورة العاطفة لديه وقلة ثقافته السياسية .
ح‌- لا بد من إبقاء الصلات قوية مع كل الشباب مهما كانت مواقفهم غير متفقة معنا لأجل إبقاء خيط من التأثير عليهم مهما كان ضعيفًا.
خ‌- إذا نجحنا في إقناع بعض هؤلاء الشباب بالزواج من إيرانيات فسوف نضمنهم كليًّا ونحدد نحن مستقبلهم السياسي.
ولهذا يجب إعطاء منح دراسية لهم للدراسة في إيران على أوسع نطاق كما فعلنا في لبنان واليمن لتوفير فرص الزواج من إيرانيات إضافة لتثقيفهم بثقافتنا.
3 – أما بالنسبة للأقباط فإن الأمر الذي لا بد منه هو إقامة أفضل العلاقات معهم من قبل أنصارنا في مصر، ومن قبل من يمثلنا رسميًّا أيضًا أي السفارة، والسبب هو أن وجود علاقات دعم قوية مع الأقباط يضمن لنا، وجود تأثير على كل الأطراف المصرية وتسهيل تقبلنا هناك كدولة، وكطائفة صغيرة تتعرض للاضطهاد من قبل الأغلبية السنية.
وعلينا أن نوضح للأقباط بأن إيران لا تقبل باضطهادهم، وإنها مع منحهم كامل الحقوق وأن الشيعة في مصر يتعرضون للاضطهاد مثلهم، ولا بد ان نستخدم العناصر القبطية المتطرفة في تعميق الجروح بين الأقباط والسنة، وعلينا أن لا ننسى أن الأقباط مدعومين من أمريكا والغرب لذلك فإن علاقات طيبة معهم سوف تساعد على تحسين علاقاتنا بالغرب وتقليل عدائه لجمهورية إيران الاسلامية؛ لأن الأقباط سيكونون لوبيًّا داعمًا لنا.
4 – أما في المرحلة الثانية من تنفيذ خطتنا في مصر فإننا وبعد إكمال اقامة علاقات ممتازة بالجميع مهما تناقضت مواقفهم العامة، وبعد توسيع نفوذ شيعة مصر فيجب دعم انتخاب رئيس لمصر من الإخوان المسلمين لتصبح هذه الجماعة القوة الرسمية التي تحكم مصر، وذلك هدف كبير لنا لأنه سيؤدي حتمًا إلى زيادة الصراع السني القبطي وتحوله إلى أكبر تهديد لوحدة مصر وقوتها، بالإضافة إلى أنه سيجر العلمانيين واللليبراليين إلى المعركة ضد حكم السنة، وعندها لن نخشى وقوفنا مع الأقباط والعلمانيين ضد حكم السنة في مصر والعمل ضده ومن أجل إسقاطه دستوريًّا وجعل شيعة مصر يحققون مكاسب كبيرة جدًّا عن طريق دعم مطالب الأقباط والشيعة من قبل كل الأطراف العلمانية وغيرها والانتقال إلى تفجير العنف لأجل إدخال مصر مرحلة فوضى شاملة تحرمها من لعب أي دور إقليمي وتلك حالة تخدمنا على اعتبار أن مصر هي مركز الثقل العربي، كما أنها تشغل مصر سنوات طويلة بالاضطرابات الداخلية ومستنقع الصراعات الطائفية بين السنة والأقباط وبين السنة والشيعة.
ونحن نتوقع من وراء ذلك حصول تحولات طائفية ضخمة في مصر تجعل السنة أقلية وهو هدفنا النهائي في مصر.
إن مصر المقسمة والمتصارعة طائفيًا هدف استراتيجي لإيران؛ لأنها تضمن تحويل مصر من أكبر قوة عربية إلى قوة ثانوية، وبعد أن دمَّرنا العراق كمركز يسد الطريق بوجه ايران فتحت أمامنا كل الطرق للتدفق من العراق وإنهاء فترة قيامه بما سمي بـ(البوابة الشرقية) للعالم العربي، والآن جاء دور مصر وعلينا منع مصر لعدة عقود من لعب دور أساسي في العالم العربي”.اهـ
وأقول: إن هؤلاء الذين يخيل إليهم أن حزب الإخوان في البرلمان أو مرشحه الرئاسي جادون في تطبيق الشريعة فإنه واهم؛ لأن جل رموز حزب الإخوان المسلمين من المفكرين والسياسيين يعتقدون ما جاء في الكلام التالي لعبد الحميد متولي –شيخ محمد سليم العوا-، حيث قال -إمعانًا في إسقاط التشريعات الخاصة بالسياسة والحكم من السنة النبوية- في كتابه “أزمة الفكر السياسي الإسلامي” (ص71-72): “إن الأخذ بالرأي الذي نقول به يرمي إلى تضييق نطاق دائرة الأحاديث التي يصح الاستناد إليها، والالتزام بها في ميدان أنظمة الحكم، وهذا التضييق من ناحية، يؤدي من الناحية الأخرى إلى اتساع المجال أمام المشرِّع الدستوري لكي يضع من الأنظمة ما يتلاءم مع ظروف البيئة التي يشرِّع لها، دون أن تقف السنة حائلاً في طريقه …!!!
يجدر بنا أخيرًا أن نقرر ونكرر ما سبق لنا ذكره من أن السنة الصادرة في الشئون الدستورية -في المسائل الجزئية- لا تعد تشريعًا عامًا، أي غير ذات حجيَّة ملزمة لنا في هذا العصر؛ لأنها تعد من تلك السنن التي تصدر من الرسول -على حد تعبير علماء الشريعة-: باعتبار ما له من الإمامة والرياسة العامة لجماعة المسلمين !!!”.
وأكَّد هذا المعنى الكاتب الأزهري الإخواني المعتزلي محمد عمارة فقال في كتابه “الدولة الإسلامية” (ص76): “ما قضاه وأبرمه وقرره الرسول في أمور الدين: عقائد وعبادات لا يجوز نقضه أو تغييره حتى بعد وفاته؛ لأن سلطانه الديني كرسول ما زال قائمًا فيه، وسيظل كذلك خالد بخلود رسالته عليه الصلاة والسلام على حين أن ما أبرمه من أمور الحزب والسياسة يجوز للمسلمين التغيير فيه بعد وفاته؛ لأن سلطانه هنا قد انقضى بانتقاله إلى الرفيق الأعلى وخلفه سلطان الخليفة الذي هو سلطان مدني لا أثر للسلطة الدينية فيه”.
قلت: وهذه الشبهة الخبيثة هي التي اتخذها العلمانيون ذريعة لإسقاط الشريعة تحت ستار تغير أحوال العصر، والتي ليست ملائمة للأحكام التشريعية من حدود ومعاملات التي حكم بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
فما الفرق بين العلمانيين والإخوان المسلمين؟! لا فرق إلا في الشعارات الكاذبة فقط.
والأدهى والأمر التحريفات التي وقع فيها حزب الإخوان في باب العقيدة، والتي مسخت العقيدة، وجعلتها في الحضيص بتصريحاتهم المتوالية حول أخوة النصارى، وأخوة الروافض، وأننا لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة إنما نقاتلهم من أجل الأرض.
ومن ثم وقع الإخوان فيما وقع فيه أهل الكتاب قديمًا، وذلك ما قاله ربنا سبحانه في كتابه: { فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}.
قال مجاهد: “يَعْنِي: «النَّصَارَى» {يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى} [الأعراف: 169] يَقُولُ: «مَا أَشْرَفَ لَهُمْ مِنْ شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا، حَلالاً كَانَ أَوْ حَرَامًا يَشْتَهُوَنَهُ أَخَذُوهُ، وَيَتَمَنَّوْنَ الْمَغْفِرَةَ، وَإِنْ يَجِدُوا فِي الْغَدِ مِثْلَهُ يَأْخُذُوهُ».
قلت: وكذا حزب الإخوان ما تركوا شيئًا يحقق مصالحهم الحزبية إلا أخذوه، ولو على حساب العقيدة والشريعة، فهم لا يرفعون رأسًا لهما، ولسان حالهم بل مقالهم يؤكد هذا.
فجلُّ تصريحاتهم وتأصيلاتهم في كتب مفكريهم ضد العقيدة والشريعة، علم هذا من علم وجهل هذا من جهل.
وأما لسان حالهم في السودان وغزة وتركيا فلا خفاء فيه، فما طبَّقوا حدًّا ولا حكمًا شرعيًّا واحدًا في هذه البلاد التي تمكنوا منها، بل على العكس زالت بسبب توليهم الكثير من السنن، وحلَّت مكانها الكثير من الشركيات والبدع.
والأخطر –وهذا موضوع خطبتنا- ازدياد تسلط الدولة الرافضية الشيعية الفارسية الإيرانية على هذه البلاد.
ولذلك صدق الأمير نايف –ولي العهد في الدولة السنية السلفية السعودية- حفظه الله تعالى- حين قال منذ سنوات: “إن تاريخ الحزب يدل على أن قصدهم القفز إلى الحكم، وليس الدعوة إلى شرع الله وخير الإسلام والمسلمين.. وأنهم هم السبب في المشاكل في العالم الإسلامي”.
فإن جماعة الإخوان المسلمين قد بُنيت على أصول بدعية فاسدة في أغلب أبواب الاعتقاد، كما بينت هذا بتفصيل من خلال كتابي: “الأصول البدعية لحزب الإخوان المسلمين”.
ويكفيني في هذا المقام أن أذكر هذه الأصول على سبيل الإجمال، ومن أراد تفصيلها وتوثيقها فليرجع إلى الكتاب:
الأصل الأول: الدعوة إلى التصوف، والتوسل بالأموات ودعائهم والتبرك بقبورهم وبناء المساجد عليها وشدُّ الرحال إلى هذه المساجد.
الأصل الثاني: الدعوة إلى وحدة وأخوة الأديان، والأخوة الإنسانية العالمية، وعقد المؤتمرات لهذا الشأن، وبذل الأموال فيه.
الأصل الثالث: التجميع القائم على جمع شتات الفرق البدعية بل والملل الكافرة تحت راية الحزب، مِمَّا يترتب عليه تمييع عقيدة الولاء والبراء.
الأصل الرابع: عدم التزامهم بتحكيم الشريعة الإسلامية في أصول الاعتقاد والمنهج، وفي كيفية الدعوة إلى الله عز وجل، وفيما بينهم، وتعظيمهم القوانين الوضعية، واعتناق المذاهب السياسية الكافرة، وتمجيدها، والغلو فيها، نحو: الاشتراكية، والديمقراطية.
الأصل الخامس: إثبات بعض صفات الله عز وجل على طريقة الأشاعرة والمعطِّلة مع تفويض المعنى في بقية صفات الله عز وجل على طريقة المفوِّضة.
الأصل السادس: البيعـــة البــدعية القائمــة عـــلى مـــبدأ الطاعـــة العمياء للإمــــام، وهــــذا الأصل مستقى من غلاة الصوفية والشيعة الرافضة الإمامية.
الأصل السابع: التنظيم السري (التنظيم الخاص) المأخوذ عن الرافضة والماسونية.
الأصل الثامن: إجازة الحزبية، والدعوة إلى تعدد الأحزاب مع اعتبار حزبهم هو جماعة المسلمين التي يجب الانتماء إليها.
الأصل التاسع: تكفير الحكَّام، والخروج عليهم بالقوة عن طريق المظاهرات والانقلابات والاغتيالات.
الأصل العاشر: الغلو في مسألة الحاكمية –أو إقامة الخلافة والدولة-، وجعلها أخص خصائص التوحيد والغلو في تكفير عصاة المسلمين، وانبثاق الفرق الخارجية العصرية من حزب الإخوان.
الأصل الحادي عشر: تحريف الجهاد الشرعي: معنى وغاية، وإدخال طرق الفساد في مسمى الجهاد.
الأصل الثاني عشر: التنفير من العلم النافع، ومن العلماء إلا من والاهم وأقر حزبهم، وضحالتهم العلمية.
الأصل الثالث عشر: العصبية الجاهلية البدعية لرموز الحزب من الرءوس الجهلة، والغلو فيهم، وتقديمهم على العلماء الربانيين.
الأصل الرابع عشر: استحلال بعض المحرمات، والتهاون في ترك السنن، واعتبارها من القشور تحت ستار التيسير والوسطية.
فمن يتتبع هذه الأصول يجد أنها نبعت من الفرق البدعية القديمة نحو: الخوارج، والأشاعرة، والمفوِّضة، والصوفية، والمعتزلة.
وإني أحيل رئيس مصر المرتقب والمرشد العام حزب الإخوان المسلمين وبقية رموز الحزب –إن كان عندهم بقية باقية من الكرامة والنخوة والانتماء لسنة رسولهم صلى الله عليه وسلم ولأصحابه رضوان الله عليهم ولأمهات المؤمنين الأطهار- إلى ثلاث كتب في بيان المد الرافضي الأسود في الحقبة الأخيرة على بلاد الإسلام، وهي:
الكتاب الأول: كتاب “رهينة بقبضة الخميني”، كتبه المستشرق روبرت دريفوس، وذكر فيه وثائق في غاية الخطورة تظهر كيف قامت المخابرات البريطانية بالتعاون مع الماسونية العالمية بصناعة الرافضي جمال الدين الأفغاني –الأب الروحي لحزب الإخوان المسلمين-، وخصَّص فصلاً في الكتاب بعنوان: “الإخوان المسلمون مكيدة بريطانية ضد الإسلام”.
ومَن ثَمَّ صدق محدث مصر العلامة أحمد شاكر –الذي عاصر نشأة الحزب- لما قال: “.. حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدَّامة ينفق عليها الشيوعيون واليهود، كما نعلم ذلك علم اليقين”.
بل شهد على حزب الإخوان رجل منهم وهو محمد قطب، حيث قال: “إن جماعة الإخوان المسلمين قد انحدرت لدرجة أنني أعتبرهم احتياط موجود عند الغرب سيستخدمهم في حالة إحساسه أن الإسلاميين الحقيقيين سيصلون للحكم ويهددون المصالح الغربية في الشرق الإسلامي وأردف الشيخ قائلاً: وأنا أسأل الله العظيم ألا تصل هذه الجماعة إلى الحكم في أي بلد من بلاد المسلمين لأنها ستضرب كل من يخالفها وكل ذلك سيكون باسم الإسلام ولن تسمح لأحد بإبداء رأيه”.
والكتاب الثاني: كتاب “البعث الشيعي في سورية (1919-2007) إعداد المعهد الدولي للدراسات السورية، وفيه بيان خطة الروافض في إدخال الرفض إلى سوريا تحت خطط مدروسة، وهم يسعون لتطبيق النموذج السوري في مصر كما تقدم ذكره في مخططاتهم ضد مصر.
والكتاب الثالث: كتاب “غربان الخراب في وادي الرافدين” للدكتور طه حامد الدليمي، والذي بيَّن فيه الوحشية والشذوذ النفسي لمقتدى الصدر الرافضي وجيشه المسمى زورًا بجيش “المهدي” ضد المسلمين ومساجدهم في العراق، وإليك أمثلة يسيرة من مئات الجرائم الفظيعة لجيش الرافضة التي لا مثيل لها في التاريخ إلا ما جرى على أيدي التتار والمغول: ففي (ص197) من الكتاب المذكور: “هذه لقطة واحدة من مئات الأفعال الإجرامية التي ارتكبها جيش مقتدى هناك –أي في بغداد-: فبعد أن هدموا فيها أربعة مساجد سنية، قامت تلك الوحوش البشرية بحرق ستة من أبناء أهل السنة، بعد ربط أيديهم وأرجلهم ووضعهم في براميل من النفط وإشعال النار فيهم أحياء أمام عوائلهم وأطفالهم، هل يمكن أن هذا يصدر من نفوس تنتمي لأي طائفة بشرية مهما كانت”.
وقال قبله في (ص196): “كتب أحد الذين زاروا مشرحة الطب العدلي في بغداد فقال: لم تتوقف الجثث منذ دخولنا في التاسعة صباحًا عن الوفود إلى المشرحة …بعض الجثث التي كشفنا عنها لم تكن تحمل أي آثار أو حتى معالم وجه إنسان بعد أن أزيلت بالكامل إما بواسطة الحرق أو مواد كيماوية (ماء النار) الذي يذيب وجه الجلد بالكامل، وبعض الجثث تم إحراقها، وبعضها تم تعذيبها بقطع أطرافها وأصابع اليد، وبعضها مشوهة بالكامل”.
وقال أيضًا: “إن جثة الشيخ أنور عباس كانت مقطعة حيث قطع لسانه وبتر إصبع السبابة، وقطع ذكره، ووضع في جيب دشداشته، ومُزق صدره وبطنه بشفرة حلاقة حادة حتى بدت أحشاؤه، وكُتِب على جبينه سني قذر”.
قلت: وهذه الأمثلة نقطة في بحر خضم من جرائم الرافضة عبر التاريخ، وهي تؤكد معتقدهم الخبيث في المسلمين المعظِّمين للصحابة رضوان الله عليهم بأنهم أكفر من اليهود والنصارى عندهم، كما قال حسين آل عصفور في كتابه >المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية< (ص145): ” وأما تحقيق الناصب فقد كثر فيه القيل والقال، واتسع فيه المجال والتعرض للأقوال، وما يرد عليها وما يثبتها ليس هذا محله بعدما عرفت كفر مطلق المخالف فما أدراك بالناصب، الذي جاء فيه الآيات والروايات أنه المشرك والكافر، بل ما من آية من كتاب الله فيها ذكر المشرك إلا كان هو المراد منها والمعني بها.
وأما معناه الذي عليه الأخبار فهو ما قدمناه هو تقديم غيره -عليه السلام- على ما رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر، نقلاً عن كتاب >مسائل الرجال< بالإسناد إلى محمد بن علي بن موسى قال: كتبت إليه -يعني علي بن محمد -عليه السلام- عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما([1])؟فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب.
وما في شرح >نهج البلاغة< للراوندي عن النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنه سئل عن الناصب بعده قال: من يقدِّم على عليٍّ غيره([2]).
ويقول (ص147): >ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن …”.
وقال الكركي في “نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت (ص245): “ولكن أهل السنة شر جيل على وجه الأرض وأقلهم حياء من الله ورسوله”.
ويقول نعمة الله الجزائري في “الأنوار النعمانية” (2/306، 307): “وأما الناصبي وأحواله وأحكامه فهو مِمَّا يتم ببيان أمرين: الأول في بيان معنى الناصب الذي ورد في الأخبار أنه نجس، وأنه شر من اليهودي والنصراني والمجوسي، وأنه كافر نجس بإجماع علماء الإمامية -رضوان الله عليهم-…”.
وقال في (1/278-279): “إنَّا لـم نجتمع معهم –أي أهل السنة- على إله ولا على نبي ولا على إمام، وذلك أنهم يقولون: أن ربهم هو الذي كان مـحمدًا -صلّى الله عليه وآله وسلّم- نبيه، وخليفته بعده أبو بكر، ونحن لا نقول بهذا الرب ولا بذلك النبي، أن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربَّنا، ولا ذلك النبي نبينا”.
وقال محمد طاهر الشيرازي في “الأربعين في إمامة الأئمة الطاهرين” (ص247): “مما يدل على إمامة أئمتنا الاثنى عشر أن عائشة كافرة مستحقة للنار، وهو مستلزم لحقية مذهبنا وحقية أئمتنا الاثنى عشر…”.
وقال الشيخ حسين الموسوي في ” كشف الأسرار وتبرئة الأئمة الأطهار” –المشهور بـ”لله ثم للتاريخ” (ص80): “ولما انتهى حكم آل بهلوي في إيران على إثر قيام الثورة الإسلامية، وتسليم الإمام الخميني زمام الأمور، توجب على علماء الشيعة زيارة وتهنئة للإمام بهذا النصر العظيم؛ لقيام أول دولة شيعية في العصر الحديث يحكمها الفقهاء ..وفي جلسة خاصة مع الإمام –أي الخميني- قال لي: سيد حسين آن الأوان لتنفيذ وصايا الأئمة صلوات الله عليهم، سنسفك دماء النواصب -أي: الـمسلمين-، ونقتل أبناءهم، ونستحي نساءهم، ولن نترك أحدًا منهم يفلت من العقاب، وستكون أموالهم خالصة لشيعة أهل البيت، وسنمحو مكة والـمدينة من على وجه الأرض؛ لأن هاتين المدينتين صارتا معقل الوهابيين، ولا بد أن تكون كربلاء أرض الله المباركة المقدسة قبلة للناس في الصلاة، وسنحقق بذلك حلم الأئمة، لقد قامت دولتنا التي جاهدنا سنوات طويلة من أجل إقامتها، وما بقي إلاَّ التنفيذ!”. اهـ
قلت: ورغم ظهور ضلال وكفر الخميني –عليه لعنة الله- لكل ذي عينين، حتى حكم عليه إمام السنة محمد ناصر الدين الألباني، وغيره من العلماء الربانيين بالكفر، فقد عميت أبصار حزب الإخوان، وختم الله على قلوبهم وأسماعهم، فقاموا بكتابة هذا العزاء في إمام الكفر والضلالة الخميني، وهذا نصُّ العزاء: “الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله: فقيد الإسلام الإمام الخميني، القائد الذي فجَّر الثورة الإسلامية ضد الطغاة، ويسألون الله له المغفرة والرحمة، ويقدمون خالص العزاء لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني الكريم ..المرشد العام: حامد أبو النصر”([3])، قلت: فلا ندري أي إسلام هذا الذي يصير الخميني الزنديق –سفَّاك دماء المسلمين وداعية الوثنية والزندقة والفجور- فقيدًا له، هل هو دين الله الحق الذي يبرأ من اعتقادات الخميني الكفرية، أم هو دين آخر -لا معالم له- خاص بحزب الإخوان؟!!

وقد بيَّنت بتفصيل حقيقة العلاقة المريبة بين حزب الإخوان والرافضة من خلال كتابي “كشف العلاقة المريبة”، والذي أنا بصدد إعداد طبعة جديدة منه -إن شاء الله- فيها الإشارة إلى التداعيات الأخيرة لهذه العلاقة المريبة.
وأني أهيب بإخواننا في مصر وغيرها أن يسعوا بكل جد ما استطاعوا إلى نشر هذا التحذير من التآمر الرافضي الإخواني على بلاد الإسلام عامة وعلى مصر بالخصوص، لعل الله سبحانه العلي القدير أن يحبط مكرهم بهذا البيان والتحذير.
نسأل الله القوي المتين أن يستأصل شأفة الروافض في كل مكان، وأن يجعلهم شذرًا مذرًا، وأن لا يبقي لهم أثرًا، وأن يجعل لأهل السنة اليد الطولى عليهم { وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ}، { وَكانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً}.
وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه أمهات المؤمنين وسلم تسليمًا كثيرًا.
وكتب: أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري
عصر الخميس 10 رجب 1433هـ

([1]) يقصد أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما-، واللعنة على أعدائهما ومبغضيهما.

([2]) أرأيتم هذا الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم؟!
([3]) نشرته مجلة “الغرباء الإخوانية”، عدد (7 سنة 1989م).

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…