العمل الحكومي ليس عملا فوقيا يعبر عن اختيارات فوقية يراها الناس مصالحية ، كما أنه ليس عملا يراعي حماية وتشجيع الأقلية الغنية التي تمتلك الثروات وتتحكم في السوق من خلال العرض والطلب في علاقة بتوجيه وتحديد وتسقيف الأسعار وتحريرها !!.. والتي لاتأخذ بعين الاعتبار قدرات الجماهير الشعبية الفقيرة والضعيفة والمحدودة الدخل والعاطلين والعاطلات …
إن أية حكومة تشكلت من أغلبية برلمانية والتي يظهر أنها حصلت على أغلبية أصوات الشعب عليها أن تنظر أساسا ومنطقيا في أوضاع الذين صوتوا عليها بدواوير الجماعات الترابية القروية وكذا بالمدن والذين يعانون من مشاكل تطال كل مجالات العيش من : الصحة ،التعليم ، السكن ، الطرق ، الماء الشروب ، الفلاحة والرعي ، الفقر والخصاص ،، فهم من يحتاج إلى مخططات وبرامج وعمل حكومي ميداني مجالي قوي لصالحهم ،، وأن تضع قراراتها وسياساتها بمقاربات تنموية و حقوقية ملموسة تضع حدا للخصاص والفقر والتخلف وهذا هو الفهم السليم للتجاوب مع مطالب وحاجيات الغالبية المصوتة وليس للقلة البورجوازية التي يفتح لها ثراؤها قوة وامتلاكا للصناعات وأسواق التموين والاستهلاك والاستيراد والتصدير …إلخ الذين لايحتاجون سوى إلى إصلاح جيد مستدام للإدارات والعلاقات المرتبطة بها ، وبإقرار عدالة تنافسية تضمن الجودة بالتكلفة المحتملة والاسعار المعقولة ،
ويفترض في منهج السياسات العمومية من الحكومة والقوى السياسية إتقان المقاربة الاستباقية الوقائية في التعامل والمعالجة الجدية للمشاكل والأزمات بترصد إرهاصاتها قبل أن تقع وترتفع تكلفة الإصلاح ، وعليها أن تحدث قيما جديدة في علاقة بالقرب والقوة الاقتراحية العملية وتبسيط المساطر لتواكب أحوال الناس ومطالبهم ومشاكلهم وأن تبادر إلى ربط القرارات بالافعال بما يحقق الإصلاح والتغيير ويثمن التنمية المحققة للعيش الكريم ..
نبه الوزير الأول سي عبد الرحمن اليوسفي إلى سلبيات وجود جيوب مقاومة الإصلاح والتغيير والعدالة الاقتصادية والاجتماعية التي تعرقل إرادة الدولة الإيجابية وتعطل التقدم والتنمية الشاملين وتفسد الديموقراطية والقيم المجتمعية النبيلة ،ونستحضر هنا الأجواء التاريخية الرائدة حيث كانت البورجوازية الوطنية البناءة شكلت مع الملك الراحل محمد الخامس رافدا قويا في المقاومة ومواجهة الاحتلال الفرنسي والاسباني وامتد عملها ودعمها ليصل إلى حركة المقاومة بالجار الذي ابتلينا بسوء نواياه وأفعاله العدوانية زمن نضاله من أجل الاستقلال ، كما أنها قامت بأعمال جبارة ورائعة حيث أبدعت في التنمية القروية بسد الخصاص بما في ذلك بناء المراكز الصحية والمدارس العتيقة والاقسام التعليمية وشق الطرق والدعم المادي والمعنوي وتيسير إيجاد مجالات تدر الدخل لإدماج الناس في التنمية وتحسين أوضاع الاسر ..دافعهم حب الوطن وخدمة الشعب بعيدا عن “السياسوية” وعن استغلال فقر الناس واستعبادهم و..
وفي هذا السياق نتمنى أن يعمل الجميع من أجل تحصين واستثمار العمل الوطني الاجتماعي والاقتصادي والخدماتي بعدالة مجالية وبوقايته من التوظيف السياسوي والاستغلال الانتخابوي من أجل إقرار حقوق الشعب ، وهذا لايجب أن يكون بخلفية معلنة وادعاء فاسد منة وتفضلا من الذين يحكمون أو من يستغلون الهشاشة والخصاص والفقر والعطالة والمرض لغايات يرفضها الشرع والقانون والعقل السليم ..
لهذا يجب أن تكون عندنا الديموقراطية في العمل العمومي والمجتمعي عاقلة وحكيمة ومسؤولة وفاعلة وليست انتخابوية واستعراضية ومطية للمسؤوليات والمناصب التي قد تفتح أبواب التحكم والظلم الاجتماعي الذي لاخير يأتي منه …
إن تصريحات وتوصيفات نتائج العمل السياسي الرسمي والمدني تصطدم بحقائق الواقع ، لهذا عليهم النزول إلى القرى والدواوير بالأطلس الكبير والمتوسط والصغير والسهول و… والمناطق الفقيرة والهشة بالمدن ليقدموا للناس الحصيلة المعلنة التي تهمهم في مكان عيشهم …
المغرب : تارودانت
الاحد 9مارس 2025 / موافق : 8رمضان1446هج