التاريخ ينصف بوعبيد في قضية الحكم الذاتي ويذكر قولته.الصحراء مثل نظاراتي هل استفتى في نظاراتي….؟ 2

بلاغة النظارات، التي أصبحت بفعل المجهود الملكي الرائد والشجاع، هي البلاغة التي تحكم الموقف الوطني الذي تبناه ملك البلاد وأعطى به أكبر المكتسبات( الصحراء هي نظاراتنا ) ارتبطت عند بوعبيد بالاستفتاء.

ويتبين من محاكمة الفقيد على إثر قرار الملك بسجنه أنه وقف أمام قاضي التحقيق وهيئة المحكمة من بعد، وأشهر نظاراته أمام الجميع وتساءل: إنها نظاراتي فهل استفتى فيها ؟ هكذا هي قضية الصحراء في نظري!

فبعد أزيد من أربعين سنة أدرك العالم أن الفقيد عبد الرحيم بوعبيد كان على حق، وأن فكرة الاستفتاء لم تكن صائبة وغير واقعية …

ومن إنصاف التاريخ له أنه تنبأ بأن قرار محكمة العدل قد يكون مجحفا في حقنا، وبالتالي فالمعركة ستكون طويلة وبصراعات كبيرة . هذا ما تنبأ به عبد الرحيم بوعبيد في كلمته أمام اللجنة الإدارية.

في أبريل 1976 كان بوعبيد قد فهم رهانات المعركة التي تنتظر المغرب وتوقع أن معركة تأويل “مفهوم تقرير المصير ” ، الواردة في الرأي الاستشاري لمحكمة لاهاي، ستكون ضارية، تلك المعركة التي تنبأ بها هو واليوسفي وعمر بنجلون تقتضي الاستعداد لما وراء المسيرة . وكان واضحا عندما نادى في أبريل 1976: ” علينا أن نشرع من اليوم في التفكير في نظام لامركزي واسع في إقليمنا الصحراوي على قاعدة ديموقراطية سياسية واجتماعية وثقافية”.. وهو معنى الحكم الذاتي كما سيتطور ويطرح أمام مجلس الأمن في 2007، أي بعد 31 سنة .

‮ ‬ هو صاحب العبارة الشهيرة في استشراف المغرب الجديد عندما قال”مغرب اليوم ليس مغرب الأمس”، فقد كان بوعبيد قد غادر السجن، وكان عليه أن يعيد الحزب إلى غايته النضالية، والفرصة السانحة كانت التجمعات الانتخابية 1983 و1984، وفي إحداها قال بوعبيد “إن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، ومغرب الغد ليس هو مغرب اليوم”.

وكان أن وردت العبارة نفسها في بلاغات وزارة الخارجية، في مخاطبة الآخرين، مخاطبة القوى العظمى منها إسبانيا وفرنسا وألمانيا، تلك القوى التي قسمت المغرب بينها ووزعته في حفل دولي في الخزيرات أو في برلين أو في ما بينهما من مؤتمرات …

عن صفحة فيسبوك عبد الحميد جماهري

الاربعاء 8ماي 2025 .

‫شاهد أيضًا‬

عندما توسط الحسن الثاني بين شاه إيران والخميني * عمر لبشيريت

يحكي عبداللطيف الفيلالي رحمه الله، وزير الخارجية والوزير الأول الأسبق، أن اتصالات المغرب ب…