انا لله وإنا إليه راجعون : التعازي الصادقة في رحيل الفقيد العزيز القائد الاتحادي والسياسي والدبلوماسي المتميز سي محمد الخصاصي ، وبهذه المناسبة الاليمة اتقدم باسمي واسم عائلة عمر المتوكل الساحلي الى اسرته الكريمة والاسرة الاتحادية والتقدمية والوطنية وكل معارفه واصدقائه بالداخل والخارج ونسال الله له الرحمة والمغفرة والفردوس الاعلى …آمين
(*) التعزية رفقته منقولة عن جريدة الاتحاد الاشتراكي
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر
بقلوب دامعة وحزينة، مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعي إلى عموم المناضلات والمناضلين وعموم القوى الحية في بلادنا، رحيل أخينا السي محمد الخصاصي، الذي وافته المنية، أول الأمس الخميس بالرباط، وبرحيله يفقد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أحد قادته المخلصين، ومناضلا من أبناء الحركة الاتحادية الأوفياء، وتفقد فيه الحركة الديموقراطية أحد المدافعين المخلصين عن قيمها ومبادئها وقناعاتها.
لقد عرف أخونا السي محمد الخصاصي، الذي انخرط مبكرا في صفوف النضال الوطني النبيل، بإيمانه العميق بمبادئ الحركة التقدمية، وانحيازه الخالص لقضايا الحركة التحررية العربية، وأثبت طوال مساره النضالي، الذي قاده، عبر محطات قوية، من الصفوف الشبابية المغربية إلى قيادة الحركة الاتحادية، التزامه ووفاءه، وذلك من خلال رئاسته للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، في مؤتمره 13 سنة 1970، في عز سنوات الرصاص والمعترك الوطني الشرس، سنة المحاكمات الشرسة والأحكام الرهيبة والإعدامات، التي طاله منها حظه ونال شرف الانتماء إلى خيرة شباب الشعب المغربي الأبي ومناضليه.
وظل الفقيد أحد الأصوات المناضلة من خارج الوطن، حيث قادته حياة المنفى من الشرق العربي إلى الغرب، وصولا إلى أوروبا، مقتنعا تمام الاقتناع بالخيار التحرري للحركة التقدمية العربية، ومدافعا شرسا عن وحدة بلادنا وعن أهم قضاياها، قضية الصحراء المغربية.
وقد عاد الفقيد إلى المغرب بعد صدور عفو ملكي عن المجموعة بمناسبة 20 غشت 1980، في سياق الانفراج السياسي العام، ليواصل نضاله في صفوف حزبه ورفقة إخوانه وأخواته، ضمن اللجنة الإدارية ثم المجلس الوطني حيث انتخب عدة مرات إلى أن أصبح عضوا في لجنة التحكيم والأخلاقيات إلى جانب الفقيد عبد الواحد الراضي، كما ترأس المؤتمر الوطني التاسع للحزب.
وفي مساره النقابي الأكاديمي اشتغل السي محمد، رحمه الله، أستاذا للتاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط، مقدما نموذج الاتحادي المخلص، والمثقف الملتزم، والنقابي النبيه، بما عرف عنه من طيبة أخلاق ودماثتها، وهدوء وقدرة على الإنصات، وعمل دووب من أجل التوحيد والتجميع .
وكانت للفقيد مساهمات في تثبيت المسيرة الديموقراطية المؤسساتية عندما انتخب سنة 2002 برلمانيا عن مراكش، ولعب أدوارا أساسية من داخل المؤسسات التشريعية، رغم الصعوبات التي طبعتها في تلك الفترات، وبعدها عينه جلالة الملك محمد السادس سفيرا للمغرب بسوريا سنة 2008، حيث لعب أدوارا هامة، مسجلا معرفته الدقيقة بالواقع العربي وعلاقاته العربية، وهو ما أهله كي يكون محللا ملما بتفاصيل الحياة العربية وعارفا جيدا بتطوراتها.
وعرف عن الفقيد انخراطه في قضايا أمته، وعمله الدؤوب من أجلها، حيث أبلى البلاء الحسن في عمله ضمن اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب العراقي لمدة عقد من الزمن إلى جانب ممثلي الأحزاب الوطنية والنقابات، وكان له دوره البارز في تنظيم المسيرة الشعبية الكبرى في الرباط وجمع التبرعات والمبادرات الإنسانية والمساهمة في المؤتمرات الوطنية والعربية ذات الصلة…
إلى ذلك، لم ينقطع الراحل عن الإسهامات الفكرية والمعرفية في فهم تطورات الوضع الوطني والعربي والدولي، حيث له مساهمات في تحليل وفهم تطورات القضايا المركزية للمغرب وللأمة العربية، وفي قلبها قضيتا الصحراء وفلسطين..
رحم الله الفقيد السي محمد لخصاصي، وعنوان واحد في هذا المصاب الجلل، إنا لله وإنا إليه راجعون..
(*) عن جريدة الاتحاد الاشتراكي