عمر هذا المنبر 887 سنة بالتمام والكمال، ما يجعله أقدم منبر لمسجد في العالم وهو منبر مغربي مراكشي.
صنع بأمر من السلطان المرابطي علي بن يوسف بن تاشفين بمدينة قرطبة بالأندلس سنة 1137 ميلادية، ونقل مجزأ إلى عاصمة الإمبراطورية المرابطية المغربية مراكش، حيث أعيد تركيبه كما هو عليه في الصور المرفقة هنا، مع امتلاكه خاصية لم تكن حينها في أي منبر بأي مسجد بالعالم تتمثل في توفره على مزالج دائرية خشبية تسهل أمر إدخاله وإخراجه من وإلى مقصورة المسجد لخطبة الجمعة.
وضع في البداية بمسجد يوسف بن تاشفين، قبل أن ينقل في عهد الإمبراطورية الموحدية إلى مسجد الكتبية الذي بناه الموحدون وبقي هناك منذ سنة 1148 حتى سنة 1962، حيث تم نقله إلى مكان خاص تابع للدولة المغربية بمراكش، حفاظا عليه.
المنبر هذا المصنوع من خشب الأرز والصنوبر المأخود من غابات جبال الأطلس المتوسط بالمغرب، والذي يضم ثلاث عبارات في أطرافه الثلاثة تقول التي على اليمين: “اعتصم بالله وكفى من توكل على الله”. بينما كتب على جهة اليسار جملة غير مكتملة اليوم تقول: “الواحد الحافظ لله والأمين…”. بينما نقش على مسند ظهر المنبر إسم السلطان الذي أمر بصناعته كما يلي: “اللهم أيد أمير المسلمين علي بن يوسف وولي عهده.”.. أقول هذا المنبر سيبادر الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله سنة 1997 إلى السماح لخبراء أمريكيين من متحف الميتروبوليتان بمدينة نيويورك بترميمه كاملا وجعله على الشكل الذي هو عليه في الصور، وسيتم عرضه رسميا سنة 1998من قبل وزير الثقافة المغربي في حكومة التناوب التي قادها عبد الرحمن اليوسفي، الشاعر محمد الأشعري بإحدى غرف قصر البديع بمراكش حيث لا يزال معروضا أمام العموم إلى اليوم.