أدعوكم قرائي الأعزاء إلى هذا الافتراض الحالم في واقعية موجودة في الكينونة البشرية … و إلى هذا الممكن الواقعي في حلم وارد بل أشدّ ورودا … لا أطيل عليكم في زخرفة المفردات و أقول :

لنفترض أن النخبة السياسية الناجحة استمعت لنداء الغيورين و هم يصيحون قبل سنوات من هذه اللحظة … بل قبل عقود من هذا الراهن … و لبّوا مطالبهم بالالتفات إلى تلامذة الأرياف و الجبال و هم يعانون من حصار الثلوج و لا يزورون مدارسهم لتحصيل جزء نزرٍ مما يحصله أبناء تلكم النخبة … أو أنهم لبّوا نداء الطرقات المهترئة في المغرب المهمّش في أي زاوية من زواياه الطيب أهلها … أو أنهم جنّدوا طاقاتهم لتبديل التابوت التقليدي بالإسمنت المسلّح … أو أنهم أبدعوا برامج فعّالة و مدروسة من أجل إعادة هيكلة البنيات التحتية لهذه الأجزاء من وطننا المكلوم … أو أنهم ركّزوا على ترتيب الأولويات الإصلاحية في عناية خاصة بالعالم القروي … أو أنهم نظموا مسابقات في أحسن مهندس معماري يقدم بديلا للبناء التقليدي في وسط المغرب و في جنوبه بدل الالتفاف على وهم و أوهام ( الموازين ) … أو أنهم نفّذوا جزءاً يسيرا من برامجهم الانتخابية المعسولة سابقا … أو أنهم … فعلوا … لما حصد الزلزال \ القدر هذا الحصاد كلّه ، و لما بكت أم أنجالها بهذه الحرقة ، و لما تحسر أب على أسرة بهذا الحزن ، و لما سقطنا في هذه النهاية المرعبة كل هذا السقوط … و لكان البكاء قليلا و الحسرة أقل و السقوط أشدّ قلّة … و لكانت الخسائر تشبهنا في جدِّنا و في جدّيتنا و في حجم مسؤوليتنا ، و لكان فرحنا بالمبادرات الإنسانية التي عنونت المشهد الحضاري المغربي في بعده الشعبي فرحة بمصداقية تدعمها الفئة الناجحة بدل الازورار عن وهجها و إشعاعها الجميل .

نون حاء

‫شاهد أيضًا‬

باب ما جاء في أن بوحمارة كان عميلا لفرنسا الإستعمارية..* لحسن العسبي

يحتاج التاريخ دوما لإعادة تحيين، كونه مادة لإنتاج المعنى انطلاقا من “الواقعة التاريخ…