منذ ولادته من رحم الشعب وانبثاقه كقوة سياسية اصطفت للدفاع عن الوطن بكافة مكوناته وظف الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الفكر النقدي لتقييم أداء كل مرحلة على حدة، والوقوف على المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والعوامل المؤثرة في العمل السياسي وطنيا ودوليا، من أجل قراءة سليمة لمتطلبات الظرفية واستشراف المنهجية المناسبة للاشتغال.
ولأن في الاتحاد الرسالة تتوارث من جيل لجيل، فلجيلنا في الشبيبة الاتحادية الحظ الوافر أن جانبنا كاتباً أولاً من حجم الأستاذ إدريس لشكر، أحد مؤسسي الشبيبة الاتحادية وابن الحزب الذي تدرج في هياكله وأجهزته و كان حاضرا ومدافعا عنه في أشرس معاركه، ما أكسبه شخصية القائد المتشبع بثقافة البناء التنظيمي المرتبط بالعمل الاستراتيجي، ولعل المتتبع للمشهد الحزبي سيلامس الدينامية التي يشهدها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في عهده على كل المستويات والأصعدة.
وارتباطًا بأم القضايا التي لم يتوارى الحزب في الدفاع عليها المتعلقة بوحدتنا الترابية وسيادة المغرب على كل شبر في أرضه، حيث تجد مناضلات ومناضلي الاتحاد الاشراكي في الواجهة الأمامية للتصدي و الترافع سواء في الأممية الاشتراكية أو التحالف التقدمي أو الاتحاد العالمي للشباب الاشتراكي، حرص الكاتب الأول منذ سنوات على تغيير منهجية العمل و توفير كل الإمكانيات المتاحة وأدوات الاشتغال اللازمة الكفيلة بتقوية حضورنا في مختلف المحافل الدولية، ما مكننا من استقطاب وفود عديدة تنتمي لأحزاب اشتراكية واشتراكية ديمقراطية ومن خلالها تنظيماتها النسائية والشبيبة، خصوصا بلدان المينا لاتينا التي كانت لنا معهم موائد عمل متعددة، وملتقيات كثيرة ناقشنا فيها أكثر من مرة القضايا التي تهمنا كإتحاد اشتراكي، وكان آخر فصولها حيثيات آخر انتصار حققته شبيبتنا في وجه خصوم المملكة، حيث ودائما ما تقدمت قضية الصحراء المغربية و طغت على باقي المحادثات ما أتاح لنا فرصة إظهار الحقيقه للوفود التي كانت تعتبر أن الوضع بأقاليمنا الجنوبية شبيه بساحة حرب، كما كانت تصوره لهم أطروحه الانفصال، خصوصا داخل منظمة «اليوزي» التي تعتبرها شبيبة البوليساريو واجهة خارجية و دولية لها، ووقفنا مع الوفود التي كانت تشارك في أنشطتنا داخل المغرب على العمل المنجز والمتطور بالصحراء المغربية ثم أيضا قضايا السلام و الانفتاح والموقع الذي يلعبه المغرب بين الدول المهتمة بقضايا المناخ وأيضا قضايا الهجرة و الإرهاب والمرأة والتعليم والشغل وغيرها من القضايا التي تهم الشباب، لتجتمع كل عوامل الانتصار و التفوق بيد وفد الشبيبة الإتحادية الذي شارك في المؤتمر 35 للإتحاد العالمي للشباب الاشتراكي المنظم بدولة بنما ، الوفد الذي انهمك في العمل حال وصوله تراب الدولة التي احتضنت المؤتمر، وتوج بعد مجهود جبار ب 96 صوت مكن من انتخاب الشبيبة الاتحادية ممثلة بمنسقة العلاقات الخارجية هند قصيور كعضو بأهم لجنة في الإتحاد «لجنة المراقبة»، بعد سنوات طويلة من الغياب بسبب الانحياز الكلي لشبيبة البوليساريو التي سقطت أمام إصرار شبيبتنا على ضرورة تبني منظمة اليوزي مواقف أكثر واقعية تخدم جيل الألفية الثالثة.
ان الشبيبة الاتحادية التي تتجه اليوم للعب دورها الدولي في تبني مختلف القضايا من اجل جعلها على طاولة اليوزي و إجادة عملها المستقبلي لتجاوز مختلف الانزياحات السابقة التي عاشتها بسبب تأثير الصوت الذي كان مناصراً للبوليساريو و الذي تراجع بعد التأثير الايجابي للخطوات التي قام بها المغرب على الصعيد الرسمي فيما يتعلق بمبادرة الحكم الذاتي و إشادة الأمم المتحدة بمقترحه مما أثر ايجابا على توجهات الاحزاب الاشتراكية الديموقراطية في العالم و تنظيماتها الشبابية، و هو مسار وطني نعتبر انفسنا كسلسلة اتحادية معنيين به و بتقويته و بالاستمرار في الترافع الجدي لدعم وحدة المغرب و ابراز ما حققه المغرب في الصحراء من تنمية و تطور سياسي، ديموقراطي و حقوقي.هذه المهمة الملقاة على عاتقنا تنضاف لها مهام أخرى مرتبطة بالدفاع عن قضايا الشباب العالمي و المغربي بجعل قضاياه ضمن الاجندة الخاصة لليوزي هي قضايا مرتبطة بالهجرة و اللجوء، قضايا التنمية و الديموقراطية و قضايا الحوار بين شمال-جنوب و غيرها من الملفات التي تعتبر من اوليات الشباب العالمي بمرجعيات اشتراكية/اجتماعية-ديموقراطية و هي المرجعية التي أثبتت راهينتها في ظل التحولات العالمية اقتصاديا،اجتماعيا و ثقافيا و تزايد خطر تنامي اليمين العنصري بأوروبا و تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية و غيرها من الاشكالات التي نعتقد ان الشباب الاشتراكي العالمي قادر لأن يلعب دوره فيها و لأن تكون الشبيبة الاتحادية بما تمثله من اختيار شبابي واضح ينهل من مرجعية حزب القوات الشعبية لتحقيق مطالبه و دعمها خاصة في ظل دعم القيادة الحزبية التي خص الكاتب الاول للوفد الذي نال شرف المشاركة في هذا المؤتمر بحفل استقبال يجعلنا أكثر عزما على الوفاء لقيم الحزب و قيادته.
الكاتب العام للشبيبة الاتحادية : فادي وكيلي عسراوي