وحدة الوطن الازلية فوق قراصنة الدول المتاجرة بالانفصال .. * مصطفى المتوكل الساحلي
(اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ) حديث ممن اخرجه النسائي
وحدة الوطن مسألة تعني الشعب مواطنين ومواطنات وهم كل لايتجزأ ، وهو لا يخضع لأمزجة عابرة بئيسة ولا يسمح “لرويبضة” السياسة بتهجين قيم الموطنة بالتنكر للاصول والتاريخ والارض والثقافة ويستقوون بمن لامصلحة لهم في وحدة الشعب وسعيه القوي لبناء الدولة القوية العادلة بالعلم والنهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية …
ويلاحظ ان الدول التي تدعم الانفصال بدول اخرى وخاصة ان كانت جارة لها وترفضه على أرضها بالتستر وراء كيان وهمي تصنعه وتسلحه بأموال شعوبها مع الترويج ” للمؤامرة ” بان تخصص وتقطع لهم أرضا هي جزء من أراضي جارها الغربي الذي قرر عدم طرح موضوع الحدود وترسيمها بعد استقلال المغرب سنة 1956 واعلانه تأجيل الملف إلى حين استقلال الجارة التي كانت الارض المغربية وطنا لمقاوميها وسياسييها وجيش تحريرها والذين يدعمونهم سياسيا وعسكريا وبالمنتديات الدولية ، فما عجز الفرنسيون عن القيام به تجاه المغرب اعتمده ونفذه رفاقنا في الوطنية والكفاح الذين تولوا الحكم بعد استقلالهم والذين اصطنعوا خصومات ومعارك ومواجهات للتمويه عن استمرار ” سيطرتهم ” على أراضي مغربية التي يشهد ويقر بها سكانها والتي هي موثقة بالارشيف الوطني المغربي والفرنسي والجزائري والاسباني وحتى العثماني ،، بل وصل بهم الحقد والكراهية والخسة إلى اعتبار سبته ومليلية أراضي اسبانية ..
…كما أن بعض المنظمات والهيئات في بعض الدول بتوجاتهاتهم “المتياسرة” أو “المتيامنة” ينادون ويتغنون بالانفصال مساندين من بعض الحكومات التي تصنع قراصنة الاراضي لتدعم بهم حالات التسيب و الارهاب مع وضع مخططات لنشر الفوضى في دول مناطق الصحراء والساحل بغرب افريقيا لتعطيل تنمية الدول والشعوب واغراقهم في الصراعات والحروب والمواجهات زتغديتها بصناعة عقليات عنصرية عرقية معادية للبشرية تبلقن الوجود البشري ليتحول إلى ” إمارات ” قبلية وهمية همهم القتال والغنائم والسبي والاستعباد وتشتيت الاسر واغتيال منظومة الحياة الطبيعية وتحويل كل المنطقة إلى بؤر للتهريب ونشر المخدرات وسرقة الثروات لتحويلها إلى أسيادهم وإلى الدول التي تمولهم …
إن الوطنية الحقة المزودة بالوعي السليم والفكر المتنور والعقل والسلوك السوي المؤمن بالعدل والعدالة والمساواة والتعاون تتسع مفاهيمها بالثقافات الانسانية المتنوعة والمتكاملة قادرة على توحيد دول عدة قسمت الاطماع الاجنبية شعوبهم وأراضيهم ووضعت آليات للتحكم فيهم وتكريس التفرقة بينهم وإضعافهم وجعلهم أتباعا خاضعين للعقلية الاستعمارية التي لازالت تحملها البعض بالحكومات الغربية ومن يواليهم ممن يتقاسم معهم مصالح ومنافع وامتيازات بما فيها الشخصية والتي تستقطب وتؤطر وتوجه مرتزقة طامعين في السلطة التي بها يتحكمون في ثروات الاوطان وقدرات الشعوب بما ييسر لهم استمرار ابتزاز ثروات شعوب افريقا و ..
كما أن السعي لخلق الانفصال وصنع دويلات ضعيفة وسط محيط من الفوضى المستدامة بالتخفي وراء مبررات وشعارات فاسدة بمعانيها ومضامينها يعتمدها الفاشيون والنازيون الجدد المنتمون لسلك العسكرية أو أشباه مثقفين وسياسويين ومعهم بعض العامة فيحللون وينظرون بعنصرية مقيتة بغيضة لنشر وتعميق الكراهية والتطرف والسلوك الارهابي .. وهم قطعا يعلمون بأنهم ليسوا على شيئ وأن أعمالهم خاسرة و سعيهم يهلكهم ويقبرهم ، إنهم مجرد أدوات وآليات غير صالحة للتداول والاستعمال والتدوير ، أصبح العديد منهم يجهر بمعاداة الانسانية ويروج للكراهية بين شعوب المنطقة ..
مستقبل الشعوب والدول يكمن في تعايشها وتكاملها وتعاونها وهذا من مصلحة البشرية والحياة والاستقرار بالارض ، والطريق إلى تحقيق ذلك لايكون بالفتن والارهاب والانفصال وتمزيق الشعوب والدول وخاصة بدول العالم الثالث المستهدف من لوبيات ؟؟ غاياتها ضمان المزيد من التحكم في الثروات مع ابقائهم في خانة الدول المتخلفة التي يقال لها بانها سائرة في طريق النمو إن حافظت على تخلفها وتبعيتها للدول واللوبيات التي تسعى للتحكم في العالم وثرواته وسكانه …
بصمودنا ووعينا وتحررنا من التبعية وبناء أوطاننا سنفشل ونحبط مناورات ومخططات كل خصوم وأعداء الشعوب المغاربية الذين يصدق عليهم قوله تعالى : (وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا) سورة الفرقان 23 .
تارودانت الاربعاء 16 نونبر 2022.