سنكون الجيل الذي رأى فجر الكون في صورة…بعيون التلسكوب الملقب في عالم المتقدمين بالسيد جوزيف ويب المحترم !
سنكون الجيل الذي ذهب به علماء الفضاء إلى ارتجافة المجرات في ساعة مبكرة من صباح الكينونة…
سنكون الجيل الذي رأى خلاصة كل العثرات العلمية، من خروج »بارمينيدس« عن مستقيم اوكليديوس، إلى سقوط المجرات في سلال الفلكيين بصحراء نيفادا.
بالنسبة للراحلين قريبا، ستكون صورة إضافية عن مجد الحياة العالي، وعن بريق الحيوات في أعالي السماء. وصورة إضافية عن صاحب الملكية الإلهية في هذا المشاع الفضائي الهائل..
وقد تكون صورة عن الطريق السيار الذي سيقطعه الناس بعيون مغمضة وكَفَن بسيط والكثير من المخاوف..
هي صورة رآها الأنبياء في خلوتهم
كما رآها العلماء في مختبرات الغد البعيد
وهي صورة تصلح أن تخفض من منسوب التخييل عند الشعراء.. لكنهم أولى بها..
أولى لكم أولى.. يا إلَهِي: صورة لمراعي الله وعياله الموتى
صورة لكي يزداد النساخ من نسخ التهليل..
لكن لله سبحانه وتعالى عنده ذلك ماض
كن .. فكان !
كان فكان !
هي صورة مرت عليها ملايير السنين..
كل يوم عند ربك بألف سنة..
هي أيام عنده..كما لو أنه فرغ للتو من خلقها..
لكنها بالنسبة للبشرية
لنا نحن، ماضٍ سحيق للغاية
ماضي الله سبحانه وتعالى
نحن مثلها، نعيش أيضا في ماضي الله !
وبالرغم من كل البهاء
فهذه الصورة لا معنى لها بدون الإنسان
إنه يطفو فوقها وفوق الكون، كفراشة »شاغال، «كجناح بعوضة لكنه الكائن الوحيد الذي يُعطي للنجوم والمجرات وللكواكب معناها، بوجوده فقط ، يمنح الإنسان هذا المعنى..
الكون مستقل عن الذات البشرية، لكنها هي تمنحه قانونه الخاص..
صورة تقدم للبشرية »رؤية جديدة رائدة للكون من تلسكوب جيمس ويب الفضائي (..) رؤية لم يسبق للعالم مشاهدتها من قبل«.
أمام الصورة، أقف عند الاستفهام ولا أصل إلى درجة السؤال الفلسفي…
السماء في الصورة ..»وقد كشطت..«
قُلِعَتْ كما يُقْلَعُ السَّقْفُ
وظهرت عـظام الكون وانبرى قزحه بعيدا عن درب التبانة العظيم..
للمومنين أقول : لا لله سبحانه وتعالى في ربوبيته في حاجة إلى صورة الناسا
و لا المؤمنون..
ومن يفعل ذلك يريد أن يستخرج من النصوص ما يوجد في الكون فلا يعطي للإيمان معناه الحقيقي….. أي تلقائيته ونصيبه من الفطرة !..
نحن في لحظة فجر كوني، تأخر ب13 مليار سنة.
آاااه من فجر يأتي بعد كل هذا الفاصل الزمني ليعطينا فكرة عن بداية الكون في لقطة مذهلة تظهر المجرات التي تشكلت بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم قبل أكثر من 13 مليار سنة…
البيغ بانغ: الانفجار العظيم الذي أرخ لبداية الكون..
وما له بداية له نهاية .. وما له بداية له خلق..
الأعمال التي سبقت ذلك من قبيل أعمال جيمس بيبليس الحاصل على نوبل 2019، والتي وفرت أعماله قاعدة نظرية حسابية بأن بقايا الإشعاع الناجم عن البيغ بانغ، يمكن رصدها والتقاطها في الكوسموس العظيم!
هذا الكون الذي لا نعرف من طاقته ومن مادته، بالرغم من كل العلوم، سوى %4!
هو فجر لميلاد فيزياء جديدة يبدأ من صورة آلاف المجرات التي تشكلت بُعيْد الانفجار العظيم وولادة الكون!
كان الكون يومها صبيا في أقمطة السديم الكثيف!
عن صفحة الفيسبوك للاخ عبد الحميد جماهري