قال صلاح الدين المنوزي، رئيس جمعية الوصل بين الضفتين ونائب رئيس برلمان الهجرة المغربية في حوار مع جريدة “أنفاس بريس” إن الندوة التأسيسية التي عقدها برلمان الهجرة المغربية بمدينة بروكسيل يوم 18 يونيو 2022 كانت مناسبة لتحيين خريطة الطريق للإطار الجديد، والاستمرار في المطالبة بحقوق المواطنة الكاملة في المغرب وفي بلدان الاستقرار، والدفاع عن الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية للمهاجرين المغاربة وأبنائهم بدول الإقامة والعمل على مناهضة كل أشكال العنصرية والإسلاموفوبيا والتمييز المجتمعي والمؤسساتي والعمل على تحسين الشروط القانونية بما يضمن ارتقاء المهاجر في السلم الاجتماعي.
في أي سياق يدخل تنظيمكم لبرلمان الهجرة المغربية؟
بعد الانتخابات التشريعية لشتنبر2021، والتى كنا نعقد عليها أملا كبير في استدراك الحيف في مجال تفعيل فعلي للحقوق الدستورية لمغاربة العالم، خصوصا بعد اللقاءات التي عقدتها تنسيقية ممثلي الأحزاب المغربية بالخارج و التي التزم فيها قادة الأحزاب الممثلة في البرلمان بتعديل القانون الانتخابي و تنزيل الفصل 17 للدستور، تبين بالملموس أن هناك إرادة للاستمرار في تهميش مغاربة العالم في ممارسة فعلية لحقوقهم كمواطنين أولا. ففي هذا السياق تأتي فكرة برلمان الهجرة المغربية كمبادرة مدنية لتطوير عملنا في المهجر و ممارسة حقوق المواطنة بشكل مختلف
ماهي أبرز القضايا التي سينكب عليها إطار برلمان الهجرة المغربية ؟
الندوة التأسيسية التي عقدناها بمدينة بروكسيل يوم 18 يونيو 2022 كانت مناسبة لتحيين خريطة الطريق للإطار الجديد، وقد حددناها في المحاور التالية :
– الاستمرار في المطالبة بحقوق المواطنة الكاملة في المغرب وفي بلدان الاستقرار، بتعبير آخر هنا و هناك، حق المشاركة السياسية في المؤسسات التشريعية المغربية عبر إحداث دوائر انتخابية بالخارج وتمكين المهاجرين من التصويت والترشح انطلاقا من بلدان الإقامة، بالإضافة إلى إشراك مغاربة الخارج في مؤسسات الحكامة وفقا لما ينص عليه الدستور المغربي والترافع على حقوق المواطنة كذلك في بلدان الاستقرار، وأساسا في الانتخابات البلدية والجهوية حيث هناك تفاوتات من بلد إلى آخر. مثلا في فرنسا المهاجرون لا يسمح لهم بالحق في المشاركة في الانتخابات المحلية على عكس ما يجري في بلجيكا.
– الدفاع عن الحقوق السياسية والاقتصادية والثقافية للمهاجرين المغاربة وأبنائهم بدول الإقامة والعمل على مناهضة كل أشكال العنصرية والاسلاموفوبيا والتمييز المجتمعي والمؤسساتي والعمل على تحسين الشروط القانونية بما يضمن الارتقاء المهاجر بالسلم الاجتماعي.
– المساهمة من موقع القوة الاقتراحية المستقلة في التعاطي مع ظاهرة الهجرة ومغاربة العالم كفاعل أساسي في المشروع التنموي الجديد، من خلال المساهمة في تقييم السياسات العمومية و اقتراح قوانين وبرامج وإنتاج المعرفة حول ظاهرة الهجرة في شموليتها عن طريق فتح قنوات التعاون مع المؤسسات الأكاديمية ومراكز الدراسات والأبحاث.
ماذا تقترحون لتحقيق الاندماج والتعايش السلمي في المجتمعات الغربية؟
سؤال وجيه لأنه يطرح اشكالية القيمة المضافة، لإطار برلمان الهجرة المغربية. إن مبادرتنا متميزة عن المبادرات السابقة. فأهدافها تختلف، انطلاقا من الاستفادة من التجارب السابقة. تعتمد مبدأ التراكم، ولا تقدم نفسها بديلة عن الآخرين، بل تشتغل من منطق التكامل. همنا اليوم ليس فقط العلاقة مع البلد الأصلي المغرب، بل الارتقاء بمكانتنا في بلدان الاستقرار لأن حافزنا هو العمل على أن يكون للجيل الثاني والجيل الثالث أدوار ريادية ومواقع أساسية في بلدان الاستقرار بعيدة عن الأدوار التكميلية، وقد انخرطت في المبادرة على هذا الأساس. إنه اختيار صعب واعتبر قيام برلمان الهجرة المغربية بدور حلقة الوصل بين من اختار الاندماج الكلي في بلدان الإقامة ومن يعمل فقط على الدفاع عن حقوق المواطنة في المغرب، بمثابة تحدي كبير خصوصا في غياب الإمكانيات المالية الذاتية للاشتغال على هذه الواجهتين.
أعتقد أن تشكيلة الهيئة التأسيسية الحالية توفر إمكانيات لرفع هذا التحدي. فوجود فعاليات وكفاءات عالية من مختلف البلدان والقارات تقوي العزيمة على الاتجاه قدما لترجمة الأهداف إلى برامج عمل ملموسة. فهي مثلا ستسهل العلاقة مع المؤسسات والهيئات الوطنية والدولية لما يحظى به المؤسسون من مصداقية من خلال مكانتهم المهنية ومسؤوليتهم الجمعوية في بلدان الاستقرار.
ماذا عن أنشطة جمعيتكم ” الوصل الضفتين ” في فرنسا؟
نحن الآن فى طور التحضير للدورة 11 للأيام الثقافية للضفتين بفرنسا، وقد استأنفنا مواصلة إنجاز مشاريع التنمية المحلية في المغرب بعد أن اضطرنا لتوقيفها بسبب الجائحة.
نشرف على 3 مشاريع تنموية : إمداد سكان قرية بإقليم درويش بالماء الصالح للشرب، إصلاح مجموعة مدارس بنواحي القنيطرة، بالإضافة إلى وجود برنامج متكامل حول النفايات والبيئة بمدينة الناضور.
ستكون هذه المشاريع موضوع لقاء تواصلي في المغرب في شهر غشت المقبل نحن في طور الإعداد والتحضير له مع شركائنا من الضفتين.
عن جريدة انفاس : الرابط