خاص موقع صحيفة المثقف: يستضيف موقع صحيفة المثقف, الباحث الأكاديمي الأستاذ الدكتور عدنان عويّد، ضمن مرايا فكريّة، وحوار شامل أجراه معه الأستاذ الباحث مراد غريبي، حول قضايا الفكر والهوية واللغة والنهضة في العالم العربي، فأهلا وسهلا بهما:

 المحور الثاني: الدين والإنسان والحياة:

س20: أ. مراد غريبي: كيف تقرؤون تمثلات الإسلام السياسي عربيا في الخمسين سنة الأخيرة وماذا عن حراكه التاريخي في هذه المرحلة؟

ج20: د. عدنان عويد: إن من يتابع الحراك الفكريّ والسياسيّ في الخمسين السنة الماضية للتيار الإسلاموي، يلمس وبكل وضح ذاك التوجه المحموم نحو شعار أو مقولة (الإسلام هو الحل)، وارتباط هذا الشعار بفكرة الحاكميّة التي بينا دلالاتها في موقع سابق من إجاباتنا، فمنذ سبعينيات القرن الماضي بدأت تظهر على الساحة العربيّة نشاطات دينيّة تدعوا بضرورة العودة إلى الإسلام بعد أن فشل الحكام العرب في تحقيق انتصارات حاسمة، إن كان على مستوى القضية الفلسطينيّة، أو على مستوى مشاريعهم الوطنيّة باسم الاشتراكيّة أو القوميّة، أو على مستوى حياة الدولة والمجتمع، فالمتابع لمجريات أحداث الواقع العربي سيجد هناك زيادة في نسبة الفقر والهجرة للمواطنين, ورفض لتداول السلطة ومحاربة الرأي والرأي الآخر من قبل الطبقات الحاكمة، وتكريس المرجعيات التقليديّة في السلطة, وداخل الأحزاب التي تدعي العلمانيّة, كما نجد اختزلاً للديمقراطيّة والعلمانيّة بشعارات على مقاس القوى الحاكمة، فمن هذه الوضعيّة المتردّية جاء التوجه الإسلاميّ المحموم الذي ساعد على تنشيطه قيام الثورة الإسلاميّة في إيران، وبدء تحرك “الإخوان المسلمون” من جديد تساندهم الثورة الخمينيّة، مثلما راحت بعض الأنظمة العربيّة تتناغم مع التيار الإسلاميّ عبر مؤسساتها الدينيّة محاولة الالتفاف على هذا التيار كما جرى في العراق وسورية ومصر وليبيا، ولكن من اعتمدت عليهم هذه الأنظمة الحاكمة من مشايخ ورجال دين, كانوا أذكى من هذه الحكومات، ففي مصر قتلوا السادات، وفي العراق انهوا نظام صدام, وكذلك الحال في ليبيا، وفي سوريّة ظهرت العشرات من فصائلهم المسلحة التي حملت السلاح بوجه الدولة, وأدخلت الدولة في مأزق مظلم لا تعرف نتائجه حتى اليوم, بعد تقدم مئات الألوف من الضحايا على كافة المستويات من المهاجر إلى الجريح إلى القتيل إلى تدمير الممتلكات العامة والخاصة.

     لاشك أن دعاة التيار الإسلاميّ قد فشلوا حتى اليوم في مشروعهم الذي قاتلوا من أجل إقامته، والذي تجلى واضحاً في ما سمي بثورات الربيع العربيّ، وقد صفيّ جسديّاً الكثير منهم، وكان لتوجهاتهم السياسيّة غير العقلانيّة التي لم تراع خصوصيات الواقع ولا التطور الزمني الذي حدث في بنيتي الدولة والمجتمع العربيتين، ثم لعدم معرفتهم الحقيقيّة بطبيعة الأنظمة الحاكمة وآليّة عملها، فكل ذلك انعكس سلباً على دعاة هذا التيار، وعلى الدول والمجتمعات التي تحركوا فيها، ودفع الجميع الثمن باهضاً, والعودة بالبلاد والعباد مئات السنين إلى الوراء.

‫شاهد أيضًا‬

دراسة نقدية لمجموعة (ولع السباحة في عين الأسد).للقاص (حسن ابراهيم) * د. عدنان عويّد:

التعريف بالقصة القصيرة ودور ومكانة القاص في تشكيل معمارها:      القصة …