حَيَّيْتُ ربُوعاً طَيِّبَةً بِهَا أَحْبَارُ
يَصُدُّونَ القَهْرَ كُلَّمَا القَهْرَ بَدَا
حُنَفَاءُ يَنْشُرُونَ فِي النَّاسِ قَوْلًا ثَقِيلًا
رَوَتْهُ صُحُفُ التَّنْزِيلِ كَمَا وَرَدَ.
رَفَعَ كَبِيرُهُمْ لَاهُوتَ الإِبَاء
وَ دَعَا إِلَى قَوْمَةِ القِيَامَةِ فَانْطَلقَتْ
شَرَارَةٌ مَا خَفَتَ نُورُهَا
وَ لَا لَهِيبُهَا خَمَدَ
وَ اليَوْمَ تَنْطَفِي نَجْمَةٌ فِي سَمَائِهِمْ
وَ يَغِيبُ وَجْهٌ بَاسِمٌ
لَبَّى نِدَاءَ رَبّهِ
ثُمَّ إِلَى جِوَارِهِ صَعَدَ.
فَصَبْراً قَارَّتِي السَّمْرَاءُ
وَ شَدَّ اللهُ العَضُدَ
عَلَى رِزْءٍ جَلَلٍ
أَصَابَ جَنُوبَ إِفْرِيقْيَا بِمَا أَخَذَ.
وَ عََزَائِي لِشَعْبِ الكِبْرِيَاءِ
فِي نَكْبَتِهِ
شَعْبٌ كُلَّمَا اشْتَدَّتْ نَكْبَتُهُ
بَدَا أَسَدَ.
نُحِثَّ دِيسْمُونْدُ
مِنْ بِشَارَةِ مُبَارَكَةٍ دَهْمَاءَ جَسَدَ
وَ بِيُمْنَاكَ مِشْعَلٌ
نَفَخَ فِيهِ جِبْرِيلُ فَاتَّقَدَ.
فَجِئْتَ عَلَى مَوْعِدٍ
كَابْنِ مَرْيَمَ تَنْشُرُ البِشَارَةَ فِي النَّاسِ
وَ تَهْدِي قلْبَكَ لِمَنْ سَعَى للخَيْرِ
وَ عَلَى اللهِ اسْتَنَدَ.
حَمَلْتَ رِسَالَةَ الرُّهْبَانِ
تَطُوفُ بِهَا
وَ فِي فَمِكَ قَوْلُ المَسِيحِ
بِلِسَانِكَ اتًّحَدَ.
وَ فِي قَلْبِكَ ضَيْم جَسِيمٌ
كَمْ كَابَدْتَهُ
وَ مَضَيْتَ تَحْمِي شَعْباً
عَلَى أَمْثَالِكَ اعْتَمَدَ.
سَلَامٌ عَلَى خَلِيلِ مَنْدِيلَا
وَ ضَمِيرِ كِفَاحِهِ
وَ سَلَامٌ عَلَى خَلِيلَيْنِ
بُعِثَا لِبَعْضِهِمَا مَدَدا.
وَ حيَّا اللهُ تَضحِيَاتٍ جِسَامٍ
أَلَّفَتْ سَعْيَهُمَا
وَ بُورِكَ تَارِيخُ شَعْبٍ
بِالخَلِيلَيْنِ انْفَرَدَ.
تَوَّجَهُ النُّبْلُ بجَوَائِزِهِ رَايَةَ السَّلَامِ
فَتَسَلَّلَ بِتَوَاضُعٍ فِطْرَتِهِ
يَخْدُمُ البُسَطَاءِ
وَ بَيْنَ الصَّفْوَةِ فِي الحَقِّ لََا يَخْشَى أَحَدَا
دِيسْمُونْدُ عَزَمْتَ عَلَى الكِفَاحِ
فَانْصَرَفْتَ لَهُ
بِالزُّهْدِ وَ الصَّلَاةِ و الشَّهَادَةِ
أَخْلَاقاً و َ مُعْتَقَدَا.
فَمَشَتْ خََلْفَكَ الحُشُودُ بالأَنَاشِيدِ
مُهَرْوِلَةً إِلَى مَصْرَعِهَا
تَهْجُرُ الحَيَاةَ
وَ المَالَ وَ الوَلَدَ.
و بَكََيْتَ و تَمَرَغْتَ
حَتَّى تَعَفَّرَ وَجْهَكَ بِالدُّمُوعِ و التُّرَابِ
وَ قُلْتَ أَيْنَ اللهْ
وَ مَا قَلَاكَ رَبُّكَ أَبَداً وَ لَا عََنْ شَعْبِكَ ابْتَعَدَ.
وَ أَشْرَقَتْ شَمْسُ مَنْدِيلَا
فِي يَوْمِهَِ المَشْهُودِ
وَ جَاءَ وَعْدُ اللهِ نَصْرًا
بِالتَّحْرِيرِ كَمَا وَعَدَ.
وَأَحْيَتْ إِفْرِيقْيَا
مَوْعِدَ سُمْرَتِهَا مَعَ التَّاريخِ
وَ بُعِثَ الشُّهَدَاءُ مِنْ قُبُورِهِمْ
يُحَيُّونَ العَمِيدَ وَ المُعْتَمَدَ.
تَاهَ التَّارِيخُ بَيْنَ مَرَاجِعِهِ
أَمَامَ شَعْبِ المُعْجِزَاتِ
فَتَوَقَّفَ الزَّمَانُ
مُنْبَهِراً بِمَا شَهِدَ.
وَقَفْتَ مَعَ مَنْدِيلَا بِدَيْرِ الغُفْرَانِ
تَنْشُدَانِ العَدْلَ وَ الإنْصَافَ
تُعَانِقَانِ مَنْ تَابَ وَ أَصْلَحَ
وَ دَنَى مِنَ الصُّلْحِ مُجْتَهِدَا.
وَ سَعَيْتَ بِالعَزْمِ إِلَى الوِفَاقِ
تَبْنِي مِعْمَارَهُ
وَ أَسَّسْتَ عََقْداً
عَلَى الصَّفْحِ الجَمِيلِ انْعَقَدَ.
وَ حَضَنْتَ الضَّحَايَا بِالدُّمُوعِ
وَ سَلَكْتَ نهْجَ الصَّلِيبِ
تُنَاجِي الأَرْوَاحَ و القُبُورَ
وَ تَقْرَأُ فِي دِمَاءِ الشُّهَدَا.
تَنْعِيكَ فِلَسْطِينُ السليبة
وَ قَدْ لَبِسَتْ ثَوْبَ حِدَادِهَا
و َ تَبْكِي القُدْسُ اليَتِيمَةُ
عَلَى مَا ضَاعَ بِفَقْدِكَ وَ افْتُقِدَا
نَاشَدْتُكَ اللهَ وَ أَنْتَ فِي ذِمَّتِهِ
شَهَادَةَ حَقٍّ فِي مَغْرِبٍ
أَسْدَى لكُمْ يَوْمَ النِّزَالِ
الدَّعْمَ و السِّلَاحَ وَ السَّنَدَ.
وَ اذْكُرْ وَطَنِي بِخَيْرٍ
يَوْمَ كَانَ قِبْلَةَ أَحْرَارِ إِفْرِقْيَا
يَحْضُنُ بِالأُخُوَّةِ اللَّاجِئَ
و الثَّائِرَ وَ المُضْطَهَدَ.
وَ ابْشِرْ بِحَضْرَةِ أَعْلَامِ إِفْرِيقْيَا
مُحَمَّدًا الخَامِسَ وَ نَاصِرْ و َنِكْرُومَا
وَ لُومُومْبَا و مُودِي بوُكِيتَا
وَنِيرِيرِي و هِيلَاسِيلَاسِي و ابن بركة
و سيكوتوري و كابرال
وَ مَوْكِبِ بَاقِي الأََقْطَابِ العُمَدَا
سَلَامٌ عَلَـى نَعْشٍ جَلِيلٍ
نُوَدِّعُهُ بِالتَّأَسِّي وَ الصلاة
نَعْشُ قِدِّيسٍ سِلَاحُهُ الإيمَانُ
لَنْ يَجُودَ الدَّهْرُ بِمِثْلِهِ أَبَدَا.
عبدالعزيز سارت
لوفن، 30 دجنبر 2021