حٓضٓنَ المَجْدُ توبْقَالَ
كَمَا حَضَنَتْ ثَمْرَهَا النَّخيلُ
وَ عَشِقَتْ الأَرْضُ و السَّماءُ و البَحرُ
أَوْطانِي
فَغازَلَها، بِاسمِ بِلادي الجَبَلُ الجَميلُ.
فَاسْرِ باِلجِبالِ
و عَرِّجْ عَلى رُبوعٍ
عُنْوانُهَا الأَمازِيغُ و العُرُوبةُ
و الأَطْلَسُ الأَثِيلُ.
وَ اصْعَدْ بِنا، تُوبْقَالُ
إِلَى مَعَارِجَ أَنْتَ بُرَاقُهَا
لَا يُضَاهِيكَ بِهَا جَبَلٌ
وَ لَا يَعْلُو عَلَيْكَ بَدِيلُ.
وَ حَيِّ صَحْرَاءً
لَا زَالَتْ تَحِنُّ إِلَى مَسِيرَتِهَا الخَضْرَا
سَبِيلُهَا الوَحْدَةُ العَصْمَاءُ
لَا نَحِيدُ عَنْهَا وَ لَا نَمِيلُ.
تَقَدَّسَتْ رِمَالُ صَحْرَائي
فَهِيَ حَرَمٌ يُسْتَغَاثُ بِهِ
يَسْعَى لَهُ باِلْقَرَابِينِ تَبَرُّكاً
زَائِرٌ وَ نَزِيلُ.
مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَ زَمَانٍ
نَحُجُّ إِلَى الصَّحّرَاءِ بِالأَكْفَانِ
جِيلٌ يَقُودُهُ مُسْتَبِقاً
إِلَى مِحْرَابِ الشَّهَادَةِ جِيلُ.
نَحْيَا لَهَا وَ نَمُوتُ
ثُمَّ نُبْعَثُ أَحْيَاءَ
وَ فِي حَنَاجِرِنَا قَسَمُ الصَّحْرَاءِ
يَشُدُّهُ إِلَى قَادِمِ الأَجْيَالِ حَبْلُهُ المَفْتُولُ.
زَأَرَتْ أُسُودُ بِلَادِي
فَانْطَلَقَ لِلْگَرْگارَاتِ جَيْشٌ عَازِمٌ
يُتَوِّجُ زَحْفَهُ بِالْبُطُولَاتِ
فَتْحٌ مُظَفَّرٌ وَ جَلِيلٌ.
نَصْرٌ عَلَى نَصْرٍ
وَ الْأَمْجَادُ قُطُوفٌ دَانِيَةٌ
فَاسْعَ لَهَا مُقْتَدِراً
لَكَ البَأْسُ الشَّدِيدُ وَ النَّفَسُ الطَّوِيلُ.
كَبِّرْ، تُوبْقَالُ،
دَانَتْ لَكَ الْأَعّلَامُ وَ رَكَائِبُهَا
قَدَمٌ رَاسِخَةٌ بِصَحْرَاءٍ آمِنَةٍ
وَ سْعْيٌ إِلَى السَّلَامِ نَبِيلُ.
مَسْعَانَا البِنَاءُ المَرْصُوصُ
نُعْلِي أَسْوَارَهُ شَامِخَةً
فَلَا يَنَالُ مِنْهُ بِالمَكْرِ عَدُوٌّ
وَ لَا يُلْغِمُهُ بِالخِدَاعِ عَمِيلُ.
ثُمَّ ارّوِ لَناَ مِنْ عَلّيَاءِ الزَّمَانِ وَبَابَ الخُلُودِ
عَنْ أَزْكَى الدِّمَاءِ وَ أَغْلَى الوُجُوهِ
وَ أَعْلَى المَآذِنِ وَ أَبْهَى المَسَاجِدِ
وَ عَنْ جَيْشِ الفُتُوحَاتِ حِينَ يَصُولُ.
وَ تسائِلُنِي الجِباَلُ وَ تَسْأَلُنِي
أَ تُوبْقَالُ وَثَنٌ أَمْ آلِهَةٌ
قُلْتُ تُوبْقَالُ اَمِينٌ عَلَى وَطَنٍ
وَ الأَمَانَةُ عِنْدَ جِبَالِي مُعْتَقَدٌ وَ دَلِيلُ.
تَباَرَكَتْ أَجْيَالُ شَتَاتِ بلَِادِي
لَمْ تُخْلِفْ وَعْداً وَ لَا مَوْعِداً
وَ لَمْ تَخُنْ وَدِيعَة ًوَ لَا قَسَماً
عَهْدُهَا بِالتَّضْحِياَتِ مُوَثَّقٌ وَ مَوْصُولُ.
فَمَا بَالُ بِلاَدِي تَرْمِينَا إِلَى المَنَافِي
بِلَا حُقُوقٍ وَ لَا مُوَاطَنَةٍ
كَفَى رِبَاطُ إِهَانَة ً
مَا عَادَ يَعْنِيناَ انّتِخَابٌ مُعَلَّقٌ
وَ لَا مَجْلِسُكِ المَشْلُولُ.
قَضَى المَغْرِبُ أَنَّنَا سَفَلَةُ قَوْمِهِ
فَانْطَلَقْنَا نَجُرُّ مَذَلَّتَنَا
جَيْلاً بَعْدَ جَيْلٍ، بَيْنَ الشُّعُوبِ
يُضْنِينَا ضَيْمٌ عَلَى الفُؤَادِ ثَقِيلُ.
سَقَطَتْ وَرَقَةُ الثُّوتِ عَنْ نُخْبَةِ الرِّبَاطِ
فَانْفَضَحَتْ عُنْصُرِيَّةٌ
تُذِيقُنَا الهَوَانَ بِهَا ،
حَتَّى تَعَفَّنَ فِي فَمِهَا خِدَاعُهَا المَعْسُولٌ.
وَقْفَةٌ مَعَ الحَقِّ يُعْلِنُهَا الضَّمِيرُ
أُحَيِّي بِهَا أَقْلَامًا مِنْ وَرِاءِ قُضْبَانِهَا
وَ فِتْيَةَ الرِّيفِ فِي مِحْنَتِهَا
وَ تَشْهَدُ :نِعْمَ الرُّمُوزُ وَ نِعْمَ السَّبِيلُ.
تُوبْقاَلُ يَا رَاهِبًا بَيّنَ الجِبَالِ
أَسْعِفْ وَطَنًا يَتَمَرَّغُ فِي خَيْبَاتِهِ
وَ امْدُدْهُ بِسُبُلِ الخَلاَصِ
فَأنْتَ المَنَارَةُ وَ أَنْتَ الكَفِيلُ.
وَ شَيِّدْ لَهُ قِلَاعًا مُحَصَّنَةً بِالّعَدْلِ
تَلُمُّ شَمْلَنَا فِي العَالَمِينَ
لَعَلَّكَ فِي السَّماءِ جِبْرِيلُ
وَ فِي الأَرْضِ رَسُولٌ وَ خَلِيلُ.
(*) عبدالعزيز سارت
*بلجيكا – لوفن، 23 دجنبر 2021.