المقال عن : موقع الرحلات الفلسطينية
الرابط : https://www.paljourneys.org/ar
هو محمد عبد الرؤوف القدوة الحسيني، الذي اشتُهر باسم ياسر عرفات أو أبو عمار. والدته: زهوة خليل أبو السعود. أشقاؤه من أبيه وأمه: جمال؛ مصطفى؛ فتحي؛ ومن أبيه: محسن. شقيقاته من أبيه وأمه: إنعام؛ يسرى؛ خديجة؛ ومن أبيه: ميرفت؛ مديحة. زوجته: سهى الطويل. ابنته الوحيدة: زهوة.
يكتنف الغموض تاريخ ومكان ولادته، علماً بأن من المرجح أنه ولد في القاهرة في 24 آب/ أغسطس 1929، لأب من قطاع غزة، كان يعمل في مصر بالتجارة، وأم من القدس. وعندما توفيت والدته وهو في الرابعة من عمره، أرسله والده إلى القدس، حيث أمضى أربع سنوات لدى خاله سليم أبو السعود، قبل أن يستدعيه والده، سنة 1937، من جديد إلى القاهرة.
تعرف في القاهرة سنة 1946، وهو لا يزال طالباً في مدرسة فاروق الأول الثانوية، إلى الزعيم الفلسطيني، رئيس “الهيئة العربية العليا لفلسطين”، الحاج محمد أمين الحسيني. وبعد صدور قرار تقسيم فلسطين الدولي، في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947، واندلاع الصدامات بين العرب واليهود، انضم إلى فريق كان يعمل بتوجيه “الهيئة العربية العليا” في جمع الأسلحة والألغام التي خلفتها الجيوش المتقاتلة، خلال الحرب العالمية الثانية، في الصحراء الغربية ويشتريها لحساب “قوات الجهاد المقدس” التي كان يقودها عبد القادر الحسيني.
بعد أن أنهى دراسته الثانوية، التحق، سنة 1948، بكلية الهندسة المدنية في جامعة الملك فؤاد الأول. وتطوع لبضعة أشهر، وهو في سنته الجامعية الأولى، للقتال مع “قوات الجهاد المقدس” في غزة.
عاد في سنة 1949 إلى كلية الهندسة بالقاهرة، وشارك، في سنة 1951، في تأسيس “رابطة الطلاب الفلسطينيين”، التي كان من أعضائها سليم الزعنون (أبو الأديب) وصلاح خلف (أبو إياد)، من زعماء حركة “فتح” البارزين فيما بعد.
فاز، في بداية العام الدراسي 1952، برئاسة “رابطة الطلاب الفلسطينيين”، وهو منصب احتفظ به حتى تخرجه سنة 1956 مهندساً مدنياً. وكان قد تعرّف خلال زيارة قام بها إلى غزة، سنة 1954، إلى خليل الوزير (أبو جهاد)، الذي كان ينظم في القطاع مجموعات صغيرة من الفدائيين .
التحق، في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 1956، بعد بدء العدوان الثلاثي على مصر، بالجيش المصري كضابط احتياط في وحدة الهندسة المتمركزة في مدينة بور سعيد.
عمل في سنة 1957، لفترة قصيرة، مهندساً في الشركة المصرية للإسمنت في المحلة الكبرى، قبل أن يسافر إلى الكويت ليعمل في البداية مهندساً في وزارة الأشغال العامة، ثم يتشارك مع رجل أعمال مصري في إنشاء شركة مقاولات.
أسس، في خريف سنة 1957، مع خليل الوزير، الذي التحق به في الكويت، أول نواة لحركة فدائية فلسطينية، ثم شارك، في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 1959، في اجتماع عقد في شقة بالكويت، مع عدد من الشبان الفلسطينيين الذين قدموا من عدة بلدان عربية، في الإعلان عن تأسيس “حركة التحرير الوطني الفلسطيني” (“فتح”). طرحت الحركة أن تحرير فلسطين لن يتم بواسطة الحكومات والجيوش العربية النظامية، بعد يأس الشعب الفلسطيني بأسره من أن تأتيه العدالة من الغرب أو هيئة الأمم المتحدة أو من الدول العربية ذاتها. إنما مهمة التحرير تقع على الشعب الفلسطيني نفسه، وذلك عن طريق الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية، وعلى أن تنطلق هذه الحرب من قواعد داخل الدول العربية المتاخمة لإسرائيل ومن قواعد داخل إسرائيل ذاتها.
كان عرفات من أولئك الذين تحفظوا في قيادة حركة فتح على إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964 تحت رعاية عربية، ورأوا في ذاك الجسم الفوقي خطراً على فرصة قيام تعبئة فلسطينية شعبية ذاتية، وتمييعاً لفكرة البدء بالكفاح المسلح. فقرروا، بإصرار من عرفات، إطلاق العمل الفدائي في أقرب فرصة ممكنة، دون انتظار إتمام التحضيرات والتدريبات اللازمة. وهكذا، في ليلة 31 كانون الأول/ ديسمبر 1964، قام جناح حركة “فتح” العسكري “قوات العاصفة”، بأول عملية فدائية رمزية في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1948، في ممر مائي يحمل اسم “نفق عيلبون”، تم فيها تفجير شبكة مياه إسرائيلية وجرح جنديين إسرائيليين، واستشهد بنتيجتها أحد منفذي العملية وهو أحمد موسى سلامة. وصار الفلسطينيون يعتبرون الأول من كانون الثاني/ يناير 1965 تاريخاً لانطلاق ثورتهم المعاصرة.
بعد عدوان إسرائيل المباغت على مصر وسوريا والأردن، واحتلالها للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وصحراء سيناء في حزيران/ يونيو 1967، كان عرفات وراء قرار “فتح” بالبدء بالمقاومة المسلحة في الضفة الغربية في أواخر آب/ أغسطس، وتسلَّل إليها لتنظيم الخلايا السرية فيها. وبعد تزايد العمليات الفدائية انطلاقاً من شرق الأردن، قاد عرفات في 21 آذار/ مارس 1968 معركة “الكرامة” في غور الأردن، التي نجح خلالها الفدائيون الفلسطينيون بمساعدة الجيش الأردني بإيقاف هجوم إسرائيل على القرية وإلحاق خسائر بالقوات الإسرائيلية، تلك المعركة التي جعلت حركة المقاومة الفلسطينية المسلحة تتحوّل إلى حركة كبيرة تضم عشرات الآلاف من الفدائيين والمؤيدين من فلسطينيين وغير فلسطينيين، بسبب رمزية الصمود العسكري في “الكرامة” بعيد انهيار الجيوش العربية المهين مجتمعة في العام السابق، في بضعة أيام إن لم يكن ساعات.
مع صعود التنظيمات الفلسطينية المقاومِة وسيطرة ممثليها على المجلس الوطني، انتخب عرفات في شباط/ فبراير 1969، في الدورة الخامسة للمجلس التي انعقدت بالقاهرة، رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، خلفاً ليحيى حمودة الذي خلف أحمد الشقيري. بقي عرفات في منصبه هذا حتى رحيله.
انتقل عرفات إلى لبنان إثر الصدامات العنيفة التي وقعت، بسبب التناقض الكامن بين منطق الدولة ومنطق حرب التحرير الشعبية، بين الفدائيين والجيش الأردني في أيلول/ سبتمبر 1970، وإنهاء الوجود الفلسطيني المسلح في الأردن. فجعل عرفات من بيروت قاعدة رئيسية لنشاطه السياسي والعسكري، بعد عمان، وإن كان الوجود الفدائي الفلسطيني قد سبقه إلى لبنان.
في 13 تشرين الثاني/ نوفمير 1974، وبعد حصول منظمة التحرير الفلسطينية على الاعتراف الرسمي العربي بها بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني إثر حرب أكتوبر 1973، ألقى عرفات خطاباً تاريخياً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أعلن فيه أنه يحمل، باسم الفلسطينيين، البندقية في يد وغصن الزيتون في اليد الأخرى، أي بما معناه أنه جاهز لتسوية سياسية عادلة. وفي 22 من الشهر نفسه، اعترفت الجمعية العامة بحق الفلسطينيين في تقرير المصير والاستقلال الوطني، ومنحت منظمة التحرير الفلسطينية صفة العضو المراقب في الأمم المتحدة.
انقسم الرأي العام في لبنان تجاه الوجود والنشاط الفدائي فيه إلى قسم مؤيد وقسم معارض. وكانت الحكومة اللبنانية، بعد سيطرة المنظمات الفدائية على مخيمات اللاجئين في لبنان وتصاعد العمليات العسكرية الفلسطينية – الإسرائيلية عبر الجنوب، قد سعت إلى التوفيق بين القوى السياسية اللبنانية فيما بينها ومع القيادة الفلسطينية. فوقّعت مع عرفات ما سمي بـ “اتفاق القاهرة” في مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 1969، لتنظيم النشاط الفدائي عبر حدودها مع إسرائيل ولترتيب الوجود المدني والسياسي الفلسطيني في لبنان. ثم تفاعلت مع هذه الأوضاع حسابات سورية المتقلبة، واستغلت إسرائيل كل هذا أيما استغلال، وسددت ضربات رهيبة متتالية لمدن وقرى وسكان الجنوب اللبناني على أنها رد على العمليات الفدائية المنطلقة من لبنان. واندلعت، إثر كل هذا، الحرب الأهلية في لبنان في نيسان/ أبريل 1975، وقاد عرفات القوات المشتركة التي جمعت مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل الحركة الوطنية اللبنانية المؤيدة.
في هذه الأثناء، أصبحت منظمة التحرير بقيادة عرفات دولة داخل الدولة اللبنانية، تًطوِّر مؤسساتها وإداراتها ومكاتبها وعلاقاتها الخارجية. وعندما قررت الحكومة الإسرائيلية تصفية الوجود العسكري والإداري والسياسي الفلسطيني في لبنان، أجتاح جيشها لبنان وحاصر بيروت في صيف 1982، وكان عرفات على رأس المقاومين الفلسطينيين واللبنانيين الذين تصدوا للاجتياح الإسرائيلي، إلى جانب وحدات من الجيش السوري. في 30 آب/ أغسطس 1982، وبعد التوصل إلى اتفاق رعاه الموفد الأميركي فيليب حبيب، غادر عرفات بيروت، مع رفاقه ومؤيديه، على متن سفينة ترفع العلم اليوناني، بحماية السفن الحربية الفرنسية والأميركية، وانتقل إلى تونس ليجعل منها مقراً جديداً لقيادته.
بعد اندلاع الانتفاضة الأولى في كانون الأول/ ديسمبر 1987 في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، التي رفعت شعارَي الحرية والاستقلال، انتخبه المجلس الوطني الفلسطيني، الذي انعقد في الجزائر في 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 1988، رئيساً لدولة فلسطين، استناداً إلى “وثيقة الاستقلال” التي تبناها المجلس، وأعلن فيها: “باسم الله وباسم الشعب العربي الفلسطيني قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف”، وذلك “استناداً إلى الحق الطبيعي والتاريخي والقانوني للشعب العربي الفلسطيني في وطنه فلسطين وتضحيات أجياله المتعاقبة دفاعا عن حرية وطنهم واستقلاله وانطلاقا من قرارات القمم العربية، ومن قوة الشرعية الدولية التي تجسدها قرارات الأمم المتحدة منذ عام 1947”.
ظلت منظمة التحرير الفلسطينية منبوذة من قبل الولايات المتحدة الأميركية منذ قيامها، ووصمتها هذه الأخيرة بتهمة “الإرهاب” تجاوباً مع رغبات إسرائيل، واشترطت عليها للحوار معها تبني قرار مجلس الأمن 242 (1967)، وفيه الاعتراف الضمني بإسرائيل مع أن لا ذكر فيه لفلسطين أو للفلسطينيين، واضطر عرفات أخيراً، في أواخر سنة 1988، إلى الإذعان وقبول هذا القرار تحت ضغوط أميركية هائلة.
حاول عرفات في صيف 1990، عند قيام النظام العراقي في 2 آب/ أغسطس بغزو الكويت، الحفاظ على موقف وسطي بين الطرفين. غير أن دول الخليج اعتبرت ذلك انحيازاً إلى النظام العراقي، وفرضت عليه منذئذ، وعلى منظمة التحرير الفلسطينية، حصاراً سياسياً ومالياً شديداً. من جهتها، استخلصت الإدارة الأميركية من انتصارها العسكري في الكويت ومن مسار الانهيار الذي كان الاتحاد السوفييتي يتعرض له، أنها أصبحت في وضع يسمح لها بالدعوة (مع مشاركة رمزية من موسكو) إلى مفاوضات سلمية عربية – إسرائيلية. فاضطر عرفات (ونظراً أيضاً إلى رفض إسرائيل التفاوض معه) إلى الموافقة في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر 1991 على مشاركة وفد فلسطيني من خارج منظمة التحرير، مكوّن من شخصيات وطنية من الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، في مؤتمر السلام الدولي في مدريد، ضمن وفد أردني – فلسطيني مشترك.
سريعاً بعد انتهاء مؤتمر مدريد، عًقدت المفاوضات في واشنطن. وفي حين كان الوفد الإسرائيلي يتلقى تعليماته من حكومة يمينية كان يرأسها يتسحاق شامير، كان الوفد الفلسطيني يتبع مباشرة لعرفات. ومع تعثر المفاوضات افي واشنطن وانتقال الحكم في إسرائيل من حزب الليكود اليميني إلى حزب العمل بقيادة يتسحاق رابين في صيف 1992، أًطلقت مفاوضات سرية في أوسلو بين منظمة التحرير ووفد إسرائيلي، بمعرفة عرفات وتوجيهاته أيضاً. أدى مسار أوسلو إلى اتفاق وًقِّع في واشنطن في 13 أيلول/ سبتمبر 1993. نصَّ الاتفاق على مرحلة انتقالية لمدة خمس سنوات، وعلى قيام سلطة وطنية فلسطينية، ضمن حدود وقيود صارمة استنكرها العديدون من الفلسطينيين وغير الفلسطينيين العرب، وعلى إنهاء مفاوضات الوضع النهائي خلال خمس سنوات. وسمح الاتفاق بعودة عرفات إلى قطاع غزة في 1 تموز/ يوليو 1994. وقد مُنح الزعيم الفلسطيني، في كانون الأول/ ديسمبر 1994، جائزة نوبل للسلام بالتشارك مع يتسحاق رابين ووزير خارجيته شمعون بيريز.
فاز في انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية، التي جرت في كانون الثاني/ يناير 1996، بنسبة عالية من الأصوات في مواجهة منافسته الوحيدة السيدة سميحة خليل.
بعد فشل لقاء كمب ديفيد في تموز/ يوليو 2000، الذي جمعه، برعاية الرئيس الأميركي بيل كلينتون، برئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، والذي كان من أهم أسباب فشله مطامح إسرائيل في الحرم الشريف، تعرض عرفات لحملة مركّزة، أميركية إسرائيلية، حملته مسؤولية فشل التوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
بعد اندلاع الانتفاضة الثانية في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2000، تصاعدت الحملة الإسرائيلية التي استهدفته. وفي 12 كانون الأول/ ديسمبر 2001، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أريئيل شارون، الذي خلف إيهود باراك، أن عرفات “غير ذي صلة”. وبعد أسابيع قليلة، بدأت القوات الإسرائيلية، بمباركة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش، بفرض الحصار عليه في مقره برام الله. كما صار الرئيس بوش يدعو علناً، منذ ذلك الحين، إلى رحيله عن قيادة السلطة الوطنية ومنظمة التحرير.
كرّس ياسر عرفات للقضية الفلسطينية كل طاقته وكل وقته منذ سنوات شبابه، وعاش، بعد أن أصبح زعيماً لمنظمة التحرير الفلسطينية، حياة بسيطة متقشفة، امتزجت بتاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، التي انتقلت، تحت قيادته، من الدعوة إلى تحرير كامل التراب الفلسطيني إلى القبول، في حزيران/ يونيو 1974، بتحرير جزء من الأرض الفلسطينية، ومن المناداة بقيام دولة ديمقراطية فلسطينية، يتعايش فيها العرب واليهود، إلى القبول، اعتباراً من شهر آذار/ مارس 1977، بقيام دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي التي تنسحب منها القوات الإسرائيلية المحتلة، ومن اعتماد الكفاح المسلح طريقاً وحيداً للتحرير إلى القبول، في تشرين الثاني/ نوفمبر 1988، بالمفاوضات سبيلاً إلى التوصل إلى تسوية سياسية مع الحكومة الإسرائيلية تفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تكون القدس الشرقية عاصمة لها.
وقد تعرض عرفات، منذ سنة 1967، لمحاولات اغتيال عديدة، كان أخطرها خلال الحصار الإسرائيلي لبيروت في صيف 1982، ولدى قيام طائرات حربية إسرائيلية، في 1 تشرين الأول/ أكتوبر 1985، بقصف مقره في تونس.
ومع التأزم في العلاقات بين عرفات، من جهة، ودول الخليج العربي وسوريا من جهة أخرى، وتأييد الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش المطلق خلال الانتفاضة الثانية، وصفت إسرائيل عرفات بأنه عقبة وبأنها ستزيل هذه العقبة في الوقت الذي ستختاره. في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2004، بدأت تظهر على عرفات، وهو خاضع للحصار الإسرائيلي، أعراض مرض عصي على التشخيص، أخذ يتفاقم مع الوقت، الأمر الذي دفع المقربين منه إلى إرساله إلى فرنسا للعلاج. وفي 29 من ذلك الشهر، دخل عرفات مستشفى “بيرسي” العسكري في ناحية “كلامار” بالقرب من باريس، وأعلنت إدارة هذا المستشفى، في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، عن وفاته بعد دخوله في غيبوبة طويلة.
أجريت له مراسم تشييع رسمية في مطار عسكري فرنسي، بحضور رئيس الوزراء جان بيير رافاران، ثم نقل جثمانه إلى القاهرة وأقيم له تشييع رسمي بحضور عدد من الممثلين السياسيين الأجانب، وذلك قبل أن ينقل الجثمان إلى مدينة رام الله، حيث استقبله ما يقرب من 100,000 فلسطيني وفلسطينية، ثم دفن في مقره فيما يُعرف بـ”المقاطعة”.
في سنة 2012، استخرج جثمانه لدراسة فرضية موته بالسم بمادة البولونيوم؛ وبينما زكّى فريق الخبراء السويسريين فرضية التسمم، أرجع فريقا الخبراء الروس والفرنسيين موته إلى الشيخوخة.
المصادر:
الحسن، بلال. “عرفات قبل مدريد: القوانين التي حكمت مسيرته السياسية“. “مجلة الدراسات الفلسطينية”، العدد 60/61، خريف 2004 – شتاء 2005.
خليفة، أحمد ومحمود سويد. “حوار صريح مع شفيق الحوت: عرفات كقائد ’فتح’ كتنظيم، ومسيرة الثورة الفلسطينية“. “مجلة الدراسات الفلسطينية”، العدد 60/61، خريف 2004 – شتاء 2005.
عبد الرحمن، أحمد. “عشت في زمن ياسر عرفات”. رام الله: الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين – مؤسسة ياسر عرفات، 2013.
عمرو، نبيل. “ياسر عرفات وجنون الجغرافيا”. القاهرة: دار الشروق، 2012.
الفالوجي، عماد عبد الحميد. “مع الرئيس منهج حياة”. عمّان: دار الشروق، 2008.
نوفل، ممدوح. “عرفات بعد مدريد: من خنادق التطرف إلى ميدان الواقعية“. “مجلة الدراسات الفلسطينية”، العدد 60/61، خريف 2004 – شتاء 2005.
Gowers, Andrew and Tony Walker. Behind the Myth: Yasser Arafat and the Palestinian Revolution. New York: Olive Branch Press, 1992.
Kapeliouk, Amnon. Arafat l‘irréductible. Paris: Fayard, 2004.
Hart, Alan. Arafat: a Political Biography. London: Sidgwick & Jackson, 2004.