يقول تعالى : ( إقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق* خلَقَ الإنسانَ من علَق* اقرأ وربُّكَ الأكرم* الَّذي علَّمَ بالقلَم* علَّم الإنسانَ ما لم يعلم ) .
تعليم الله لنا كان بهبة العقل وأمانة إعمار الأرض ، وكان بالرسل الذين بلغوا رسالات السماء وخلاصات قصص تاريخ تطور البشرية ماديا وفكريا ، كما تعلمنا من علماء وعقلاء استفاذ من علومهم ونصائحهم حتى الأنبياء والرسل كما تعلم منهم كل من عرفهم معايشة أو من كتبهم ومن التاريخ ، والأساتذة والأستاذات من ورثة المرسلين في مهمة ومسؤولية التعليم والتربية والتكوين إلى أن تقوم الساعة رغم أنف الكارهين والمتجاهلين والمتعنتين …
ومن المشترك في تعليم الرسل والشغيلة التعليمية للناس أهمية وضرورة احترام من يربي ويعلم ومن له الفضل في نشر المعارف والعلوم ولو كان بأدناها لفك وتركيب الحروف وكيفيات إزالة النجاسة عن الجسد وآداب وطرق تطهير العقل من الخبث والحقد والجهالة ، ولقد توعد الله من يتطاول ويتحامق وينهر ويعتدي على الوالدين ولو بقول أف بالويل والسخط في الدنيا والآخرة ذلك لأن رضى الله من رضا الوالدين وسخطه من سخطهما ، وحتى يعلم الذين يجنحون للسب والكلام الساقط وضرب وقسمة أعضاء وطرح أجساد آبائهم أي أساتذتهم سواء أكان ذلك منهم تلقائيا لإرضاء نزواتهم المريضة أو بإيعاز ممن يتقاسم معهم تلك القناعة اللا إنسانية فهو – أو هم – في الهم سواء خارج القواعد الشرعية ومتعارضين مع ضوابط دولة الحق والقانون ومنتهكين لحقوق الإنسان المتعارف عليها عالميا وعندنا ، إنهم خارج تغطية ملائكة الحسنات وتحت رقابة الله بملائكة السيئات ، ولنا أن نخلص إلى أن احتساب الاعتداءات سيكون بمتوالية هندسية لأن آثار “الضرب ” والإهانة تتعدى من استهدف عمدا و عشوائيا من رسل العلم لتطال الآثار المدمرة والمستفزة كل الشغيلة التعليمية من الأولي إلى العالي و شغيلة كل القطاعات ومعهم التلاميذ والتلميذات والطلبة والطالبات ، و كل أسر وأقرباء ومعارف الجنود الحقيقيين المواجهين للجهل والأمية والتخلف الذين لولاهم لبقينا في عصور ما قبل التاريخ والحضارة .. إن ما يتعرضون له من قمع وتعسف يعتبر أكبر عائق وراء تسريع الخروج من خانة الدول المتخلفة / أو السائرة في طريق النمو ، كما يسئ للوطن ومؤسساته ..
ونسوق هنا للعظة والإقتداء قصة الصحابي سواد بن غزية مع النبي (ص) يوم بدر بعد أن لمسه في بطنه بعود سواك ليساوي صف الجيش قائلا له “استوِ يا سوادُ بن غزية ، فقال الصحابي : ” آآآآه .. أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق، فأقدني ” .. فكشف الرسول (ص)وهو قائد للجيش عن بطنه، ثم قال له : ” استقد ” أي اقتص ،
ونحن نقول للحكومة : آآآآآآآآه لقد أوجعتمونا بالإعتداء على رسل العلم …لكن كيف “سنستقد ” ؟؟
كما أوجعتم المعلمين والمعلمات بسن ” تشريع التعاقد “ الذي أدى وسيؤدي إلى المزيد من إضعاف وهشاشة قطاع التعليم والقطاعات العمومية ..؟؟
لهذا على الحكومة أن تستجيب لمطالب الشغيلة التعليمية وأن تحل المشاكل كما فعلت حكومة التناوب لتتخلص بجرأة إصلاحية إيجابية من تركة حكومة عملت بنقيض ما تدعيه فأساءت إلى من لهم الفضل عليها ويتوج بما هو من ابجديات عمل الشغيلة التعليمية في عصرنا هذا أي منع الضرب والتعنيف والإهانة بكل أنواعها تجاه التلاميذ والتلميذات ،
إن من الواجب والمفروض على الحكومة أن تقدم كل الدعم لقطاع التعليم الجبهة الوحيدة المتخصصة في محاربة الجهل والامية والتخلف ، إنهم أصحاب رسالة نبيلة ومفتاح للتقدم والإزدهار والتنمية الشاملة ،
فلا خير في كل من يضرب ويحقر والديه ومنهم أساتذته ورثة الأنبياء ولا يعجل بالتوبة والإعتذار وإصلاح أخطائه .
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : (العامل بالظلم، والمعين عليه، والراضي به : شركاء ثلاثة . )
فاتقوا الله إنه سبحانه و تعالى أخبر الناس كافة بأنه : (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) .سورة المجادلة
تارودانت : مصطفى المتوكل
السبت : 20 مارس 2021.