يمكن للحركة الأمازيغية أن تقدم خدمة وطنية كبيرة للبلاد عبر استثمار الامتداد الأمازيغي الذي يمتد من المغرب إلى عمق صحراء سيناء في جزيرة سيوة وقنا.تعتبر قبائل هوارة من أكبر القبائل الأمازيغية في مصر وعدد أفخاذها ثمانية أبرزها المهادية ولها حضور وازن في التركيبة القبلية والسكانية وغالبا ما كانت طرفا سياسيا مؤثرا ولو في حدود معينة، ويتوزع أبناؤها وهم، أمازيغ لغة وسلوكا، على أحزاب وجمعيات وحركات سياسية وحقوقية وثقافية وفنية مختلفة.كما أن أمازيغ السيوى الذين يتمركزون في واحة سيوى ورغم قلة عددهم بحوالي 23000 شخص، فإنهم مؤثرون خصوصا في الصحراء الغربية في الحدود مع ليبيا، وهي طرف سياحي مؤثر منذ اكتشاف هيكل توت عنح آمون بصحرائها.تبعد محافظة قنا عن الحدود السودانية الولاية الشمالية بحوالي 1000 كلم وهناك علاقات تجارية وثقافية كبيرة بينهما يساهم فيها الهواريون بشكل كبير حيث تمثل بضائع الملابس والحلي الذهبية والفضة والزرابي جزء أساسيا من مشتريات ساكنة الولاية الشمالية للسودان.وكذلك لا تبعد محافظة قنا بعنصرها الهواري إلا بحوالي ألف كلمتر عن أقصى مدن شمال إريتريا خصوصا مصوع أوباضع و لساكنتها الهوارية وغيرها علاقات تجارية وثقافية مع قبائل التيغري العربية المسلمة، بل وبينهما علاقات سياحية دينية من خلال مواسم دينية موسمية. ليس أكبر أهمية لبلاد تريد أن تكون محورا إقليميا من أن تكون طرفا في تجمعات إقليمية ثقافية وإنسانية وفق المنهج المغربي الذي يسعى إلى خدمة الإنسان والتسامي به إنسانيا وثقافة و انتماء من أن تنظر برعاية لهذا المعطى الجغرافي الذي يمنح المغرب (واحد من أكثر البلدان الأمازيغية العربية) هذا الحظ بوجود مواطنين ناطقين للأمازيغية في أقصى عمق صحراء سيناء وفي الحدود المصرية السودانية الإريترية.ما يستحسن فعله في هذه الحالة في تقديري الشخصي المتواضع هو:
1- الدفع بالجمعيات الأمازيغية النشيطة إلى محاولة ربط علاقات ثقافية إنسانية مع مكوني هوارة بقنا ومكون السيوة بالصحراء الغربية في الحدود مع ليبيا.
2- أن تفكر الدولة حسب قدراتها في إقامة إطار ثقافي مغربي- إفريقي للتبادل الثقافي والإنساني يتوج بفعاليات ثقافية عالمية.سيكون من المهم لو أن التوجه الملكي نحو عمقنا الافريقي والذي مس الديني والصوفي والتجاري والإنساني اكتمل بهذا العنصر الثقافي والانساني،فالملك يتكامل فيه العربي بالأمازيغي والمغرب يتكامل فيه الأمازيغي بالعربي ومن هذا المستوى يمكن أن تكون هناك خطوة جبارة للالتحام بعمقنا الإفريقي.
فبعض الأفكار الصغيرة قد تكون مدخلا لانجازات عظيمة.
*تدوينة على صفحة الفيسبوك للاخ د. سعيد جعفر / الاحد 6 دجنبر 2020 .