الديمقراطية:

      هي المشاركة الشعبية في قيادة الدولة والمجتمع, واحترام الرأي والرأي الاخر, وهي الاقرار بالمساوة بين الجنسين, وهي التعددية وتداول السلطة, وهي في المحصلة إلغاء كل حالات التمايز السياسية والاجتماعي والاقتصادي والثقافي من أجل سيادة المواطنة. الديمقراطية من جهة أخرى ليست شكلاً تتجسد في صناديق الاقتراع فحسب.. الديمقراطية جوهر.. وجوهرها تنمية الإنسان والعودة به إلى مرجعيته الإنسانية التي استلبت منه تاريخاً بفعل ضياعه في منتجاته داخل علاقاته الاجتماعية الاستغلالية من جهة, وبفعل القوى التي مارست عليه الاستبداد والاستغلال والتجهيل والضياع من جهة ثانية.. فالديمقراطية إذن هي مشروع إنساني هدفه الإنسان, ووسائل تطبيقه في المحصلة الإنسان نفسه, ونقصد بالإنسان هنا, هو من يبحث عن إنسانيته الضائعة والمستلبة والمشيئة والمغتربة في الديمقراطية. هذا وللديمقراطية أساليب إدارتها ولها قيمها أيضاً.. فأساليب عملها هي المؤسسات التي تديرها إدارات محلية مجالس نيابية ودساتير, ومؤسسات إدارية, وتمثيل شعبي, وصناديق اقتراع …الخ. أما قيمها فهي السمات والخصائص الأخلاقية والقيمية التي يتمتع بها مجتمع من المجتمعات أو أمة من الأمم وبالتالي على المشروع الديمقراطي أن يراعي هذه الخصوصيات القيمية عند كل مجتمع من المجتمعات, ولا نقوم بنقل تجارب ديمقراطية لأمة ما إلى أمة أخرى, ولكن علينا أن نستفيد من تجارب تلك الشعوب إذا كانت تتوافق وواقعنا المعيوش وقيمنا.

      من هنا نقول الديمقراطية صيغ وليست صيغة واحدة معطاة لكل الشعب كل مراحل حياتها. 

علاقة الديمقراطية بالحرية:

     الحرية مشروع إنساني أوسع بكثير من الديمقراطية .. الحرية (وعي الضرورة). أي وعي حاجاتنا التي تؤكد إنسانيتنا, والعمل على تحقيقها دون أي محددات وتابوات كونها مشروعاً إنسانياً يهدف إلى تطوير الإنسان والرفع من شأنه ومكانته, وهي مشروطة بالوعي والمسؤولية.. أي وعينا لمعنى الحرية كشروع إنساني, وعدم استغلالنا لها من أجل تحقيق مصالح أنانية ضيقة…

د. عدنان عويد كاتب وباحث من ديرالزور- سورية

‫شاهد أيضًا‬

عمر بن جلون: القضية الفلسطينية ومواقف أُطُرنا * ترجمة : سعيد بوخليط

فقط مع الحالة الفلسطينية،شَغَلَ الالتباس الإيديولوجي أهمية أولية،وترتَّبت عن ذلك نتائج في …