المجاهدة والمناضلة خديجة زهير، المعروفة بخديجة المذكوري، من مواليد سنة 1936 بمدينة الدارالبيضاء.
في بداية الخمسينات كانت حاضرة ضمن الحركة الوطنية والمقاومة المغربية ، بجانب قادة ورجال المقاومة ضد الإستعمار الفرنسي، حيث كانت تنقل الأسلحة والمراسلات وتربط الإتصال بين المقاومين.
بعد عودة محمد الخامس من المنفى سنة 1955، ترأست الوفد النسائي الذي استقبله الملك بالقصر الملكي بالرباط.
شاركت في انتفاضة 25 يناير 1959 وساهمت في تأسيس الجامعات المتحدة لحزب الإستقلال، ثم التحقت بحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية عند تأسيسه في شتنبر 1959،
لعبت دورا أساسيا في تكوين الخلايا الحزبية، كما ساهمت في تأسيس جمعيات المجتمع المدني النسائية للإشراف على محاربة الأمية وتلقين مهن الخياطة والطرز للنساء والفتيات بالأحياء الشعبية.
ترأست خديجة المذكوري العديد من وفود النساء الاتحاديات التي شاركت في المؤتمرات الدولية.
تعرضت للاعتقال في 16 يوليوز 1963، ضمن الحملة التي شملت المناضلين الاتحاديين، والتي ألصقت لهم تهمة المؤامرة على النظام ، حيث استضافها مركز التعذيب دار المقري ومورس عليها كل أنواع التعذيب من طرف الجلادين وعلى رأسهم الجنرال محمد أوفقير والكولونيل أحمد الدليمي…
تعرضت للتعذيب خلال سنوات الجمر.
كانت المرأة الوحيدة بجانب قياديي الحزب على كرسي الإتهام أمام محكمة الرباط سنة 1964، التي صدرت فيها أحكام بالإعدام وأخرى بسنوات متفرقة وفي حقها صدر حكم بالبراءة.
وبعد خروجها من السجن نظمت شبكة فعالة لمساعدة عائلات الضحايا والقيام بزيارات أسبوعية منتظمة إلى السجون لتزويد المناضلين المعتقلين بما يحتاجونه.
في سنة 1967 اضطرت إلى مغادرة المغرب لتمارس عملها النضالي في الخارج.
في سنة 2000 عادت إلى أرض الوطن بعد أن قررت أن تضع حدا لمنفاها.
بعد مضي سنة فوق التراب المغربي، انتقلت إلى الرفيق الأعلى المجاهدة المذكوري بعد مرض ألم بها، بمستشفى الحسن الثاني بمدينة أكادير، حيث كانت تتلقى عناية من طرف الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي الذي كان يتتبع مراحل علاجها مع فريق من الأطباء.
ووري جثمانها الثرى يوم 19 شتنبر 2001.
*الكاتب : عبد الرحيم توراني
السبت :23 مارس 2019.