تحل اليوم الذكرى الثالثة والأربعين لاغتيال القائد الاتحادي الفذ الشهيد عمر بن جلون، والاتحاد الاشتراكي يعيش انبعاثا تنظيميا وسياسيا متواصلان من شأنه فتح آفاق واعدة أمام القوات الشعبية لتجاوز كبوات السنوات الماضية،ولاستعادة الأمل والثقة في أفق تحقيق مزيد من المكتسبات على درب استراتيجية النضال الديمقراطي التي كان الشهيد عمر بن جلون أحد مهندسيها اللامعين.
إننا عندما نحيي هذه الذكرى منذ أكثر من أربعة عقود،فإننا لا نفعل ذلك من أجل رفع راية الابتلاء الذي اصاب الحركة الاتحادية على امتداد سنوات الرصاص، ولا نفعل ذلك بغاية اشهار ورقة المظلومية المتمثلة في البطش السياسيالذي كان مسلطا على قادة ومناضلي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
ان الجيل الثالث من الحركة الاتحادية عندما يواصل تخليد ذكرى هذه الفاجعة ، فاجعة التصفية السياسية
لأحد مؤسسي المعارضة الديمقراطية ببلادنا، فلأن عمر بنجلون بات يشكل للأجيال الاتحادية الناشئة شخصية مرجعية في تحديث العمل الحزبي ببلادنا وفي عقلنة مفهوم القيادة الحزبية، شخصية نموذجية في تأصيل المعنى التقدمي للالتزامالسياسي، شخصية ملهمة في ترسيخ جدارة الكفاءة الفكرية والوضوح السياسي والصرامة الأخلاقية.
اننا اليوم ونحن نحرص أشد ما يكون الحرص على تخليد ذكرى اغتيال الشهيد عمر بنجلون، فإننا لا نفعل ذلك من بابالاحتماء بالذاكرة،لأننا حسمنا هذا الامر بترجيح مبدأ الوفاء للذاكرة الاتحادية في سياق التوجه بخطوات ثابتة نحو المستقبل. كما اننا حين نتوقف في هذااليوم لاستعادة هذه الذكرى الاليمة فلا تحركنا في ذلك دوافع الثأرضد أيادي الغدر التي امتدت لهذا القائد الاتحادي الفذ، لأننا انتصرنا على هذا الوازع بكيفية واعية ومسؤولة، سواء برفع تحفظنا عن قرار العفو عن الجناة المنفذين لهذه الجريمة السياسية، أو بالانخراط الاتحادي التام والمتبصر في مسار العدالة الانتقالية،تكريسا لخيار المصالحة الوطنية الذي اختاره الشعب المغربي في تدبير ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان .
ضمن هذه القناعة، ومنذ نهاية الأسبوع المنصرم وإلى غاية نهاية هذا الشهر، ستواصل الكتابات الجهوية والاقليمية تنظيم تظاهرات وفعاليات موضوعاتية كصيغة متجددة و مثمرة لتخليد هذه الذكرى السنوية، وذلك في اطار الوفاء لتراث وروح الشهيد، وايمانه العميق بالدفاع المستميت عن السيادة الشعبية، وقناعاته المكينة بضرورة الارتقاء بالنضال الديموقراطي الى مراتب متقدمة تمكن المغاربة قاطبة من استكمال بناء دولتهم الوطنية الديموقراطية الحديثة والتقدمية.
ان المكتب السياسي اذ يترحم اليوم على الروح الطاهرة للشهيد عمر بن جلون، فانه يجدد دعوته الى كافة الأجهزة الحزبية من أجل تخليد هذه الذكرى بما يليق بها من إعمال الفكر، ومطارحة شؤون المواطنين وانشغالاتهم، من خلال بوابة النضال الديموقراطي المؤسساتي، ولا سميا منه تطوير العمل الجماعي، في الجماعات الترابية المحلية والاقليمية والجهوية.
كما ندعو كافة المناضلات والمناضلين الى جعل ما تبقى من شهر دجنبر الجاري، شهراللعمل والتفكير، عبر لقاءات جهوية تضم كافة المستشارات والمستشارين الاتحاديين والاتحاديات، تحدد جدولتها الزمنية، في جهات البلاد، وبالتنسيق مع لجن العمل الجهوية المنبثقة عن المكتب السياسي.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار
العزة لوطننا والكرامة لشعبنا.
الإثنين : 17 دجنبر 2018.