كتب الشهيد عمر بنجلون بعد انطلاق المسيرة الخضراء افتتاحية  (كلمة العدد) عدد 11/11/1975 من جريدة المحرر بعنوان ” مسيرة … تستلزم الاستمرار ” حيث أكد شهيد الحركة الاتحادية ” … فلتتم المسيرة إذن ، مع ما يمكن أن يترتب عنها من نتائج إيجابية أو سلبية ، و ليساهم الوطنيون و التقدميون للتأكيد على أنها قضية شعبنا ، قضية تحرير أراضينا في إطار موقف المغرب المبدئي و في إطار رفض الاعتبارات التكتيكية الملتوية ، و في إطار  العزم على مواجهة الطامعين من الآن … “
أهمية استحضار ما كتبه زعيم وطني فذ مثل الشهيد عمر بخصوص المسيرة الخضراء التي نحيي ذكراها 43 ، تكمن في كون ، كما عنون افنتاحيته ، الظرفية الراهنة تستلزم استمرار روح المسيرة الخضراء التعبوية لدى الجميع حتى نستطيع النجاح في مواجهة التحديات المطروحة على بلادنا في مجموعة من المجالات. هذه الروح تستوجب وضع مبادئ عامة لخريطة طريق بلادنا نحو المستقبل ، يجب علينا جميعا ، مهما كانت اختلافاتنا ، أن نتمسك بها. ويمكن سرد هذه المبادئ كالتالي:
– الوطنية هي المبدأ الاساسي الذي يجب أن يؤطر الرؤى و التصورات التي تخص حاضر و مستقبل بلادنا و بناء علاقات خارجية وطيدة مع الأمتين العربية والإسلامية و القارة الإفريقية ، وكذلك كل أحرار العالم ممن يتعاطفون مع قضايانا و على رأسها القضية الوطنية و يحترمون تاريخنا.
– استحضار روح دستور 2011 الديموقراطية و التحديثية كقاعدة راسخة تتأسس عليها القوانين و الإجراءات و الممارسات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التى تمس عمل المؤسسات و حياة المواطنين.
 – لا تراجع عن مكتسبات العهد الجديد من احترام لحقوق الإنسان كما هو متعارف عليها دوليا و قيام دولة الحق و القانون و احترام المواطنة و استقلال القضاء و صيانة الحريات العامة فى التفكير و التعبير و التدبير و تطوير البيئتين  السياسية الاجتماعية التتن تتيحان تنافسا طبيعيا بين القوى السياسية.
– إن نجاح الاصلاحات لن يتحقق إلا بالتتغيير الجذري فى سلوكيات مجتمعنا ، و هذا لن يتم بغير الانتصار للعدالة الاجتماعية عبر اتخاذ القرارات و الإجراءات الكفيلة بالحد من التفاوت الطبقي و الاستجابة لاحتياجات الفقراء ، من منطلق أن تحقيق الكفاية واجب ، و إنجاز الاستقلال المادى للفرد هو الذى يساعده على الافتخار بمواطنته و عدم التفريط في المشاركة السياسية الإيجابية.
– إصلاح المشهدين الحزبي و النقابي و تطوير آليات عمل منظمات المجتمع المدني ليس نهاية المطاف بل يجب ان يصاحب بثورة فكرية و علمية و أخلاقية تبدو بلادنا بحاجة ماسة إليها فى الوقت الراهن حتى يتسنى لها بناء مشروعها الحضاري. ومن هنا يجب أن تتوفر بلادنا على نظام تعليمي يشجع على النقد و الإبداع و البحث العلمي فى الإنسانيات و العلوم على حد سواء. 
– يجب أن نناضل جميعا كمغاربة، مهما كانت اختلافتنا كما سلف الذكر ، لتحقيق هذه الأهداف.
رحم الله الملك الحسن التاني صاحب فكرة المسيرة الخضراء و مهندسها و رحم الله الشهيد عمر و كل عام و انتم بخير.
الثلاثاء : 06 نونبر 2018.

‫شاهد أيضًا‬

اليسار بين الممكن العالمي والحاجة المغربية * لحسن العسبي

أعادت نتائج الانتخابات البرلمانية الإنجليزية والفرنسية هذه الأيام (التي سجلت عودة قوية للت…