شكل رحيل المرحوم الجابري سنة 2010 خسارة للاتحاد الاشتراكي و العالم العربي و على رأسه المغرب و معه الامة الاسلامية التي اصبحت تعيش الان حالة من الذل و المهانة بعدما كانت خير امة اخرجت للناس على سائر الامم على وجه الارض مند خلق السماوات و الارض .
كانت مساهماته الفكرية في مختلف المجالات السياسية و الفكرية و العلمية و الثقافية و الدينية غنية في التأصيل لقيام الحداثة و افكار التقدم و النهضة و القيام بتمرين دهني يروم قراءة مؤشرات أحداث انفجارات احداث 2011 التي لم يكتب له ان يعيشها على ضوء مشروعه الكبير إلا ان الاقدار شاءت ان يغيب عنها للمساهمة في تشخيصها و تحليلها و اقتراح الحلول للخروج من الازمة التي طالت العالم العربي الاسلامي في ظل التحولات التي يعرفها العالم و على رأسها التحديات التي يواجهها المغرب حالا و مستقبلا و غاب دوره داخل الاتحاد و خارجه باعتباره من مؤسسيه و منظريه . و قد انخرط مبكرا في الحركة الاتحادية كإحدى المدارس التقدمية المغربية حيت يحمل معه مند البداية بصمات الشهيد بن بركة و التزامه بقضايا الديمقراطية و التحرر .
و كان اول لقاءه بالمهدي حين اعلان نتائج الباكالوريا حيت تسلم الجائزة ، فدعاه المهدي للالتحاق بجريدة الاستقلال بتفوقه بشكل لافت في الترجمة سنة 1957 حيت قضى فيها سنة كاملة . هذا و قبل الاشارة الى بداية التحاقه بالاتحاد الى تقديم استقالته منه و ابراز مكانته و دوره الفعال في خدمة الحزب و مشروعه الفكري في مختلف القضايا التي تناولها في مؤلفاته التي سأذكر بعضها فيما بعد و كذلك الكشف عن استراتيجية الجزائر حول الصحراء المغربية التي استغرق الصراع في شانها مند 1975 الى الان .
كان المرحوم من مواليد 27/12/1935 بفكيك الجهة الشرقية تلقى تعليمه الاولى بمدرسة النهضة المحمدية بفكيك و الاعدادي بوجدة و الثانوي بالمدرسة المحمدية بالدار البيضاء و استمر في الدراسة الى ان نال شهادة الباكالوريا كمرشح حر .و التحق بسوريا في السنة الجامعية الاولى بجامعة دمشق و حصل على الاجازة في الفلسفة سنة 1961 و نال دبلوم الدراسات العليا سنة 1969 و بعده حصل على شهادة دكتوراه الدولة في الفلسفة سنة 1970 و هي اول دكتورة الدولة بالمغرب في مادة الفلسفة و عمل استاذ التعليم العالي للفلسفة بكلية الاداب بالرباط . و يعتبر الجابري رائد مادة الفلسفة في المغرب و كانت اطروحته تحت عنوان ” العصبية و الدولة معالم نظرية خلدونية في التاريخ الاسلامي سنة 1971 “. اما فيما يخص بداية التحاقه بشبيبة حزب الاستقلال فقد كان بمناسبة لقائه بالشهيد المهدي بن بركة حين اعلان نتائج الباكالوريا و تسلمه مباشرة الجائزة فدعاه المهدي للالتحاق بجريدة العلم لسان الحزب في مادة الترجمة حيت قضى بها سنة 1957 ساهم في خلق النواة الاولى للتنظيم الشبيبي ” اتحاد شباب المغرب “اما بعد انضمامه الى الجناح التقدمي و الديمقراطي ساهم في انتفاضة 1959 حيت كان ضمن الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال و من مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية سنة 1959 تم التحق بجريدة التحرير التي يصدرها الحزب مند تأسيسه بتاريخ 2 ابريل 1959 كسكرتير متطوع . انتخب عضوا في المجلس الوطني للاتحاد الوطني في ثاني مؤتمر سنة 1962 . كان كاتبا للشبيبة الاتحادية ” الوداديات ” اعتقل مع باقي المسؤولين و الاطر الاتحادية في مؤامرة تصفية الاتحاد و مكث رهن الاعتقال في زنزانة بالدار البيضاء ازيد من شهرين و اطلق سراحه لفراغ الملف . ساهم في اصدار مجلة اقلام و اسبوعية الاهداف سنة 1964 و ساهم ايضا في اصدار جريدة المحرر بصفة مؤقتة سنة 1964 خصص لنفسه ركنا في المحرر تحت عنوان ” بصراحة ” و وضب عليه الى ان استقل من الحزب سنة 1981 بعد توقيف الجريدة على اثر أحداث 20 يونيو 1981 وحلت محلها جريدة الاتحاد الاشتراكي التي كان يديرها محمد لبريني . كما سبق اعتقاله سنة 1965 ضمن مجموعة من رجال التعليم لكن اطلق سراحه اثر أحداث 1963 التي عرفها المغرب ، و بعد اختطاف الشهيد المهدي و اغتياله بفرنسا سنة 1965 غادر اليوسفي و اخرون المغرب الى المنفى بفرنسا و منهم من اختار الجزائر و منهم من اختار ليبيا في حين وقع اختفاء سري لعدد من المناضلين الاتحاديين و سجن اخرين . و في سنة 1972 ساهم الجابري في الاعداد للانتفاضة استعدادا لعقد للمؤتمر الاستثنائي سنة 1975 و ذلك بالمساهمة في كتابة التقرير الايديولوجي الذي تولى صياغته النهائية سنة 1974 . و هذا التقرير الايديولوجي هو الذي يعتبر مرجعية الحزب يطلق عليه ” استراتيجية النضال الديمقراطي ” الى الان حيت لا يمكن تغييره او تعديله إلا بمؤتمر او ببرلمان الحزب . لكنه رحمه الله قدم استقالته بعد المؤتمر من المكتب السياسي و اللجنة المركزية يوم 8 اكتوبر 1978 لكنها لن تقبل و اعاد تقديمها للمرة الثانية يوم 6 اكتوبر 1979 دون ان تقبل ايضا رغم انه تولى الاشراف على المؤتمر الوطني الثالث المنعقد ايام 5/9/10 دجنبر 1978 . و اخيرا قدم استقالته من المكتب السياسي للمرة الاخيرة يوم 15 ابريل 1981 و تفرغ للعمل الفكري الى ان انتقل الى جوار ربه رحمه الله .
ان المتتبع للسيرة الدانية للجابري مند طفولته حيت ينتمي الى اسرة فقيرة و استطاع ان يتحدى جميع العراقيل و الصعوبات التي عان منها طوال حياته الى ان اصبح من اكابر مفكري العرب . و بدون مبالغة كان الجابري رجلا عصاميا عظيما مخلصا لمبادئه و خلقه ، عظيما في علمه الغزير . يعرف كيف يضع علمه و ثقافته و جميع امكانياته و مقدراته و كفاءاته الفكرية . يتميز بطاقاته الغزيرة في خدمة العلم و المعرفة و كان مرافقه الكتاب و في خدمة المثل الانسانية العليا و مبادئه السامية التي يؤمن بها من اجل التقدم الشامل . كان الرجل في زهده و قناعته و الرضا بالقليل اليسير و لم يكن زهده تظاهرا بالفقر و المسكنة فلم يكن يبدو عليه الفقر حتى في اشد الحالات عسرا من الناحية المالية . و كان زهده زهدا حقيقيا لا يسعى الى مناصب رغم كفاءاته بها و لا يحب الظهور لأنه كان يضع المال في الدرجة الاخيرة او الاعتبار خاصة في الوقت الذي يضع فيه علمه و خلقه و رجولته و شجاعته فوق جميع الاعتبارات فوق التهديد و فوق الاخطار المحققة و فوق المساومات و الاغراءات .
كان الجابري مهتما بالتراث العربي الاصيل و مع ذلك لا يدعي السلفية مدافعا عن الحركة الوطنية التي ناضلت من اجل الاستقلال و التراث العربي الاسلامي . و يرى انه لا يمكن للعرب عامة ان يتحرروا من الترات برميه الى البحر و القطيعة معه و المهم عنده احياء هذا الترات مؤكدا انه عندما تكون الثقافة تراثية فان الخطاب يتجه الى الحداثة اولا و قبل كل شيء بهدف اعادة قراءته و تقديم رؤية عصرية عنه و يشير في بعض مؤلفاته الى اراء بعض العلماء و الائمة في العالم العربي الاسلامي و التي عرفها مند قرون و سنوات كابن رشد و غيره . اما فيما يخص وحدة اليسار كان اقتراحه تشكيل الكتلة التاريخية الوطنية بدلا من الكتلة الديمقراطية باعتبارها امتداد لحركة التحرير الشعبية و التي تشكلت من الاحزاب الوطنية الديمقراطية : الاتحاد الاشتراكي ، التقدم و الاشتراكية و منظمة العمل الديمقراطي و الاتحاد الوطني .
و بشأن مسألة الترات فقد الف كتابه الشهير ” نحن و الترات ” قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي سنة 1980 ترجم الى التركية و الاسبانية و في كتابه ” الترات و الحداثة ” سنة 1991 نشر جديد لإعمال ابن رشد الاصلية مع مداخل و مقدمات و شروح سنة 1997 و عد مقالا في تقرير الشريعة و الحكمة من الاتصال و الكشف عن مناهج الدولة صفاته الملة .
اما بالنسبة للفكر العربي فقد تناوله في مختلف مؤلفاته في جميع الجوانب المتعلقة به و قام بتشخيصها بكل موضوعية ،اصبحت مرجعا للفكر العربي و غيرهم و منها :
– الخطاب العربي المعاصر دراسة تحليلية نقدية سنة 1982 .
– تكوين العقل العربي سنة 1984 .
– بنية العقل العربي سنة 1996 .
– العقل السياسي العربي .
– مقدمة لنقد العقل العربي .
– العقل الاخلاقي و العربي .
هذه المؤلفات تمت ترجمتها الى عدة لغات خاصة التركية . هذا ما يخص الفكر العربي اما بقية المواضيع المختلفة فلم يتوانى الجابري بالاهتمام بها و اصدر مؤلفات في شأنها و يتعلق الامر على سبيل المثال و ليس على سبيل الحصر .
– اضواء على مشكل التعليم بالمغرب سنة 1973 .
– مدخل الى فلسفة العلوم في جزئين .
– من اجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية و التربوية سنة 1977 .
– السياسة التعليمية في المغرب العربي سنة 1987 .
– اشكالية الفكر العربي المعاصر سنة 1988.
– المغرب المعاصر ” الخصوصية و الهوية و الحداثة و التنمية ” سنة 1988 .
– حوار المغرب و المشرق .
– المسألة الثقافية .
– المثقفون في الحضارة العربية و الاسلامية ” محنة بن حنبل و نكبة ابن رشد ” سنة 1990 .
– مسألة الهوية ” العروبة و الاسلام و الغرب ” سنة 1995 .
– الدين و الدولة و تطبيق الشريعة سنة 1996 .
– المشروع النهضوي العربي سنة 1996 .
– الديمقراطية و حقوق الانسان سنة 1997 .
و لم يكتفي الجابري من اصدار مثل هذه الكتب فانه يصدر كل شهر سلسلة من كتيب تحت عنوان مواقف يخصص كل جزء منها بتفصيل لموضوع هام و نذكر منها جزءا يتعلق بقضية الصحراء تحت عنوان ” اخاءات و شهادات ” الصحراء بين التفريط و الانقاد تاريخ ما لا ينفي ان يهمله التاريخ و يشمل بكل تفصيل مشكل الصحراء مند البداية الى تاريخ وقوعها بين يد الامم المتحدة و اوضح من خلالها استراتيجية الحكام الجزائريين بقوله ” ان الحكام الجزائريين يريدون الاحتفاظ بعدم الامن و الاستقرار في الصحراء لتحقيق احد الاحتمالين :
– اما قلب الوضع في موريتانيا و جر البلد الشقيق الى جانبهم حتى يتسنى لهم تطويق المغرب من الصحراء نفسها اي من القسم الذي سلمته بالإضافة الى تطويقه من الشرق .
– اما حمل المغرب على التنازل و الدخول في المساومات بينهم ان يساوموا على حساب البوليزاريو فهم مستعدون للإلقاء بهم في البحر او يسلمونهم لمن يرغبون في استقبالهم اذا كان ذلك سيحقق لهم حلمهم في الحصول على منفذ الى المحيط الاطلسي و انقاد حديد مدينة تندوف و انهاء مشكل الحدود مع المغرب على اساس الامر الواقع .
و اشير الى ان هذا العدد من المواقف تضمن قضية الاستفتاء في مؤتمر القمة الايفريقية المنعقد في نيروبي الذي اقترحه المرحوم الحسن الثاني حول الصحراء و ما ترتب عنه من اعتقال المكتب السياسي انداك و على رأسه المرحوم عبد الرحيم بوعبيد حيت امضوا مدة في سجن ميسور . و دون الدخول في تفاصيله و نتائجه السلبية التي مازالت قائمة الى الان حول القضية الوطنية . و تضمن مواقف الجابري مسألة حول المبعوت من القصر اليه للتدخل في موضوع المعتقلين .
اما بالنسبة لحكومة التناوب التي ترأسها الكاتب الاول استادنا المجاهد اليوسفي فقد دافع الجابري عن التجربة و قدم في شأنها محاضرة نشرتها جريدة الاتحاد و المستقبل العربي و مجلة فكر و نقد . مقدما اشكالية الحقل السياسي المغربي الحديث ، كصراع حول من سيكون الى جانب الملك و يكون الملك الى جانبه . هل احزاب الحركة الوطنية و امتداداتها ام القوة الثالثة التي سماها الشهيد المهدي و التي سماها اليوسفي بجيوب المقاومة و هي التي اراد الاستعمار ان يراهن الملك بواسطتها في مصالحها . و اعتقد ان المغرب لن يخرج من الازمة إلا بالتخلص من هذه القوى و امتداداتها الى الان .
و هكذا فكان من مؤلفات المرحوم الجابري الاخيرة حول القران الكريم حيت اصدر في شأنه ثلاث اجزاء ، المدخل الى القران الكريم 2007 ، منهج القران الكريم و تفسير القران و ترتيب السور والآيات حسب النزول . و قد نالت هذه المؤلفات المتعلقة بتفسير القران اقبالا عظيما ، كما ووجهت انتقادات متعددة من علماء المشرق العربي حول مسألة ترتيب الايات حسب النزول لكن المرحوم لم يعقب على منتقديه . و اعتقد ان السبب يرجع الى منهجية الجابري التي لم يعتاد عليها علماء الشرق الذين يعتمدون التقليد في النقل و لم يستوعبوا منهجية الجابري .و لم يفهموا ان الاختلاف الجدري في الفروع و الجزئيات دون الخروج عن الاصول من جهة تم ان المطلوب من القران هو الفهم و التدبر و العمل به و هو غير قابل للتبديل و التحويل و توظيفه لإغراض اخرى .
و بخصوص الانتقادات الموجهة لمؤلفات الجابري حول القران فتتعلق على منهجه في التفسير و اسباب النزول و ترتيب الايات حسب النزول كما سبق . لكن المرحوم لم يرد عليها تفاديا لجدال عقيم حول الكتاب المنزل من ربه الى رسوله الذي تولى تفسيره و توضيحه و فهمه خاصة لصحابته الذين حضروا عصر التنزيل . و جاءت روايات الصحابة و التابعين هي مرجعية المقرون و المنقوط من علماء المسلمين و تولوا تصنيف الكتب المتعلقة بفهم القران و توضيحه نحو خطوة يراد منها تقريب ما غمض و تسهيل ما صعب ذلك ان الحاجة ملحة و دائمة الى التعرف على اسرار القران و علومه الشيء الذي لا يمكن ان ينفد الى فهمه بالكلية كيف ما كان مستواهم الذين يطلق عليهم الراسخون في العلم .و هو ما يستفاد من قوله تعالى ” و ما اوتيتم من العلم إلا قليلا ” . ” و قل ربي زدني علما ” و لذلك يبقى الاجتهاد في محاولات الفهم و التدبر و هو ما يؤدي الى الاختلاف في شأنه مند نزوله الى الان بين المفسرين فمنهم من كتب في التفسير و اخرون حكموا لاستخراج الاحكام و استنباطها و فريق اخر التأويل و استنباط الاشارات و طائفة منهم تبيان اسباب نزول الايات القرآنية كما هو الشأن بالنسبة لجلال الدين السيوطي الذي قام بدراسة جامعة لأقوال الائمة كالقرطبي و ابن كثير و الواحدي حيت اشار من خلاله الى ان كتب التفاسير يختلط فيها العلوم بعضها ببعض و لكن تتميز هنا الاسباب من غيرها و تنفصل لتكون عونا على فهم الايات و تفسيرا لها في اجانب عدة . لما جاء الجابري بمنهج جديد يخالف ما سار عليه المنتقدون و غير المنتقدين الذين يعتمدون النقل و اتبعوا مذاهب مختلفة لا تخلو من الاختلاف حتى في الاصول و الحال ان الاجتهاد لا يجوز إلا في الفروع و الجزئيات و اكثرهم ينهجوا النهج التي كانت عليه الانظمة السياسية و خاصة العربية السعودية و لم يستطيعوا ان يتخلوا عما يتبناه النظام السعودي ، و تارة يخرجون بفتاوي لا سند لها في الكتاب و السنة لمسايرة اهواء النظام . اما الجابري يتوفر على تراكم واسع في المعرفة و مختلف العلوم و كان يرتب السور و تطبيقها و سردها و التعليق عليها بأسلوب منطقي علمي و شرعي و قد اشار الى الايات المكية الى انها مغلقة و الخطاب الموج فيها يتعلق بالمشركين اولا في حين الايات المدنية الطويلة فهي مفتوحة و اشار الى الفئات الموجه لها الخطاب في الايات المدنية الى المؤمنين و المنافقين … الخ حيت استقر فيها الرسول (ص) عشر سنوات قبل وفاته . و خلالها كانت المدينة مليئة بالأحداث من كل نوع مما يصعب معه اقامة الفتاوي بين مسار التنزيل و مسيرة الدعوة و بين ترتيب السور . و هناك نزلت بعض السور تظم ايات يقال انها نزلت في اوقات مختلفة و لكن متزاحمة و يؤكد ابن عباس فيما روي عنه قوله ” كان الرسول اذا نزلت اية فيقول لكتاب الوحي ضعوا هذه السورة في سورة كذا و كذلك .” و من هنا انطلق الجابري باجتهاده من ترتيب السور و الايات حسب النزول و هو ما لم يستطع معه علماء التفسير القيام به و لما فوجئوا بنهج الجابري احدت الحيرة لمخالفيه لمنهجهم المألوف و التي اعتمدوا فيه على خلق الموصفات التي لم يترك منها الجابري صغيرة و كبيرة إلا و تناول في فهم القران و فهمه و تفسير و ترتيب السور و الايات .